الأخوان الأعزاء
الذي يقرأ أول مشاركة لهذا المثبت والذي أفتتحه الأستاذ وسام الشالجي ونداءه وحرصه الكبير لجمع التراث العراقي المفقود وكان في يوم 2/12/2008 ,واليوم نحن في 6/12/2010 ,أي مضت السنتين على هذا النداء المخلص والجريء , ونرى اليوم صفحات قسم العراق خاصة والأقسام الأخرى وقد أزدهرت بالكثير الكثير من المواضيع المختلفة وخاصة فيما يتعلق بالملفات الصوتية ,من أغاني وموسيقى وغيرها ,وتحقق ذلك بجهود كبيرة لكل من ساهم وشارك حتى بكلمة وتعليق ومعلومة صغيرة أو دراسة أو بحث ,والمنتدى لايعود الى جهة رسمية أو حكومية ,بل فكرة عظيمة طرحها الأخوة المؤسسين ,وأولهم الأستاذ سماعي ,محمد زمنطر , لحفظ تراث أمة تهددها أخطار عديدة ,أولها الجهل والأمية , واعود الى موضوع قديم قبل أكثر من عقدين من الزمن ,طرح كفكرة في العراق ,أنقل بعض ماورد فيه ولنتبين منه الفائدة والأطلاع .
من أجل تأسيس مركز لحفظ تراثنا الغنائي والموسيقي
في تموز 1989 اقامت اللجنة الثقافية في نقابة الصحفيين العراقيين أمسية ,أستضافت فيه آنذاك الفنان القدير عباس جميل والناقد الموسيقي عادل الهاشمي , واتفقت الآراء مع أقتراح يدعو لأنشاء (مركز لحفظ الموروث الغنائي والموسيقي العراقي ) وتنظيمه وتشذيبه وتطوير افق الأغنية العراقية والمحافظة على أصالتها ورونقها بعيداً عن الأسفاف والرتابة والميوعة والتشويه, اذ من شأن مثل هذا المركز ان يقدم عند تأسيسه خدمة كبيرة ومطلوبة للأرتفاع بواقع الأغنية العراقية .ويعمل على أرشفة وتنظيم الجيد منها والموروث الأصيل ,وينقي عالمها من التجاوز والتعامل التجاري .
ان المحافظة على تراثنا الغنائي والموسيقي , مهمة نبيلة وهادفة تنتظر جهود ومبادرة عدة جهات فنية وثقافية معينة في وزارة الثقافة والأعلام والأذاعة والتلفزيون .
وهي خطوة سبقتنا اليها العديد من البلدان الحريصة على أصالة تراثها الموسيقي والغنائي ,ومنها بعض الأقطار العربية مثل مصر وتونس , فمثل هذه الخطوة اصبحت ضرورية وتسد الثغرة الكبيرة التي يعانيها شريط الأغنية العراقية .
هذا الشريط الذي يعبق بنكهة أصيلة معطرة بجمال تراثنا الموسيقي والغنائي ذا العمق التاريخي والحضاري العريق .
رحم الله الفنان عباس جميل لأنه لم يرى ذلك الحلم التراثي ,وأطال الله عمر الناقد الموسيقي عادل الهاشمي ,ولكانا قد رأوا يد العبث والتخريب والذي كان سيطال هكذا مؤسسة ثقافية وفنية , ولكن اليوم وبحق ونحن نفتخر بأن هذا قد تحقق هنا في منتدى سماعي ,ومازلنا مثابرين في الأستمرار لحفظ كل ماهو أصيل وذات قيمة فنية ,لا لما تمثله من قيمة فقط ,بل لما تعنيه في حياة شعبنا أيضاً , تحياتي وتقديري .