عصفور طاير ..
ماذا فى جعبتى يا عصفور ، أرد به على كلماتك المتفردة ؟! ..
نفدت الكلمات .. و لكنها تحولت الى ما هو أرقى و أوهج ..
لقد ذهبت الى هناك .. معك .. الى ركن قصى قبالة البحر الممتد ..
حيث الخريف يتغلغل فى ذاتنا اليتيمة المنكسرة ..
حيث تصير ( الحكمة ) غبارا منسيا فى قاع الذاكرة ..
حيث نتباكى على زمن الحمق و الجنون الذى مضى .. راثين
محنتنا الآنية ..
حيث يعرف ( كلانا ) أن وهج الابداع هو وحده الذى يشكل فينا
عناصرنا الأزلية ..
ليست فقط كيمياءا واحدة تلك التى تتوءمنا .. بل أرى أطيافا قزحية
تنسرب الى روحينا كلما عز الحلم .. أطيافا قزحية تحاول تشكيل
انسان حقيقى .. يدرك .. يشعر .. يعى .. يحس .. يتبلور جوهرا
محكما و متجليا فى آن ..
فاخلق اللحظة الموحية .. من سواك غيرهم ؟!.. أأذكرك بهم ؟!
هل أبدأ بتشيكوف ؟! .. واثق أنك قرأته ..
هل تصادمت عقليا مع دوستويفسكى ؟! .. لا مناص !
هل عشت فى تلك الحارات الضيقة ، و تنسمت عبق البيوت الخشبية
القديمة مع نجيب محفوظ ؟! .. حتما عشت ..
هل راقصت ( أزميرالدا ) قبالة كنيسة نوتردام ؟! متيقن من ذلك !
هل تنفست البحر مع ( زوربا ) كازانتزاكس ، و ( شكيبة ) فى
ياطر حنا مينا ؟! .. يقينا نعم ..
هل انكسر قلبك و أنت تقرأ ( المنزل الثالث بعد المنحنى ) لأمل ..
فعلتها ؟! نعم فعلتها يا عصفور .. هناك .. قبالة البحر ..
هل اقتحمت فصول ( نزار ) بصيفها و خريفها ..
هل ( تحب الأغانى و تنسى المغنى و تغزل موجتك العائدة ) مثل
محمود درويش ؟! .. مؤكد ..
هل عشت ( مائة عام من العزلة ) و خرجت منسحرا منسحقا مفتونا
بفعل ( ماركيز ) ؟! .. لا جدال ..
هل انقسمت روحك نصفين مع ( كله فى الموانى يابا ) ؟!........
يا لقا الغريب .. على صدر الحبيب .. يا شوق المسافر ..للمرسى القريب ..
أم انقسمت روحك نصفين مع ( خلاص مسافر ) ؟!
و خايفة لما تسافر .. ع البلد الغريب ..
تنسى انك فايت .. فى بلدك حبيب
مستنى بأشواق ... تعبان .. تعبــان ..تعبان م الفراق
و مولع لك شمعة .. نورها مستنيك .. و ف عيونه دمعه
تمسحها بايديك .......
انها هناك ..
تنتظرنا يا عصفور .. فى خريف ما ..
ينطلق صوتها فى جنبات ( كاليثيا ) .. بينما(كلانا ) جالس على
المائدة الوحيد ، فوق رصيف يذكرنا بالكاد ، حيث قطرات ( الطل )
المنسالة فوق سطح الزجاجتين ، ترسم شروخا تشبهنا ..
ينطلق صوتها .. أتسمعه ..............
( ادش كان فى ناس .. ع المفرق تنطر ناس .. و تشتى الدنى ..
و يحملوا شمسية .. و أنا بأيام الصحو ما حدا نطرنى ........)
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال