السنباطي الوهابي

[حفيف الذكرى]

الأستاذ الفاضل درش :
إذا كنت أنا سنباطيَّ الهوى فماذا عنك أنت حينما تقول بأن عبدالوهاب هو قمة الموسيقى .
وعلى ما أوردت أود التعليق بالآتي :
أولاً : حينما كتبت بأن السنباطي هو رائد الأغاني الدينية والقصائد العربية لم أقصد المعنى الذي تبادر لذهنك من معنى كلمة ( رائد ) ولك كل الحق فيما أخذت عليَّ وفهمت ، ولأصحح لك أقول بأنني قصدت من هذه الكلمة الأفضل وليس الأسبق ، ويشهد بذلك كل عباقرة التلحين المزاملين للسنباطي والمعاصرين .
ثانياً : كتبت بأن عبدالوهاب تأثر بألحان الموسيقار السنباطي ولم يرق لك ذلك فأين الموضوعية التي تتكلم عنها وإليك هاهنا حرفياً ما ورد في مقال منشور في مجلة العربي الكويتية عدد 580 وبتاريخ 1 مارس 2007 للدكتورة رتيبة الحفني ( المعروف عن عبدالوهاب أنه في سنواته الأولى قام بثورة موسيقية أكسبت موسيقانا ألواناً من ( المعاصرة ) والتجديد ، وكان ذلك قبل ظهور كنوز النغم التي خرج بها رياض السنباطي ، الذي أصبح هو نفسه فيما بعد قدوة لعدد من الملحنين البارزين ، كما عمل رياض عواداً في فرقة عبدالوهاب سنتي 1933 و1934م فاستمع إلى ألحان هذا الموسيقار وتأثر بها ، ويتضح هذا التأثر في ألحان رياض ، وفي أسلوب غنائه ، كما تأثر عبدالوهاب بدوره بعد انتشار أعمال السنباطي البارزة بالكثير من ألحانه ، خاصةً بعد خروجه بروائع أم كلثوم الغنائية .... )
ثالثاً : أنت تقول بأنه من اللا موضوعية أن نتكلم عن تأثر السنباطي بعبدالوهاب لأنه يكبره سناً ولأنه كان ضمن فرقته الموسيقية ، وأقول لك ألا يتأثر الطالب بأستاذه ومعلمه وألا يتأثر الإنسان بمن يكبره سناً في السلوكيات والإتجاهات .
رابعاً : إذا كنت ترى التجديد في موسيقانا الشرقية الأصيلة وإدخال الألوان الغربية عليها وتميل لذلك فغيرك الكثير لا يرون ماتراه بل يعيشون السلطنة في أصالة الموسيقى العربية ، ويتمسكون بهويتها الشرقية الأصيلة .
خامساً : يعلم الجميع أفضال الموسيقار السنباطي على لغتنا العربية الفصحى ، ويحفظون له الفضل في انتشار القصائد العربية الخالدة من بحور الشعر العربي سواءً الروحانية والدينية أو الوجدانية التي ترتقي بالذائقة عن الإسفاف المشين ، وتبرز بعضاً من أحاسيس الحب العفيف الدفين .
فالموسيقار العملاق رياض السنباطي مدرسة كبيرة في فننا الغنائي العربي والكثيرون حاولوا السير على طريق مدرسته كالموجي والطويل وأحمد عبد القادر وحلمي بكر وغيرهم الكثير ،،، ويبقى السنباطي أعظم موسيقارٍ خدم موسيقى بلده الشرق وهو الأفضل ليس بعدد ما لحـَّن ولكن بكيفية مالحـَّن ، وبعظمة موسيقاه وألحانه وبرقيِّ اختياراته للكلمات والمعاني .
عاشق السنباطي . جازان . الريان .