شدتني سولو الكمان في المقدمة الموسيقية لهذه الأغنية الجميلة و فكرت إني أقدمها ، لكن هناك مشكلة كبري و ألا و هي أن اللحن للموسيقار رياض السنباطي.
غالبا عندما أستمع للحن للموسيقار عبد الوهاب أو بليغ حمدي أو زكريا أحمد .. فعندما أسمع بداية الجملة الموسيقية فإنني أستطيع أن أستنتج باقي الجملة أو نهايتها ، بمعني أنني أستطيع أن أفهم طريقة صياغة الملحن للفكرة الموسيقية Theme و ذلك بالرغم من تعدد طرق الصياغة ، و لكن عندما أسمع لحن للموسيقار رياض السنباطي فغالبا لا أستطيع أستنتاج بقية الجملة ، فطريقة صياغته للجمل الموسيقية معقدة و صعبة الاستنتاج (علي الأقل بالنسبة لي).
و لكي أوضح الفكرة قبل الدخول في التفاصيل الموسيقية أفترض الآتي:
لديك متوالية عددية 1 & 3 & 5 & (؟) يبقي الرقم الناقص أيه؟
سهلة: هو الرقم (7) هذا هو الحال عند معظم الملحنين.
لكن لما تجد متوالية: 3 & 13 & 29 & (؟) يبقي الرقم الناقص ايه؟
صعبة: 43 مثلا ، ها تعرفها أزاي؟ لازم السنباطي يقولك الرقم من غير ما يقولك هو حلها أزاي!
نرجع للموسيقي:
الجملة الموسيقية Theme (التيمة) مفروض أنها مكونة من عبارتين: العبارة الأولي سؤال و العبارة الثانية جواب . و كل عبارة مكونة من نصفي عبارة: نصف عبارة سؤال و نصف عبارة جواب.
و الجواب أكيد بيكون رد للسؤال ، يعني ممكن يكون الجواب هو نفس نغمات السؤال مع تصويرها علي درجة أعلي أو درجة أقل و كمان أزمان النغمات (العلامات الايقاعية) متشابهة ، و لكن لما التيمة تكون مكونة من 4 أنصاف عبارات يفضل عمل تنويع Variation بمعني أن نصف العبارة رقم 4 تبقي مختلفة زمانياً (إيقاعياً) عن الثلاثة الأوائل.
هل السنباطي يتبع هذه القواعد؟ غالبا لأ ، و هي القواعد تم وضعها لكي يتم كسرها (طبعا مش أي واحد يكسرها و يقول أنا طورت الموسيقي)
و بالرغم أن النوتة سهلة إلا أن اللحن صعب الحفظ بسبب صعوبة توقع المتتالية.
اللحن بدأ بميزان 2/4 و من مقام لا الصغير و تتطرق لمقام الكرد من علي درجة (مي) ثم عاد إلي مقام لا الصغير (نهاوند الحسيني)
التيمة الأولي للكمانجات مكونة من 5 موازير (يعني السيمترية باظت من أولها) و أنا بأكتب اللحن حسيت أني ها أكتبها 6 موازير لولا إني بأسمع جملة جملة و أنا بأكتب النوتة
نغمات التيمة: 2 "لا" بلانش مربوطين برباط ثم نوارات: دو سي صول# لا فا صول ، (أنا حسيت أن تكملتها مي فا) بس هو أنهي التيمة عند نغمة "صول". كرر التيمة عدة مرات عشان نقدر نحفظها بهذه التركيبة.
التيمة الثانية: سولو للقانون مع ردود من الكمانجات وبالرغم أن عدد الموازير 7 (في العبارة السؤال) لكن الحمد لله فيه سيمترية فالعبارة الجواب أيضا 7 موازير مع تصوير اللحن علي درجة أقل مع الحفاظ علي أزمان النغمات ، لكن ردود الكمانجات مختلف عن بعضه (مازورتين في العبارة سؤال) و (7 موازير في العبارة جواب).
التيمة الثالثة: مجموعة الكمانجات ، 32 مازورة و هذه المرة العدد زوجي و يقبل القسمة علي 4 ، يعني مفروض تيمة زي الكتاب ما بيقول؟! و هذا ضبط الإيقاع (لأن الميزان 2/4) و وحدة الإيقاع تشغل مازورتين ، فلو العدد فردي ها يبقي الايقاع سوف ينتهي في منتصفه (يجوز ذلك) و لكن التيمة أنتهت مع الايقاع بالضبط (الحمد لله).
لكن نصف العبارة 2 ليس تصويرا لنصف العبارة 1 بل مختلفة عنها كثيرا (و هذا يصعب عملية الحفظ)
و نصف العبارة 3 بدأ في الضلع الثاني للمازورة 16 لهذه التيمة و لا أستطيع تحديد نهاية نصف العبارة 3 و بداية العبارة 4 و لكن العبارة 3 بدأت بتصاعد النغمات من نغمة لا قرار حتي و صلت إلي نغمة ري جواب ثم بدأت نصف العبارة عند هذه النغمة بهبوط متدرج لترتكز علي نغمة "مي" (مقام كرد علي نغمة البوسيلك- مي)
التيمة الرابعة: سولو الكمان (الحمد لله تيمة زي الكتاب بالضبط) و تتكون من 16 مازورة و 4 أنصاف عبارات كل نصف عبارة 4 موازير بالضبط
نصف العبارة 2 ، تصوير لنصف العبارة 1 ، الأول من درجة جواب "دو" و الثانية من درجة "لا"
و نصف العبارة 3 تصوير للعبارتين السابقتين علي درجة "فا" مع عمل تنويع Variation
نصف العبارة 4 تصوير للسابقين مع الركوز علي نغمة "لا" أساس مقام لا صغير ، و نوع القفلة: تامة أنتقل فيها تآلف الدرجة الخامسة (مي كبير) إلي تآلف الدرجة الأولي (لا صغير).
و يكرر نصف العبارة 4 للتحضير للغناء.
في الملف الصوتي المرفق حافظت علي اللحن و أضفت بعض الهارموني و أستخدمت الأصوات البشرية لغناء سولو الكمان مع جيتار عشان يوضح Variation في نصف العبارة 4 في التيمة الأخيرة.