* : نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 09h29 - التاريخ: 11/09/2025)           »          المجموعة (الكاتـب : السيد المشاعلى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h25 - التاريخ: 10/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - - الوقت: 21h17 - التاريخ: 10/09/2025)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h43 - التاريخ: 10/09/2025)           »          نوادر ليبية متفرقة (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h26 - التاريخ: 10/09/2025)           »          بنات شمامة فرقة تونسية قديمة (الكاتـب : Ossama Elkaffash - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 19h09 - التاريخ: 10/09/2025)           »          مليكة مداح (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي دياب - - الوقت: 17h53 - التاريخ: 10/09/2025)           »          صالح عبد الحيّ- 16 أغسطس 1896 - 3 مايو 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 14h40 - التاريخ: 10/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 10/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : توفيق العقابي - - الوقت: 09h01 - التاريخ: 10/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 26/07/2009, 11h09
الصورة الرمزية سعدالشرقاوى
سعدالشرقاوى سعدالشرقاوى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:408324
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 911
افتراضي رد: القطار .................

ألعلآمه الفاضل/الدكتور أنس البن
والدى
كنت قادما من صحراء مصر ألغربيّة فى رحلة شاقة
لفت نظرى أثناء العودة أحدى السلبيّات فى مجتمعنا
ولواصل بها رسالتى جلست اكتب عن مايسمّونه (كشك الكارته)
حيث رأيت السائقين يعطونه نصف قيمتها ولا يأخذون ألفاتورة
وبحثت مع نفسى عن المخطئ فوجدته (انا)ولم اكمل القصيدة بعد
حتى دخلت الى المنتدى وفى العناوين المتحرّكة وجدت القطار
يكتب عن القطار فتداركت صغر حجم الكشك الذى لايشغل حيذا
من الفراغ امام قطار المجتمع كله
وكيف ان هذه العبقرية جمعت فيما ل يزيد عن(56)سطر,(429)
كلمة,(2800)حرف تقريبا محتوى الجيل كله
فاكتفيت بما كتبت للكشك وجئت الحق بركب الكوكبة العظيمة
وأسجل اسمى فى هذا العمل الجليل لاقول معكم لقطار الحياة

ياقطر
ياقطر عمرى نفد صبرى ح توصل فين
مزحوم خلايق ومش فايق مكانى فين
والكلّ تايه وعامل انّه مش ناسى
شرطى ألأساسى ما تسألشى راح أنزل فين
,,,,,,,,
يابو سكّه ضلمه وظالمه كلّ ركـّابها
نقول ها تحلى نلاقى الوحله لركابها
سوّاق ينام فى الطريق يقلبها كالعاده
نضحك زيادة ساعة مايحاكموا ركـّابها
,,,,,,,,,,,
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02/08/2009, 10h36
الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
يوسف أبوسالم يوسف أبوسالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:47645
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: أردنية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 241
افتراضي رد: القطار .................

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د أنس البن مشاهدة المشاركة
القطار




الدقائق تمر بطيئة متثاقله ,بدا على عقارب الساعة أنها لا تتحرك ,كأنما أصاب الزمن هزال البشر وطالته منهم عدوى الغفلة والكسل.

ملل ,ملل ,زاد من وطأته جلوسى وحدى تحت مظلة محطة القطار , لا جليس يؤنس وحدتى ولا رفيق يقاسمنى معاناة الإنتظار

لم يكن فى هذا المكان الموحش إلا بائعة بائسة تفترش جانبا من الرصيف , جلست متربعة خلف صندوق خشبى متهالك ليس أقل منها بؤسا ,من فوقه لفافات متناثرة من النعنناع والبسكويت والعسليه غطاها التراب والسواد , وفى الركن المقابل وقف بائع أمامه جردل بداخله بعض زجاجات للمياه الغازيه مبللة برشات من الماء ينثرها عليها من كوز صدئ فى يده ,
توجهت إليه وسألته .......... تعرف إمتى يوصل القطر ؟
رفع رأسه ناظرا إلى فى بلادة ..... أفتح لك بيبسى والا تيم ...

إستدرت إلى حيث تجلس البائعة العجوز ..... "ماتعرفيش يا حاجه القطر اتأخر ليه ؟"
حركت شفتيها بامتعاض إلى أسفل وهى تشيح بيدها فى وجهى , عدت إلى مكانى واستسلمت للملل مرة ثانيه

دي السماء وادي الارض"
"السر في السكان مش في المكان"

لم يكسر صمت المكان إلا هذه العبارات يطلقها على طريقة المجاذيب بين الحين والآخر رجل غريب المظهر يرتدى أثمالا باليه ويلف رأسه بعمامة سوداء متحزما بصندوق زجاجى على بطنه يبيع فيه حبات اللب والفول السودانى

أشرت إليه , تقدم ناحيتى ودون أن أطلب منه وضع ورقة صغيرة بجانبى ومن فوقها حفنة من اللب والفول ,ناولته قطعة من النقدية وضعها فى جيبه وهو يقول بصوت مرتفع "اليوم اللي ما يجي معاك روح معاه"

حاك فى نفسى أن أعيد السؤال عليه ,لكنه فاجأنى بإشارة بطول يده ناحية القضبان لألمح قطارا قادما من بعيد ,تنفست الصعداء والتفت إليه لأشكره لكنه كان قد اختفى من أمامى تماما كأنما تبخر فى الهواء

على سلم باب العربة السابعة والأخيرة من القطار نزل شيخ فى عقده السابع يتوكأ على عصاه ,تريثت حتى حطت قدماه على رصيف المحطه ولما هممت بسؤاله "القطر ده رايح فين؟" فاجأنى باختفائه هو الآخر كأنما انشقت عنه الأرض وابتلعته , هززت رأسى وأنا أفرك عينى وقلت لنفسى "كل شئ جائز , طيب ,أسأل الشاب اللى نازل وراه"


كان مجندا متطوعا يرتدى البدله الكاكى , نزل حاملا بكلتى يديه حقيبة بدت ثقيله . قلت فى نفسى "من العيب أن أسأله وهو يلهث مثقلا بحقيبته ,أنتظر حتى يضع أحماله" مددت يدى محاولا مساعدته والتخفيف عنه ,لكنى فوجئت بيدى تمسك الهواء ولم أر أحدا .. لا هو ولا الحقيبه .....

تمالكت نفسى من نوبة دوار كادت تطيح بى أرضا "ما هذا الذى يحدث لى ,أهو ضعف فى البصر أصابنى , أم هو الجهد بلغ منى مبلغا جعلنى لا أعى ما حولى ,ربما ,على أية حال أسأل سائق القطار ,يقينا سأجد الجواب عنده"

تحاملت على نفسى وتقدمت حتى العربة الأولى التى تجر القطار , "ها هى كابينة السائق وهاهو يجلس فى مقعده" كانت رأسه تظهر من خلف زجاج النافذه , طرقت زجاجها بأصابعى فالتفت ناحيتى وما كادت عيناى تلتقى بعينيه حتى أخذتنى رعدة خوف وهيبة من حدة نظراته ومن ملامحه الجامده ,رجعت القهقرى أتعثر فى خطواتى إلى أول عربة صادفتنى أتلمس طريقى إلى أماكن الجلوس , وعلى أول مقعد رأيته هممت بالجلوس ,وقعت عينى فى المقعد المقابل على رجل وقور هادئ الملامح عليه سمات الحكماء ,كان منهمكا فى قراءة كتاب أمامه ,ألقيت عليه السلام ,نظر إلى مكتفيا بهز رأسه , وقبل أن ألقى بجسدى على المقعد سألته "من فضلك القطر ده رايح فين؟"
فوجئت به يسألنى "وانت رايح فين" هممت أن أجيبه لكنى اكتشفت أنه لا إجابة عندى , إبتسم الرجل الوقور وقال لى ... "لا عليك , إجلس ,بعد أن يتحرك القطار ,ستعرف كل شئ" ......


د. أنس البن
مساء الإبداع

أول نص قصصي أقرأه لك
وللحق لفتني فيه قبل الفكرة ذاتها
ذلك السرد الرائق الصافي الذي ينبىء
عن قلم أديب متمرس في معاقرة الحرف
القطار
لعل اختيار العنوان أحد أهم إبداعات هذه القصة الجدميلة
ففي كلمة القطار تلخيص شديد التكثيف لفكرة القصة ذاتها
فهو الهيكل الذي يضم مجموعة من البشر
وهو ماض في طريقه
ولا يدري أحد تحديدا إلى أين
وكذلك لا يدري أحد عدد محطاته وأين يكون الوقوف الأخير
ونماذج أو شرائح من المجتمع تم اختيارها بعناية
لتمثل تنوعات وتناقضات المجتمع
والمسير المستمر للقطار
والأهم أن السؤال ظل مفتوحا على كل الإحتمالات
فلا أحد يعرف ..متى ومن وإلى أين
إنه سؤال الوجود وسؤال المصير
إنها الحياة ...بكامل تناقضاتها ومجاهيلها
والمصير الذي نساق إليه حتما ولا ندري إلى أين
قطارك يا أستاذنا هو الحياة التي جعلتنا بعد قراءة هذه القصة
نتساءل بدورنا ليس متى يأتي القطار ..
ولكن إلى أين يذهب بنا القطار
كل الشكر وتحياتي
__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع


مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04/08/2009, 08h59
الصورة الرمزية عفاف سليمان
عفاف سليمان عفاف سليمان غير متصل  
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
 
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
Smile رد: القطار .................

دكتورنا الاديب د أنس
بعد صباح الخير على حضرتك وعلى جميع اهل سماعى الكرام
نعم هو القطار الذى يسير بنا فى حياتنا
وكما قال الاستاذ علاء قدرى وشاعرنا سيد ابو زهده
وكما وصفت حضرتك الرجل الشيخ الذى معك فى القطار
وهو طيب الملامح واحسست اليه بالطمانينه والوناسه
وراحه البال فى كلماته ومسيرة القطار الى حيث حياتنا
بحلوها ومرها بشحوناتها ويسرها
لا استطيع ان اقول كما قالوا من جمال الكلمات فى مضمون القصه السلسه وانا مع شعرائنا وجميع من قرؤا هذه القصص
الا تبخل علينا من ابداعاتك الادبيه القصصيه الجميله
التى نبحر معها فى جو رائع من التصوف الفكرى والابداعى
والتخيلات الجميله
لك وللجميع خالص التحيه والتقدير
وسلمت يداكاختكم عفاف
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 09/09/2009, 23h51
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: القطار .................

" القطار "

رؤية تحليلية

( 1 )


نحن هنا بصددِ نـَصٍٍّ ، لا يُعبر عن تجربةٍ إنسانيّة ،، أو حَدَثٍ واقعي ، و لا ينتمي إلى زمانٍ أو حِقبة ، و المكان فيه لا يتجاوز " التصوّرَ المُجَرّد " ،،
المكان و الزمان في هذا العمل ، هما أداتانِ لخدمة " الفِكرة " أو الحِكمة ، أو حالةٍ من حالاتِ الاستبصار

و نسيجُ قصتنا هذه ، يعتمد على الوصف الخارجي " بعيون السارد " ، " و الانفعالات الداخلية للسارد " ،، و الذي أشاعَ ـ النسيج ـ أجواءَ واقعٍ كابوسي ، يقف في وسطِ المسافةِ بين الحُلمي و الواقعي ، فهو يمزج بين " الواقعي المعتاد " ، و اللاوقعي المُبهم

أما الشخصية المحورية ، فنجد أنها مجرد " وعاء " سلبي ٍغير فاعلٍ أو مؤثرٍ في الأحداث ، و مجرد أداة ، يتم استعراض المواقف " الميتافيزيقية " التي تخالف الطبيعة ، من خلالها ،، و هى حالة تنتقل بالتبعيّةِ إلى القاريء ، الذي يتبنى " تلقائيّاً " موقفَ " المُسافِر " ، و التي يستحيلُ فيها التواصل بين عالمين " واقعي و لا واقعي " ، دونَ حِرفيّةٍ سردية و بنيوية ، تجعلُ المعنى يتسرَّبُ لا شعورياً ، إلى وجدانِ المُتلـَقي

و هذه القصة التي اعتمدت في صياغتها على ترميز المفاهيم ، و اعتماد ما يُسَمّى بالإحالة ،، تتعرض للإشكاليات الكبرى التي تواجه الإنسان ، كالموتِ ، و ماهيّةِ الوجود ، و جدوى الحياة

و المفردات في هذه القصة ، هي إعادة صياغةٍ لمادة الواقع ، فالقطارُ ليس قطاراً ، و المحطة ليست محطة ، و الشخوصُ مجردَ تروس ٍ في آلةِ " المضمون " ، و سلطان " الحِكمةِ " يُحَوِّمُ في أفق الأحداث ، و الرؤية " الصوفية ، أو الفلسفية " ، هي السلطة الحاضرة في متنِ العَمَل

و قد استطاعَ كاتبنا د .أنس ، إلباس الفكرةِ المُجرّدة ، ثوبَ الحِراك الملموس ، كما نجح في إيصال الشعور بالخوف و الرهبة إلى القاريء ، من خلال سردِهِ " الوقائِعي " ، الذي استدرجَ القاريءَ بحِنكَةٍ و تـَرَوٍّ ، مِن عالمٍ يعرفه و يدركُ أبعادَه ، إلى أغوارِ الدهشةِ و التساؤلات ، فقد تبنى الكاتبُ خطاباً حَكَوِيّاً سهلاً للغاية ، مُضمِناً إياه أفكاراً عميقة ً للغاية ،،

__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10/09/2009, 00h03
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: القطار .................

( 2 )


تفسير الرمز ..

قد يحلو للقاريء ، أن يُعَجِّل بتفسير الرموز التي تكتنفُ العَمَل ،، رغبة ً منه في إجلاءِ الغموض و الإبهام ،، و كأنَّ النـَّصَ " لغز ٌ " ،، و عليه أن يفكَ طلاسِمه ، أو يقعَ على مفاتيحه ،،

النصّ الذي يعتمدُ الرمز ، و الذي يُمكن للضمير الجَمعي أن يُحيلَ دلالاته إلى مفاهيم مشتركة ، هو نصٌّ يعتمدُ خِطاباً غير مباشرٍ ، غير أنه يمنح القاريءَ " طوعاً " مفاتيحَ الاستدلالِ على رموزه و دلالاتِه ، مما يجعل الرمزَ يقفُ عند مستوى " أُحادي " ، و لا يقبلُ إلا تفسيراً بعينه ، و حين يكون الحال هكذا ، يفقد الرمز ثراءَه و زخمَه ، الذي يجب أن يحتملَ أكثرَ من تأويل ،،

و قصة " القطار " رغم ترميزِها ، إلا أن أفقَ الرمز فيها ، مفتوحٌ على أفق ٍ لا محدودٍ من التخمينات :

الملل : أهو المعادل الموضوعي للعُمرِ و تجربةِ الحياة ؟! ،، أم ضلال البصيرة ؟! ،،
صندوق خشبي بائس : أهُوَ متاع الدنيا " البائس " ،، أم فقر " الرؤية الثاقبة " ؟!
بائع المياه الغازية : أهُوَ النفعية المباشرة ، أم السعى البغيضِ و الكَبَد !
الرجل الغريب المظهر : الحكيم / المتصوف / الرائي !
القطار : الموت / أم الحياة التي تمضي في اتجاهٍ واحد " من الميلاد إلى الموت " !
و المحطات ، أهِي ميقات الموت لمن اختار لهم القدر محطتهم !

القطار يستقله أناسٌ ، و يهبط آخرون ،، و الموت السرمدي ليس كذلك ، ثم لم لا يكون القطار " حالة صوفية ، أو تجربة وِجدانية " ، إنتقلت فيها النفسُ من محطةِ الأرضيينَ " مِلح الأرض " إلى مرحلةٍ من مراحل الإرتقاءِ الروحي !

الشيخ العجوز " وصلَ إلى محطته الأخيرة " : الموت ، أم الحِكمة ، أم المعرفة !
سائق القطار : عزرائيل ؟! ،، أم هو الحتميّة القـَدَريّة الصارِمة التي لا تـَحيدُ عن مسارِ قضيبينِ متوازيينِ ؟!
أم هو " سلطة الشرّ " ، التي تقودُ " صيرورةَ الحياة " !
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10/09/2009, 00h13
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: القطار .................

( 3 )


إن زخم الرموز ، و تعدد تأويلاتِها ، و اتساعُ فضاءِ دلالاتِها ، هو ما يمنح الفكرة في النصِّ ثراءَها و غِناها ،،

و رغم أن الرمزَ " بطبيعة توظيفه داخل النص الأدبي " يميلُ إلى التجريد ، إلا أن العملَ هنا ، استوفى شروط " إمتاع القاريء " ، بقدرته على بسطِ أجواء الغموض و الرهبة ، و الامتناع عن إعطاء " إجابات " لتساؤلاتِه " بما يُفـَعِّلُ دورَ القاريءِ في البحث و التأمل " ، و بما يحققُ مزيّة " تورّط القاريء في محاولة تفكيك المضمون ،، و هنا أحب أن أشير إلى أن النصّ الأدبي الأحادي ، الذي " يُريحُ " القاريء ، فيمنحه " اللغزَ و الحَلّ ، أو " المضمونَ و التفسير " ، يكون بمثابةِ نصٍّ وعظيٍ توجيهي مباشر

ـ إقتصر النصّ في تجسيد الشخوص ، على مجرد الإشارة السريعة ، و اختزال الشخصيّةِ الواحدة ، في موقفٍ واحدٍ " دال " ، و درامياً ، إعتمد تصاعد الحدثِ ، بناء ًعلى منظومةِ هذه الإشارات الدالة


ـ خلا النص من " الصراع " الذي يُنتجُ عادة ً ، تفاعلاً في تصاعد الأحداث ، و استعيضَ عنه " بالتساؤلات " ، التي تواترت على الشخصيّةِ المحورية :
تعرف إمتى يوصل القطر ؟ ،،
ماتعرفيش يا حاجه القطراتأخر ليه ؟" ،،وانت رايحفين ؟!
من فضلك القطر ده رايح فين؟"

بالإضافةِ الى التساؤلات الضمنيّة ، التي لم يصغها الكاتبُ صياغة ً مباشرة ، متفادياً " بحاسّةِ القاص الماهر " تكرار نفس التركيب " الجُمَل الاستفهاميّة " ، كما تعمّدَ كاتبنا طرحَ الأسئلةِ " ببساطةٍ " طفوليّةٍ و مندهشة ، ليجعلَ من " المسافرِ " ، حقلاً خصباً من التساؤلاتِ و الأطروحاتِ التي تبحثُ عن يقين

و قصرُ الصراع ، على هذه " التساؤلات الموحِية " ، هو تـَوَجُّهٌ محكومٌ بطبيعة النص الذي يميلُ إلى طرحِ إشكاليةٍ وجوديّة ، ترتبطُ بتفسير الإنسان ،، و البحث في كُنـْهِ الوجود ،،

إن ملامسة جوهر و لب المعنى ، لا يحتاج من القاريءِ عقلاً واعياً ، بقدر ما يحتاجُ حضوراً روحيّاً و استبصارياً ،، كما أن " تأويل المعنى " ، لا يحتاج إلى حسمٍ ، بقدر ما يحتاج إلى اجتهادٍ ، يظلُّ اجتهاداً !

فهذا العمل لا يطرحُ " مُسَلـَّماتٍ " ، تم تغليفها بقشرةِ " الإبهامِ و الغموض " ، و تفكيك هذا النص الفلسفي ، يُفضي إلى فرضيّاتٍ ، لا إلى إجاباتٍ محسومة

و بعد ُ ، فهذه المهارة القصصية ، وراءها رصيدٌ مُحترمٌ من حساسية التذوق للأدب ،، و موهبة ٌ خصبة ٌفي القدرةِ على التأمل ، و طرحِ التساؤلاتِ الوجوديةِ " الحقيقية "

خالص تقديري
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22/09/2010, 16h52
الباشاقمرزمان
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: القطار .................

اخي وصديقي / د. أنس

لم اكتشف زوايا هذا القسم ولم أعدوا فيه أكثر من عشر موضوعات واليوم غصت قليلا فيه فاستوقفني القطار أم أنني استوقفته لا أدري ، ولكني عشت طعم القصة القصيرة الذي حرمت منه كثيرا بحق ، ولن أعقب أو أزيد غير أن المعنى يبقى في بطن الكاتب( الشاعر سابقاً).
فعلاً قصة جميلة ورائعة بكل المعاني وسؤالي الوحيد:
لماذا تحرمنا من هذه المتعة الجميلة التي نكتسب منها فن الأدب ،كي تحجب عنا ما ينغص أعيننا ويهبط من مستوانا الأدبي .... وأولهم أنا؟
سلمت أستاذي العزيز وسلمت يداك
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 10h09.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd