سأغتنم فرصة غياب الأخ العزيز زهير البدر و سأسبقه إلى رفع أحبّ تسجيل إلى قلبي من مرفوعات الأستاذ محمد علي بحري، صاحب النوادر و الدرر الغالية و هو تسجيل لقصيدة سكن الفؤاد و هي منسوبة للإمام العارف بالله الشيخ علي الوفائي المصري (759 هـ - 807 هـ)، أمّا أداء خيري لها فهو فعلاً فوق الوصف في كل حركاته و سكناته و قفلاته و قد زاد القصيدة روحانية و خشوعاً، و هي أفضل مثال لمن أراد أن يقف عند قدرات هذا المطرب الرهيبة على الإرتجال و الإبداع بالفطرة
سَكَنَ الْفُؤَادُ فَعِشْ هَنِيئاً يَا جَسَدُ
من شعر الشيخ علي الوفائي المصري
في مدح النبي صلّى الله عليه و سلّم
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد...........هذا النعيم هو المقيم الي الأبد
أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن...........جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
عش في أمان الله تحت لوائه...........لا خوف في هذا الجناب ولا نكد
لا تخشي فقدا فعندك بيت من...........كل المنى لك من أياديه مدد
رب الجمال ومرسل النجوى ومن...........هو في المحاسن كلها فرد أحد
قطب النهي غوث العوالم كلها...........أعلي علي سار أحمد من حمد
روح الوجود حياة من هو واجد...........لولاه ما تم الوجود لمن وجد
عيسي وآدم والصدور جميعهم...........هم أعين هو نورها لما ورد
لو أبصر الشيطان طلعة وجهه...........في وجه آدم كان أول من سجد
أو لو رأي النمرود نور جماله...........عبد الجليل مع الخليل ولا عند
لكن جمال الحق جل فلا يري...........إلا بتخصيص من الله الصمد
فابشر بمن سكن الجوانح منك يا...........أنا قد ملأت من المني عينا ويد
عين الوفا معني الصفا سر الوفا...........نور الهدي بحر الندي جسد الرشد
هو للصلاة مع السلام المرتضي...........الجامع المخصوص ما دام الأبد