هل في ليلتي خيال الندامى
و النواسي عانق الخيامَ
و تساقوا من خاطري الأحلام
واحبو و أسكروا الأيامَ
الكلمات الموضوعة فوق الخط
هي مصطلحات خمريّة ، تؤكد أن مقصد جورج جرداق
، من عناق أبو نواس
و عمر الخيّام
، هو تعبير عن ثمالة خياله (جورج نفسه)
فكأنه ينتسب بهذين البيتين إلى شعراء الخمريات
و أبو نواس و الخيام من أشهرهم
،
ربما مطرب اليوتيوب لم يرهق نفسه بالسؤال عن الشاعرين
ليعلم أنهما قد عاشا بعصرين مختلفين ، فلا يكون عناقهما إلاّ بخيال شاعر بحجم جورج جرداق
،
و لإنصاف الرجلين : النواسي و الخيام
فلقد ثبت تاريخياً توبتهما
و لعل رباعيات الخيام تلخص رحلته من المجون إلى التوبة
كما أننا نطرب مع الجميل محمد فوزي
في شعر أبي نواس
لبيك لا شريك لك
لبيك إن الحمد لك
،
كما أن الإبتهال الأشهر لمبتهلينا:
يارب إن عظمت ذنوبي ، فلقد علمت بأن عفوك أعظم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا ، فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
إن كان لا يرجوك إلا محسن ، فبمن يلوذ و يستجير المجرم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا و جميل عفوك ، ثم إني مسلم
هو من شعر أبي نؤاس ، أيضاً
،
و لولا السياق الذي ورد فيه عناقهما (بالقصيدة)
لظننت أن الشاعر كان يقصد بـ :
عناقهما : توبتهما (المتناظرة)
عُقبال مطرب اليوتيوب
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم