الزميل القدير { طارق العمَرى }
تحية عبير مُكللة بالعود والياسمين
عدنا من أجل التعليق على ما وردَ فى مُداخلتك السابقة والتى تعرض بها وجه نظر من حيثُ ما ذُكر أنفاً عن المُفارقة بين الشِعر والقصة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Tarek Elemary
العمل الأدبى أيا كان شعرا أو نثرا هو نتَاجُ العقل و الروح (المشاعر) معا و لا أرى أن الشعر الذى يمر من اللاوعى دون إدراكٍ (عقل) يوجههُ و يحمِّلهُ رسالة ما حركتها مشاعرٍ ما يُعَدُّ شعرا ... و الشعر الذى يعبر عن حالةِ ناظمهِ فقط هو عملٌ لا يعيش و إنما الذى يعبر عن حال البشر و يحمل صفة العمومية حتى و إن كان خاصاً هو الذى يُعمِّرُ و يعيش و يجد الناسُ أنفسَهم يرددونه أبداً ما مروا بحالةٍ كحالةِ الشاعر وقتما كتب ما كتب
ثم أن الشاعر قماشته صغيرة ..... و مساحة التعبير لديه محدودة ... لذا وجب عليه التركيز و التدقيق فى اللفظ و الجرس و المعنى معا عكس القاص الذى يتعامل مع قماشةٍ عريضةٍ ( روايةٍ كانت أو قصةٍ قصيرة) يستطيع معها التعبير بحريةٍ أكبر و تصويرٍ أوسع بل أنه يستطيع شرح الحالات النفسية لأبطاله و الجو المحيط بهم و هو ما لا يتاح للشاعر الذى عليه أن يوحى لنا بكل هذا فى سياق نظم نصه مرتبطا بوزن و بحر و قافية و موسيقى فى آنٍ واحد ... هذا ما أراه
|
اعتقد إننا متفقين فى هذا الرأى أستاذ طارق فما أوردته ما هو إلا ترجمة لما ذكرته سابقاً إلا فى جزء منه،،
فالشعر سواء كان عامى أو فصيح وعلى الرغم من المُفارقة فى هيكلة ونظم كلٍ منهم ،إلا أن الإثنين لهما دور ورسالة وأيضاً جمهور
ففى الشعر عامة نجد القصيدة مكونه من كلمة بجوار كلمة لتصبح رسالة موجه إلى المُتلقى بشكل محكوم وأكثر تلقيناً يخاطب بها العقل والعاطفه ، ودور المتلقى لهذ الرسالة هوَ الإنفعال فقط دون مُناقشة ، بصرف النظر عما إذا كان هذا الشِعر معمر بين البشر ويرددونه أملا كما ذكرت ،
فالجميل فى الشِعر أنه مثل الموسيقى ينبع داخل النفس، لا من العقل بالتالى يعطى مفعوله لدى المُتلقى على الجزء الذى أفرزه الكاتب وقتها ،، على عكس القصة ..فالقصة الجيدة هى التى تتطلب النقاش حول مضمونها والفكرة القائمة عليها ،،هذه رؤيتى
اقتباس:
نعم هذا صحيح و لكن دون الإخلال بأن للقاص من قصته هدف و معنى قد يحمل لدى الآخرين معانٍ أُخَرْ .. فالأصل أن القاص لديه ما يقوله هو و ما يقوله يستدعى لدى قارئه إستنباطات و تداعيات و إسقاطات و هذا كما تفضلتِ يزيد العمل روعة و سعة أفق و رحابة لدى جموع متلقيه.
|
حمداً لله مُتفقين
اقتباس:
أما مسألة إجهاد عقله تشعرنى بأن قارئك محكوم عليه بالمعاناة و على عقله بالإجهاد و كنت أريد له أن يشعر بمتعة الغوص فى عالمك سابحا منه لعالمه الخاص وحيا و إلهاما من عالمك أنت و هذه حدود قناعتى بالإبداع فى شتى صوره.
|
قد تتسم القصة القصيرة ببعض الغموض
لذلك هى مُعاناه عِند فئة مُعينه من القُراء ولكنك قد ذكرت نُقطة أعجبتنى كثيراً
فى أريد له أن يشعر بمتعة الغوص عالمك سابحا منه لعالمه الخاص وحيا و إلهاما من عالمك أنت و هذه
حدود قناعتى بالإبداع فى
وهذا هوَ ( مَربط الفرس ) تماماً كما ذكرت
حداثة القصة القصيرة إنها تُتيح للقارئ أن يَتَقمص دور الكاتب والتّوحد مع شخصيات القصة ليُعيد تَرتيب الفكرة داخل العمل، مع التآنى فى قراءتها أفقياً ورأسياً يميناً أو يساراً حتى يُصبح لها مَلامح أو حتى على الآقل أن يَفهم معناها
أما باللنسبة لقارئ هذه النوعية هوَ محكوم عليه بإجهاد عقله ؟
هذه هى المدرسة التى أنتمى إليها والتى تُنادى بإعمال عقل المُتلقى داخل العمل إلى جانب التكثيف ( الإختزال ) والترميز
سأسرد لكَ أمراً وإن شاء الله بعدها تتلاقى الآفكار،،
حينما تذهب إلى التسوق وفى ذِهنكَ شراء ماركة مُعينه
مثل ساعات من ماركة (باتيك فيليك أوجيجير لوكولتر) أو سيارة من ماركة (بينتلى ، الجاجوار، أو الرولزرويس)،
فريدة لقلة مُشتريها لآنها غالية الثمن، ربما سيطرق فى ذِهنكَ وقتها الذهاب إلى الوكيل المُعتمد لهذه الماركة للحصول عليها ، أليس كذلك ؟
وهكذا هوَ حال الكاتب لهذه النوعية من القصص القصيرة
التى يبحث من خلالها عن نوعية مُعينه من القراء،وذلك لآنه يعطى المُتلقى داخل العمل جرعة مُكثفة من الجمل فى جملة واحدة .. والتى إعتمدت من قِبل الكاتب على التكثيف الدلالى فيكون، تآويلات خاصة لكل قارئى وإعطاءه مساحة أكبر لإعمال العقل عِند التلقى،، والبحث عما وراء النص والخروج عن الفكرة المباشرة للعمل ،،
بِصرفْ النظر عن التفسير الذى هو بمثابة إطار إجبارى..
تتحرك فيه الآحداث دون الخروج لما وراء النص والفكرة الظاهرة به
وهذه هى ثقافة الحذف أى التكثيف والمسكوت منه داخل العمل التى توضح لنا الفارق الكبير بين القصة القصيرة والرواية ،،
اقتباس:
أما عن القصة و التى عملا بنصيحتك قرأتها مرات عديدة و طبعتها لقراءتها بعيدا عن الشاشة فتعليقى عليها أن بها مثالية ينكرها كل واقع و تضحية و إنكار ذات ليس له ما يبرره فى السياق الذى تدور فيه الأحداث.
ثم هناك اللقطة الأخيرة ما هى علاقة هند بعزت ... هل تبرع كمال له بالقرنية فأبصر و تبرع بقلبه لهند فتعافت فتعرف قلب هند على عينى عزت الذين هما فى الأصل للمضحى كمال؟ !!!!!!
|
ماحدث فى المشهد الآخير ليس تماماً كما تصورت 
أى ليس تعارف لقلب هند على عينى عزت لمجرد الصدفه التى جمعتهم
ولكن بعد أن أخبرها اخا كمال عن الشخصيات التى قام كمال بالتبرع لهم فى حياته وبعد موته..
أتتها لحظة إشتياق لرؤية كمال من خلال عينه التى تبرع بها لعزت ،،
اقتباس:
كل هذا لا يمنعنى من الإعجاب بسردك و اللغة عندك و شخصيتك البادية فى ردودك قوة و رزانة و لا أزيد على كلام د. أنس فى هذا الشأن فقد أوفاك ما تستحقين و لكن أردت أن تأييد ما ذهب إليه فى هذا الصدد و معارضة و مناقشة مثلك يثرى النقاش و يزيد الأفق إتساعاً و سعادتى بك لا توصف و تزيد يوما بعد يوم وكلما دخلت المنتدى يفوح عطر حديثك فدمت عبيرا و نورا و تقبلى منى أطيب المنى و أرق تحياتى
|
أولاً :قد جاءت أحرفكَ برداً وسلاما
وكم أسعدنى أن أرى نصى فى ذاكرتِكَ مقرونا بهذا الجمال وهذا الحضور العبق بالطيب الذى سأمشقه شلال عِرفان،،
وبهذا الحوارالذى دار بيننا حول القصة والشعر والمفارقة بينهم
ثانياً :أعترف أنك استفززتَ فىّ شيئاً ما ربما لقلة حديثى وتفاعلى داخل المُنتدى،،
قد يكون قلمى هذه المرة قد وقع تحت مقصلة المشاعر وتفصيلها، لَكنْ أطمح بِقُراء تَرتحل قلوبهم بالمعنى المقصود ،،
ثالثاً :وهو الآهم
أسعدنى وجودِكَ هُنا
دَام لنا حضورِكَ الوارف ،،
لكَ كل التقدير وسلام بعبير الآزاهير ،،
