لم يسعفني حظي حتى الآن بزيارة هذا المكان
و لكنني رأيته كثيرا من الخارج
مبني فخم يطل على الشارع المؤدي إلى مطار القاهرة بني بهندسة بديعة و بشكل دائري و في حديقته بعض من الأسلحة التي أستخدمت في حرب أكتوبر
بانوراما أكتوبر
بني خصيصا لتخليد الإنتصار و فيه يعرض على زائريه دراما تروي الإنتصار
الموسيقى المصاحبة للعرض من وضع : عمر خيرت
و أنا أميل إلى تصنيفها تحت قالب ( القصيد السيمفوني )
و من أبرع مؤلفي هذا القالب ( رامسكي كروسيكوف ) صاحب ( شهرزاد )
و ( ختشادوريان ) صاحب ( رقصة السيوف )
و القصيد السيمفوني قالب يقوم على تأثر المؤلف بعمل أدبي و ترجمته إلى الموسيقى ( بدون غناء )
و إلى حضراتكم تصوري نحو هذا العمل الرائع و المهيب و لن أدخل بكم في تعقيدات هارمونية
( الله أكبر ) و ( هه )
البداية من آلات النفخ ( سامبلر ) على شكل نداء و تجمع للجنود أمام قناة السويس بنوتات فردية لبدأ الإستعداد و هذا تمهيد و تحضير سمعي ينتهي بتسلسل عل شكل ( كريشيندو ) من الطبل الجهير ( التيمباني ) و ضربات من الصنوج النحاسية ( السيمبال )
( د : 20:00 ) النداء المقدس ( الله أكبر ) إيمائا ببدأ العبور لينقسم الأوركسترا إلى قسمين آلات النفخ مصاحبة للنداء بنوتات متقطعة ( ستكاتو ) ليبدأ دور الوتريات في نغمات كأنها مياه القناة ليندمج الأوركسترا بآلاته مصورا عملية العبور مع تكرار نداء ( الله أكبر ) مرات غنائا و أخريات ( تيمات ) من الوتريات و أخريات من ال ( تيمباني )
( د : 02:30 ) هنا يستخدم عمر خيرت ( نوتاته ) المنفردة الشهيرة على آلة ( البيانو ) و التي توحي بعقبة و قلق إشارة للساتر الترابي متبوعة بدقات من ( التيمباني ) و أخرى من ( سنير درام )
( د : 02:44 ) سرعان ما يزول هذا القلق بسماعك اللفظه المصرية الشهيرة عند قيامنا بعمل يستدعي قوة بدنية و لا أعرف كيف تكتب و لكنها قد تكون ( هه ) و ما أروع توظيفها في أماكن كثيرة في العمل لتتدخل ( الوتريات ) مصاحبة لعملية صعوده و فتح ثغرات فيه و مرور القوات بمعداتهم ليؤكد على مسمعك اللحن الأساسي لعمله
( د 05:00 ) يستخدم آلات النفخ بتيمة ( الله أكبر ) و لكن بشكل يوحي بالتسلل و الترقب و كأنك ترى قائد مستتر يأمر جنوده بإشارات متكررة من يده للتقدم يصاحبها دقات من ( سنير درام )
( د 05:20 ) يرجع إلى لحنه الأساسي و لكن غير كامل لبدأ عرض موقف آخر
( د 05:30 ) يدخل ( سنير درام ) بدقات منتظمة ليبدأ عليها جملة لحنية جديدة توحي بقيام الجنود بعملية تجميع و تنظيم لصفوفهم وقيام قادتهم بإعطاء تعليمات بدأ الإشتباك
( د 06:35 ) يرجع مرة أخرى للنداء ( الله أكبر ) و يتبعه بتوظيف آخر أجمل في شكل إيقاعي ( موتيفة ) الضلع الأخير فيها يتركه ( التيمباني ) للفظة ( هه ) مع مصاحبة ( ستيكاتو ) من آلات النفخ و أيضا ( السنير درام ) في تداخل رائع يوحي بتوافد القوات مع عوده لجملته لكن من الوتريات و على إيقاع الدفوف كأنها تقول لك ( أترى ما أرى ) و تشرح ما يجري بعدها تسمع من بعيد تكرارات للفظة ( هه ) محضرة لشئ
( د 09:29 ) العودة مرة أخرى و لكن لأربعة تؤدى في آن واحد ( هه - دقات سنير درام - آلات النفخ - وتريات بحركة أقواس متتالية )
( د: 07:47 ) يقوم بسكته إحائية لدخوله في موضوع جديد لكنه يبدأ في تنويعات على الجملة السابقة مستخدما شتى آلاته و بجمله الأساسية مجتمعة حتى ( هه ) و مسترسل في تنويعاته الأوركسترالية عليها في شكل درامي مبهر تتبادل أقسام الأوركسترا فيه تركيباته حتى ينتهى بآلات النفخ و الوتريات محضرة لمفاجئته ؟؟؟
( د 10:00 ) كورد من آلات النفخ يدخل معه مباشرة و من صوت ( كورنو سمبلر ) مؤدية لحن ( الأذان ) و من مقام ( الحجاز ) ممزوجا بكل براعة ب ( هه ) لتسمع تفاعل من آلات النفخ ينتهي بسماع ( الأذان ) و لكن من طبقة لحنية أخرى و هذا الأسلوب يخلق تأثير جميل على أذن المستمع العادي ( نحن لا نترك صلاتنا حتى في القتال ) ثم عودة للإشتباك ( حربا و لحنا ) و تكرار ( الله أكبر )
( د 12:22 ) تحضير ( وتري ) لقرب النهاية و النصر و تكرار ( الله أكبر )
( د 13:24 ) دقات منتظمة من ( سنير درام ) لترجع آلات النفخ للحنه الأساسي و لكن بتناول فيه فخامة و زهو ( النصر ) في تبادل مع الوتريات لا يخلو من تحويلات سيمفونية تشعرك بفرحة النصر
و أرجو من حضراتكم شرح شعوركم كلما تكررت ( الله أكبر ) و ( هه )
كل عام و كل العرب بخير
بانوراما أكتوبر
عمر خيرت
__________________
دَعْ عَنكَ تَعنيفي و ذقْ طعمَ الهوَى
فــإذا عَشِـقـتَ فبَـعـدَ ذلــكَ عَـنـِّـفِ