الجنسية: عربي الهوية - تونسي الهوى
الإقامة: في حلم الوطن العربي
المشاركات: 839
رد: الذكرى الثلاثون لرحيل الفنان محمد عبد المطلب
الناس المغرمين .
( التحليلات و التعليقات و الإنطباعات الجزء 2)
. حقيقة، خسارة .. و يالها من خسارة .. عدم تكرار التعاون بين الملحن الكبير العظيم كمال الطويل و أبو نور .. و لست أعلم لهذا أسبابا أو دواعي مثل تلك التي تنتج أحيانا عن غيرة مطرب أو آخر يريد احتكار ألحان ملحن عبقري.... . الموسيقار كمال الطويل ، في رأي المتواضع، أعتبره من أنبغ ملحني عصره، حيث أبدع في كل الألوان الموسيقية تقريبا .. من الأغاني العاطفية الى الطربية وصولا الى الوطنية .. ألحانا شرقية خالصة، و شرقية ملونة بنفحات غربية، كلاسيكية وتجديدية ... وعندما تستمع الى أي لحن من ألحانه تجده متفردا متجددا لا يمكن أن تستشف منه أي شبح لتكرار أو اقتباس أو تشابه مع ألحان أخرى له أو لغيره .. وربما الوحيد الذي يشاركه في هذه الميزة، هو العبقري الراحل محمد الموجي .. وهذا رأي شخصي طبعا .. . اللحن الذي فصّله كمال الطويل لكلمات عبد الوهاب محمد وكسى به صوت عبد المطلب الفريد المتفرد الجبار، يلقي بالمستمع مباشرة في أجواء العذل والخواطر المثقلة باللوم، حيث أنه لم يترك مجالا لكثير من الصولوهات والزخارف الموسيقية والعرب و السلطنة . استمعوا الي هذه المقدمة من الوزن الثقيل و بنسق (tempo) شديد البطء وسط إيقاعات رزينة ومدوية .. واستقطبني خاصة الكونترباص الذي نسمعه جيدا في الخلفية وهو يضرب بثقل أوتاره على آذان وقلوب السميعة وكأنه ويشد انتباههم ويستنفر أحاسيسهم الى ما سيأتي من كلام ثقيل .. . ومن ذكاء الملحن أنه انتبه الى موقف هذا الحبيب اللاّئم وعدم مشروعيته في تجنيه وعتابه لذلك الحبيب المسكين .. المكسور القلب، المنكسر الجناح .. ثم سنرى الملحن ينحاز فورا الى جانب هذا الحبيب المظلوم ليترك الظالم في الكوبليه الأول و الثاني .. وجها لوجه، في حوار ثنائي مع الأوركاسترا الموسيقية ... ترافقه.. تحاوره .. تسائله .. تختلف معه حينا وتؤيده حينا آخر .. ولا نسمع الكورس الاّ في خاتمة الأغنية .. وهذا ليس من باب الصدفة !!! . كمال الطويل الذي أدخلنا في مشهد درامي وعاطفي .. ترك للحبيب اللائم المعاتب فسحة طويلة من الوقت للكلام و اللوم والتوبيخ ... نراه فجأة وكأنه يتدارك الموقف ويقول له: (stop) وقف عندك، تعديت كل الخطوط .. وإذا أردنا أن نصور هذا المشهد .. ستتراء لنا إحدى الممثلات الراحلات المتميزات، من أمثال وداد حمدي أو زينات صدقي وهي تلتقف الكورة لترميها في ملعب اللاّئم و كأنها تقول له بنظرة جانبية ساخرة ومتحدية، واضعة يديها على خصرها:
. يا حلاوة، يا حلاوة !!!! كده .... (بتقول وتروح لمين .. وتشكي لده وده !!!) لا يا شيخ ...... طيّيّب ..... إحنا حنقول، ونقول .. وكمان حنقول، ثاني وثالث وعاشر ...هه .. --- (انتهى) ---
. أترككم الآن برفقة أخي الأستاذ الموسيقار سمير الجنحاني ليحلّق بكم بتحليله الموسيقي الفريد .. في سماء هذه الأغنية الرائعة
التعديل الأخير تم بواسطة : صالح الحرباوي بتاريخ 20/08/2010 الساعة 18h50