الذكرى 67 لوفاته
رشيد القندرچي
مدرسة المقام الأولى
[ بقلم الأستاذ المؤرخ الفني كمال لطيف سالم]
إذا كانت المرحلة التي ظهر فيها مغني المقام رشيد القندرجي قد اهملته على مستوى الدراسات التي تناولت بعض جوانب حياته وفنه التي كان طابعها المأساة واللجوء الى الغناء والخمر لحبس الأنفعالات القاسية التي كانت تنتابه عبر تجاربه الخاصة والعامة ، وما كتب عن رشيد القندرجي سيظل قاصراً إزاء مدرسة متكاملة في اصول صناعة وصياغة الأنغام.
فرشيد كان صائغ نغم ومهندساً بارعاً في الوصول الى الكمال، رغم انه لم يكن يمتلك الصوت الجميل الذي كان بالأمكان ان يضعه في مصاف المطربين الكبار سواء في عصره او في عصرنا الحاضر.
فهذا الخدش في صوته وعدم تكامله جعله يلجأ الى اتقان الأنغام ومحاولة الوصول الى تطبيق القواعد الأصولية بطريقة - الزير- أي استخدام الصوت المفتعل وتصنيع النغم للوصول الى التكامل النغمي، ورغم ذلك فطريقته لم تأخذ طريقها الى الأسماع مما جعله ينصرف عن المقام.
ولد المرحوم رشيد القندرجي في بغداد محلة سبع ابكار ويقال في منطقة - العوينة- سنة 1312 هجرية! [خطأ في اصل المقالة]، وتتلمذ في بداية حياته على طريقة أستاذه أحمد الزيدان، كما أخذ مقام الأرواح من رجوان، وأكمله من إنطوان بن بطرس ، وله تصرفات كثيرة في المقام فقد ادخل نغمات العمر گله والمگابل والقرية باش والعلزبار في مقام الحديدي ، كما ادخل نغمات كثيرة في مقام الأبراهيمي.
عمل رشيد في مهنة كصانع للأحذية مع محمد الأفغاني في منطقة- عقد النصارى- ولما بلغ الثامنة عشرة دخل في الجيش التركي ثم صار سراجاً في معمل العباخانة ،الى نهاية الحرب العالمية الأولى. وقد غنى في دار الأذاعة عند افتتاحها سنة 1936 وعين بعد ذلك خبيراً حتى زمن وفاته ،ومن اشهر بستاته المعروفة- عفاكي عفاكي-حول خيال الشكَرة- نضت عنها القميص- وقد سجل عدداً كبيراً من المقامات على اسطوانات تلف أكثرها..والذي يفهم المقام يدرك ريادة هذا الفنان الكبير الذي كان يحاول جاهداً الحفاظ على الأصول المقامية التي اخذها عن من سبقوه.
[ من أرشيفي ...نشر في جريدة القادسية أيلول/ 1989 ]
[ اربع من المعلومات والتي وردت في هذا المقال ، لم يأتي على ذكرها سابقاً ]