بعض الجوانب الخاصه بالمايسترو
ربما نمر مرور الكرام حينما تذكر كلمة المايسترو ولكن المايسترو فى الحقيقه هو شخصية متفردة وليس سهلا أن يكون الأنسان قائدا موسيقيا.
ولقد طرح أخى الغالى الأستاذ غازى موضوعا رائعا وأنا أعتبره موضوعا للخاصة وليس العامة فى مجتمعاتنا الشرقية ولقد أمتعنى سيادة الرئيس الأستاذ الكريم صلاح علام بشروحاته الرائعة وعلمه الغزير وعرضها فى تناغم جميل فشكرا له فقد استفدت منه وتعلمت كثيرا وأستأذنكم فى أن أكتب أضافة بسيطة عن أحد الجوانب المتعلقة بالمايسترو .
لابد وأن يكون المايسترو ذو موهبة كبيرة ويمتلك ناصية معرفية عريضة وعميقة بالموسيقى بدءا من السولفيج الى التكوينات الموسيقية المختلفة والفنون الصوتية المختلفة
كذلك لابد وأن يتميز بموهبته فى استنباط المعانى كواحدة من أهم صفاته الشخصية وأن يكون منغمسا حتى أذنيه فى فهم معانى المؤلفة الموسيقية للدرجة التى تجعله قادرا على توصيل المعنى الموسيقى للآخرين.
ولابد وأن يكون المايسترو متحليا بالثقافة العامة ولدية معرفة كبيرة بحقائق الطبيعة البشرية بكل أبعادها الى جانب معرفة بعلوم الفلسفة والرياضيات والرياضيات والفيزياء.
ألى جانب هذا فأن المايسترو لابد وأن يتمتع بشخصية رائعة بدونها لايمكنه أن يحقق شيئا وفى اللحظة التى يصعد فيها المايسترو الى مكان القيادة فانه يصير محطا لأنظار أفراد الفرقة أو الأوركسترا بل وأفراد الجمهور من الحاضرين كافة.
وكى يكون المايسترو مقنعا فى أداء دوره القيادى – فأنه يحتاج ليس فقط أن يكون لديه تكنيك عالى المستوى فى ادارة الفرقة ولكن أن يشع من شخصيته وروحه على الحاضرين معه. أن التعبير بالنظرات والأيماءات تعطى استجابات مختلفة من الفرقة الموسيقية فأذا كان المايسترو يملك شخصية متفردة فأن الجميع سوف يتقبله ويتفهمه فورا ولكن على العكس – اذا كانت روح المايسترو ضعيفة فأن تعليماته للفرقة لن تكون ذات مصداقية أو معقولية
وكذلك يجب على القائد أن يكون شخصا متواضعا وأن يكون محترما لرؤية مؤلف العمل الموسيقى وأن ينفذه كما أراده ويجب بالطبع أن يتفهم كل العلامات التى يحتويها العمل المكتوب وكذلك فأن قدرته على أن يقرأ مابين السطور فى العمل الموسيقى هى أحدى قدراته الأساسية.
ويجب أن يتذكر المايسترو أن فرقته أو الأوركسترا يتكون من أفراد لهم أرواح وأنفس متعددة وربما متباينه وأنه يجب عليه توحيد الأتجاهات الروحية لهؤلاء العازفين. وأنه يجب عليه ابداء المشاعر الأنسانية المخلصة لأفراد فرقته
هذه هى بعض صفات المايسترو – وهكذا ليست المسألة مجرد قراءة للنوته.
وطبعا المايسترو العظيم الأسطورة Herbert von Karajan's الذى ذكره الأستاذ صلاح والذى ولد فى سالسبورج فى النمسا عام 1908 هو أحد أعظم المايستروهات فى تاريخ القيادة الموسيقية والذى أصبح ثانى أشهر أبناء سالسبورج بعد بيتهوفن – وهناك أسئلة عن أهمية دور المايسترو : ولدى سيمفونيات بيتهوفن التسعة والتى عزفت بقيادة المايسترو العظيم أرتورو توسكانينى وهو أحد أعظم المايستروهات فى أواخر القرنين التاسع عشر وبدايات القرن العشرين (25 مارس 1867 – 16 يناير 1957 ) والذى كان يمتلك ذاكرة فوتوغرافية جبارة ولدى نفس السيمفونيات بقيادة مايستروهات آخرين وكذلك مثال آخر اذا استمعت الى شايكوفسكى بقيادة "مرافنسكى" وبقيادة غيره وأستطيع أن أزعم أن هناك فرق وأى فرق
وقد ساعدتنى الظروف على التعرف على اثنين من المايستروهات أولها الأستاذ يوسف السيسى والذى عرفته لسنوات وتعلمت منه الكثير فى هذا المضمار وكم تناقشنا فى امكانية تحويل الموسيقى الشرقية للسنباطى الى موسيقى بوليفونية والثانى هو مايسترو لأحد أكبر الفرق الموسيقية الألمانية والذى أسمعته المقدمات الموسيقية لأعمال السنباطى والذى انبهر بها رغم الربع تون وتمنى أن يستطيع وضعها فى نمط أوركسترالى وربما يعزفها فى يوم ما
مع تحياتى