الأستاذ القدير والشاعر الخزامى الكبير
((( يوسف أبو سالم )))
تحية جذلى مُكللة بالشيح والدحنون والزيتون
منِ أرض العِزة
لا بُــدَّ مِنْ غَــزَّةْ
هذا العنوان اللافت يشى بالتحدى وإننا
سنقرأمايليق بهذه المدينة وما تتسم بها مِن عِزة
وإباء وكرامة .. إذا تحدثنا عن هذه المدينة
سنجدها سكن للروح والشعوب من مُختلف البقاع
والمنابت والأصول لذلك تجدها تعج بعائلات مصرية
وشامية وكردية وعراقية ويمنية ولبنانية وأردنية
وجزائرية وسعودية حتى الآصول التونسية والمغربية
فهى شجرة تمتد جذورها إلى مُختلف البقاع الإسلامية
والعربية لذلك (لا بد من غزة ) أرض مُباركة
وغالية تفتخر بالإنتساب إليها ولا يمكن أن نتخلى
عنها لآن لنا فيها سهم ونصيب
( لا بد من غزة )
هذا الجرح الغائر الذى لن يندمل للآسف طالما أن
الغُبار المهين الذى لفح عروبتنا مازال يستنشقونه
حكامنا ذل وخنوع إلا أنى قد وجدت قصيدك قد خرق
هذا الجرح وجاءت كلماتها برداً وسلاماً على وجوه
المؤمنين طالما أن هُناك فرسان شرفاء مثلك يزرعون
فى قلوبنا أمل بإمكانية النصرورجوع حرية هذه الآمه ولو بعد حين
القصيدة غنية بكم كبير من التصاوير والمفردات التى
بت أجمع منها مُعجماً لفظياً زاخر بالثقافة
والفِكـر ، وجمالية اللغة المعهودة عِند شاعرنا التى
يستحضرها من التراث و التاريخ وعبق الآصالة لتصب
فى مقصود واحد ( غزة الآبية ) معشوقة الشعراء والشرفاء
تتكوثرُ الكلماتُ
تنْضو عن فَوَاصِلِها
فلولَ الزيفِ
أقنعةَ التخفّي
حيــرةَ الدحنونِ
يا غـــزة
نجد مع بداية القصيدة إستعارة تصريحية وصور
مُتلاحقة بعلاقة نحوية أفرزتها المشاعرلتكون لنا
خلية من المفردات الناطقة تعج بالجمال الذى يخترق
الجرح بسموالمعنى ويهز الآعماق بجلجلة قافيتها من
(فلول الزيف) حتى (حيرة الدحنون يا غزة )
تتعانقُ الأضدادُ
معلنةً بزوغَ الفجرِ
من رَحِمِ الدمِ القاني
يزنّرُ بالهديرِ البكرِ
أمواجاً ....من العــزّةْ
أين (ليو تولوستوى) كاتب الحرب والسلام والمتحدث
بإسم الإنسانية ليستمع إلى صوت الضمير ويشاهد هذه
الصورة البديعة الحزينة المكتنزة بطاقة الآمل لهذا
العِناق الذى سنشاهده مع بزوغ الفجر
لنصل لهذه المُفارقة الدلالية التى لا تنسى بهذا اللون
القانى لجرح مفتوح ما زال ينزف على
أرضٍ تخضبت بدماء أطفال ونساء ورجال لن يكون رخيصاً
وهذا الرحم الذى ينبض بأجنة النور صعب أن يُضمر
بعتمة اليأس طالما أن هُناك نور أت مع أمواج
الكرامة والعِزة لينجلى السواد الذى خيم على أرضها ..
هنا ...
لا وقتَ للنحوِ الهجينِ
ولا بكاءَ على طَلَلْ
ما هذه الصورة الجمالية التى إكتنفها الشاعر
بإقتدار وفن وبلاغة لتضخ فى الشريان دماء
جديدة توقد بها جذوة الحماس
ليلاحقنا الشاعر بهذا التصريح كى لا نترك للمكر فسحة يتسلل منها الدخلاء
والتى جاءت فى صورة السعف التى لا تلقى بظلال ولا ثمار
تفيد فى محاولة للوصول إلى القمة كما عبّرعنها
الشاعر فى سياق الدلالة اللفظية و النحوية فى ( سموق النخل )
لا وقتَ
كي تتخلّلَ السعفُ الدخيلةُ
في سموقِ النخلِ
هذا المعنى المُغلف بالعزة والصمود ليكشف ويفضح مقصدها
وإن بلغت عذوقة سقف المدى.
إنّ عذوقهُ تسمو
على سقْفِ المدَى
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
هنا ...
لا ظلّ إلا للسيوفِ
ولا مكانَ
لفارسٍ نَسِيَ الصهيلَ
ففي ثرى غزة
الله ... هذه هى روح الفارس الجسور
الذى يرفض أى ظِل عدا ظِل سيفة ليستعيد مجد أمته
، لنجد هذا التكثيف العميق للوحة الفارس الذى
نسى الصهيل والمقصود منها شجاعته _فلا مكان له_
وإلا كيف سيجد هذا الضمير التائه فى كرامة مُهدرة
وفروسية غير واضحة المعالم!
وعلى فناءٍ طافحِ المَدَياتِ
يحتضنُ الفضاءَ
تزغردُ الدارُ العتيقةُ
وهي تعـجُّ
بالخيلِ الأصائلْ
فى هذا المقطع وعلى الرغم من الأسلوب الخبرى الذى
كان سبب فى إنكسار الإيقاع إلا أن الشاعر يرسم
لنا بريشته المضمخة بألوان الجمال لوحة
تشكيلية فريدة تترك مساحة من التداعى الحر لوصول
المعنى دون تقيد
لمفردة محسوسة نُلامس مدها بالعاطفة والإحساس..
سعدت بهذا العمل الراقى الجميل
دمت أيها الفارس بحماس لا يُفتر
ودَام وفائك النادر
وافر التحايا العطرة مع باقة مِنْ التقدير ..