ماذا يمكن أن يضيفه من سيكتب عن سيرة فريد الأطرش ، فقد استهلك الموضوع وكتبت فيه عشرات الكتب وآلاف المقالات في الصحف والمجلات الفنية ومالا يعد ولا يحصى من الصفحات على الويب ، إلا أنه ليس كل ما كتب عن الرجل صحيحا فقد اختلطت الأساطير بسيرته وفنه ، وحتى لا نجتر كل ما سبق أن كتب خصصنا هذه الصفحة للجوانب الغامضة والأسطورية في سيرته وفنه ، وفي كل مشاركة سأحاول أنا وكل من سيتكرم بالانضمام إلى هذا الموضوع بتسليط الضوء على ظاهرة أو حدث أو عمل فني اختلطت فيه الأسطورة مع الواقع في سيرة أو فن هذا الموسيقار الكبير محاولين إجلاء الغموض عن بعض الجوانب الغامضة المرتبطة بهما .
أسطورة فريد الأطرش وسامية جمال يوثق لها فيديو نادر من الأرشيف الفرنسي
الأسطورة : شكل فريد الأطرش وسامية جمال واحد من أشهر الثنائيات في تاريخ السينما العربية ، فقد جمعتهما ستة أفلام لازالت تقدم إلى اليوم كأجمل ما قدمته السينما الاستعراضية في الوطن العربي ، ابتدأت أسطورة فريد وسامية ( زينب خليل إبراهيم) في كازينو بديعة مصابني ملكة ليل قاهرة المعز، قدمها فريد إلى مخرج فيلم انتصار الشباب أحمد بدرخان حيث ظهرت ككومبارس في أوبريت ليالي الأندلس الشهيرة بأوبريت الختام ، بعدها دأبت على الظهور بجانبه في كثير من الأماكن العامة . بعد وفاة أسمهان وسقوط اغلب أفلامه اللاحقة لانتصار الشباب أقحمها فريد في أول إنتاجاته السينمائية فيلم حبيب العمر وتحكي الأسطورة أن سبب إشراكها في الفيلم يعود إلى رغبة فريد في اقتصاد اجر بطلة الفيلم لأنه كان متيقنا أن سامية لن تطالبه باجر وبسببها وقع خلاف بينه وبين شريكه في الإنتاج كاد على إثره أن ينهار مشروع الفيلم. قدم الفيلم سنة 1946 وصار واحد من أضخم النجاحات التجارية في تاريخ السينما المصرية بعدها قدما سوية خمسة أفلام أخرى هي أحبك أنت ، عفرية هانم أخر كذبة ، ماتقولش لحد وتعال سلم ، كانت مرحلة سامية جمال أزهى مراحل مسيرة فريد الأطرش الفنية على الإطلاق ففيها قدم روائعه الخالدة كالربيع ، يازهرة في خيالي ، حبيب العمر؛ بساط الريح أوبريت الشرق والغرب وغيرها عدا كثير من المقطوعات الصامتة التي ألفت خصيصا لترقص عليها سامية ، وقد انتظر الجمهور والوسط الفني أن تتحول قصه الحب هاته التي دامت أكثر من عشر سنوات إلى زواج إلا أن فريد تملص من هذه الفكرة وتحكي الأسطورة أن فؤاد الأطرش شقيق الموسيقار هو من عارض هذا الرباط بدعوى أن الأمير سليل عائلة الأطرش العريقة لا يمكنه أن يتزوج من راقصة دخلت القصور من أبوابها الخلفية ، والحقيقة أن سامية إرتبطت بعلاقة عاطفية شهيرة بالملك فاروق وهو من خصها بلقب راقصة مصر الرسمية. في أواخر سنة 1951 ستنفصل سامية جمال عن فريد فنيا وعاطفيا ، وستتزوج من رجل النفط الأمريكي شبرد كنيج الذي اعتنق الإسلام ليتزوجها وسيخرج الذين تنبوا بنهايته عقب وفاة أسمهان ليكرروا نبؤتهم بان نهاية فريد حلت بانفصاله عن سامية جمال إلا أن فريد عام بعد ذلك سيعود كطائرالفينيق في فيلم لحن الخلود مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ويقدم واحد من أقوى الأفلام الغنائية في تاريخ السينما المصرية . بعد زواج دام سنة ونصف طلقت سامية من زوجها الأمريكي وعادت إلى مصر لتستأنف مسيرتها لكن هذه المرة بعيدا عن فريد وتزوجت من الممثل رشدي أباظة ورغم إستمرار زوجهما مدة طويلة إلا أنها ضاقت درعا بمغامراته النسائية فطلقت منه ثم إبتعدت عن الأضواء وإنزوت في دائرة النسيان لتموت عام 1994 عشرين سنة بعد وفاة فريد ، وإذا كان فريد قد شيعته مئات الآلاف في بيروت ثم القاهرة فإن سامية جمال دفنت بحضورأربعة أشخاص فقط واحد منهم كان من الوسط الفني يتعلق الأمر بالممثل سمير صبري. فيديو يحكي الأسطورة : الأسطورة يحكيها فيديو جد نادر من الأرشيف الفرنسي يوثق لزيارة فريد الأطرش وسامية جمال لتونس في يناير 1951 أشهر قليلة قبل انفصالهما ، ويتذكر قدماء المغاربيين كامحمد شعبان ومختار حيدر وغيرهما أنه قبل ظهور التلفزيون كانت الدولة تفرض على صالات السينما في المغرب العربي كما في فرنسا أن تعرض قبل تقديم الفيلم نشرة إخبارية معروفة عند رواد السينما في المغرب العربي ب La partie journal ، المقطع الذي أرفعه من إحدى نشرات الأخبار السينمائية الفرنسية في شتاء 1951 ويمثل وصول فريد الأطرش وسامية جمال إلى المسرح البلدي بتونس وهذا هو التعليق المصاحب ترجمته من اللغة الفرنسية : واصل فريد الأطرش والراقصة الفاتنة سامية جمال زيارتهما إلى تونس، وقد لقيا ناجحا منقطع النظير على خشبة المسرح البلدي. والجانب الأسطوري في هذا الفيديوالنادرهوالاستقبال الحار الذي لقيه الثنائي في بوابة المسرح البلدي بتونس ويدل على النجومية الطاغية التي كانا يتمتعان بها في جميع أصقاع الوطن العربي ولو عرضت الفيديو على أي شخص لايعرفهما ومجردا عن التعليق لنسبه إلى أحد ثنائيات هوليوود في عصرها الذهبي . وأنا أنهي تعليقي لا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى شيخ المنتدى امحمد شعبان فقد سألته وأنا أهيئ هذه المشاركة عن هذه الزيارة وأخبرني أن فريد الأطرش وسامية جمال حلا بتونس رفقة الياس المؤدب في 22 /01/ 1951 وأقام حفلتين بالمسرح البلدي غنى فيهما أغاني منها ما قلي وقلتله وبساط الريح ويابنت بلدي وما ذكره الأستاذ امحمد شعبان إضافة تاريخية في غاية الأهمية فإلى الآن هناك من ينفي أن يكون فريد قد غنى استعراض بساط الريح على المسرح في حفلة حية مع الجمهور.
الاخ الكبير ابو الياس احييك على هذا التسجيل النادر ويا ليتك تبحث عن الحفلات التي اقامها الموسيقار في المغرب العربي ووجود هذا الفيديو يدل على انه من الممكن الحصول على التسجيل الكامل واسمح لي ان اعترض على كلمتك ان افلام فريد الاطرش قد فشلت بعد انتصار الشباب وبامكاننا القول ان افلامه التي مثلها بعد انتصار الشباب كانت اقل نجاحا والفيلم الوحيد الذي فشل هو فيلم جمال ودلال الذي اخرجه الممثل استيفان روستي ولك يا اخي ابو الياس كل المحبه والتقدير والاحترام
الفيديو تحفة يا ابو إلياس
فريد و سامية من الثنائيات الخالدة في السينما العربية و يكفي فيلمهما الرائع حبيب العمر الذي يعتبر الانطلاقة الحقيقية لراقصة مصر الرسمية و عقد الفيلم وكما قرأت كان هدية عيد ميلاد سامية من حبيب العمر فريد
تحفة يا أبو إلياس
بس لو فيديو طويل حبتين يكون أروع وأروع
على العموم جهد رائع والأروع هي فكرة الموضوع التي تستثير حفيظة كل أطرشي ليخرج لنا مافي جعبته من معلومات طريفة وجديدة ونادرة عن فريدنا
__________________
لا تُلْقُوا باللؤلُؤ إلى الخنزير, فـإنّـــه لا يصْنـــع بـه شيئـاً
ولا تُعْطُوا الحِكْمةَ مَن لا يُريدها
فإن الحكمةَ أفضلُ من اللؤلؤ, ومن لا يرِيدها أشَرُ من الخنزير
حقيقة ما جرى في سينما الملكي بالدار البيضاء أوحادثة طرد فريد من المسرح
تطرقت في المساهمة السابقة لزيارة فريد الأطرش لتونس عام 1951 ، في نفس السنة وضمن جولته لشمال إفريقيا زار فريد المغرب واتسمت زيارته بحادث أليم لم يسبق أن واجهه في مسيرته الفنية الطويلة ، فقد كان من ضمن برنامج زيارته أن يغني في حفل افتتاح صالة سينمائية جديدة بمدينة الدار البيضاء تسمى صالة المسرح الملكي لازالت موجودة إلى اليوم ، وسبق قدومه حملة إشهارية كبيرة فقد أراد مالك الصالة أن يستغل شهرة فريد الجارفة في المغرب للدعاية لمشروعه الجديد وكان من ضمن برنامج الاحتفال أيضا عرض فيلم عيش وملح بطولة سعد عبد الوهاب ونعيمة عاكف في أول عرض له بالمغرب ، وقع كل هذا في ظرفية جد خاصة فقد كان المغرب تحث نير الاستعمار الفرنسي واشتدت المقاومة الوطنية وقابلها قمع شديد من لدن الفرنسيين . كانت الصالة مليئة عن آخرها دخل فريد الصالة تحث تصفيق منقطع النظير حيا الجمهور وقال جملة واحدة لم يزد عليها شيئا : قبل أن أبدأ أشكر الحكومة الفرنسية التي سمحت لي بالدخول إلى المغرب ، كانت هذه الجملة كافية لأن تقلب الصالة رأسا على عاقب وقام المتفرجون يرمون فريد بالأحذية بل يحكى أن هناك من اقتلع الكراسي ورمى بها فريد على خشبة المشرح هنا تدخل البوليس الفرنسي لحماية فريد وأحاط به من كل جانب ثم نقل تحث حراسة أمنية مشددة إلى الفندق الذي كان ينزل به ومنه غادر دون أن يغني بالدار البيضاء. هذا السيناريو هو أقسى ما يمكن أن يقع لمطرب على المسرح و لم يحدث سوى لعبد الحليم حافظ ليس في الواقع ولكن في السينما في فيلم معبودة الجماهير. في محاولة مني لتبرير ما حدث يمكنني أن أقول إن ما استقصيته من الذين عايشوا الفترة والحدث يفيد أن الذين نظموا رحلة فريد الأطرش إلى المغرب بل وحفلة سينما الملكي كانوا من الخونة المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي ، ويرجح أن يكونوا هم من أوحوا لفريد بشكر سلطات الاستعمار دون مراعاة لشعور المغاربة ، و الذين يعرفون الرجل يحكون انه كان عفويا ومفرطا في حسن النية إلى حد السذاجة ويحتمل أن يكون قد شرب المقلب ، لكن ألا يحتمل أن يكون الجمهور قد جاء خصيصا لهدم الحفلة على رأس فريد سيما أنه بعد مرور ما يقارب ستين سنة عن الحادث هناك أساطير تحدثت عن حضور كثيف لرجال الحركة الوطنية المغربية في الحفل وتذهب الأساطير بعيدا حيث تحكي أن فريد قذف بالطماطم الفاسدة ، هذه الراوية من الأساطير التي علقت بسيرة الرجل ، لكن أحد عشاقه القدماء الذين التقيتهم حكي لي أن سبب حادث الدارالبيضاء يعود إلى أن فريد قبل حلوله بالدار البيضاء غنى في مدينة مراكش للباشا التهامي الكلاوي أكبر المتعاونين مع الاستعمار وأشاد به وبعروبته ! ! ! وفي إحدى حفلاته العامة هناك غنى أكل البلح حلو بس النخل في العالي واعتبرها المغاربة تعريضا من فريد بهم فأكل البلح فسروه بأنه هو الاستقلال والنخل في العالي هو مواجهة فرنسا والتضحيات، هذه الرواية لا أستطيع أن أوكدها ولا أن أنفيها لكني أستطيع في كل هذا أن أدافع على حسن نية الرجل وصفاء سريرته . مع كل ما جرى ظل فريد الأطرش واحد من أكثر النجوم العرب شعبية في المغرب ، وسيغني أمام الحسن الثاني سنة 1963 أثناء زيارته للقاهرة وسيعود إلى المغرب سنة في 1971 في زيارة لم تكن أحسن من الأولى وسيلازمه نحس المغرب ، ترقبوا التفاصيل في موضوع مقبل .
الاخ ابو الياس شكرا لما تمتعنا به من تسجيلات و احاديث جميله ولكني لا اظن اخي الكريم ان الجمهور قذف فريد الاطرش بالاحذيه او الكراسي بل فريد غنى ذات مره لملك غي مرغوب فيه وتعرض للتصفير والزعيق والمغرب العربي يحب فريد الاطرش بجنون اما حادثة المطرب عبد الحليم فلم تحدث فقط في حفلة في فيلم معبودة الجماهير بل حدثت كما روى حليم بنفسه الحكايه في بداية طريقه الفني وفي الاسكندريه حيث تعهد مع المعلم صديق على احياء حفل في الاسكندريه ولما بداء بالغناء استهجن الجمهور ما يغني فهم لم يهضموا اغاني من نوع على قد الشوق وصافيني مره لانهم كانوا متعودين على عبد المطلب والسيده الرائعه الكبيره ام كلثوم وغيرها ويومها بكى حليم ولم تثنه الطماطم والبيض والخيار واصر على السير في طريق الفن وساعده الكثيرون امثال الكاتب الكبير مصطفى امين والشاعر الرقيق الكبير كامل الشناوي وغيرهم حتى وصل حليم وبقوه الى عالم الفن وارجو منك اخي ابا الياس ان تبحث عن الحقائق جيدا بشان الموسيقار العربي الكبير فريد الاطرش ولك محبتي وتقديري ناظم من القدس الشريف