الأخت الغالية الست ناهد هانم
إسمحي لي أولاً أن أقول للأخ محب الأصيل
: يا عم انت حلو بالمصري و بالسلطي وبالألماني ، "أصدي أئول" إنت حلو بكل اللغات
أيوة يا أستاذة ، نرجع لقصتك
(بتستعجلي ليه على القصة؟ الناشر مقطع الاتصالات علشان تخلص بسرعة؟)
طبعاً اللغة هنا إتظبطت شوية عن " القطة و روز" لكن فيه شوية تكَّات صغيرة
وده مش مشكلتنا دلوقت . المشكلة إنك مصرة إن القارئ لازم يقراها سبعتاشر مرة علشان يركز في عدد "بطلات" القصة.
ده اللي حصل معايا و الله .
مادمتي إختارتي "صوت الراوي" وبتتكلمي عن "بطلتك" بضمير الغائب : هي
ليه رجعتي تتكلمي بضمير "المُخـَاطِب - المتحدث" : أنا ؟
ده "خطأ حاد" يعيب "القص" و يشتت ذهن القارئ
إنتي انتبهتي للحكاية في الآخر لما قلتي :
أخذت تحدث نفسها ...
ودي "فاصلة" معقولة للتنقل بين الحالتين.
وبمناسبة الفاصلة : يجب الإهتمام بعلامات الترقيم باعتبارها"لغة موازية"
و بلاش التلات نقط ورا بعض ، لإنهم يفيدوا "الإستطراد" لا التوقف.
بينما وضعتيهم في مواضع لا تحتمل إلا "نقطة واحدة" أو "فاصلة"
بس والله و بأمانة فيه تقدم واضح في استخدام اللغة.
و انا عارف ان فيه ناس بتعدي من هنا أنا شخصياً لا أملك إلا الإنحناء لعلمهم ، فلا أود أن يقال عليَّ "مجامل" على حساب الثوابت.
و كمان انا عارف وواثق و متأكد إن حضرتك مش قرفانة من كلامي ده.
و الدليل على كده إن كان فيه جنبنا هنا سبعتاشر ألف "حاجة" صاحبهم كان مسميهم "قصص" و مع ذلك مااستاهلش سطر واحد من ده.
ولعل هذه مناسبة طيبة لأقبل "المقشة و الجاروف" اللي استخدمهم عمنا الدكتور أنس في حملة التطهير.
أما حضرتك فالجميع يحترم دأبك و جرأتك على المحاولة.
وبعدين لازم حضرتك تعرفي إن أعظم المؤسسات الصحفية و دور النشر يوجد بها شخص مهم بوظيفة "مصحح لغوي" ولا يستنكف أي كاتب مهما علا شأنه أن تمر أعماله على التصحيح اللغوي (على الأقل التشكيل) وحضرتك و الحمد لله عندك "مصحح لغوي مجاني" إسمه الدكتو أنس البن.
كمان قلت لحضرتك على السؤال الذهبي الذي يسأله الكاتب نفسه:
هل هذا الذي كتبته يرضيني كقارئ؟
فالنص الذي لايضيف إلى وعي القارئ ، هو مضيعة لوقت كاتبه قبل قارئه. ولا أقصد بزيادة الوعي : أن نزين القصة بالحكم و المواعظ . وإنما نحاول منح قارئنا متعة التفكير .
و ليس لزاماً علينا أن يكون أبطال قصتنا قديسين أو ملائكة.
علينا أن نمنحهم حرية التصرف بما تقتضيه الضرورة الدرامية ، لا الأخلاقية . بمعنى : لو كان بطلنا "قاتل" مثلاً ، فالكاتب لايمثل القانون ، وليس عليه أن يطلق صافرة سيارة الشرطة بآخر القصة (كما تطلب الرقابة من صناع السينما لتمرير الفيلم)
على الكاتب أن يخلص لفنه بالقدر الذي يجعل العقاب أمراً حتمياً للقاتل ، و إن كان بغير: "إقبضوا عليه !"
ثم أن القصة القصير لا تحتمل الخوض في التفاصيل اليومية إلى الدرجة التي يوشك الكاتب أن يحدثنا عما تناوله البطل بوجبة السحور ، مثلاً
أما قصتك ، فالأحداث أصبحت أكثر تتابعاً (مرتبة) ، إستطعتِ أن تنقلي لنا حالة البطلة النفسية طوال القصة ، حتى أني "فزعت" معها حين خاطبها زوجها بالميدان.
فإلى الأمام يا أستاذة
وكل سنة و أنتم بخير و صحة
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم