" 14 "
رائد المصري
مَرَّ حينٌ من الدهرِ على قسم " ملتقى الأدباء " ، إفتقدَ فيه إلى الشعراءِ الحقيقيين " أصحاب الموهبة و الصوت الخاص الذي لا يشبه آخر " ، فكان الشاعر الكبير يوسف أبو سالم و د أنس ، ثم العبد لله ، نحاول أن نملأ هذا الفراغ ، بالتعليق ، و التصويب اللغوي و العَروضي ، للتجارب الأدبية التي لا ترقى إلى مستوى الكِتابةِ الجادة ، إلى أن ظهرَ " رائد المصري " ، و أبهرنا بعاميّةٍ تتسمُ بالصِدق و البساطة و حِدّة البصيرة ، و القدرة على استلهامِ رُوحِ " رموزٍ فنيةٍ " تركوا فينا بصَماتٍ واضحة ، و مِن يومِها ، و أنا أتمنى أن ألتقيه ، و تحقق حُلمي ، حين رأيته
كان قد حَضـَرَ متأخِراً ، و دَخلَ علينا " هاشـّاً باشـّاً " مثل مداخلاتِهِ المَرحةِ المُبهِجة .. و احتضن كلٌ مِنا الآخرَ في شوقٍ عارِم ،، و أخبرنا أنه " أغلقَ البابَ على التلاميذ " ، و جاءَنا هَروَلة ً 
و إذا كان " الناسُ فيما يعشقونَ مَذاهِبُ " ، فإن طبيعتي النفسية الباطنية ، تعشقُ هذا " الإنسان " من قبل أن أراه ،،
رائد حين يتكلم ، يستخدمُ كلَّ جوانحه و جوارحه ، فيعبر باليدين و حركة الجسم و ملامح الوجه ، و قد لاحظتُ أنه حين يتحدث ، يُعَدِّلُ من وضع " الكاب " الذي يرتديه على رأسِه ، فيجعله " للخلف " ، و حين يصمِت ، يعيده إلى الأمام ، و حين يندمج في سخونة الحوار ، يخلعه تماماً 
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال