قضية فنية بخصوص السمسمية
مانشر فى موقع I.F.A الالمانى تحتت عنوان
فن معاصر من العالم الاسلامى
خلفية موجزة عن
" جاليري تاون هاوس" في القاهرة
وسط المشهد الفني المزدهر في مصر .
بقلم نيجار عظيمي.
أسس "جاليري تاون هاوس" في عام 1998 على الطابق الأول من مبنى واهن يبدو كنُصب تذكاري لذوق ما قبل الثورة، في قلب القاهرة بمنطقة المكانيكيين – هذه المنطقة كانت فيما مضى ملاذ مفضل للبوهيميين من محبي الكتب و جامعيها، طلاب الفنون و ما إلى ذلك. ما كان لـ وليام ولز أدنى فكره عن الإتجاه الذي سيسلكه الجاليري في المستقبل، إلا إن ردة الفعل بمناسبة افتتاح "تاون هاوس" كانت كبيرة – و الحيوية التي ولدّها الجاليري كانت أكبر.
و توقيت ولز كان مهم. تاريخيا، من بين العوامل التي لا تُعد و التي أثبتت أنها تُصيب المشهد الفني بالوهن و أنها السبب في استمرارية الوضع الراهن للفنون على طراز المدرسة القديمة هي نقص التمويل خارج القنوات الحكومية في مصر (لطالما كانت الدولة هي الراعي الأوحد للفنون)، و ندرة النقاد الصارمين، و النوعية المُغلقة لأماكن العرض المتوفرة و التي لا تعرض التقنيات الفنية البديلة. كون هذا الواقع، وجدت توليفة الفنون البصرية الحيوية و المبتكرة بيتا وسط حفنة الجاليريات الخاصة (تاون هاوس من بينها) التي توفر فضاءا يتحدى النوعية التزيينية و التجارية التي طالما استولت على مناطق القاهرة الغنية، و إلى مدى بعيد أختُص بها سوق المقتنين. و بهذا هُيئ الوضع لإحدى أكثر الحركات إثارة و ابتكارا في الفنون المعاصرة – تلك التي تتحدى أوامر سماسرة الثقافة أو تضمين مشاريع "ما بعد الحداثة" الكبيرة.
ربما كانت العلامة الأكثر وضوحا لمشهد الفن المصري الذي اهتز و ما عاد كما عهدناه هي بفعل "مهرجان النطاق" الذي نُظم لعامي 2000 و 2001. وَلدّ مهرجان الفنون، الذي كان بادره من ثلاث جاليريات مستقلة (كريم فرانسيس، المشربية، و تاون هاوس) في قلب المدينة حماس لم يسبق له مثيل، و المهم أيضا، إنه قدم عرضا لميول الفنانين من الجيل الجديد الذين يشتغلون بأدوات تعبير تتحدى أفكار المعاصرة السائدة. هُندس للبدء في نفس يوم الإفتتاح لبينالي القاهرة 2001 و بهذا يكون مهرجان النطاق الثاني بالذات قد أدى دوره "الإنحرافي" بكل معنى الكلمة. بينما أختص بينالي القاهرة بإعتماده على التقاليد في المفهوم و التنسيق، أثبت مهرجان النطاق إنه غير عادي على الإطلاق، مُغيرا المفاهيم الراكدة التي تحيط بإستعمال الفضاء و المواد، و إمكانية أن يُجردّ جسم العمل الفني من المادية البحتة. كـ "ما بعد حداثيين" حقيقيين، كانت الوسيلة المفضلة لفناني النطاق هي العمل الإنشائي المتعدد الوسائط و المواد الذي أنجز بميول "مفاهيمية" . و منذ ذلك الحين انطلق عدد من فناني النطاق، من بينهم لارا بلدي، أمينة منصور، حسن خان، وائل شوقي، و منى مرزوق، للعرض على نحو عالمي واسع.
و بينما خفتت مبادرة النطاق بعد السنة الثانية وسط المناورات الثقافية الغامضة و الفوضوية، أسس عدد من الفعاليات الهامة التي أعادت تلك الحيوية مرة أخرى – على سبيل المثال، مشروعيّ تاون هاوس "فوتو كايرو" و "اوبن استوديو بروجكت" (مشروع الاستوديو المفتوح و هو برنامج إقامة فنية عالمية لمدة إسبوعين).
في هذه الأثناء، تطور تاون هاوس في السنوات الست منذ استهلاله. لم يكن أبدا فضاء عرض تقليدي، فلقد نما تاون هاوس مقابل احتياجات الحيّ من حوله. هنا يأتي تعريف "الفضاء" موازيا بالضرورة لمفهوم الجاليري عن نفسه، لأن تاون هاوس فوق كل شيء آخر يعمل كمنصة لأولئك الذين ليس لديهم منصة عادة. من جماعات المسرح التي تحتاج لمكان تتدرب فيه، إلى صناع الأفلام و الفيديو الذي يدخل إنتاجهم في برنامج الأفلام الشهري، و حتى الأطفال من خلفية عائلات لاجئة (واظب الجاليري على تنظيم ورش عمل للفنون في هذا المجال طوال السنة الماضية). إن الجاليري حاليا وسط مرحلة تأسيس مكتبة طموحه للمراجع الفنية.
الجغرافية. إن الموقع الجغرافي مسألة مركزية في قيام تاون هاوس بدوره كفضاء للعرض. يقع عند ملتقى طريقين وسط منطقة المكانيكيين المذكورة سابقا، و بهذا يكون الجاليري قطعة صغيرة من بيئة مدينية مصغرة. إن علاقة الجاليري بالشارع و سكانه أوجدت أسلوبا شبه إنثروبولوجي في طريقة عمله. إن الشباب الذي يُديرون و يصونون الجاليري بصورة يومية هم من الحيّ نفسه، بينما يستفيد الجاليري من خدمات الشارع بصورة كلية – سواء لعمل كهربائي، بناء، أو أي حرفة أخرى. تتم الإجتماعات مع سكنة الشارع بصورة منتظمة فيما يخص قرارات الجاليري التي لها تأثير على الديناميكيه المحلية، بينما يُستفاد من الطابق الأرضي للجاليري كغرفة صلاة للحيّ. في الحقيقة، تُغذي البيئة المباشرة الجاليري و حساسيته بالكامل – و بالعكس.
و بينما كان جاليري تاون هاوس بؤرة معظم النشاط في مصر، أصبح هناك عدد متزايد من المبادرات في المدينة مستقلة عن العرض في فضاء الجاليري المحدّد. أثناء دورة 2003 لحدث "فوتو كايرو" على سبيل المثال، بدأ عدد من طلاب كليات الفنون في المدينة معارضهم بأسلوب مبتكر – استعملوا واجهات الشوارع، مقاهي الإنترنت، و فضاءات الاستوديوهات المهجورة لعرض أعمالهم.
لدى عدد من المؤسسات الثقافية، "مركز السيوي" و "المورد الثقافي" من بينهم، تفويض يدمج الفنون البصرية بطريقة ما. كل هذا النشاط المستقل يبشر بالخير لمشهد الفنون.
في هذه الأثناء دارت الرؤوس جماعيا، حيث تكرس مجلات الفن أعداد كاملة لقضايا العالم العربي (مظلة مناسبة، إن لم تكن ساذجة) و يُلتقط الفنانين من قبل قاعات عرض في أوروبا و أمريكا و حتى لأول مرة في التاريخ تفاخرت مصر بثلاث اختيارات مستقلة في بينالي فينسيا الأخير (صباح نعيم، معتز نصر و شوقي). بينما يواصل المنسقون، الناجحون والأقل شهرة على حد سواء، شق طريقهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط – و لو إنه أحيانا يكون بأسلوب إجرامي متسرع للغاية (اقرأ: رحلات التسوق المقدسة!).
لكن بالرغم من الزخم الملحوظ، إلا أن العقبات باقيه في مصر و خارجها. و ربما أكثر ما يتجلى (من العقبات) هو أن السياسة تبقى مرتبطة ارتباطا حميما بالفنون – قد ينتج هذا عن حتمية الوضع في دولة تضع سعرا باهظ على التعبير. نتيجة لذلك، أصبح مشهد الفن المصري بالذات مُفرقا بوضوح، مقسوم جدليا بين عالم الفن الرسمي... و الآخرين. يُفسر "الآخرون" على إنهم حفنة الجاليريات المستقلة، بالإضافة إلى مبادرات الفنانين المعزولة و المراكز الثقافية بين الفينه و الفينه. بينما بُولغ أحيانا في مسألة هذا الإنشقاق (بلا شك ليتناسب و مصالح معينة) لكن لا ينكر وجوده.
و مع ذلك يلح أبطال الثقافة. يواصل الفنانون العمل بطرق جريئة و مبتكره. لكن، مع أن بوابة الدخول و المنصة التى وُفرت لجيل جديد من الفنانين المصريين متصلة دون شك بإغواء السمسرة الثقافية لعالم ما بعد 9/11 تبقى التساؤلات، هل هذا النشاط و الإهتمام في واقع الأمر إهتمام عارض أم هل تغرس الأساسيات لشيء أكبر من هذا. أنا أميلُ إلى الأخير.
نيجار عظيمي طالبة دراسات عليا في جامعة هارفارد. عملت كمنسق مساعد في جاليري تاون هاوس من 2002 – 2004.
هذا ما كتبه احد زوار
جاليرى تاون هاوس
فى موقع جدو اسكندر- انييى
ننقل انطباعه كما كتبه دون تحوير او اى اضافة منا
عارف جاليري "تاون هاوس" اللي في وسط البلد ... وحش متجيبش منه !!!
أول امبارح نزلت وسط البلد استمشى حبتين - كنت حاطط فالمحفظة من مدة عنوان جاليري للفن الحديث كان فيه مدونة مشكرة فيه لدرجة اني قولت ده أكيد جنة الفنانين في الأرض ...
ولأني ساذج وطيب وعلى نياتي ... ولأني بعتبر نفسي من ذواقي الفن لحد ما - قررت اني أروح استمتع بأمسية ثقافية و اعمال لفنانين مصريين معاصرين ...
طبعا الوصفة سهلة ... من ميدان طلعت حرب لمحمود البسيوني لشامبليون لشارع ضيق اسمه نبراوي لحارة أضيق فيها جراج
أيوة أيوة
هناك !
المشهد الأول:
حارة ضيقة ... نظيفة لحد كبيير ... نجار "أويمجي" عاليمين تحت بلكونة ... اتنين زنوج متأمركين على باب عالشمال - عربيات شيك في جراج عاليمين لا تتناسب مع جو المكان ! ومبني عالشمال معترض مسار الحارة ... هوه ده الهدف !
كان فيه ثلاث أبواب - واحد في الوش مكتوب عليه "شوب" يعني محل - والتاني أول شمال مكتوب عليه "جاليري" - والثالث جنب التاني ... جراج أو مخزن قديم وفيه ناس زي اللي في حصة الأعمال الفنية في تالتة ابتدائي
دخلت الجاليري ... واضح انه مخزن قديم - مطلي طلاء جديد - متواضع لكن نظيف ... الأرض معمولة تستيكة اسمنت ... شوية "أعمال" متعلقة عالحيطان ... إضاءة قوية جدا - الجو حر - سوء تهوية مرعب ...
فرن بلدي يعني !
أغلب الأعمال عبارة عن إزاي تعمل عروسة من ورق الجرايد - علب السجاير - سلك المواعين - خيش - زبالة !
المشكلة اننا لو جبنا طفل في تانية ابتدائي مش حيعجبة أي عروسة من دول - ولافيش أي نوع من الفن أو الدلالات فالي متعلق ده - واضح إن الناس دي فاكرين الفن هبل فالجبل ويلا محدش فاهم حاجة !
وبعدين الحاجات دي معروضة للبيع ... يا سلام؟؟؟
أها ... بس كدة ... دي نصباية يا معلم ... العروسة الواحدة تتراوح ما بين 150 و 400 جنية !! - ومفيهاش خامات بأربعة جنية!! و لا فن بربع جنيه - ومتاخدش خمس دقايق شغل !
كان قاعد عالباب واد شكلو كده "دبلون" العيال عاملينو سيكيوريتي ... لما اتأخرت أنا و صحبي جوة دخل ورانا لنكون بنخرب الفن اللي مبهدل الحيطان ده خرجنا تاني للهواء !!
المشهد التاني:
صينية مدورة بلاستيك لونها أحمر عليها طبق فول بالزيت و كام رغيف عيش و طبق مخلل - محطوطين على عتبة الباب اللي مكتوب عليه "شوب" دخلنا ... مكان صغير نسبيا ... الأرض بلاط أسمنتي ... الطلاء أظنه كان أصفر ... نفس الإضاءة المستخدمة سابقا بس التهوية أحسن كتيير - زإن كانت ماتزال سيئة !
كراكيب متعلقة عالحيطان و مجلات لامضمونية ... المحل بيخاطب السياح على ما يبدو من الحاجات المعروضة ... أبرز المعروضات مجموعة "فانلات" اسمها" بلدى"
والله والحق يقال ... بيئة بيئة يعني ... تخيل نفسك لابس "فانلة" صفرا صفرا ... وعليها إعلان شاي العروسة ... ولا "فانلة" خضرا عليها إعلان "بيمبو" ... الواد المعاق بتاع السبعينات ده وهوه بياكل البسكويت الأشهر في مصر فالعقدين الماضيين !
بس وللأمانة كان فيه شوية صور فتوغرافية عالشمال فالنص ... اللي مصورها - لو مش سارقها - فنان ... أغلب الأعمال الفتوغرافية حلوة على فكرة و ان كان فيه كتير مكرر - كذا زاوية لنفس الشيء بدون مالزوايا الجديدة تضيف أي حاجة !
باب ضيق يؤدي للفراغ الثالث ...
المشهد الثالث:
مخزن أو جراج قديم ... محاولات لمجموعة من الهواة للإنتساب للفن ... ترابيزات متهالكة في المنتصف ... ناس قاعدة تشخبط هنا و هناك ... بنت محجبة شكلها محترم قاعدة تعمل عروسة خيش بمسدس بلاستيك وانهماك شديد !
واحد قاعد يرسم يجي 4 لوح في وقت واحد منهم واحدة "باننر" - لوح ابلاكاش رفيع و طويل وقاعد يرسم وشوش بألوان من علب طلاء ! بس واضح انه مكتر "التنر" علشان الورق بايش ومضعضع قوي ...
أول مرة أشوف فنان عامل خط انتاج لوح
قبل باب الخروج واحد سايب لوحة تنشف ... بورتريه لسيدة عجوز نقلا عن صورة فتوغرافية لاتشبهها بالمرة !
... أفتكر واحنا في سنة أولى رسمنا بورتريه برضه من صور شخصية ... كان أغلب الأشخاص المرسومين بيطلعوا قرايب الناس اللي فالصور فالآخر ! - الواد ده محتاج د.ابتهال علشان تديله -2 من 10 علشان اللي عمله ده إهدار لفلوس أهله اللي جابوله اللوحة والألوان
المشهد الرابع:
واضح ان البلكونة اللي فوق النجار تبعهم ... بس مش طالع - مش طالبه اشتغالاتى
بعد ان عرفنا كيف يتم تمويل فرقة الطنبورة البورسعيدية والهدف من ذلك
واخدنا فكرة عن الجاليرى تاون هاوس
نكتفى بذلك ونعود الى فن السمسمية ونناقش القضية من ذلك المنطلق
هل ما يتم تقديمه هو فن السمسمية ام مسخ مشوه له
ونترك للاخ مرسى سلطان الرد فى هذا الموضوع