رد: ريّسنا قال...ما فيش محال
و كأننى لا زلت احيا نفس اليوم .. الأثنين 28 سبتمبر عام 1970 ... كنا فى بدء العام الدراسى .. و كنت فى الصف الأول الثانوى بمدرسة مصر الجديدة الثانوية بشارع العروبة ( طريق المطار ) .. كانت احداث ايلول الأسود فى الأردن قد بلغت مداها .. و حقنا للدماء العربية ... اجتمع بعض الرؤساء العرب لتسوية ذلك الشقاق العربى ( الذى كان مصيبة بمقاييس تلك الأيام ... و الذى يغد نزهة بمعايير زمن العولمة ) ... و أكمل ناصر مهمته فى لم الشمل العربى على خير ... و كان يصاحب الرؤساء العرب مودعا اياهم ى طريقهم الى مطار القاهرة الدولى ... كان طابور الصباح المدرسى بمدرسة مصر الجديدة الثانوية يقام فى ملعب الكرة الرئيسية ( اصبح الأن حديقة ) الذى يطل على شارع العروبة و كنا نشاهد السيارات المارة بشارع العروبة من خلا اسوار ملعب الكرة .. و شاهدنا موكب الرئيس ناص مصاحبا لأحد القادة العرب المتوجخين الى المطار .. كانت الدني حينئذ أكثر أمن و أمانا و بساطة .. شارع العروبة بلا حراسة و لا مظاهر أمنية .. موكب الرئيس و الضيف العربى ينساب فى هدوء بلا صخب .. ونحن الطلبة من خلف الأسوار نحييى الرئيس و ضيفه .
انتهى اليوم الدراسى و عدت الى المنزل ... مساء ...
و كعادة البيوت المصرية فى ذاك الزمان كان الراديو مقتوحا .. و خرج علينا الرئيس الراحل أنور السادات ينعى رجلا من أعز الرجال و من أشجع الرجال ..حبيب الملايين ... جمال عبد الناصر حسين .
انفعلنا جميعا و أصابنا الحزن ... و لكن لم يدرك أحدنا وقتها أن الذى مات لم يكن ناصر .. الذى مات فينا أحلام .. العدالة الإجتماعية .. و الوحدة العربية ... و القضاء على سيطرة الرأسمالية ... و فلسطين عربية .
و لا عزاء للمعولمين ... و المطبعين .. و الانفتاحيين .. و المتخاذلين .
من أجمل ما غنى حليم .. لحبيب الملايين ... من كلمات اسماعيل الحبروك .. و الحان كمال الطويل .
التعديل الأخير تم بواسطة : د.حسن بتاريخ 28/09/2010 الساعة 22h21
السبب: تصحيح إسم جمال
|