* : مطرب مجهول الهوية .. من هو ؟ (الكاتـب : abo hamza - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 12h33 - التاريخ: 25/04/2024)           »          هدى سلطان- 15 أغسطس 1925 - 5 مايو 2006 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : ديمتري ميشال مل - - الوقت: 05h26 - التاريخ: 25/04/2024)           »          مع الموسيقى - برنامج إذاعي (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 03h34 - التاريخ: 25/04/2024)           »          سيد زيان- 17 أغسطس 1943 - 13 أبريل 2016 (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h26 - التاريخ: 24/04/2024)           »          أغاني بأصوات الفنانين غير المطربين (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h17 - التاريخ: 24/04/2024)           »          جمال سلامة -موسيقى الأفلام و المسلسلات (الكاتـب : smsm78 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h01 - التاريخ: 24/04/2024)           »          نعيمة سميح ( 1954 ) (الكاتـب : جابر الحسيني - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 22h09 - التاريخ: 24/04/2024)           »          شموس(شمس الضحى) (الكاتـب : jamal din - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 21h52 - التاريخ: 24/04/2024)           »          أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 20h18 - التاريخ: 24/04/2024)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : Dr. Taha Mohammad - - الوقت: 18h28 - التاريخ: 24/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 23/06/2022, 07h51
إبراهيم عبد الم إبراهيم عبد الم غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:714336
 
تاريخ التسجيل: mars 2014
الجنسية: عراقية
الإقامة: السويد
المشاركات: 5
افتراضي رد: فوق النخل فوق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور عسكر مشاهدة المشاركة
تحية طيبة للأستاذ الفاضل إبراهيم عبد الملك
* لايوجد لديّ تاريخ دقيق حول تسجيل إسطوانة المطرب نسيم مراد
(الراحل اخي الكبير لم يسجل التواريخ في بعض منها في مذكراته والتي بدأ في تدوين الأعمال الفنية والغناء والسينما في عام 1954)

للأغنية الشهيرة (فوق النخل)
*
ولكن يمكن تقريب ذلك أخي الفاضل ،حوالي عام 1922 ، حيث
نسمع في هذا المرفق إسطوانة وجهين وفيها أغنيتين بغدادية ودمشقية هما :
دزني وأعرف مقامي (مرامي)
شكيكّيه منين أجيب لك طاقية
https://www.sama3y.net/forum/showpos...47&postcount=5

* وحسب رأي وقد أكون مخطئاً ،ربما هناك تسجيل إسطوانة أخرى وجهين ،الوجه الأول وفيه أغنية بغدادية (فوق النخل) والوجه الثاني وأغنية شامية ، ولنفس الفترة اي حوالي 1922 .
* كما تفضلتم كلمات الأغاني تتغيّر وتُبدل الكلمة هنا وهناك ، تقديم أو تأخير او تغيير للمعنى من حزن الى فرح وهناك أمثلة عديدة، وكذلك مرور عقود طويلة من الزمن على هذه الأغنية .
* تسجيلات ناظم الغزالي للإسطوانات هي للفترات من منتصف
الخمسينيات لدى شركة جقماقجي وفي لبنان ولغاية رحيله.
* المطرب نسيم مراد وشقيقه مائير مراد لم يكونا مثل شهرة أخيهم
الآخر (زكي مراد) والثلاثة من مواليد الإسكندرية ، والبيانات
الفنية متوفرة فقط عن (زكي مراد) وله تسجيلات عديدة للإسطوانات نذكر منها للصلة بالموضوع والفائدة والأغاني التي سجلها في غضون بداية العشرينيات من القرن 20 فيها كلمات شامية وعراقية أو بالعكس :
موال
ياحادي العيس خليني أسير وحدي
للي جافوني وخلوني طريد وحدي

( هنـــــــــــاااا )

موال
أصل الوداد المحبة كل شيء مكتوب
بيضافون وجهين (هنــــــــاااا) و(هنـــــــاااا)
@@@
هناك تسجيل إسطوانة / بيضافون وجهين ، سجلت في بغداد
عام 1925 ولنفس مطلع الموال بصوت جدنا (ناصر حسين فضلي)(1893-1952)
https://www.sama3y.net/forum/showpos...9&postcount=19
* مع كل التقدير والإحترام

ممتن صدقاً أستاذ نور.. وصباحك ورد جوري..

سأقوم بمشاركة المقال الذي كتبته ونشرته جريدة الصباح يوم الثلاثاء الماضي عن الأغنية وبدعة "إلنا خل"..
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23/06/2022, 08h02
إبراهيم عبد الم إبراهيم عبد الم غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:714336
 
تاريخ التسجيل: mars 2014
الجنسية: عراقية
الإقامة: السويد
المشاركات: 5
افتراضي رد: فوق النخل فوق

أغنية "فوگ النَّخَل“، وبِدْعَة ”إلنا خِل“

بقلم: إبراهيم عبد الملك 


*مقالة منشورة في جريدة الصباح العراقية بتاريخ الثلاثاء 21/6/2022


لَمْ يَخطُرْ على قلب أحدٍ من الفنّانينَ والنّقادِ وعموم الكُتّاب، طوال ما يقارب السبعين عاماً، أنَّه سيحتاجُ يوماً إلى أدلَّةِ إثباتٍ تدعم ما هو ثابتٌ أصلاً ومُتَّفَقٌ عليه، بين القاصي والدّاني منهم،*بشأنِ أغنيةٍ يحبها كلُّ من يسمعها، وأعني هنا أغنية ”فوگ النَّخَل“. فقد غنّاها من غنّاها وتحدّثَ عنها من تحدّث وذكرها من ذكرها في كِتابٍ أو مقالةٍ أو دراسةٍ، دون التباسٍ في ما يخص كلامَها ومعانيه، أو أصلَها و“تاريخه“، أو تسميتَها، أو نسبتَها. لكنَّ الحالَ تَغَيَّرَ في العشرين عاماً الأخيرة فظهرت أقاويل وقصص ولغطٌ كثير عن كلِّ ذلك، التَبَس بعدها ما كان جليَّ الوضوح وغايةً في البساطة، ليصيرَ أمراً معقداً وشائكاً وحسّاساً حتى، و"اعتقاداً راسخاً" له مريدوه ومؤيدوه بين البسطاء من عامة الناس الذين يثقون بكلمةٍ يُطلقها أحد ”المشاهير“، حتّى وإن كانت بلا سنَدٍ أو أساسٍ ، تكفيهم لتصبح على ألسنتهم بعدها حكايةً لها أصلُها وفروعُها و“مرجعيَّتُها". وهنا تكمن خطورة الأمر لأن نتيجة ما سبق هي ضياعُ الحقيقة وتحريفها.
فقد كَثُرَتْ في السنين العشر الأخيرة تحديداً المقالات الصحافية واللقاءات والحوارات التلفزيونية، والڤيديوهات التي ينشرها ”اليوتيوبرز“ و“الڤلوگرز“ في مختلف وسائل وتطبيقات ”التواصل الاجتماعي“، ليناقشوا حيناً، ولِيحاولوا في أغلب الأحيانِ إثباتَ بِدْعَةِ أن عنوانَ الأغنية هو ”فوگ إلنا خِل“، حتّى وَصَلَ الأمر إلى ظهور فتاةٍ مصرية في ڤيديو تتكلم فيه (بمحبةٍ وإخلاص لا أُشَكِّكُ للحظةٍ في صدقهما) عن الفنّان ناظم الغزالي (1921- 1963) وأغانيه. وحين بَلَغ حديثها أغنيةَ ”فوگ النَّخَل“، وظهر ناظم الغزالي في الڤيديو وهو يغنيها كما هي، علَّقَت الفتاةُ كي تُصَحِّحَ للغزالي (!!!) لفظَه، ثُمَّ أعادت ”التصحيح“ مع شرحٍ موجَزٍ وبابتسامة الواثق. والذنبُ طبعاً ليسَ ذنبَها، المسكينة، فقد سبَقَها كثيرون من ”مشاهير“ العربِ والعراقيين ممن روّجوا لبِدعَة ”إلنا خِل“. وأبرزُ حوادث الترويج لهذه التسمية و“حدّوتَتِها“ ما كان من سرد الفنّان العراقي إلهام المدفعي لما اعتبره ”حقيقة“ تخص تاريخ الأغنية وأصلَها ومعنى كلامها، مستنداً في ”فهمه“ على تلك ”الحدّوتة“ المُفَبرَكة عن ”الشاب العازب الذي كانَ يحب فتاةً تسكنُ بيتاً بغدادياً عالياً فألَّفَ من أجلها الأغنيةَ وهو يقصد منها ”أنَّ لَهُ خِلّاً فوق“ إلى آخر القصَّةِ المُخْتَلَقة، والتي لم تكن قبل ذلك اللقاء سوى منشورٍ مجهول المُؤلِّف، انتشرَ بين مجموعةٍ من المواقع الإلكترونية على الانترنت، وتَلَقَّفَه ”البُسَطاء“ من العراقيين، المغتربينَ تحديداً، وأعجبَهم لمجرّد أنَّ فيه ذكراً للبيوتِ البغدادية وشناشيلِها وما إلى ذلك من ”بهارات“ القصة التي لا علاقة لها من قريبٍ أو بعيد بالأغنية. ثمَّ زاد انتشار المنشور والحدّوتة طبعاً مع ظهور الفيسبوك، وتمضي الأيامُ حتّى ظهرت البدعةُ سافرةً ”بفضلِ“ إلهام المدفعي الذي أعلنَها وصرَّح بها عِبرَ ذلكَ اللقاء الذي جمعه بالموسيقار نصير شمة في برنامج صولا الذي قَدّمته الفنّانة السورية أصالة نصري وبحضور الفنانة المصرية بُشرى، عام 2012. وإذا ببدْعَةِ ”إلنا خِل“، التي كان الحديث عنها محدوداً وخافِتاً، تُصبِحُ بعد ذلك اللقاء على كُلِّ لسان، نقاشاً وجدلاً وتثبيتاً. وصار مَنْ يقول بأن الأصل هو ”فوگ النخل“ مُطالَباً بمصادر وحُجَج تُثبِتُ ”ادِّعاءه“ (سنأتي على الحجج وتفاصيل بناء الأغنية ومعنى كلامها وصورها الشعرية لاحقاً).
ولهذه المهزلة أسبابٌ يمكن اختزالُها بعدة نقاط:
طول المدّة وقِدَم العهد: فهناك ما يقارب السبعين عاماً تفصل ما بيننا وبين زمن ظهور وشهرة الأغنية مطلع خمسينيات القرن العشرين.
رحيلُ شاعرِها وأهمِّ المطربينَ الذينَ غنّوها، عدا عن الموسيقيين والفنانين الذين شهدوا وواكبوا ظهورَها. وذلك رغمَ أنفِ حقيقةِ وجود العديد من الحوارات الصحافية التلفزيونية والإذاعية والورقية مع أغلبِهم وهم يذكرون اسمَها كما هو، إضافةً للعديد من المؤلَّفاتِ والدراسات والمقالاتِ التي تتناولُها لسببٍ أو لآخر وتُقِرُّ بأن عنوانَ الأغنية هو ”فوگ النَّخَل“.
حقيقة انتشارِ الأغنية على مرِّ الزَّمَن وأدائها بأصواتٍ عربيَّةٍ تلفظ لام كلمة ”النخل“ مُخَفَّفَةً، (لا مُفَخَّمَةً كما يلفظها أهل العراق في لهجتهم المحكية). وكان لبعض المتأخرين من مطربي بلدانِ الشام (سوريا ولبنان تحديداً) أثرُهُم البالغ في ”سوء الفهم“ هذا، وهم يغنونها باللام المُخَفَّفَة التي يسبقها كسر الخاء.
”مَدُّ المقصور“ الحاصل مع ”الفتحة“ على نون كلمة ”النَّخَل“، بسببِ تنغيم الكلمة الذي حَوَّل ”النَّـ“ إلى ”النّا“ لفظاً، مما سهَّلَ لقليلي الفَهمِ الظنَّ بأن الفتحةَ الممدودة هنا هي ألِف.
كلُّ ما رافق ظهور الانترنت وانتشاره في البلدان العربية بعد عام 2000. منذ أيامِ استسهال الكتابة ونشر الآراء العجيبة في مختلف المواقِعِ الإلكترونية، حتى أيّامنا هذه، التي يمكن فيها لكلِّ من يمتلك ”هاتفاً ذكياً“ أن يُصبِحَ إعلامياً وأن ”يظهرَ“ للناس ويشتهرَ ويُصَرِّحَ ويقول ما يشاء، دون الحاجةِ للالتزامِ بأي معيارٍ لمصداقيّة ما يطرحه.
كلُّ ما مَضى من الأسباب يمكن أن يُبَرِّرَ للمستمع العربيِّ التباس الفهم لا مع ما يخص هذه الأغنية وحسب، بل مع لهجةٍ تصعُبُ عليه أساساً ويحتاجُ إلى ”ترجمة“ معاني كلماتها حتى اذا استمات المطربُ والشاعر العراقيان في تخفيف حدَّتِها في نصوص الأغاني، أملاً في فهمها وقبولها وانتشارها. ولكن.. لا يمكن لكل ما مضى أن يُبَرِّرَ للمستمع العراقيِّ سوءَ وقلَّةَ فهمِه، خصوصاً مَنْ يدّعي كونَهُ مُثَقَّفاً. فضحالةُ وسطحيّةُ ثقافةِ البعض من العراقيين (وهم بالملايين، مع الأسف) أهم أسباب انتشار ”بدعة إلنا خِل“.

أما ما يخص الأغنيةَ نفسَها، فسأحاول هنا تلخيص الأمر، وحكاية أصل الأغنية، في نقاطٍ مُحَدَّدة:

أولاً: مَنشأ الأغنية وأصل لحنها.

أغنية ”فوگ النَّخَل“ عراقيّة. قولاً واحداً. بُنِيَت على لحن ”تنزيلة“ مشهورة للمُلّا عثمان الموصلي (1854 - 1923 م.)، واسم هذه التنزيلة/الإنشاد: ”فوگ العَرِشْ فوگ“، نظم الموصلي كلماتِها باللهجة المحكية العراقية، ولحَّنها على مقام الحجاز. وما زالت فِرَقُ الإنشاد الديني العراقية تنشدها حتى يومنا هذا كلَّما مَرَّت مناسبة ”الإسراء والمعراج“، تحديداً، وهي المناسبة التي ألَّفَ عثمان الموصلي من أجلها هذه”التنزيلة“ التي يقول مذهبها:
فوگ العَرِشْ فوگ فوگ العَرِش فوگ 

معراج ابو ابراهيم فوگ العَرِش فوگ

هادي للأكوان كشّاف البلوى..

وهي موجودة على اليوتيوب بصوت المنشِد مصطفى الزيدي.


ثانياً: الكلمات. لُبّ الخلاف.

1. بناء الأغنية:
مذهب الأغنية يحاكي بالطبع مذهب ”تنزيلة“ الموصلي، برباعيّةٍ تعتمد تكرار الشطر الأول (الذي تغيرت فيه كلمة ”العرش“ إلى ”النخل“)، مضافاً إلى الرباعية ”بيت الربّاط“ ختاماً للمذهب:

فوگ النَّخل فوگ فوگ النَّخَل فوگ
مدري لَـمِع خدَّه مدري الگمر فوگ
والله ماريده باليني ببلوة..


ثم تأتي مقاطع الأغنية التي نُظِمَت على شكل دارميّاتٍ، يلتحق بها ”بيت الربّاط“، وأوَّلُ تلكَ المقاطع: 


خَدَّكْ لِـمَعْ يا هواي واضوى اعله بغداد

مِتْمَعْني رَبَّك بِيْك وِبْخِلْقِتَكْ جاد
والله سابيني بعيونه الحلوة

وتستمر الأغنية في مقطعين إضافيين، في المعنى نفسه. ننطلق هنا طبعاً من النسخة “الرسمية” التي تم تسجيلها على اسطوانةٍ بصوت الفنان ناظم الغزالي، والتي ألَّفَ كلماتِها الشاعر جبّوري النجّار واسمه الكامل عبد الجبار أحمد المشايخي النجّار (1917- 1976 والذي ألَّفَ لناظم الغزالي مجموعةً من أشهر أغانيه) وأعدَّ موسيقاها ووزَّعها الموسيقار جميل بشير (1921- 1977) اقتباساً من لحن ”تنزيلة“ الموصلي. 
ورَبَّما يُلاحظ المرء اختلاف كلامِ المقاطِع، بين نسخةٍ وأخرى من تسجيلاتِ الأغنية، لا باختلافِ المطرب الذي غنّاها وَحَسْب، بل وحتى لدى ناظم الغزالي نفسه، صاحب الأغنية الأشهر، حيث كان يغنيها في الحفلات بإضافة أبياتٍ من الدارمي يدور معناها في فلك ”المعاناة“ مما لَمْ يُضِرَّ بالمعنى العام للأغنية ولم يُشَوِّه الصورَ الشعرية في كلماتها. فعلى سبيل المثال، وفي كتاب الفَنّان عبد الفتّاح حلمي الذي عنوانه ”أنغام من التراث العراقي“ (إصدارات دار نقابة الفنانين العراقيين، 1984) تَمَّت نسبةُ الأغنية للفنان يوسف عمر (1918- 1986) وبِكلماتٍ تختَلِفُ تماماً عن النسخة المُسَجَّلَةِ بصوت ناظم الغزالي، خصوصاً في المقاطع مع بقاء مذهب الأغنية نفسه. والواقع والمعروف أنَّ يوسف عمر اشتُهِرَ بأداء أغاني سواه من المطربين، إضافةً إلى ما أدّاه من أغانيه هو شخصياً، وخصوصاً في الحفلات. هذا أولاً. أما ثانياً، فقد اشتهر أيضاً بغناء أبياتٍ بعينها على أكثر من لحنٍ وفي أكثر من ”بَسْتَة“ وأغنية (خصوصاً حين تكون الأغنية مُكَوَّنَةً من ”الدّارميّات“، حيث يسهل استبدال الدّارمي بغيره، دون تأثيرٍ على إيقاعِ أو لحنِ الأغنية). ومن أشهر الأمثلة على ذلك بيت الدارمي الذي يقول: 
ياللي وگعت بالبير ناوشني اصبعك 
لو ما حَچايا الناس لانزل واطلعك
الذي يُرَدِّدُه يوسف عمر في أغنية ”گلبك صخر جلمود“ [وهي من أغاني سليمة مراد (1905- 1974)، زوجة ناظم الغزالي] كما يردده في أغنية ”هاجَن جنوني، لْوِلْفي ودّوني“ وغيرهما. وكان غناء أغاني الغير مع تغيير بعض كلامها، أو الإضافة إليه، أمراً شائعاً ووارداً ولا اختلاف على حدوثه وقبوله. 
ويمكن هنا الرجوع إلى عدد من المراجع الرصينة، من مؤلَّفات تضمَّنت كلام ”فوگ النَّخَل“ وسمَّتها باسمِها وهي عديدة، كما يمكن الاستماع إلى النسخة التي يغنيها ناظم الغزالي، بتسجيل استوديو، وهي نسخة صافية شديدة الوضوح في ما يخص نطق الكلام.

2. معنى كلماتها، وصورها الشعرية.. أهم ما في موضوعنا:
الصورة الشعرية العذبة في الأغنية غاية في البساطة (ولا أعرف سبب الصعوبة في إدراكها). ويكفي إيراد المذهب والمقطع الأول، لإيضاح الصورة التي يريد الشاعرُ إيصالَها.

فوگ النَّخل فوگ فوگ النَّخَل فوگ
مدري لمع خدَّه مدري الگمر فوگ
والله ماريده باليني ببلوة.. 

*** 

خَدَّكْ لِـمَعْ يا هواي واضوى اعله بغداد

مِتْمَعْني رَبَّك بِيْك وِبْخِلْقِتَكْ جاد
والله سابيني بعيونه الحلوة

فالشاعر يبدأ الأغنية بالتساؤل في مذهبها عن سرّ الضياء الذي يعلو النخيل بقوله:
"مدري لَـمِع خدَّه، مدري الگمر فوگ“، ليُجيبَ في المقطع الأول مباشرةً:
"خدَّك لِـمَعْ يَهواي.. واضوى اعْلَه بغداد.." كي يُنهي تساؤلََه ويبتَّ في الأمر ويقطع حيرتَه بأنَّ هذا الضوء المنتشر فوق بغداد ونخيلِها ليس ضوء القمر وإنما التماعة "خد الحبيب". (الصورة الشعرية السَّلِسَةُ البديعة هذه، وردت فيما بعد، بدايةَ السبعينيات، في أغنيةٍ شهيرة لفاضل عواد مطلعها: "ضوه خَدَّك، مدري ضوه الگمرة؟".. التساؤل نفسه، ومطلَعُ أغنية فاضل عواد في حقيقتهِ إحالة جميلة تحمل العرفان للأصل الوارد في "فوگ النخل"..

وفي ما عدا الصورة الشعرية، ولكل من يعرف أن أغنية "فوگ النخل" قد بُنِيَت على لحن "تنزيلة" الملا عثمان الموصلي "فوگ العرش فوگ"، فتغيير كلمة "العَرِشْ" تمَّ بكلمة على وزنها وهي "النَّخَل"، ببساطةٍ شديدة.. ولا يمكن لعاقل أن يتخيل شاعراً يفكر بتغيير كلمةٍ من ثلاثة أحرف، مُعَرَّفَةٍ بالألف واللام، إلى كلمتين تُسَبِّبان خللاً في الوزن، إضافةً إلى الإرباك في الصورة وتعقيدها.

باختصار: من المُضحِكِ المُبكي عدمُ تَقَبُّلِ البعض للصورة الشعرية في "فوگ النخل" رغم سهولةِ فهمِها ووضوحِها على مدى مقاطع الأغنية. بل وجدلُهم المعيب المبنيّ على تصوُّرِ أنَّ المتكلم في الأغنية يتحدث عن "حبيب يسكن في مكانٍ مرتفعٍ فوق النخيل"، وهو أمرٌ أبعد ما يكون عن القصد من كلام الأغنية وحالة عجيبةٌ أساسها سذاجة الفهم وسطحيَّتُه (وقد حاولت أن أكون دبلوماسياً جداً في الوصف هنا).

ثُمَّ.. وهذه أغرب ما في هذا الجدل برمَّتِه: لدى المستمع العربي، والعراقي خصوصاً، العديد من التسجيلات بصوت ناظم الغزالي ويوسف عمر وصباح فخري (1933-2021)، وهم أبرز من غناها من مطربي الأربعينيات والخمسينيات، دون ذكر عشراتٍ غيرهم من المطربين العراقيين والعرب، وهم يغنونها "فوگ النَّخَل“.. فهل يُعقَلُ أن يتم إهمالُ "رأيهم" واعتماد قصةٍ لا أصلَ لها، فبركها أحدهم ونشَرَها بعد ظهور الإنترنت واستسهال "النشر" عبر المواقع الإلكترونية؟ تلك القصة التي انتشرت لأن بَعضاً من العراقيين (المغتربين تحديداً أولَ الأمر) والعرب بعدهم، لا يستطيعون إدراك صورة شعرية بسيطةٍ في أغنية، وتأخذهم رومانسية ذكر ”البيوت البغدادية“ و“شناشيلها“ و“المحلّات الشعبية“ لترسيخ خرافةٍ كل ما فيها مبنيٌّ على فهمٍ خاطئٍ للكلام؟ ثم تشاء الصُّدَفُ المضحكة العمياء أن يتبنّى الحكايةَ المفبركة فنانٌ مثل إلهام المدفعي ويعتبرها ”حقيقة" ويصرّح بذلك في برنامجٍ فني له قاعدة جماهيرية واسعة ويصل ”رأيهُ“ هذا إلى عشراتِ أو مئات الملاين من العرب فيتبنّونَه. أيمكن أن يضع المستمع/ المتلقّي فنّاناً مثل ناظم الغزالي، باتساع ثقافته واطّلاعه وشدّة ذكائه وحرصهِ في كل ما غنّى، سواء أكانَ تراثاً أم أغنيةً جديدة، في كفّة تقابلها كفّةٌ تحمل فنّاناً مثل إلهام المدفعي؟ وهذا الأخير هو نفسه الذي حوَّلَ الكرخ والرصافة إلى "جسرَين" (بدل أن يقول "صوبين"، والفرق شاسع بين المعنَيَينِ)، حين غنّى أغنية "ما لي شغل بالسوگ“ وهي لِـمُطرِبٍ من جيلِه (حسين نعمة)، وتسجيلها موجود، يسمعه العرب والعراقيون ويرقصون على نغماته، دون إدراك الكارثة التي تَرَكها المدفعي في الأغنية.
هنا لا مكان إطلاقاً للمقارنة. ولا مجال أبداً لمقولة "فلانٌ اجتهد فأصاب، فله أجران: أجر الاجتهاد وأجر الإصابة. وفلانٌ اجتهد فأخطأ، فله أجر الاجتهاد.“ هنا ناظم الغزالي أو إلهام المدفعي. لونان فقط: أبيض وأسود، ولا مكان لتدرّجات اللون الرمادي بينهما. نهائياً. 


إبراهيم عبد الملك/
شاعر ومترجم عراقي مقيم في ستوكهولم



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16/03/2023, 09h10
رياض حسن رياض حسن غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:515232
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق بغداد
المشاركات: 6
افتراضي رد: فوق النخل فوق

مع الاعزاز بكل الآراء أجد أن الاغنية لا تحتمل الرأي الذي يقول ( فوكَـ النه خل ) الا في حال أنها وردت ضمن ( ابوذية ) وهذا غير موجود .. اعتقد جازماً أن الاخوة العرب غير قادرين على تضخيم اللام في كلمة ( النخل ) لهذا لجأ البعض الى هذا الرأي من اجل رفع الاحراج عنهم ...
ثم ا، سياق الوصف ( فوك النخل فوك .. مدري لمع خده مدري الكَمر فوك ) الصورة واضحة بحسب فهمي البسيط للنص :
فتاة في الطابق العلوي عادة تكون موازية للنخل الموجودة داخل الحوش ـ على عادة البغداديين في ذلك الوقت ـ لهذا الصحيح هو فوك النخل ويجب ان نتمسك بذلك .. لأننا ربما بعد 50 سنة ستصنف على انها من الفلكلور الشامي ..
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23/03/2023, 14h36
إبراهيم عبد الم إبراهيم عبد الم غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:714336
 
تاريخ التسجيل: mars 2014
الجنسية: عراقية
الإقامة: السويد
المشاركات: 5
افتراضي رد: فوق النخل فوق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض حسن مشاهدة المشاركة
مع الاعزاز بكل الآراء أجد أن الاغنية لا تحتمل الرأي الذي يقول ( فوكَـ النه خل ) الا في حال أنها وردت ضمن ( ابوذية ) وهذا غير موجود .. اعتقد جازماً أن الاخوة العرب غير قادرين على تضخيم اللام في كلمة ( النخل ) لهذا لجأ البعض الى هذا الرأي من اجل رفع الاحراج عنهم ...
ثم ا، سياق الوصف ( فوك النخل فوك .. مدري لمع خده مدري الكَمر فوك ) الصورة واضحة بحسب فهمي البسيط للنص :
فتاة في الطابق العلوي عادة تكون موازية للنخل الموجودة داخل الحوش ـ على عادة البغداديين في ذلك الوقت ـ لهذا الصحيح هو فوك النخل ويجب ان نتمسك بذلك .. لأننا ربما بعد 50 سنة ستصنف على انها من الفلكلور الشامي ..

الأخ الكريم رياض حسن
بعد التحية

نعم هي "فوگ النخل".. ولكنك على ما يبدو لم تقرأ المقال الذي يسبق ردك.. فالصورة الشعرية البسيطة في الأغنية لا علاقة لها بطابق علوي ولا غيره.. ارجوك اقرأ النقطة (2) في الثلث الأخير من المقال.. ولك المودة والتقدير

إبراهيم عبد الملك
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 12h54.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd