(ربما زيارتها الى بغداد كانت قبل إندلاع ثورة 1919 في مصر يوم 9 مارت)
* في مستهل عام 1919 جاءت من القاهرة الى بغداد مع جوق موسيقي منظّم المطربة الشهيرة منيرة المهدية فأقامت عدة حفلات في سينما سنترال الذي سميّ اخيراً
بالرافدين بعد ان احترق في عام 1946
* وقد فاجأت اهالي بغداد بصوتها الرخيم الجهوري وغنائها الرقيق فأخذت بألباب
ذوي الالباب ، وبعقول ذوي العقول وقد تهافت جميع الهواة على مشاهديها
* وبقيت محل اعجاب الجميع مدة خمسة عشر يوماً ، حتى ان الأستاذ معروف الرصافي
الشاعر الكبير حضر بعض حفلاتها ففاضت قريحته بمقطوعة جميلة معرباً بها عن شعوره
واعجابه ولقبها بــــ (ملكة غناء العرب) واليك نصها :
هلّم الى ذوق طعم الأدب … هلّم الى نيل أقصى الأرب
هلّم الى ذالغناء الذي … منيرة منه اتت بالعجب
أليست منيرة في عصرنا … مليكة فن غناء العرب
فلا غرو ان ملكت في الغناء … وان احرزت فيه اعلى الرتب
فقد ادركته على رسلها ... ونالت اقاصيه من كثب
وأيدها الله من صوتها …. بأكبر عون واقوى سبب
ارى فمها صيغ من حكمة ….وأنجسه ان اقل من ذهب
تلوح فتبتنز بدر الدجى ...وتشدو فيعتز فن الأدب
بلحن اذا امتد هز القلوب … وخدّر آذاننا والعصب
ترفرف ارواحنا تحته …. كما رفرف الطير لما انقلب
وتخفق احشاؤنا دونه … كما اخفقت في الرياح العذب
وان هي قامت لانشادنا ….جثونا لها وثنينا الركب
فلو سمع القوم الحانها …. لشقوا عمائمهم والجبب
ارى الهم يتعب قلب الفتى …. وعنه الاغاني تزيل التعب
فبادر اليها ولا تكترث ….لما جاء في ذمها في الكتب
@ المصدر : كتاب قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني الأخير
عبد الكريم العلاف / طبعة 1969 / ص 182
(إنتهى)
لها تسجيلين من الأغاني التي ادتها وباللهجة الشامية والعراقية