نوح إبراهيم

[علي سيف]

نوح إبراهيم

قليلة هي المصادر الثقة التي تناولت بالدرس حياة نوح ابراهيم وتحقيق شخصيته ،ذلك أن الشاعر نوح ابراهيم لم يكتب عن نفسه، والذين عاصروه من كتاب لم يترجموا لحياته، ومعظمهم قد مات .والذين كتبوا عن حياة نوح ابراهيم كتبوا باقتضاب ، بحيث لم يتجاوز بعض صفحات،
نوح ابراهيم:-. ولد في مدينة حيفا عام 1911 واليها انتسب. في حي شعبي من المدينة. يسمى شارع أوحي((وادي النسانس))والده فلسطيني من حيفا كان يعمل في بلدية حيفا استشهد ونوح صغير ، وله أخت من أبيه وأمه وهي أصغر منه اسمها (بديعة)أما أمه (السيدة زيده) فهي من أصل كريتي جيء بها سبية من جزيرة كريت إلى ميناء حيفا في العهد التركي .وفي حيفا تزوجت والد نوح كان يسكن حي النسناس في حيفا ويملك بيتاً من طابقين .أنجبت منه ولداً (نوح) وابنة(بديعة) واستشهد بعد زواجه من (زيدة) بأربع سنوات. و لم يخلف للعائلة سوى البيت .كانت تعيش العائلة في فقر. وليس لها من دخل إلا أجرة الطابق الأول من بيتها والذي أجرته للحاج محمد عبد القادر ابو الهيجا .فعاش نوح في دير للراهبات تحت رعاية الراهبة الأجنبية ((روت سنبل)) سنوات قليلة كان اثناءها يزور أمه ، وامه تزوره . ثم عاد إلىبيت أمه حيث أرسلته إلى المدرسة التابعة للجمعية الاسلامية .فتربى في كنف أمه ورعاية العلماءوالمجاهدين في المدرسة الاسلامية منهم .( مديرها العلامة والمجاهد الشيخ كامل القصاب ونائبه رشيد بك بقدونس والعالم الرياضي ,, درويش القصاص,, خريج السوربون .والمعلم هاني بكالوريوس انجليزي من الجامعة الأمريكية ,والشيخ الامام والمجاهد عز الدين القسام . والشيخ رضا .) فلقد أثر هؤلاء في حياة نوح تأثيراً كبيراً خاصة الشيخ الامام المجاهد عز الدين القسام وكان نوح ومنذ الصغر مثال النبوغ ويحظى بمحبة الجميع من زملائه الطلاب ومعلميه كان نوح ابراهيم بأغانيه وشعره أحد العناصر المكملة للثور الفلسطينية عام 1936 ,وصوتها الذي أسمع العالم العربي إذ كان يملك قلما وحنجرة وقلبا وسليقة فانية مبدعة وبالأحــرى كان جزءاً لا ينفصل من خامة الثورةالبشرية المطحونة فهو لا يجسد انعكاساً ثقافياً لها بقدر ما يرتبط عضويا بها.لقد اتخذ نوح الثورة موضوعا لعمله الفني , وأتخذ الشعب خامه انسانية لهذا العمل , ومن هذاالمنطلق كان شعره واغانيه مشاعا لكل الناس فقد عبر في شعره عن قضايا الامة وشكل تسجيلي , متفهما الواقع بشكل فني صادق فكان يوصل المفاهيم العامة للناس بطريقة سهلة بسيطة .لقد استطاع نوح ابراهيم أن يعكس في شعره بتقنية وتكامل ووضوح ,رؤى ساعدته في توصل قناعته الصحيحة إلى الجماهير.وما ظهور الصفة الإنسانية في قصائد نوح ابــراهيم إلا نتيجة تأثير الـشروط والظروف السياسية والاجتماعية على طبيعة الأنسان وأن تأثير قصائده على الإنسـان العربــي الفلسطيني واحدة من اهم الافكار التي تميز المفهوم الجمالي والنضالي في شعره.لقد كان انتشار اسطواناته في كل فلسطين لا يعدله انتشار وذيوع، لأن نوح ابراهيم كتبها وغناها بالعاميةالفلسطينية لأنه كان يدرك أن العامية أقدر قوالب التعبير اللغوي على التقاط الظاهرة الشعوريةالمضطربة في قلوب الفلسطينيين؛ لأنها أعمق نفوذا في الوجدان الشعبي من الفصحى ، ولذا اخترقت أغانيه كل انحاءالبلاد وتجاوزتها إلى البلاد العربية .وأخيرا يبقى نوح ابراهيم الوجه الغائب بلحمه ودمه، الحاضر بروحه وكأنه روح فلسطين كلها ......روح المقاومة الصامدة.

صفحته في سماعي هنـــــــــــــــــا