* : فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 03h52 - التاريخ: 27/04/2024)           »          جوزيف عازار (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h03 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          مُحيي الدين بعيون (الكاتـب : sol - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 21h45 - التاريخ: 26/04/2024)           »          نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 26/04/2024)           »          هدى سلطان- 15 أغسطس 1925 - 5 مايو 2006 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : ديمتري ميشال مل - - الوقت: 17h36 - التاريخ: 26/04/2024)           »          إعلانات زمان (الكاتـب : سامية - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h15 - التاريخ: 26/04/2024)           »          يوسف دهان (الكاتـب : محمد الساكني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          احسان صادق (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h40 - التاريخ: 25/04/2024)           »          التخت العربى (الكاتـب : عصمت النمر - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h18 - التاريخ: 25/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > أصحاب الريادة والأعلام > الأيكة الكلثومية (31 ديسمبر 1898- 3 فبراير 1975) > التحليل الموسيقي للطرب الكلثومي

التحليل الموسيقي للطرب الكلثومي تحليلات موسيقية لأغاني أم كلثوم

 


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 29/08/2021, 13h56
Muhammad Sarhan Muhammad Sarhan غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:251507
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: ..
الإقامة: .
المشاركات: 135
افتراضي لحن يا مسهرني : تاج سيد مكاوي المُرصَّع بالخلود.

لحن يا مسهرني : تاج سيد مكاوي المُرصَّع بالخلود.
بقلم : محمد سرحان
_________________________

(١)

لم يحتج سيد مكاوي إلى أكثر من ساعة ونصف ليقلب ابعاد الخريطة الموسيقية رأسا على عقب ليلة ٦ ابريل ١٩٧٢ م.

وبينما كان التصفيق المُدوِّي يزلزل مسرح قصر النيل نهاية وصلة يا مسهرني ٦ ابريل ٧٢ ، كان الموسيقار سيد مكاوي يضطجع الى جوار العظمة رسميا في مملكة ام كلثوم.

وكالنسر الكاسر.... حلَّق لحن سيد مكاوي " يا مسهرني" عاليا فوق السحاب في سماء ١٩٧٢ .

ومؤقتا.... كان على الحان ذلك الموسم ان تتحمل الوحدة والانعزال بسبب يا مسهرني المكاوية، التي اقترب فيها ملحننا من حدود المستحيل، ومضى يروي بأوتار عوده سطور شاعر الشباب رامي، ومعيدا أمجاد ذلك الشاعر العظيم .

إن النجاح الذي كلَّل مساعيه في تلحين هذه الرائعة مهما كان مقدرا له من الرفعة والعظمة (وربما كان لموسيقارنا مثل هذه التوقعات) قد ذهب الى ابعد من امال سيد مكاوي نفسه!

ولاحقا سيكون لحن " يا مسهرني" الدجاجة التي ستبيض ذهبا لابو السيد ( كما كان يحب ان يُنادَى)

(رامي الجديد)
************
رامي الذي كان له عرش الماضي، تركت اشعاره ذكريات لا زالت عزيزة في قلوب العرب عن الرومانسية، يوم كانت " ام كلثوم الثلاثينيات والاربعينات" تتغنى بصوره البديعة التي اخترقت بدقة مشاعر العرب في تلك الايام.

كان العشاق يسكبون باشعاره افانين الغزل في اذان الحسناوات :
" انت النعيم والهنا . انت العذاب والضنى"
" يا ظالمني يا هاجرني"
الخ الخ الخ

هل كان هو رامي ذاته في نص يا مسهرني؟

ليومنا هذا يستمرُّ عنصر الغرابة حاضرا حول طبيعة نص رامي الاخير لام كلثوم، فالصور البسيطة التي شكلت هيكل هذه الاغنية جاء مختلفا - ومن الالف الى الياء - عن أسلوب رامي القديم.

١. فهل كتبها على عجل بتكليف من ام كلثوم؟
ربما كان اصرار مكاوي على تلحين كلمات لرامي قد دفع شاعرنا الكبير دفعا إلى تسريع تأليف تلك الاغنية.

٢. ام هل كان الدافع تطويع العبارات لتساير الذائقة الشعبية؟ تلك الذائقة التي ما عادت تلتفت تلك الاونة الى صور بليغة من طراز جددت حبك ليه وغلبت اصالح

ذلك الماضي الذي ادرجته موجة الشعراء الجدد شيئا فشيئا في اكفان النسيان، إذ اخذت الاذان تنهل بشراهة شعبيات محمد حمزة وبقية اقرانه سادة العصر الجديد، الذين طوت اشعارهم ذلك الماضي في ضريح فخم! .

ومهما يكن من امر، خلد لحن سيد نص رامي بطريقة تستحق الاعجاب، معيدا احياء امجاد شاعر الامس.

[ظل زكريا احمد]
*************.
ادركت الاذان أن شبح " زكريا أحمد" ما زال يطارد الموسيقى العربية. هذه الفكرة تم التعبير عنها عمليا في ( يا مسهرني) يوم السادس من ابريل ١٩٧٢.

لحن ( يا مسهرني) الذي استقبلته الالسن بكل ألوان المديح الممكنة، برهن ان روح زكريا قد بعثت من مرقدها، ولا عجب في ذلك اذا ما سمعنا مكاوي ذاته يقرر انه : " ما هو الا ذرة تضيع في رمال زكريا" .

كان الجزء الاكبر من قلب مكاوي متعلقا بزكريا، وإن كان مكاوي ظلا لزكريا، فليس ظلا شاحبا، لقد تمثل تركة الماضي دون ان تستعبده هذه التركة.

ورغم أنه ورث اسلوب زكريا في التلحين، إلا أنه كان نسيج وحده، فالحانه لا يوجد فيها "اعراض" الوهابية او السنباطية، اللتين قل ان ينجو ملحن منهما.

سيد مكاوي عبقرية لحنية فطرية تجري على سجيتها، معبرة بأقصى دلالة عن استقلالية وفلسفة خاصة

إن هذه الاغنية التقى فيها سيد مكاوي بتفكير زكريا، ونلتقي نحن مستمعو القرن الجديد فيها بالاثنين وجها لوجه!


(ملاح على اليابسة! )
******************
قبل ١٩٧٢ م، ظل تاريخ الموسيقى صامتا عن سيد مكاوي ، حتى اماطت "يا مسهرني" النقاب عن ملحن عظيم.

قبل ذلك بسنوات، وتحديدا في ١٩٦١، لحن مكاوي اوبريت " الليلة الكبيرة". كان هذا اللحن الجميل البشارة الاولى التي اومأت ان ثمة "راسا جديدا" سيخلق تقدم الموسيقى العربية في السنوات اللاحقة.

(بالنسبة لمكاوي عام ١٩٦١ هو الحلم الذي كان لا يزال بعيدا أحد عشر عاما!

كانت موهبته تزأر بصوت عال وسط ضجيج ملاحم عمالقة الموسيقى أنذاك.

ورويدا رويدا كان مكاوي في السنوات اللاحقة يتسلق سلم المجد والجاه بالحانه الرائعة لعبدالمطلب وصباح. لقد صنع تماثيل فنية عملاقة تقف شامخة في عصر الستينات : اسال مرة عليا / انا هنا يا ابن الحلال... الخ

(الفردوس الكلثومي)
***************
بالنسبة لاي ملحن كان الوصول الى حنجرة ام كلثوم فكرة جريئة، إن لم تكن خيالية في ذلك الوقت! .

فهناك طريقة واحدة للبقاء حيا في عالم الموسيقى العربية : (التلحين لام كلثوم!)

إن حنجرة "سومه" هي عشبة الخلود لاي ملحن يريد ان يضمن له سطرا في تاريخ الموسيقى.

كانت حنجرة أم كلثوم الفذة تزدحم حولها الاساطير!
ولذا فإن مهمة التلحين لها أشبه بالوقوف على اطراف ماكينة حلاقة، مهمة ممتعة ولكنها خطيرة ايضا! :
فإما نجاح سيجلب المجد لأعوادهم
وإما الاخفاق الذي سيحركها نحو نهايتها لتغرق في سبات طويل!

( الصبر الرائع.... ولقاء الوقت الضائع! )
********************************
في أواخر حياتها ارادت ام كلثوم ان تفعل "شيئا ما" في حياة مكاوي.

كانت هذه المرأة - التي يجري في دمائها دهاء حتشبسوتي- لها غريزة رائعة في استشعار المواهب، إنها تمتلك مهارة التكيف وفق الذائقة الجماهيرية ، إنها العبقرية النسوية التي تفهم الوسط الفني خيرا مما يستطيع الوسط الفني ان يفهم نفسه!

ادركت ام كلثوم ابعاد موهبة سيد مكاوي، الذي كان قد علا في سلم النجاح والمجد وقتها، وربما كان الوقت مناسبا للحنجرة الهاربة من الحان هذا الموسيقار العظيم أن تتذوق طعما آخر للنجاح على يد هذا الفنان الموهوب، الذي يمتلك كل مقومات الموسيقار الفذ.

وكان لحن يا مسهرني مكافأة " نهاية الخدمة" لأم كلثوم التي ستكف عن الغناء بعدها بأشهر قليلة!
اما مكاوي فسيحضى بشرف لا نهائي يجلل تاريخه، ويتوج عوده.

( تذوق اللحن)
*********
لا بد من ان اشير إلى أن موسيقى سيد مكاوي بشكل عام ترتبط بفكرة البراعة والحرفنة، لقد كان هذا الموسيقار العملاق تجسيد للكمال في أرفع صورة.

في هذا اللحن، يتكلم مقام الراست بصوت مرتفع في هذا اللحن، ويكشف عن نوايا سيد مكاوي المبكرة : " كونوا مستيقظين يا اصدقائي !"

الراست اداة فعالة لاثارة الدهشة ( له طرق خاصة يجذب بها النفس للنشوة، ويقدم نفسه للملحنين كخيار ذكي اذا ارادوا لجملهم الموسيقية ان تقاوم قوة الزمن.)

من خلال هذا المقام فإن المستمع يواجه خيالا جبارا لمكاوي، الذي فعل كل شيء لتدخل الاذن مبكرا في ( نوبة طرب)، فمنذ البداية نلاحظ ان المقدمة مخصصة في وقت مبكر لصولو كمان ( كان صولو الحفناوي بروتوكولا ثابتا في مقدمات ام كلثوم)

ستشترك معظم الالات الشرقية في صولوهات المقدمة، مما يمنع هذه افتتاحية مكاوي من أن تكون رتيبة.

( يا مرقصني! )
***********
في جملة اكورديونية راقصة ، تطير اصبعا فاروق سلام على لوحة الدواسة كأن لهما جناحين!

جملة رائعة من الراست تتدفق مرحا تقف فيها لغة الوصف عند حدود الصمت. (عليك ان تستنجد بكل رباطة جأشك لتحافظ على وقارك! )

(كان اكورديون فاروق سلامة يقدم الضمانات لنجاح اي جملة! )

ثم يأتي صولو الناي لينزلق بين جملتي الاكورديون والكمنجات( تم الاستعانة بناي أخر يعضد جهود سيد سالم)

يبدأ الغناء على هذا المقام الشرقي الجميل، مع الانتباه للوازم الموسيقية الرشيقة التي تساند حنجرة أم كلثوم
" يا ناسيني وانت على بالي "... وثبة مرحة

في المقطع الثاني لا ينفد شغف مكاوي بالراست ، فيظل مسترسلا ( اسأل عن اللي يقضي الليل)

(يمكنني فعل ذلك مرة أخرى! )
***********************
"إعادة تدوير الجمال" مهنة سيد مكاوي، انه الملحن الذي يقدم فكرة الجمال بطرق مختلفة.

ففي المقطع الثالث ( يا مسهر النوم) ذلك المقطع الشجي الذي قلما ان ينتهي هذا دون ذرف بعض الدموع، فانت محاصر بالشجن من الزوايا الاربع.

يستيقظ المستمع مرة اخرى على صوت صرخة الاكورديون في جملة رشيقة من الكرد لها وميض البرونز.
( لاحظ ان الاكورديون يتحدث عن عبقرية مكاوي بصوت مرتفع!)

في المقطع الاخير ( تعالى خلي نسيم الليل على جناح الشوق يسري) يجنح مكاوي الى مقام الحجاز، وهو مقام يؤدي الغرض اذا كان ثمة توسلات وتضرعات في الموضوع.

( لحن لا يشيخ)
*************
لا يجب أن نتجاهل فكرة استمرار جاذبيَّة " يا مسهرني" حتَّى في هذا العمر المتقدِّم له ( ٤٩ عاما على غنائه)

هذا اللحن العبقري الذي يتضوع منه عطر الخلود، يقف لسان الاطراء عاجزا ان يحيط به ، لقد أثبت أن جمله المقدودة من البرونز ما زالت صامدة لآذان القرن الحادي والعشرين!

(تكريم)
*******
كان سيد مكاوي الموسيقار الاول والاخير الذي أمسكت ام كلثوم بيده على المسرح، وهو مطاطئ الرأس في وضع يدل على أعمق ضروب التواضع.

وقف العملاقان يستقبلان في بث حي ومباشر صيحات الاعجاب في ذلك المشهد الخالد الهارب من صفحات النسيان، ليمضي بعده سيد مكاوي يعاقر نبيذ المجد بلا انتهاء.

(٢)

(الموسيقار الباسم)
*****************
تتقاطع شخصية مكاوي الانسانية مع فنه في توفير المتعة الجمالية ، فعلى صعيد المواقف الحياتية نلمس فيه تلك العبقرية الكوميدية التي لا تنضب ، من خلال القدرة الهائلة التي ينتزع فيها الضحك من كل شيء يمسه.

فعلى مستوى اختراع النكتة لا يقترب أحد أن يكون مساويا له ككوميديان فطري يستمتع الاخرون بدعابته، فقلما يطلق عبارة دون ان تثير الابتسام.

سيد مكاوي : سيظل هذا الاسم تتوهج فيه عظمة الماضي حتى الان، فرحمه الله.
_______________________
| محمد سرحان |
__________________
وفي تعب ٍ من يحسد الشمس نورها ** ويجهدُ أن يأتي لها بضريب ِ
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 07h00.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd