* : عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : رضا المحمدي - - الوقت: 18h33 - التاريخ: 08/09/2025)           »          أغـاني مجهولة .. من المؤدي ؟ (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h42 - التاريخ: 08/09/2025)           »          عصمت عبدالعليم- 15 فبراير 1923 - 19 يناير 1993 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h17 - التاريخ: 08/09/2025)           »          نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : MOSAAB888 - - الوقت: 22h11 - التاريخ: 07/09/2025)           »          ملفات بجودة عالية من الأعضاء لقسم العراق - 2017 (الكاتـب : نور عسكر - آخر مشاركة : يونس حسين - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 07/09/2025)           »          محمد أفندى سلامه (الكاتـب : auditt05 - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 12h27 - التاريخ: 07/09/2025)           »          بديعة صادق- 22 أغسطس 1923 - 7 يناير 2010 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 12h00 - التاريخ: 07/09/2025)           »          كاريمان (الكاتـب : FAROUK_EL_SHAFEI - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h51 - التاريخ: 07/09/2025)           »          إسماعيل شبانة- 6 ديسمبر 1919 - 28 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h43 - التاريخ: 07/09/2025)           »          محرم فؤاد- 25 يونيو 1934 - 27 يونيو 2002 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h38 - التاريخ: 07/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26/10/2008, 21h48
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

الـبَـيْـنـَمَا



تـََحَلـَّقَ بسقف الغرفة يُحملق فى جسده المسجى تحت أكف الطبيب المتضاغطة على صدره ، ينتفض السرير ولا يهتز الجسد. راح يتفرس ذلك المشهد من علٍ ولذة ألم الإنعتاق من كثافة بدنه تغمره بهدأة أبدية.


إنزوت خطيبته بركن الغرفة ، ساهمة تدير محبساً حول إصبعها بينما أمها تبادلها نظرات التساؤل.


أمه تستحلف الطبيب لأخذه إلى " العناية المركزة " ، كفت أكف الطبيب عن المُضاغطة لتربت على كتف الثكلى . حين انتحبت الأم …أخرجت خطيبته منديلا عطراً من حقيبتها ودفنت فيه وجهها.


دخل الغرفة رجلان لم يرهما من قبل.غطيّا وجه جسده ثم دفعاه ليستقر فوق محفة ذات عجلات توازت مع السرير. إنكفأت أمه تقبله فمنعها الطبيب برفق والرجلان يدفعان بهمة محفتهما.


فى الممر الخارج إصطف أناس كثيرون ، يعرف بعضهم وأخرون جاءوا يحمدون ربهم على نعمة الصحة . هام سابحاً فوقهم يتأمل " حال الدنيا " . تذكر جسده ، أسرع نحو المحفة وَالِجة المصعد ، إنغلق الباب ، حاول الضغط على الزر للحاق " به "… فما انفتح الباب، لكنه رأى إصبعه يخترق الحائط ، إستحالت دهشته إعجابا حين جرب ذلك بذراعه، ثم كتفه .....


إلى أن دخل كلية إلى بئر المصعد النازل ، كرر ذلك لاهياً كطفله الذى كانه ثم طاف إلى باب مكتوب عليه "المغسلة".عند الباب إثنان خلصا نجيا، أقبل عليهما ذو لحية يتأبط لفافة من قماش أبيض ، قال لهما ليس لأختهما حق فى الإقتسام …" لم يعقد عليها ولم يدخل بها " ، هز الأكبر رأسه بينما غالب شقيقه البكاء . إقترب قليل من زملاء العمل مطأطئي الرءوس يتقدمهم رجل تحدث بحماس عن "مكافأة نهايةالخدمة".


تسلل عبر " ميم " المغسلة ، وجد دافعى جسده يمسحان لوحا رخاميا توازى بالمحفة ، فتح أحدهما الباب ينادى حامل الكفن ،كان شَغِلا بحديث المكافأة فأعطاه إياه بغير إلتفات له.


"وحدوا الله "… قالها شيخ فذابت فى جلبة الواقفين . شُرّع الباب عن صندوق بغير كسوة ، تدافعوا لحمله.


إحتواه أنس المشهد . أول مرة رأى الناس " من فوق " عندما ركب كتف أمه بمولد "سيدي الحلي " ، أفسد بهجته ليلتها قطع بعضه ، كانت تحمله لختانه …، فى المرة الثانية إمتطى كتفا لايعرف صاحبه بمظاهرات الجوع . إرتجفت مطيته تحت لسعة قنبلة الغاز فانكفأ يردها الى قاذفها ولم ير من حامله سوى شعره الخشن وكتفيه المكتنزين . هذه المرة " الثالثة ثابتة ".


ما أجمل أن يرى المرء الدنيا من فوق أكتاف الرفاق وهو يطّلع على أفئدتهم . تمنى لو أن الجنازة تمر من " هناك " فتمخرشارع جسر البحر الذى تدفق فيه طفلاً وفتى ، أويصلى عليه بجامع "سيدي الحلي" عله يستعيد "بعضه" قبل الذهاب.


بآخر صفوف الجنازة كانت خطيبته مأكولة الوجه بنظارة لم يمنعه سوادها من رؤية العينين التى طالما إغتسل بعسلهما، تسير بتؤدة بين أمها وذلك الذى منحها الورود يوم خطبتهما


، ساءه أن يراه في جنازته . راح يجول خلاله ،كما فعل ببئر المصعد،فلم يترك فى جسده ثقبا إلا استنفذه ، نظر الى قلبه، رآها تتضجع بشغافه عارية . خرج يطوف باحثاً عن ذي شعر خشن وكتفين مكتنزين ،بينما رآها تدير المحبس حول اصبعها.


.................................................. ..........................

نشرت بجريدة "البيان" الإماراتية في 29/10/1998 بعنوان "حال الدنيا"
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 22h33.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd