
29/11/2024, 18h48
|
 |
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
|
|
تاريخ التسجيل: February 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,076
|
|
|
رد: ألبوم صور فريد الأطرش
هل هذه صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي ؟

في الأيام الأخيرة ، انتشرت هذه الصورة كالهشيم على الشبكة العنكبوتية، ولمعرفة كثير من أصدقائي بشغفي بفريد الأطرش وبفنه ، قام كثير منهم بإرسالها لي في المحادثات الخاصة وهناك من أحالني على الروابط ، والحقيقة أن الصورة جمبلة جدا لدرجة يصدق معها المثل الفرنسي القائل " جميلة جدا لدرجة يصعب تصديق أنها حقيقية Trop beau pour être vrai/Too good to be true " ما استدعى وضعها تحت المجهر :
1- المعطى التقني
رفعت الصورة على أحد البرامج المتخصصة في كشف توليد الصور بطريق الذكاء الاصطناعي؛ فأنبأني البرنامج أن نسبة الذكاء الاصطناعي في الصورة لا تزيد عن 12 % ، وهي نسبة قد تشجع على الإقرار للصورة بالأصالة ، لكن لا تستعجلوا ، فالصورة التالية بعده المعروفة ب " The Electrician" منحتها شركة سوني جائزة صورة العام للتصوير الفوتوغرافي ، إلا أن صاحبها المصور الألماني بوريس إلدجسن رفض تسلم الجائزة بدعوى أن صورته مولدة بالذكاء الاصطناعي واضعا لجنة الجائزة في حرج كبير، للاتقان الكبير للتوليد والذي يستحيل مع براعة تفاصيل الصورة ، التفريق بين ما إذا كانت ملتقطة بأنامل بشرية، أو مصنوعة بالذكاء الاصطناعي.
2- المعطى التاريخي
حسب من نشر الصورة، فإن الصورة تعود إلى بداية الثلاثينيات ، والتقطت بالسويداء بجبل العرب في سوريا ، والمعلوم من مؤرخي أسرة الأطرش أن الأمير فهد فرحان الأطرش طلّق علياء حسين المنذر سنة 1924 بسبب رفضها الالتحاق ببيت الزوجية في سوريا ، ومخافة أن يستعيد فهد أبنائه فؤاد وفريد وآمال المعروفة بأسمهان، هربت بهم إلى فلسطين ومنها عبرت إلى مصر، ودعك من حكاية الخوف من الفرنسيين، فالرواية التي ذكرتها هي التي يتناقلها دروز سوريا ... الشاهد أن علياء حسبن لم تعد إلى سوريا أبدُا ، ولم يكن ثمة موجب لرجوعها إلى هذا البلد الذي ليس لها فيه أهل ولا عشيرة ، ثم إن طليقها الذي اختلفت معه وصار بينهما ما صنع الحدّاد لا يزال حيا في التاريخ المفترض أن الصورة التقطت فيه، لذلك تجمع كل المراجع أن علياء بقيت في مصر من 1924 حتى أعادها فريد الأطرش إلى مسقط رأسها بلبنان العام 1965 حيث بقيت به إلى أن توفيت في العام 1968. ومما يعزز هذه الفرضية أن أسمهان لما تزوجت ابن عمها الأمير حسن الأطرش في العام 1932 ، كان مما اشترطته عليه في العقد أن تعود كل عام لتمضية الشتاء عند أمها بالقاهرة ، فما الذي يدفع ابنة أن تشترط في عقد زوجها مثل هذا الشرط لولا استحالة عيادة أمها لها في بيت وبلد الزوجية ، بدليل أن أسمهان نزلت الى القاهرة العام 1938 في التوقيت المعتاد رفقة ابنتها كاميليا إلا أنها لم تعد إلى الجبل مفضلة الاستقرار في القاهرة... هذا مدخل للتشكيك في الصورة .
3- المعطى الواقعي : تناقضات الصورة
مكان التقاط الصورة معلوم ، ويقع قرب منبع ماء عند قصر الأمير حسن الأطرش بجبل العرب ، وقد التقطت لأسمهان عدة صور بهذا المكان أشهرها صورة في نفس وضعية أمها وبلباس مشابه ، إذا سلمنا جدلا بأن علياء المنذر زارت سوريا في وجود طليقها وهو ما استبعده المؤرخون ، فما الذي يضطر أم وإبنها أن يتكلفا - وهما في عطلة- عناء التقاط صورة صحفية دعائية تحضر فيها آلة العود ..ثم أنظروا إلى الكرسي الذي وضع على الممر الضيق ولا يكاد بأبعاد المكان وقطر الكرسي أن يوضع حيث وُضِع ...نتجاوز الأمر ونقف عند الحذاء الذي يرتديه فريد، وهو نوع فاخر وباهض الثمن من الأحذية كان يقتنيه من أوربا ولم يظهر به إلا في الحفلات العامة ويعض الأفلام ابتداء من عقد الخمسينات ، وإذا كان هو نفسه قد صرح في حديثه الاذاعي لوجدى الحكيم أن أحوالهم المادية لم تتحسن إلا بعد فيلم انتصار الشباب سنة 1941 ، فكيف لشاب بإمكانات متواضعة أن يرتدي في الثلاثينيات حذاءً باهض الثمن هو في الحقيقة من تقليعات الخمسينات ؟
هذه مجرد تساؤلات وفيما يلي صور يرجح أنها هي المستعملة لتوليد الصورة ، والله أعلم .
علياء المنذر:
صورة فريد في الثلاثينيات بنفس وضعية الجلوس وبنفس العود ونفس بوزيسيونات الأصابع :
فريد وحدائه من مزيج الأبيض والأسود الذي اشتهر به في الخمسينيات :
التعديل الأخير تم بواسطة : أبوإلياس بتاريخ 29/11/2024 الساعة 18h59
|