فليحيا المزاج العالي ،،،
المترنحُ طرباً بين النجوم العوالي ،،،
ما هذه الدُّرَة التي لا قرينَ لها يا عم مختار ؟!
ألا ليتها تعود ( ليلة الوصل ) !!
هاهو شاعرنا ( إبنُ هِرْدَوس ) يأمُلها ، يتمناها ،
يناجيها ، و يتذكرُ في أسىً و حسرة ٍ و ( التذاذٍ ) توحُّدَهُ بمعشوقتِهِ في الليالي
الخوالي .. يستعيدُ بخيال ٍ عُذري ٍ ( لا يخلو من غزلياتٍ صريحة ) حبيبته التي
احتواها قلبه ، و سكرَ بخمرِ سُلافتها في ليالي الوصال ، غيرُ عابئـَين بالقيل و القال
من الواشين و ( العوازل ) ،،
و تترى على وقع صوره التي تمتاحُ من الطبيعةِ بـِنيَتـَها المشهدية ، صفاتُ الحبيبة ، و أثر الليلة و تجلياتها ، فالحبيبة هي ( بسمة الدنيا ) ، و هي الطائعة المطيعة الموفية للمواعيد ، و هي المواسية المُطيِّبة لخاطره ..
أما الليلة فهي كالصبحِ ضاحكة ً ( إستعار إشراقة الصبح و حولها إلى ضحكةٍ لليلته الموعودة في دلالةٍ تشير إلى البهجة و السعادة ) ..
ثم يعود في نهاية القصيدة إلى حسرتهِ على انقضاء زمن العشق و الوله ، و يشكو من تعلقه بتلك الأيام التي يتصدع لها قلبه ، و يذوب بتذكرها وجدانه ..
المعاني في القصيدة واضحة جلية ، و القصيدة تصنـَّفُ في غـَرَضِها غزلاً عفيفاً ،
و شاعرها ( أبو الحكم أحمد بن هردوس ) من أشهر شعراء الأندلس ( حِقبة الموحدين ) ..
القصيدة على بحر ( البسيط ) ، و تفعيلاتها :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن .... مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
و هو من البحور التي ( رَكِبَها ) كبار الشعراء منذ العصر الجاهلي ، و سبقَ أن تحدثتُ عن الوقعِ النفسي لهذا البحر ، خلال تطرقي لقصيدة ( إرجَع إلىَّ ) و هي على بحر البسيط أيضاً ..
يا ليلة الوصل
يا ليلة َ الوصـــل من أحبابنا عودي
و رددي نغمـــــات النــــاىِ و العودِ
كم ضاعَ في ليلكِ الهادي لنا أمــــلٌ
كأنه بسمـــاتُ الغــــــــادةِ الـــــرودِ
و كم ضممــــــتُ إلى قلبي حبيبَتـــهُ
و أعينُ العذل قد ضــــــرت بتسهيدِ
و كم ثملتُ بخمـــــــر ٍ من مراشفها
أحلى و أكرمُ من خمــــــر العناقيـدِ
إذا شكوتُ الهـــوى جاءَت مواسية ً
بنغمةٍ الصبر في مزمــــــار داوودِ
واهـــــاً لها ليلة ً كالصبح ضاحكة ً
تختالُ بين وشــــــاياتٍ و تفـــــنيدِ
قضيتها و الهوى العذريُ يجمــعنا
على رياض ٍ بديـــــــعاتِ التغاريدِ
كأنها بسمـــة ُ الدنيـــــــا و زينتـُها
أعطت قيــــــاداً و أوفت بالمواعيدِ
مَرَّت فأتبعها قلبـــــــاً يفيضُ أسىً
و مقـــــلة جرحتها قســـــــوة الغيدِ
أكادُ من روعة الذكرى أذوبُ جوىً
و أصدَعُ القلبَ في أناتِ معبــــــودِ
يا قلبُ أين زمــــانٌ كان يجمــــعُنا
و أينَ أينَ هوى البيض ِ الرعـــاديدِ
أما تجلـِّي أداء العم وديع الصافي ، فأتركه لأهل الكار ..
و النبي ما تخبي علينا حاجة يا آلاتي ..
داحنا مساكين
مع تحياتي
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال