* : ليلى جمال-1 يناير 1944 - 14 إبريل 2014 (الكاتـب : الألآتى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 21h00 - التاريخ: 27/05/2024)           »          عباس البليدي- 1 يناير 1912 - 19 سبتمبر 1996 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 20h54 - التاريخ: 27/05/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 20h44 - التاريخ: 27/05/2024)           »          محمود شكوكو- 1 مايو 1912 - 21 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 20h38 - التاريخ: 27/05/2024)           »          المجموعة (الكاتـب : السيد المشاعلى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 20h11 - التاريخ: 27/05/2024)           »          تيتا صالح (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 20h01 - التاريخ: 27/05/2024)           »          المطربة فــجــر (الكاتـب : أحــمــــــد - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 19h32 - التاريخ: 27/05/2024)           »          عبد الهادي بلخياط- 1940 (الكاتـب : thinkfree - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 19h16 - التاريخ: 27/05/2024)           »          أحمد عبد القادر- 21 نوفمبر 1916 - 21 يوليو 1984 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 18h00 - التاريخ: 27/05/2024)           »          مها ثروت (الكاتـب : flowersboat - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 17h49 - التاريخ: 27/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 10/10/2009, 19h55
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي فنان

رأيته على رصيف مقهى صغير؛ رجلا تعدى السبعون عاما؛ ممسكا عوده العتيق و قد التف حوله صبية صغار؛ ورجلان لهما نفس ما للصغار من عقل؛ تبدو على سحنتهيما قسوة الحياة؛ ومتعة البحث عن صيد ثمين يشعرهما أنهما من ظرفاء المدينة؛ رأيته يغنى لهم(ماما زمانها جاية) وهم يرددون فى سخف و يتمايلون على جنوبهم ؛ كأنهم فى حلقة ذكر؛ كان صوته أقرب لمن يجلده جلاد منه إلى الغناء؛ أما العود فلم أسمع منه ما يشير إلى أنه آلة عزف على الاطلاق؛ أحدثت حالة الهرج تلك فى نفوس المارة ؛ حالة متباينة ما بين استنكار لصوت عشوائى أجش؛ وشفقة لحالة هذا الرجل المسن؛ كانت عيناه الضيقتان تئنان وكأن بداخلهما كرتان صغيرتان تجريان داخل الحيز الضيق فى محاولة فاشله للهروب؛ كانتا لا تستقران؛ تارة للجوقة ؛ وتارة للماره؛وأخرى لى؛ وفى آخر المحاولات استقرت الكرتان نحوى؛ كأنهما يستنجدان بى لوقف هذا العذاب الذى لانهاية له؛ طالما حالة الذكر قائمة؛
ناديته بصوت يحمل قدر من الحدة :أوقف هذا العبث يا فنان وتعالى إلى طاولتى ؛
أجابنى بتلقائية غريبة : (معاك سجاير كفاية؟)
أجبته نعم ؛ وشاى و قهوة وكل ما تشاء ؛
هب على الفور من مقعده دافعا الصبية؛ مطيحا بكوب الماء الذى أمامه؛ فانسكب الماء على ملابسه؛ وسط هياج الصبيه؛ وضحك الرجلان الذى لم ينقطع مرددين (ماما زمانها جايه) ؛خاطبنى أحدهما مازحا بعدما نفذ آخر ما لديه من ضحك :لابد وأن تكون صاحب شركة (ماتوسيان ) لتلاحق ظمأ هذا الرجل؛ إكتفيت بابتسامة ساخرة لوقف المهزلة ؛ و استضافة رجل ظنه الناس مخرفا ؛ ورأيت فى قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن و لن يعود؛
أعطيته سيجارة ؛ ألقمها شفتاة بلهفة و شوق؛ سألنى بعد أن أشعلها و هو ينظر إلى نوعها : أنت لا تعرفنى...أليس كذلك؟ أنا كنت عازف عود زمان فى فرقة الست؛ثم صمت؛
تذكرت على الفور إعلانا رأيته من مده شوه جدران المنازل و أعمدة النور(على النجار..اشهر عازف عود فى الستينيات) وصورة قديمة للرجل تتصدر الاعلان ؛ قلت له و أنا فى حالة دهشة : أنا قرأت الاعلان؛
رد وهو منتشيا من الدخان و من إجابتى:أنا هو.. ياااه زمن جميل ؛مضى و مضيت على إثره؛ أنا الان كما ترى ...ببغان يردد ما يريده الاخرون منى ؛ ماذا أفعل غير ذلك ؟ أصل الفن شئ فى دمى؛ أحاول اسعد الناس؛ وهذا العود صاحبى يلازمنى كظلى ؛ لا يفارقنى حتى عند النوم ؛ أضمه بين ضلوعى عوضا عن زوجتى و ابنتى رحمهما الله؛
قلت له وقد قضى على السيجارة الاولى ؛ مقتنصا الثانية: الفن يا عم على له حرمته؛ لماذا تهينه مع هؤلاء الاوغاد؟
رد على بابتسامة :بس اشعل لى السيجارة وانا احكى لك أحلى تهريج فى الدنيا؛ شكوت لصديق لى حالتى ؛ وإفلاسى ؛ فقال لى بسيطة ؛ تعالى معى الكازينو الذى أعمل به فى الاسكندرية؛ وإن شاء الله تتعدل ؛ سافرت معه بالقطار وأنا أحلم بعودة أيام أعلم يقينا أنها ولت ولن تعود؛ لكنها تراودنى بين لحظة و أخرى؛ وحين وصلنا إلى الكازينو غاب عنى صديقى لحظات وكأنها دهر ؛ ثم عاد منتشيا ؛ وفى يده حقيبه قديمة أشبه بتابوت ؛ فتحها وهو يخبرنى بموافقة صاحبة الكازينو بأن أعمل لديها ؛ ثم استخرج من التابوت قناع لبابا نويل ؛ ألقاه على وجهى ؛ قائلا اتفضل عدة الشغل ؛ حافظ عليها دى عهدة؛ كل المطلوب منك أن ترتدى القناع ؛ وتداعب الاطفال حين يدخلون مع ذويهم إلى المسرح؛ حاجة بسيطة ؛ أليس كذلك ؟؛ أشرت الى العود وقد أخرستنى المفاجأة ؛ بادرنى وهو مقطب الجبين: إحرقه؛ يعنى جالك منه ايه؟ ولا أقول لك خليه معاك ؛ ممكن يعمل لك منظر؛ ثم أدار ظهره لى وهو يرتدى زى بلياتشو قديم ؛ وقال لى هازئا :هو ده الفن ؛ موش تقول لى سيكا و نهاوند؟ المهم الخمسة جنيه أتعاب آخر اليوم ؛

هنا ادركت أن للعود مأّرب أخرى غير العزف تتغير حسب حاجة الانسان ؛ ورغبة المعطى ؛ بعد أسبوع من ارتدائى للقناع رأتنى صاحبة الكازينو ؛ راقصة ؛ لكنها طيبة للغاية ؛ قالت لى : (حلو العود ده يا عم على ؛ برافوا عليك ؛ عاملك منظر) قلت لها : لا يا ست ؛ أنا فنان ؛ بعزف و اغنى ؛ انفجرت ضاحكة ؛ وقالت وهى تولينى ظهرها : الله يخيبك ...آل ..فنان...آل... الله يجازيك..
بعد اسبوع استدعتنى فى مكتبها ؛ وقالت لى وهى تنظر فى قلق : النهارده الواد شحته المنولوجست ماجاش ؛ إبسط يا عم ؛ حقدمك مكانه ؛ لو عجبت الزباين حثبتك ؛ واخليك نمرة على طول ؛ وضحكت و هى تكرر نيلك .. آل فنان آل..
فى أول ليله أمسكت بالعود و غنيت (بين شطين و ماييه) تحيه لجمهور اسكندرية ؛ حين بدأت الغناء ؛ضجت القاعة بضحك هيستيرى ؛ وهم يمسكون وجوههم من الضحك ؛ حتى ظننت أنى قد خرجت عليهم عاريا ؛ إحتبست داخل عينى دمعتان ؛ كنت قد نسيت البكاء منذ كنت طفلا ؛ هممت بالخروج لكن ازدادت داخل القاعة ضحكات الجمهور ؛ وندائهم الساخر أن أستمر وهم فى حالة من الضحك المجنون؛ تحاملت على نفسى ؛ رغم ما أصابنى من دوار ؛ كنت كمن تلاحقه المنية من كل جانب ؛ لا مفر ؛ قررت الاستمرار ؛ لم ينتهى الامر عند هذا الحد ؛ بل همس الشيطان فى أذن أحد الحاضرين وكأن ما حدث لم يوف ثمن الضحكات ؛ أخرج من جيبه (بمب و صواريخ) أشعلها وألقاها تحت قدمى ؛ فأحدثت فى نفسى هلعا ؛ وخلفت فى ملابسى ثقوبا كثيرة ؛ والناس فى سعادة و فرح ؛ أقسم أنهم لم يعرفوها حتى ليلة عرسهم ؛ شعرت بشياط فى شعر قدمى ؛ هرولت كمن مسه جن أبحث عن الباب و لا أراه ؛ جذبتنى الراقصة و أنا اجرى بتردد كفأر صغير ؛ قالت لى بصوت شفقة ؛(معلش يا عم على ؛ معلش يا فنان ؛ دول ناس حوش؛ ما يعرفوش يعنى إيه فن؛ يعرفوا المزاج و بس؛ ) دست فى جيبى خمسين جنيها و تركتنى ؛ وأخذت افتش عن الثقوب فى ملابسى ؛ وألملم بقاياي
قلت له وأنا انظر إلى وجهه الطفولى ؛ لا هذا زمانك ؛ ولا المكان مكانك ؛ دعك من هذا كله ؛ وأسمعنى شئ من فنك ؛ لكن أرجوك ؛ لحن فقط دون غناء ؛ إبتسم ابتسامة طفل شقى ؛ ثم اعتدل ؛ ونثر قطرات من الماء داخل ثقوب مفاتيح العود ؛ قائلا : قليل من الماء فى هذا المكان يشد أوتار العود ؛ ويجعل العزف أكثر دقه؛ ثم بدأ بلحن النهر الخالد ثم شكل تانى ؛ وختم بإنت عمرى ؛ كان العزف شديد الروعة ؛ بدا لى من عزفه كأنه شخص آخر غير الجالس أمامى ؛ وقف كثير من الماره ؛ وقد شدهم روعة ما يسمعون ؛ وقفوا وقد بدا على وجوههم دهشة لقدرة هذا المسن على إخراج تلك الأصوات من هذه الآلة الخشبية التى أخذت شكل نصف ثمرة كمثرى؛
فجأة نظر الرجل إلى ساعته ؛ وقال لى : الآن حان وقت عودتى لحبايبى فى دار المسنين (عشان اعكنن عليهم قبل ما يناموا)

صافحت الرجل بحرارة ؛ وقلت له شكرا يا فنان ؛ أخرج من جيبه كارت به رقم هاتفه ؛ وقال لى و قد شعر بقدر قليل من الدفء : أى خدمة ؛ زفاف ؛ طهور؛ سبوع كله ماشى
إرتطمت يدى بطفاية السجائر ....وجدت أعقابا منحنية...كانت قبل لحظات..علبة تبغ بكامل هيئتها .

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 11/10/2009 الساعة 11h45
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10/10/2009, 21h38
ناصر دويدار ناصر دويدار غير متصل  
Banned
رقم العضوية:444818
 
تاريخ التسجيل: juillet 2009
الجنسية: مصرى
الإقامة: مصر
المشاركات: 126
Wink رد: فنان

هذا الرد هو وجهة نظر (أنطباعية) لا ينقصه المحبة والأحترام والصداقة إلى الفنان علاء قدرى أولاً قصة الفنان توصيف رائع لحال الفن والفنان عندما يغنى لمن لا يستحق ان يسمع الغناء مآساة فنان فى عصر لايحترم الفن ولا الفنان ولايحترم الأختلاف يريد طابور منتظم يسير ربما بلا هدف أيا كان هذا الطابور توصيف حالة الفنان روعة (قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن ولن يعود)يااااااااااااااااه ده كتير جـداً وصف حالة لا تحتاج إلى كلام تحتاج للبحلقة فى البعيد وقت عشان الواحد يلم مأساة الفنان .
الفن له حرمته لماذا تهينه مع هؤلاء الأوغاد ؟! ده السؤال المهم والأذلى بين علاقة الفنان بالأوغاد ده صـراع ثقافة وتربية ومطرود إجتماعى وتفاعل وبيت وتربية على طبلية الأهل المشكلة انه حيفضل يغنى عشان الغنا فى دمه والأوغاد هتحاربه عشان الغل والحسد فى دمهم لأن فى تضارب مصالح بينهم ده فنان وهما أوغـاد والفنان تداعت عليه الأشياء الزمن ضده والقدر مش معاه مراته وبنته ماتوا وتغير الظرف التاريخى كان نجم إعلانات فى الماضى أصبح بلياتشو تارة ومهرج ومونلوجست هى مآساة فنان صورتها بمنتهى الصدق والعمق لفكرة الفن والمتلقى ومعاناة الأثنين معاً لكن لى بعض الملاحظات لا تنقصها المحبة والاحترام والمودة .
1_لوكان هذا الفنان صاحب موهبة حقيقية كان لابد من المقاومة أكثر من ذلك ولا يترك نفسه وموهبته لأختيار الأخر الذى هو فى الحقيقة وغـد .
2_لايوجد على وجه الأرض سلاح أقوى من القلم والعود الذى يعزف عليه الفنان يحارب به الأوغاد والوغد فى حقيقة أمـره أضعف من نملة على الأرض وأجبن مما تتخيل لكن الفنان أقوى مخلوقات الله بموهبته وإيمانه بها كان يجب عليه ألا(يبعزقها على أرصفة المقاهى) وهو عنده حل عبقرى هى عودته لأحباءه فى دار المسنين ويترك الاوغاد لأن هناك أشياء مشتركة أكيد بينه وبين المسنين .
3_رسالتك الأمينة الشفيفة وصلت وأتفهمت ولازم يكون هناك فنان وهناك أوغـاد ولازم يكون هناك أختلاف وطول ما فى أختلاف فى حياة وعلى فكرة أنا لا ناقد ولا يحزنون انا بحاول اتواصل مع النص بشئ من العفوية والصدق بعيداً عن التقعير دمت لنا مبدع ومفكر ومحترم نختلف مع بعض كثيراً ونحب بعضنا أكثر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11/10/2009, 12h18
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي رد: فنان

صديقى أبو كريم
رغم حبى للفنان نور الشريف من أيام بداياته لما كان بيقدم حلقات القاهره والناس لغاية أعماله الأخيره التاريخيه وأشهرها عمر بن عبد العزيز وابن رشد , رغم ذلك إلا أنى أجد فى نفسى شيئا منه يبدو وكأنه علامة سوداء فى ثوب أبيض ناصع البياض , كان ذلك منذ أكثر من 25 عاما , لا أتذكر التاريخ وأنا أشاهد برنامجا فى التليفزيون استضافت فيه المذيعه الفنان القدير الراحل العظيم أحمد عبد القادر , وكان فى أواخر أيامه , كان فنانا حقيقيا أصيلا لا يأبه لزيه أو هندامه وتلك قصة أخرى , كان جالسا ومعه عوده وأمامه ضيوف الحلقة الأصليين نور الشريف والفنانه بوسى وأعتقد نورا وآخرين لا أتذكرهم , كانوا فى سن الشباب , نهايته طلبت المذيعه من الفنان القدير أن يغنى وحوى يا وحوى , وكأنه لم يلحن أو يغنى سواها , لكنها للأسف كانت الأشهر وسط أعمال غايه فى الروعه والعظمه , أمسك عوده وبدأ يغنى والكاميرا تدور على وجوه الساده والسيدات الفنانين النجوم الحضور , كانوا ينظرون الى بعضهم البعض وهم يتغامزون , أكثر ما آلمنى فى هذه الحلقه أن الفنان الكبير كان منهمكا فى الغناء وفى المقاطع التى يردون عليها فيه ككورس ( إياحا أو يا للا الغفار) يردون وهم يتغامزون ويضحكون ولسان حالهم يقول احنا مالنا ومال التخلف ده , وازداد قرفى واستهجانى من حضرات النجوم الفرحانين بشبابهم وهم يتبادلون نظرات السخريه والفنان يحترق ويعتصر وهو يقول ... هاتى فانوسك يا اختى يا إحسان , أيا يا ننوسك فى ليالى رمضان , ماما تبوسك وباباكى كمان ..
إستدعت قصتك يا صديقى هذه الذكريات وأنا أتصفحها , موضوعك جميل ويستدعى معانى وقيم نبيله ورائعه
أخيرا سامحنى على تدخلى فى التنسيق
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11/10/2009, 13h49
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: septembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: فنان

صديقي المثقف الواعي
والكاتب..أخيراً
علاء قدري

لو أن هذا هو وجهك الآخر ...فأهلاً به
وأكرم به من إبداع

القصة من النوع الذي يشد القاريء
نظراً لما تحتويه من شخوص جاذبة
وهي شخصية الفنان المهضوم الحق
رغم ما يتمتع به من موهبة...

أسرتني دقة الوصف في قصتك
والقماشة الرائعة للقصة
لا أجاملك ...والله لقد استمتعت بها كثيراً
وكنت أتمني أن تطول أكثر من ذلك
لنتمتع بروعة السرد ....

وهذا من دلالات نجاح القاص
أحسنت ياصديقي

أين بقية الإبداعات؟

طلـّـــع الباقي بالتي هي أحسن
__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11/10/2009, 14h44
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: فنان

بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر والفنان القدير المحترم علاء قدرى
أرتطمت يدى بطفايه السجائر وجدت أعقابا منحنيه كانت قبل لحظات علبه تبغ بكامل هيئتها
يا لها من روعه وجمال
يا لها من جمله رائعه لخصت فيها ما أردته من قصتك الرائعه
يالها من معنى هزنى من الداخل
يلها من أتقان فى الفكره
لن تأتى هذه الجمله عبثا
بل بالعكس أعتقد انها الجمله التى قامت اساسا عليها القصه
كفايه كده بس
أبدعت
تحياتى
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11/10/2009, 18h01
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 58
المشاركات: 1,294
افتراضي رد: فنان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء قدرى مشاهدة المشاركة
رأيته على رصيف مقهى صغير؛ رجلا تعدى السبعين عاما؛ ممسكا عوده العتيق و قد التف حوله صبية صغار؛ ورجلان لهما نفس ما للصغار من عقل؛ تبدو على سحنتيهما قسوة الحياة؛ ومتعة البحث عن صيد ثمين يشعرهما أنهما من ظرفاء المدينة؛ رأيته يغنى لهم(ماما زمانها جاية) وهم يرددون فى سخف و يتمايلون على جنوبهم ؛ كأنهم فى حلقة ذكر؛ كان صوته أقرب لمن يجلده جلاد منه إلى الغناء؛ أما العود فلم أسمع منه ما يشير إلى أنه آلة عزف على الاطلاق؛ أحدثت حالة الهرج تلك فى نفوس المارة ؛ حالة متباينة ما بين استنكار لصوت عشوائى أجش؛ وشفقة لحالة هذا الرجل المسن؛ كانت عيناه الضيقتان تئنان وكأن بداخلهما كرتان صغيرتان تجريان داخل الحيز الضيق فى محاولة فاشله للهروب؛ كانتا لا تستقران؛ تارة للجوقة ؛ وتارة للماره؛وأخرى لى؛ وفى آخر المحاولات استقرت الكرتان نحوى؛ كأنهما يستنجدان بى لوقف هذا العذاب الذى لانهاية له؛ طالما حالة الذكر قائمة؛

ناديته بصوت يحمل قدر من الحدة :أوقف هذا العبث يا فنان وتعالى إلى طاولتى ؛
أجابنى بتلقائية غريبة : (معاك سجاير كفاية؟)
أجبته نعم ؛ وشاى و قهوة وكل ما تشاء ؛
هب على الفور من مقعده دافعا الصبية؛ مطيحا بكوب الماء الذى أمامه؛ فانسكب الماء على ملابسه؛ وسط هياج الصبيه؛ وضحك الرجلان (اللذان لم ينقطع ترديدهما) (اللذان ظلا يرددان)(ماما زمانها جايه) ؛خاطبنى أحدهما مازحا بعدما نفذ آخر ما لديه من ضحك :لابد وأن تكون صاحب شركة (ماتوسيان ) لتلاحق ظمأ هذا الرجل؛ إكتفيت بابتسامة ساخرة لوقف المهزلة ؛ و استضافة رجل ظنه الناس مخرفا ؛ ورأيت فى قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن و لن يعود؛
أعطيته سيجارة ؛ ألقمها شفتاة بلهفة و شوق؛ سألنى بعد أن أشعلها و هو ينظر إلى نوعها : أنت لا تعرفنى...أليس كذلك؟ أنا كنت عازف عود زمان فى فرقة الست؛ثم صمت؛
تذكرت على الفور إعلانا رأيته من مده شوه جدران المنازل و أعمدة النور(على النجار..أشهر عازف عود فى الستينيات) وصورة قديمة للرجل تتصدر الاعلان ؛ قلت له و أنا فى حالة دهشة : أنا قرأت الاعلان؛
رد وهو منتشيا من الدخان و من إجابتى:أنا هو.. ياااه زمن جميل ؛مضى و مضيت على إثره؛ أنا الان كما ترى ...ببغان يردد ما يريده الاخرون منى ؛ ماذا أفعل غير ذلك ؟ أصل الفن شئ فى دمى؛ أحاول اسعد الناس؛ وهذا العود صاحبى يلازمنى كظلى ؛ لا يفارقنى حتى عند النوم ؛ أضمه بين ضلوعى عوضا عن زوجتى و ابنتى رحمهما الله؛
قلت له وقد قضى على السيجارة الاولى ؛ مقتنصا الثانية: الفن يا عم على له حرمته؛ لماذا تهينه مع هؤلاء الاوغاد؟
رد على بابتسامة :بس اشعل لى السيجارة وانا احكى لك أحلى تهريج فى الدنيا؛ شكوت لصديق لى حالتى ؛ وإفلاسى ؛ فقال لى بسيطة ؛ تعالى معى الكازينو الذى أعمل به فى الاسكندرية؛ وإن شاء الله تتعدل ؛ سافرت معه بالقطار وأنا أحلم بعودة أيام أعلم يقينا أنها ولت ولن تعود؛ لكنها تراودنى بين لحظة و أخرى؛ وحين وصلنا إلى الكازينو غاب عنى صديقى لحظات وكأنها دهر ؛ ثم عاد منتشيا ؛ وفى يده حقيبه قديمة أشبه بتابوت ؛ فتحها وهو يخبرنى بموافقة صاحبة الكازينو بأن أعمل لديها ؛ ثم استخرج من التابوت قناع لبابا نويل ؛ ألقاه على وجهى ؛ قائلا اتفضل عدة الشغل ؛ حافظ عليها دى عهدة؛ كل المطلوب منك أن ترتدى القناع ؛ وتداعب الاطفال حين يدخلون مع ذويهم إلى المسرح؛ حاجة بسيطة ؛ أليس كذلك ؟؛ أشرت الى العود وقد أخرستنى المفاجأة ؛ بادرنى وهو مقطب الجبين: إحرقه؛ يعنى جالك منه ايه؟ ولا أقول لك خليه معاك ؛ ممكن يعمل لك منظر؛ ثم أدار ظهره لى وهو يرتدى زى بلياتشو قديم ؛ وقال لى هازئا :هو ده الفن ؛ موش تقول لى سيكا و نهاوند؟ المهم الخمسة جنيه أتعاب آخر اليوم ؛
هنا ادركت أن للعود مأّرب أخرى غير العزف تتغير حسب حاجة الانسان ؛ ورغبة المعطى ؛ بعد أسبوع من ارتدائى للقناع رأتنى صاحبة الكازينو ؛ راقصة ؛ لكنها طيبة للغاية ؛ قالت لى : (حلو العود ده يا عم على ؛ برافوا عليك ؛ عاملك منظر) قلت لها : لا يا ست ؛ أنا فنان ؛ بعزف و اغنى ؛ انفجرت ضاحكة ؛ وقالت وهى تولينى ظهرها : الله يخيبك ...آل ..فنان...آل... الله يجازيك..
بعد اسبوع استدعتنى فى مكتبها ؛ وقالت لى وهى تنظر فى قلق : النهارده الواد شحته المنولوجست ماجاش ؛ إبسط يا عم ؛ حقدمك مكانه ؛ لو عجبت الزباين حثبتك ؛ واخليك نمرة على طول ؛ وضحكت و هى تكرر نيلك .. آل فنان آل..
فى أول ليله أمسكت بالعود و غنيت (بين شطين و ماييه) تحيه لجمهور اسكندرية ؛ حين بدأت الغناء ؛ضجت القاعة بضحك هيستيرى ؛ وهم يمسكون وجوههم من الضحك ؛ حتى ظننت أنى قد خرجت عليهم عاريا ؛ إحتبست داخل عينى دمعتان ؛ كنت قد نسيت البكاء منذ كنت طفلا ؛ هممت بالخروج لكن ازدادت داخل القاعة ضحكات الجمهور ؛ وندائهم الساخر أن أستمر وهم فى حالة من الضحك المجنون؛ تحاملت على نفسى ؛ رغم ما أصابنى من دوار ؛ كنت كمن تلاحقه المنية من كل جانب ؛ لا مفر ؛ قررت الاستمرار ؛ لم ينتهى الامر عند هذا الحد ؛ بل همس الشيطان فى أذن أحد الحاضرين وكأن ما حدث لم يوف ثمن الضحكات ؛ أخرج من جيبه (بمب و صواريخ) أشعلها وألقاها تحت قدمى ؛ فأحدثت فى نفسى هلعا ؛ وخلفت فى ملابسى ثقوبا كثيرة ؛ والناس فى سعادة و فرح ؛ أقسم أنهم لم يعرفوها حتى ليلة عرسهم ؛ شعرت بشياط فى شعر قدمى ؛ هرولت كمن مسه جن أبحث عن الباب و لا أراه ؛ جذبتنى الراقصة و أنا اجرى بتردد كفأر صغير ؛ قالت لى بصوت شفقة ؛(معلش يا عم على ؛ معلش يا فنان ؛ دول ناس حوش؛ ما يعرفوش يعنى إيه فن؛ يعرفوا المزاج و بس؛ ) دست فى جيبى خمسين جنيها و تركتنى ؛ وأخذت افتش عن الثقوب فى ملابسى ؛ وألملم بقاياي
قلت له وأنا انظر إلى وجهه الطفولى ؛ لا هذا زمانك ؛ ولا المكان مكانك ؛ دعك من هذا كله ؛ وأسمعنى شئ من فنك ؛ لكن أرجوك ؛ لحن فقط دون غناء ؛ إبتسم ابتسامة طفل شقى ؛ ثم اعتدل ؛ ونثر قطرات من الماء داخل ثقوب مفاتيح العود ؛ قائلا : قليل من الماء فى هذا المكان يشد أوتار العود ؛ ويجعل العزف أكثر دقه؛ ثم بدأ بلحن النهر الخالد ثم شكل تانى ؛ وختم بإنت عمرى ؛ كان العزف شديد الروعة ؛ بدى لى من عزفه كأنه شخص آخر غير الجالس أمامى ؛ وقف كثير من الماره ؛ وقد شدهم روعة ما يسمعون ؛ وقفوا وقد بدا على وجوههم دهشة لقدرة هذا المسن على إخراج تلك الأصوات من هذه الآلة الخشبية التى أخذت شكل نصف ثمرة كمثرى؛
فجأة نظر الرجل إلى ساعته ؛ وقال لى : الآن حان وقت عودتى لحبايبى فى دار المسنين (عشان اعكنن عليهم قبل ما يناموا)
صافحت الرجل بحرارة ؛ وقلت له شكرا يا فنان ؛ أخرج من جيبه كارت به رقم هاتفه ؛ وقال لى و قد شعر بقدر قليل من الدفء : أى خدمة ؛ زفاف ؛ طهور؛ سبوع كله ماشى

إرتطمت يدى بطفاية السجائر ....وجدت أعقابا منحنية...كانت قبل لحظات..علبة تبغ بكامل هيئتها .

و سايبنى بعيد عن الجمال ده يا راجل يا ......
علاء قدرى هذا طريقك فلا تنحرف ... السن أيضاً لا يحتمل إنحراف أمثالنا و سيبك من صاحبك إياه .... ده راجل يعشق الصعلكة و يجد فيها مبتغاه و مفرداته العجيبة
و الله و الله صدقاً و يقيناً ما رفعت عينى عنها حتى إنتهيت مشدوهاً معجباً منتشياً متلذذاً بالصياغة و اللغة و الحبكة و الجو النفسى ... و الشجن
أنت أروع من كل هذا .... وما لديك أكثر ... و الأروع لم يأتى بعد
تحياتى أيها النبيل
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11/10/2009, 19h02
الصورة الرمزية امييره
امييره امييره غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:459421
 
تاريخ التسجيل: septembre 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 47
المشاركات: 12
افتراضي رد: فنان

اقتباس:
ورأيت فى قسمات وجهه توجع رجل غريب فقد جميع حقائبه فى عربة قطار مضى من زمن و لن يعود؛
اقتباس:
بعد أسبوع من ارتدائى للقناع رأتنى صاحبة الكازينو ؛ راقصة ؛ لكنها طيبة للغاية ؛ قالت لى : (حلو العود ده يا عم على ؛ برافوا عليك ؛ عاملك منظر) قلت لها : لا يا ست ؛ أنا فنان ؛ بعزف و اغنى ؛ انفجرت ضاحكة ؛ وقالت وهى تولينى ظهرها : الله يخيبك ...آل ..فنان...آل... الله يجازيك..
اقتباس:
كنت كمن تلاحقه المنية من كل جانب

اقتباس:
كان العزف شديد الروعة ؛ بدا لى من عزفه كأنه شخص آخر غير الجالس أمامى ؛ وقف كثير من الماره ؛ وقد شدهم روعة ما يسمعون ؛ وقفوا وقد بدا على وجوههم دهشة لقدرة هذا المسن على إخراج تلك الأصوات من هذه الآلة الخشبية التى أخذت شكل نصف ثمرة كمثرى؛
اقتباس:
أخرج من جيبه كارت به رقم هاتفه ؛ وقال لى و قد شعر بقدر قليل من الدفء : أى خدمة ؛ زفاف ؛ طهور؛ سبوع كله ماشى
اقتباس:
إرتطمت يدى بطفاية السجائر ....وجدت أعقابا منحنية...كانت قبل لحظات..علبة تبغ بكامل هيئتها
اخى الشاعر الكريم ا / علاء
التقطت عينى تلك الماسات الرائعه من بين عقد جمع فى حباته احلى واجمل انواع الاحجار واللالئ النفيسه المبهره
قصه على الرغم مما تحمله من الم لتغير الزمن بين يدى فنان اصيل يعرف معنى الفن الصادق وعمل خلف القمم الى مجرد صائد للقمه العيش حتى ولو على حساب فنه وكرامته وما يحمله بين طياته من فن رائع عفا عليه الزمن
سلمت يداك اخى الكريم وفى انتظار المزيد
__________________
لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك
مؤهِلات العقل والإحساس
سأكـون أمـامهُ كالكِتاب المفتـوح وعليـهِ أن يُحسِـن الإستيعاب
إذا طـال بي الغيــاب فَأذكـروا كـلمــاتي وأصفحــوا لي زلاتـي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11/10/2009, 20h42
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: فنان

لكن لى بعض الملاحظات لا تنقصها المحبة والاحترام والمودة .
1_لوكان هذا الفنان صاحب موهبة حقيقية كان لابد من المقاومة أكثر من ذلك ولا يترك نفسه وموهبته لأختيار الأخر الذى هو فى الحقيقة وغـد .
2_لايوجد على وجه الأرض سلاح أقوى من القلم والعود الذى يعزف عليه الفنان يحارب به الأوغاد والوغد فى حقيقة أمـره أضعف من نملة على الأرض وأجبن مما تتخيل لكن الفنان أقوى مخلوقات الله بموهبته وإيمانه بها كان يجب عليه ألا(يبعزقها على أرصفة المقاهى) وهو عنده حل عبقرى هى عودته لأحباءه فى دار المسنين ويترك الاوغاد لأن هناك أشياء مشتركة أكيد بينه وبين المسنين .
3_رسالتك الأمينة الشفيفة وصلت وأتفهمت ولازم يكون هناك فنان وهناك أوغـاد ولازم يكون هناك أختلاف وطول ما فى أختلاف فى حياة وعلى فكرة أنا لا ناقد ولا يحزنون انا بحاول اتواصل مع النص بشئ من العفوية والصدق بعيداً عن التقعير دمت لنا مبدع ومفكر ومحترم نختلف مع بعض كثيراً ونحب بعضنا أكثر[/QUOTE]
اخى و صديقى ناصر دويدار
اسعدنى ان تكون اول من يتناول خاطرتى بمشاركتك ؛ ونقدك (الانطباعى) كما يحلو لك ان تسميه ؛ ولملاحظاتك عن الخاطرة ما يستحق ان نتجادل حوله ؛ فربما كانت اجدى من الخاطرة نفسها؛
اولا : الفنان اولا و اخيرا انسان ؛ ونحن فى اثناء دواراننا فىفلك الدائرة الانسانية ؛ لنا حق (محدود) فى رفض ؛ وقبول ما قد تمليه علينا الظروف احيانا وما نلقاه وكما قال الشاعر (صلاح عبد الصبور ) ذلك ان ما نلقاه لا نبغييه ؛ و ما نبغاه لا نلقاه؛ فما بالك و فناننا هذا يواجه حالة سفة و فساد ذوق قد يقتله كل يوم ؛ خاصة ان كان حساسا ؛ ولا يملك مالا و لا سلطان؛ وله ظما التواصل بعدما افقدته الايام شبابا ؛ وحالة اللاذوق اذانا ؛ والبطون لا تعرف سوى لغة الطعام؟
ثانيا : لك كل الحق ؛ فيما قلت عن سلطان القلم ؛ و الفن ؛ اما عن دار المسنين ؛ وما بداخله من جمهور ؛ فاعتقد ان خروجه للمقهى هى محاولة مؤقته للهروب من عالم صامت ؛ محدود ؛منطوى؛ يجيد اجترار الذكريات ؛ فى انتظار حسن الخاتمة؛ لكنه عالم كالاطفال ؛ حاجتهم للحنان و الرحمة اكثر من حاجتهم لعزف عود عجوز.
ثالثا : نختلف كثيرا ؛ ونتفق اكثر ؛ لكن حبى لك يفوق ما بتقديرك كثيرا ايها الشاعر
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11/10/2009, 21h31
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: فنان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د أنس البن مشاهدة المشاركة
صديقى أبو كريم

رغم حبى للفنان نور الشريف من أيام بداياته لما كان بيقدم حلقات القاهره والناس لغاية أعماله الأخيره التاريخيه وأشهرها عمر بن عبد العزيز وابن رشد , رغم ذلك إلا أنى أجد فى نفسى شيئا منه يبدو وكأنه علامة سوداء فى ثوب أبيض ناصع البياض , كان ذلك منذ أكثر من 25 عاما , لا أتذكر التاريخ وأنا أشاهد برنامجا فى التليفزيون استضافت فيه المذيعه الفنان القدير الراحل العظيم أحمد عبد القادر , وكان فى أواخر أيامه , كان فنانا حقيقيا أصيلا لا يأبه لزيه أو هندامه وتلك قصة أخرى , كان جالسا ومعه عوده وأمامه ضيوف الحلقة الأصليين نور الشريف والفنانه بوسى وأعتقد نورا وآخرين لا أتذكرهم , كانوا فى سن الشباب , نهايته طلبت المذيعه من الفنان القدير أن يغنى وحوى يا وحوى , وكأنه لم يلحن أو يغنى سواها , لكنها للأسف كانت الأشهر وسط أعمال غايه فى الروعه والعظمه , أمسك عوده وبدأ يغنى والكاميرا تدور على وجوه الساده والسيدات الفنانين النجوم الحضور , كانوا ينظرون الى بعضهم البعض وهم يتغامزون , أكثر ما آلمنى فى هذه الحلقه أن الفنان الكبير كان منهمكا فى الغناء وفى المقاطع التى يردون عليها فيه ككورس ( إياحا أو يا للا الغفار) يردون وهم يتغامزون ويضحكون ولسان حالهم يقول احنا مالنا ومال التخلف ده , وازداد قرفى واستهجانى من حضرات النجوم الفرحانين بشبابهم وهم يتبادلون نظرات السخريه والفنان يحترق ويعتصر وهو يقول ... هاتى فانوسك يا اختى يا إحسان , أيا يا ننوسك فى ليالى رمضان , ماما تبوسك وباباكى كمان ..
إستدعت قصتك يا صديقى هذه الذكريات وأنا أتصفحها , موضوعك جميل ويستدعى معانى وقيم نبيله ورائعه
أخيرا سامحنى على تدخلى فى التنسيق
اديبنا ؛ و ووالدنا د انس
هذه الخاطرة حدثت معى بالفعل ؛ ولقد تالمت كثيرا حينما رايت و سمعت ما حدث ؛ احيانا اسال نفسى ؛ اين تغيب العقول حينما تغفل ان كل انسان سوف يمر امامه قطار عمره ؛ ليصبح مثل هذا الرجل بطريقة او باخرى ؛ اما ان يفقد جاها ؛ او مركزا ؛ او سلطة ؛ فاين تغيب العقول لتمتهن انسانية رجل حاول ان يقول انا على قيد الحياة ؛ لم امت ؛ كنت ذات يوم مطلوبة صداقتى ؛ مسموعة كلمتى ؛ امتعت كثيرا حين كان هناك امتاعا ؛ فلماذا يتجاهلنى الناس ؛ بعدما انكرتنى السنين؟؟ هذا حال الرجل ؛ وهذا حال من يغفل انه فى طريقة لمقهى هذا الرجل؟
اتذكر الان قول ابو العتاهية:
هى الايام و الغير
وامر الله منتظر
اتياس ان ترى فرجا
فاين الرب و القدر
كلنا هذا الرجل ....؟
فلما التباهى ؛ و التعالى ؛ وكلنا نسير نحو امنا ...الارض؟
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11/10/2009, 21h50
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: فنان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد عبد السلام مشاهدة المشاركة
صديقي المثقف الواعي

والكاتب..أخيراً
علاء قدري

لو أن هذا هو وجهك الآخر ...فأهلاً به
وأكرم به من إبداع

القصة من النوع الذي يشد القاريء
نظراً لما تحتويه من شخوص جاذبة
وهي شخصية الفنان المهضوم الحق
رغم ما يتمتع به من موهبة...

أسرتني دقة الوصف في قصتك
والقماشة الرائعة للقصة
لا أجاملك ...والله لقد استمتعت بها كثيراً
وكنت أتمني أن تطول أكثر من ذلك
لنتمتع بروعة السرد ....

وهذا من دلالات نجاح القاص
أحسنت ياصديقي

أين بقية الإبداعات؟


طلـّـــع الباقي بالتي هي أحسن
صديقى صاحب الكلمات الطيبة ؛ و القلب الاكثر طيبه الشاعر رائد
دائما ما كنت اسعد بوصفك لى (بالمثقف) وهى اجدى و انفع و اشمل من صفة كاتب ؛فلربما كنت كاتبا رديئا؛ او كاتب فاشل ؛ ولكن لقب قارئ ؛ يحمل امرا فرضه الله علينا ؛ وعلى نبينا عليه الصلاة و السلام( اقرا) وكفى للمرء ان يكون قارئا ذا عقل ؛ من كونه كاتبا فاشلا ؛ اما عن الخاطرة ؛ فقد شاهدت بنفسى الواقعة ؛ وكنت انا من جالس هذا الرجل ؛ وقد قال لى مداعبا : نفسى اكتب القصة دى و حاجات كتيرة حصلت معايا ؛ وقلت له ومن يدرى ربما تكتب ؛ ويقراها الكثير ؛ ودار فى مخيلتى ان اكتبها ان استطعت او اوكلها لمن هو اهل لكتابتها فكان ما حدث ؛ وكتبتها فى محاولة للوفاء بوعد ؛ وعلى فكرة اتصلت بهذا الفنان لاخذ راية ؛ لكنه كان على ما يبدوا فى فرح شعبى ؛ لم يسمعنى ؛ وكان مشغولا
فالقيتها على صفحة المنتدى لحين ان يقراها ؛ وفاءا بالوعد
شكرا لك يا رائد المشاعر النبيلة و الاحساس العالى
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h02.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd