هو أب الأغنية العصرية الوهرانية بدون منازع ، شارك في صناعة أمجاد الأغنية الجزائرية الحديثة بسلة من الأغاني الرائعة و المتميزة في نصوصها وألحانها.
ولد الأستاذ بلاوي في 26 جانفي / يناير سنة 1926م بحي" سيدي بلال "بالمدينة الجديدة في مدينة وهران، تربى في كنف عائلة تحب الموسيقى وقد كان ابوه " محمد التازي " علزفا على آلة " الكويترة "و كان اخوه " قويدر بلاوي " عازف " بانجو" و" ماندولين "فيها تعلم العزف على الآلات الموسيقية ومنها اكتسب اهتمامه بها، فدخوله عالم الموسيقى لم يكن صدفة بل عن وراثة .في الثالثة عشرة من عمره ترك المدرسة ليعمل في مقهى والده بجانب " حمام الساعة " حاليا ، وكان مكلفا بتغيير الأسطوانات على الفونوغراف phonographeوفيها بدأ في الاستماع إلى اسطوانات المشاهير من المغنيين ، في هذه المرحلة كان الطفل بلاوي ينهل من معين التراث الشعبي والغربي الموسيقي.
ففي الـ Folies Bergères الذي اصبح من بعد مقهى Pigalle واليوم " قاعة الفتح " تلقى الجائزة الأولى " لإذاعة كروشي radio-crochet " . في 1942م وعند الإنزال الأمريكي على شمال افريقيا انضم توظف في ميناء وهران كحاجب ، وراح يتعلم العزف على البيانو و الأكورديون و توجه لمصاحبة المغني موريس مديوني Maurice Médioni في ألأغاني المريكية و الفرنسية.
في الأربعينيات كان يحي الأعراس والمناسبات العائلية مع فرقة عصرية وكان يغني الأغاني البدوية ونصوص شعراء الملحون و عندها اشتهر باغنية " بي ضاق المور " للشيخ بن سمير.
في عام 1943م اسس فرقة عصرية بمساعدة اخيه " معزوز" والحكم الدولي " قويدر بن زلاط "وكانت تضم : بوتليليس -عبد القادر حواس - مفتاح حميدة - بلاوي قويدر.
في1949م اوكل اليه " محي الدين بشتارزي" توكوين وقيادة الفرقة التس ستنشط موسم اوبرا وهران طيلة ستة اشهر.
سجل اول اسطوانة له ( 45 لفة ) مع مؤسسة Pathé marconi والتي غنى فيها اغنية " راني محير "
وفي مدرسة الفلاح التي تخرج منها رجالات وهران وعلماؤها تشبع بلاوي بروح ابن البلد وتعلم كيف يوظف فنه في خدمة الشعب ، فغنى رائعته " يا ذبايلي يا انا على زابانة " من كلمات " الشريف حماني " التي لحنها في مقهى والده و التي ينعي فيها استشهاد " احمد زابانة " ابن الحي والمدينة الذي كان من ألأوائل الذين استعملت معهم فرنسا المقصلة في القتل .
في حي سيدي بلال كان بلاوي يلتقي بالكادحين من أبناء وهران وكان يتفاعل مع موسيقى القرقابو و القلال وأغاني البدوي في هذا الحي الذي يمثل الوجه الشعبي للباهية وهران و منهلا آخر من المناهل التي كان يستقي بلاوي في شبابه.
كل هذه العوامل وغيرها جعلت من بلاوي ابن وهران المدلل الذي يحب ويحترمه كل أهل وهران والجزائريون ومحل تقدير الناس و كبار الفنانين.
بعد الإسقلال اوكلت اليه ادارة " الإذاعة والتلفزيون الجهوي " بوهران ثم في 1967م ادارة " المسرح الوطني بالجزائر العاصمة . وفي 1970م نشط مشاركة الجزائر مدة سبعة اشهر بالمعرض الدولي بـ" اوزاكا " باليابان. و آخر البوم للأستاذ بلاوي الهواري كان في 2001م
لحن الأستاذ بلاوي أكثر من 500 أغنية منها ما غناها بصوته ومنها ما غناه مغنون شباب مثل : صباح الصغيرة – جهيدة – خالد – هواري بن شنات ... . وجل أغاني بلاوي نصوصها من تراث الملحون لكبار الشعراء مثل : عبد القادر الخالدي- الشيخ الميلود - لخضر بن خلوف - مصطفى بن إبراهيم قدور بن سمير.
مازال بلاوي وسيبقى بلاوي عمودا أساسا في تاريخ الموسيقى العصرية الجزائرية بجانب الأستاذ احمد وهبي اللذان يمثلان تاريخ الغنية الوهرانية وبرغم معاصرتهما لبعضهم البعض إلا أن وهبي شق طريقه في نفس التوجه الوهراني ولكن مطعما بالجملة الشرقية كونه تأثر في بداياته بمحمد عبد الوهاب وكان يغني أغانيه ، في حين أن بلاوي كان أكثر أصالة وأكثر تجذرا منه.
الفنان المغاربي سليم هلالي من مواليد 30 يوليو/جويلية 1920م بمدينة عنابة* من اب يعمل خبازا و من اصول تركية ، و وام كانت تسمى ( شلبية ) تعود اصولها الى مدينة سوق اهراس** من عائلة بربرية يهودية ذات الأغلبية البربرية.
نشأ سليم في بيت متواضع، في 1934م و في الرابعة عشرة من عمره غادر الجزائر متجها الى مرسيليا على متن سفينة لا تحمل من الركاب سوى أغنام مصدرة الى اوربا .
و بمناسبة المعرض الدولي سنة 1937م قصد باريس ، اين ابتدا مسيرته مغنيا بالإسبانية ، لكن ليس طويلا. فبعد لقائه بمحي الدين باشتارزي و محمد الكمال تحول الى الغناء العربي و تعلم على يديهما بعض الأغاني العربية والشرقية بعد ان انظم الى فرقة " المطربية " التي اسسها ايدمون يافيل ، قصد القيام بجولة فنية حول بعض العواصم والمدن الأوربي . ما اتاح له دخول اجمل القاعات والمسارح والغناء فيها. و قد اشيع ساعتها عن ميلاد نجم جديد في الغناء العربي، وقد كان بالفعل اكثر الفنانين شهرة في شمال افريقيا، وهكذا كان البدايات الأولى للفتى سليم هلالي في اوربا وخارج دياره واهله . وفي باريس التقى " امحمد ايغربوشن**** الذي ضمه اليه ولحن له الكثير من الأغاني على مقاس صوته المتميز هذه الأغاني التي كانت سببا في شهرة سليم هلالي ، وقد كان ساعتها الطفل المدلل لقنوات الإذاعة الجزائرية والتونسية والمغربية.
في 1940م و في اتون الحرب العالمية الثانية ، كان للقدر موعدا مع سليم.
اذ لوحق من قبل قوات المخابرات اللمانية ال SS التي كانت تريد اعتقاله وارساله الى غرف الغاز لانه يهودي ، لولا تدخل عميد مسجد باريس حينها والوزير المفوض من البلاط العلوي في المغرب تحت الحماية الفرنسية آن ذاك وهو السيد " قدور بن غبريط " الذي منحه شهادة تثبت اسلامه مع اوراق ثبوتية تؤكد انه مسلم ابا عن جد واعطاه اسم ابيه ثم كتب على قبرمهجور في المقابر الإسلامية بـBobigny هذا الإسم كي يضلل الألمان ، ما رفع عنه تلك الملاحقات المؤذية.
وادخله السيد قدور مقهى المسجد آن ذاك اين كان يحي بعض السهرات مع فنانين كبار من امثل "علي السريتي" عازف العود المعروف و" ابراهيم صالح"و" قدور بن غبريط " نفسه .***
و في سنة 1947 توجه سليم الى الغناء في الملاهي الليلية بعد ان اشترى لنفسه ملهى خاصا بشارع مونتاين بباريس*. وكان يعرف بـ Ismaïlia Folies بشارع Montaigne ضمن نزل كان ملكا لاحد المهندسين العاملين بقناة السويس. وكان من افخم الملاهي الباريسية فقد كان يسهر فيه الملك فاروق و بعض من حاشيته .
وفي 1948م افتتح كاباريه السراي le sarail بالـ Colisée.
اما في سنة 1949م فقد قرر الذهاب الى المغرب والإستقرار هناك في مدينة الدار البيضاء اين افتتح "كباريه الديك الذهبي "الذي كان احد افخم واجمل الكاباريهات في العالم حينها في هذا المكان اكتشفت المواهب والأصوات التي صارت عماد الأغنية المغربية مثل: شافية رشدي، فويتح، الحاجة الحمداوية ، معطي بلقاسم ، ليلي بونيش... .
هذا الفنان المغني ،الملحن ،عازف اللإيقاع المتميز والذي اصبح من اعمدة التراث الغنائي المغاربي تكون على يده عدد من الفنانين المعروفين كـ" الحاجة الحمداوية، عمر الطنطاوي، لطيفة امل..." .
هؤلاء كانوا المجموعة التي اعتمد عليها سليم هلالي في احياء حفلاته وشكلت الخط الجديد الذي اسس له في الغناء العصري المغاربي . وكان هذه الفترة اخصب فترات حياته الفنية .ففيها عرفت اجمل اغانيه و اكبر حفلاته . غادر سليم هلالي المغرب في 1965م عائدا الى جنوب فرنسا اذ استقر بمدينة " كان " في فيلا ضخمة اشتراها ساعتها. واعتزل الساحة الغنائية و احتفظ بهواية جمع التحف الثمينة من هنا وهناك ، وكانت هذه احدى
هواياته الأخرى خارج الغناء والموسيقى .
لكن انقطاعه لم يدم طويلا . ففي 1970م قرر اصدار البوم جديد يكون مختلفا عما اعتاد عليه مستمعوه ، فلأول مرة سيقتحم مطرب يغني بالعربية سوق الأغنية الأوربية ، وقد قرر ان يكون البومه الجديد باللغة الفرنسية ،التي كان يتقنها بالإضافة الى اللغة الإسبانية. واختار ان تكون الألحان بنكهة شرقية ايقاعا وموسيقى.
و قصد بلوغ هذا التحدي كان سليم هلالي يدفع مبالغ طائلة ليتخذ لنفسه ستوديو خاصا في " باريس " وآخر في " كان " وهذا ما كان قد تحقق .
وقضى سليم هلالي هذه السنة في العمل مع احسن العازفيين والموسيقيين من عرب و اسبان و غيرهم ، واكتسب صوته في هذه الفترة قوة في الآداء
و مرونة غير معهودة واصبح حينها الصوت الذي لا يعرف المستحيل .
و من اجل تقديم البومه الجديد قرر سليم هلالي الغناء في قاعة بلايلPELYEL التي كانت مخصصة للأوبرا والمسرح الغنائي ، وكانت القاعة ممتلئة على آخرها في اول عرض، واستطاع سليم هلالي جلب الأضواء و استلاب قلوب الجماهيرمن جديد وحقق مبيعات مذهلة ساعتها ، فتسابقت وسائل الاعلام قصد اصطياد حوار معه او لقاء. ولانه لم يتعود على الضغوطات الإعلامية قرر الهروب الى " كان " مجددا بعيدا عن الصخب والأضواء الباريسية المضايقة احيانا. وراح يرفض اية دعوة وجهت له لاحياء الحفلات . وبقي سليم هلالي بعدها منكفئا في بيت ب" كان " بعد جهد بذله طوال مسيرته الفنية الى وافاه اجله في 2005م وبرغم كل ما اعطاه للأغنية العربية مات دون اية اشارة اعلامية.
كان سليم هلالي انسانا حساسا وكريما فقد كان يتبرع بمداخيله للجمعيات الخيرية وبإغداق كبيروكان يبيع من تحفه الخاصة والثمينة من اجل ذلك وكان كريما مع زملائه الموسيقيين، ويحكى انه كان يتبرع بشاحنة من الأضاحي يوم العيد من اجل فقراء المدينة القديمة بالدار البيضاء ، وفي احدى المرات احظر معه مجموعة من لوحاته الخاصة وافتتح مزادا دعا فيه الأغنياء ، ولم افتتح المزاد زايد احدهم على لوحة ب خمسة ملايين سنتيم، ثار فيه سليم غاضبا وقال له : الله يلعن..... انت ابن فلان الذي يملك الشركة الفلانية والشركة العلانية ولا تستطيع ان تهب أكثر من هذا السعر الزهيد ، الا تستحي ؟ وارغمه سليم على اشترائها بخمسة وعشرين سنتيما. وامضى المزاد يقتلع المال من الأغنياء لمساعدة الهلال الأحمر المغربي.
ويحكى ان الشاب خالد ذهب اليه بغيت الحصول على الحق في اعادة غناء بعض اغانيه ، فما كان من سليم الا ان قال له: ضع السعر المناسب، فاذا اتفقنا اقسمه على اثنين 50% لايتام الموسيقيين في الجزائر والباقي لدار العجزة التي ساقضي فيها بقية حياتي ، انا لست محتاجا لمال عندي ما يكفيني.
وكثيرة هي القصص التي يحكيها مقربوه . في آخر حياته انطوى سليم هلالي على نفسه وكان يرفض الزيارات حتي العائلية منها ، ولم يكن يستقبل الا صديقه الذي كان ضابط ايقاع في فرقته وكان قد اهداه دربوكته الخاصة. وقد حاولت الصحف والقنوات التلفزيونية استضافته الا انه كان يطلب مبالغ خيالية او طائرة خاصة او اشياء تعجيزية بغية جعلهم يتنازلون عن الفكرة.
يعود الفظل لسليم هلالي في التعريف بالأغنية العربية في أوربا في كثير من المناسبات.ما تميز به سليم موسيقيا هو تفرده في غناء جميع الطبوع الغنائية العربية والمغاربية على تنوعها بقوة بتعبيرية لا مثيل لها لحد الآن ، فقد غنى
" طاح تخبل هزي حزامك" التي ابدع فيها بالطريق التونسية وغنى الأندلسي الجزائري" يا قلبي خلي الحال" وغنى " دور بيها يا الشيباني" على الطريقة المغربية . كما غنى الموال على الطريقة الشرقية ، كما غنى الفلامنكو بطريقة لم و لن تتكرر بصوت عربي .بالإضافة الى ذلك غناؤه بالفرنسية ماجعله الأب الروحي لبعض نجوم الأغنية الفرنسية مثل انريكو ماسياس الذي تاثر بأسلوب سليم هلالي . ان المستمع الى سليم هلالي يدرك من الوهلة الأولى عظمة هذا الصوت وقوته التعبيرية غير العادية بالإضافة الى المساحة المذهلة في صوته التي تمتد الى اكثر من ديوانيين صوتيين( اغنية طاح تخبل نموذجا ) . و زيادة على هذا كله الحس الإيقاعي الخطير الذي يتمتع به فقد كان ضابط ايقاع من الطراز النادر اذ كان يضبط معظم الإيقاعات بل ويصححها لغيره .
ما اروعك يا سليم وما اروع ما تركت لنا من تراث جميل فانت الوحيد الذي كان يجمعنا ويوحدنا صوتك الأجمل اذ كنا نرى فيه ذواتنا وانانا ، وبرغم ما كان وما زال يفرقنا الى اليوم من اشياء قد تكون تافهة ، اقول لك شكرا سليم هلالي .
*عنابة : مدينة ساحلية بالشرق الجزائري
** سوق اهراس: مدينة في الشرق الجزائري محذية للحدود مع تونس
*** قدور بن غبريط: عرف عنه انه كان عالما ومحبا للفن وعازف على العود والكمان ا، ودكتور متخصص في امراض الكبد ، ما دفع الملك محمد الخامس الى ارساله عضوا ضمن الفد المغربي المشارك في مؤتمر الموسيقى العربية سنة 1932م بالقاهرة.
محمد اغربوشن: 1907/1966موسيقار جزائري و احد اهم الموسيقيين الجزائريين و المغاربيين في القرن الماضي ، وهو اول عربي ومغاربي لحن القصيدة السنفونية le poème symphonique 1947كما لحن في قالب ال رابسودي rapsodie مجموعة مهمة كانت اولها في 1925 م
*** ملحوظة : في سياق البحث تم ذكر بعض الاسماء التي ارتايت ان اخصص لها ملفات خاصة فالمعذرة مقدما.
للبحث اكتب محرك البحث: iguerbouchen او ygerbuchen
اختصار الى الملفات المسموعة للفنان :http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=27010
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب
سليم هلالي
صوت ليس كالآخرين
[SIZE="4" [B]عندما قررت الكتاب حول هذا الفنان الكبير و الفريد تلكأت قليلا لما يمثله هذا الفنان من قيمة فنية وصوتية في تاريخ الغناء المغاربي العاصر. وقلت لنفسي انه علي تحضير الأفكار اللازمة التي تليق بمقام هذه الشخصية خشية ان لا اوفيها حقها واعترافنا لها بالجميل في بلورة الأغنية المغاربية المعاصرة عن جدارة.
هذا الفنان من مواليد 30 يوليو/جويلية 1920م بمدينة عنابة* من اب يعمل خبازا و من اصول تركية ، و وام كانت تسمى ( شلبية ) تعود اصولها الى مدينة سوق اهراس** من عائلة بربرية يهودية ذات الأغلبية البربرية.
نشأ سليم في بيت متواضع، في 1934م و في الرابعة عشرة من عمره غادر الجزائر متجها الى مرسيليا على متن سفينة لا تحمل من الركاب سوى أغنام مصدرة الى اوربا .
و بمناسبة المعرض الدولي سنة 1937م قصد باريس ، اين ابتدا مسيرته مغنيا بالإسبانية ، لكن ليس طويلا. فبعد لقائه بمحي الدين باشتارزي و محمد الكمال تحول الى الغناء العربي و تعلم على يديهما بعض الأغاني العربية والشرقية بعد ان انظم الى فرقة " المطربية " التي اسسها ايدمون يافيل ، قصد القيام بجولة فنية حول بعض العواصم والمدن الأوربي . ما اتاح له دخول اجمل القاعات والمسارح والغناء فيها. و قد اشيع ساعتها عن ميلاد نجم جديد في الغناء العربي، وقد كان بالفعل اكثر الفنانين شهرة في شمال افريقيا، وهكذا كان البدايات الأولى للفتى سليم هلالي في اوربا وخارج دياره واهله . وفي باريس التقى " امحمد ايغربوشن**** الذي ضمه اليه ولحن له الكثير من الأغاني على مقاس صوته المتميز هذه الأغاني التي كانت سببا في شهرة سليم هلالي ، وقد كان ساعتها الطفل المدلل لقنوات الإذاعة الجزائرية والتونسية والمغربية.
في 1940م و في اتون الحرب العالمية الثانية ، كان للقدر موعدا مع سليم.
اذ لوحق من قبل قوات المخابرات اللمانية ال SS التي كانت تريد اعتقاله وارساله الى غرف الغاز لانه يهودي ، لولا تدخل عميد مسجد باريس حينها والوزير المفوض من البلاط العلوي في المغرب تحت الحماية الفرنسية آن ذاك وهو السيد " قدور بن غبريط " الذي منحه شهادة تثبت اسلامه مع اوراق ثبوتية تؤكد انه مسلم ابا عن جد واعطاه اسم ابيه ثم كتب على قبرمهجور في المقابر الإسلامية بـBobigny هذا الإسم كي يضلل الألمان ، ما رفع عنه تلك الملاحقات المؤذية.
وادخله السيد قدور مقهى المسجد آن ذاك اين كان يحي بعض السهرات مع فنانين كبار من امثل "علي السريتي" عازف العود المعروف و" ابراهيم صالح"و" قدور بن غبريط " نفسه .***
و في سنة 1947 توجه سليم الى الغناء في الملاهي الليلية بعد ان اشترى لنفسه ملهى خاصا بشارع مونتاين بباريس*. وكان يعرف بـ Ismaïlia Folies بشارع Montaigne ضمن نزل كان ملكا لاحد المهندسين العاملين بقناة السويس. وكان من افخم الملاهي الباريسية فقد كان يسهر فيه الملك فاروق و بعض من حاشيته .
وفي 1948م افتتح كاباريه السراي le sarail بالـ Colisée.
اما في سنة 1949م فقد قرر الذهاب الى المغرب والإستقرار هناك في مدينة الدار البيضاء اين افتتح "كباريه الديك الذهبي "الذي كان احد افخم واجمل الكاباريهات في العالم حينها في هذا المكان اكتشفت المواهب والأصوات التي صارت عماد الأغنية المغربية مثل: شافية رشدي، فويتح، الحاجة الحمداوية ، معطي بلقاسم ، ليلي بونيش... .
هذا الفنان المغني ،الملحن ،عازف اللإيقاع المتميز والذي اصبح من اعمدة التراث الغنائي المغاربي تكون على يده عدد من الفنانين المعروفين كـ" الحاجة الحمداوية، عمر الطنطاوي، لطيفة امل..." .
هؤلاء كانوا المجموعة التي اعتمد عليها سليم هلالي في احياء حفلاته وشكلت الخط الجديد الذي اسس له في الغناء العصري المغاربي . وكان هذه الفترة اخصب فترات حياته الفنية .ففيها عرفت اجمل اغانيه و اكبر حفلاته . غادر سليم هلالي المغرب في 1965م عائدا الى جنوب فرنسا اذ استقر بمدينة " كان " في فيلا ضخمة اشتراها ساعتها. واعتزل الساحة الغنائية و احتفظ بهواية جمع التحف الثمينة من هنا وهناك ، وكانت هذه احدى
هواياته الأخرى خارج الغناء والموسيقى .
لكن انقطاعه لم يدم طويلا . ففي 1970م قرر اصدار البوم جديد يكون مختلفا عما اعتاد عليه مستمعوه ، فلأول مرة سيقتحم مطرب يغني بالعربية سوق الأغنية الأوربية ، وقد قرر ان يكون البومه الجديد باللغة الفرنسية ،التي كان يتقنها بالإضافة الى اللغة الإسبانية. واختار ان تكون الألحان بنكهة شرقية ايقاعا وموسيقى.
و قصد بلوغ هذا التحدي كان سليم هلالي يدفع مبالغ طائلة ليتخذ لنفسه ستوديو خاصا في " باريس " وآخر في " كان " وهذا ما كان قد تحقق .
وقضى سليم هلالي هذه السنة في العمل مع احسن العازفيين والموسيقيين من عرب و اسبان و غيرهم ، واكتسب صوته في هذه الفترة قوة في الآداء
و مرونة غير معهودة واصبح حينها الصوت الذي لا يعرف المستحيل .
و من اجل تقديم البومه الجديد قرر سليم هلالي الغناء في قاعة بلايلPELYEL التي كانت مخصصة للأوبرا والمسرح الغنائي ، وكانت القاعة ممتلئة على آخرها في اول عرض، واستطاع سليم هلالي جلب الأضواء و استلاب قلوب الجماهيرمن جديد وحقق مبيعات مذهلة ساعتها ، فتسابقت وسائل الاعلام قصد اصطياد حوار معه او لقاء. ولانه لم يتعود على الضغوطات الإعلامية قرر الهروب الى " كان " مجددا بعيدا عن الصخب والأضواء الباريسية المضايقة احيانا. وراح يرفض اية دعوة وجهت له لاحياء الحفلات . وبقي سليم هلالي بعدها منكفئا في بيت ب" كان " بعد جهد بذله طوال مسيرته الفنية الى وافاه اجله في 2005م وبرغم كل ما اعطاه للأغنية العربية مات دون اية اشارة اعلامية.
كان سليم هلالي انسانا حساسا وكريما فقد كان يتبرع بمداخيله للجمعيات الخيرية وبإغداق كبيروكان يبيع من تحفه الخاصة والثمينة من اجل ذلك وكان كريما مع زملائه الموسيقيين، ويحكى انه كان يتبرع بشاحنة من الأضاحي يوم العيد من اجل فقراء المدينة القديمة بالدار البيضاء ، وفي احدى المرات احظر معه مجموعة من لوحاته الخاصة وافتتح مزادا دعا فيه الأغنياء ، ولم افتتح المزاد زايد احدهم على لوحة ب خمسة ملايين سنتيم، ثار فيه سليم غاضبا وقال له : الله يلعن..... انت ابن فلان الذي يملك الشركة الفلانية والشركة العلانية ولا تستطيع ان تهب أكثر من هذا السعر الزهيد ، الا تستحي ؟ وارغمه سليم على اشترائها بخمسة وعشرين سنتيما. وامضى المزاد يقتلع المال من الأغنياء لمساعدة الهلال الأحمر المغربي.
ويحكى ان الشاب خالد ذهب اليه بغيت الحصول على الحق في اعادة غناء بعض اغانيه ، فما كان من سليم الا ان قال له: ضع السعر المناسب، فاذا اتفقنا اقسمه على اثنين 50% لايتام الموسيقيين في الجزائر والباقي لدار العجزة التي ساقضي فيها بقية حياتي ، انا لست محتاجا لمال عندي ما يكفيني.
وكثيرة هي القصص التي يحكيها مقربوه . في آخر حياته انطوى سليم هلالي على نفسه وكان يرفض الزيارات حتي العائلية منها ، ولم يكن يستقبل الا صديقه الذي كان ضابط ايقاع في فرقته وكان قد اهداه دربوكته الخاصة. وقد حاولت الصحف والقنوات التلفزيونية استضافته الا انه كان يطلب مبالغ خيالية او طائرة خاصة او اشياء تعجيزية بغية جعلهم يتنازلون عن الفكرة.
يعود الفظل لسليم هلالي في التعريف بالأغنية العربية في أوربا في كثير من المناسبات.ما تميز به سليم موسيقيا هو تفرده في غناء جميع الطبوع الغنائية العربية والمغاربية على تنوعها بقوة بتعبيرية لا مثيل لها لحد الآن ، فقد غنى
" طاح تخبل هزي حزامك" التي ابدع فيها بالطريق التونسية وغنى الأندلسي الجزائري" يا قلبي خلي الحال" وغنى " دور بيها يا الشيباني" على الطريقة المغربية . كما غنى الموال على الطريقة الشرقية ، كما غنى الفلامنكو بطريقة لم و لن تتكرر بصوت عربي .بالإضافة الى ذلك غناؤه بالفرنسية ماجعله الأب الروحي لبعض نجوم الأغنية الفرنسية مثل انريكو ماسياس الذي تاثر بأسلوب سليم هلالي . ان المستمع الى سليم هلالي يدرك من الوهلة الأولى عظمة هذا الصوت وقوته التعبيرية غير العادية بالإضافة الى المساحة المذهلة في صوته التي تمتد الى اكثر من ديوانيين صوتيين( اغنية طاح تخبل نموذجا ) . و زيادة على هذا كله الحس الإيقاعي الخطير الذي يتمتع به فقد كان ضابط ايقاع من الطراز النادر اذ كان يضبط معظم الإيقاعات بل ويصححها لغيره .
ما اروعك يا سليم وما اروع ما تركت لنا من تراث جميل فانت الوحيد الذي كان يجمعنا ويوحدنا صوتك الأجمل اذ كنا نرى فيه ذواتنا وانانا ، وبرغم ما كان وما زال يفرقنا الى اليوم من اشياء قد تكون تافهة ، اقول لك شكرا سليم هلالي .[/SIZE]
[/B][/FONT]
*عنابة : مدينة ساحلية بالشرق الجزائري
** سوق اهراس: مدينة في الشرق الجزائري محذية للحدود مع تونس
*** قدور بن غبريط: عرف عنه انه كان عالما ومحبا للفن وعازف على العود والكمان ا، ودكتور متخصص في امراض الكبد ، ما دفع الملك محمد الخامس الى ارساله عضوا ضمن الفد المغربي المشارك في مؤتمر الموسيقى العربية سنة 1932م بالقاهرة.
محمد اغربوشن: 1907/1966موسيقار جزائري و احد اهم الموسيقيين الجزائريين و المغاربيين في القرن الماضي ، وهو اول عربي ومغاربي لحن القصيدة السنفونية le poème symphonique 1947كما لحن في قالب ال رابسودي rapsodie مجموعة مهمة كانت اولها في 1925 م
*** ملحوظة : في سياق البحث تم ذكر بعض الاسماء التي ارتايت ان اخصص لها ملفات خاصة فالمعذرة مقدما.
للبحث اكتب محرك البحث: iguerbouchen او ygerbuchen
هو أب الأغنية العصرية الوهرانية بدون منازع ، شارك في صناعة أمجاد الأغنية الجزائرية الحديثة بسلة من الأغاني الرائعة و المتميزة في نصوصها وألحانها.
ولد الأستاذ بلاوي في 26 جانفي / يناير سنة 1926م بحي" سيدي بلال "بالمدينة الجديدة في مدينة وهران، تربى في كنف عائلة تحب الموسيقى وقد كان ابوه " محمد التازي " علزفا على آلة " الكويترة "و كان اخوه " قويدر بلاوي " عازف " بانجو" و" ماندولين "فيها تعلم العزف على الآلات الموسيقية ومنها اكتسب اهتمامه بها، فدخوله عالم الموسيقى لم يكن صدفة بل عن وراثة .في الثالثة عشرة من عمره ترك المدرسة ليعمل في مقهى والده بجانب " حمام الساعة " حاليا ، وكان مكلفا بتغيير الأسطوانات على الفونوغراف phonographeوفيها بدأ في الاستماع إلى اسطوانات المشاهير من المغنيين ، في هذه المرحلة كان الطفل بلاوي ينهل من معين التراث الشعبي والغربي الموسيقي.
ففي الـ Folies Bergères الذي اصبح من بعد مقهى Pigalle واليوم " قاعة الفتح " تلقى الجائزة الأولى " لإذاعة كروشي radio-crochet " . في 1942م وعند الإنزال الأمريكي على شمال افريقيا انضم توظف في ميناء وهران كحاجب ، وراح يتعلم العزف على البيانو و الأكورديون و توجه لمصاحبة المغني موريس مديوني Maurice Médioni في ألأغاني المريكية و الفرنسية.
في الأربعينيات كان يحي الأعراس والمناسبات العائلية مع فرقة عصرية وكان يغني الأغاني البدوية ونصوص شعراء الملحون و عندها اشتهر باغنية " بي ضاق المور " للشيخ بن سمير.
في عام 1943م اسس فرقة عصرية بمساعدة اخيه " معزوز" والحكم الدولي " قويدر بن زلاط "وكانت تضم : بوتليليس -عبد القادر حواس - مفتاح حميدة - بلاوي قويدر.
في1949م اوكل اليه " محي الدين بشتارزي" توكوين وقيادة الفرقة التس ستنشط موسم اوبرا وهران طيلة ستة اشهر.
سجل اول اسطوانة له ( 45 لفة ) مع مؤسسة Pathé marconi والتي غنى فيها اغنية " راني محير "
وفي مدرسة الفلاح التي تخرج منها رجالات وهران وعلماؤها تشبع بلاوي بروح ابن البلد وتعلم كيف يوظف فنه في خدمة الشعب ، فغنى رائعته " يا ذبايلي يا انا على زابانة " من كلمات " الشريف حماني " التي لحنها في مقهى والده و التي ينعي فيها استشهاد " احمد زابانة " ابن الحي والمدينة الذي كان من ألأوائل الذين استعملت معهم فرنسا المقصلة في القتل .
في حي سيدي بلال كان بلاوي يلتقي بالكادحين من أبناء وهران وكان يتفاعل مع موسيقى القرقابو و القلال وأغاني البدوي في هذا الحي الذي يمثل الوجه الشعبي للباهية وهران و منهلا آخر من المناهل التي كان يستقي بلاوي في شبابه.
كل هذه العوامل وغيرها جعلت من بلاوي ابن وهران المدلل الذي يحب ويحترمه كل أهل وهران والجزائريون ومحل تقدير الناس و كبار الفنانين.
بعد الإسقلال اوكلت اليه ادارة " الإذاعة والتلفزيون الجهوي " بوهران ثم في 1967م ادارة " المسرح الوطني بالجزائر العاصمة . وفي 1970م نشط مشاركة الجزائر مدة سبعة اشهر بالمعرض الدولي بـ" اوزاكا " باليابان. و آخر البوم للأستاذ بلاوي الهواري كان في 2001م
لحن الأستاذ بلاوي أكثر من 500 أغنية منها ما غناها بصوته ومنها ما غناه مغنون شباب مثل : صباح الصغيرة – جهيدة – خالد – هواري بن شنات ... . وجل أغاني بلاوي نصوصها من تراث الملحون لكبار الشعراء مثل : عبد القادر الخالدي- الشيخ الميلود - لخضر بن خلوف - مصطفى بن إبراهيم قدور بن سمير.
مازال بلاوي وسيبقى بلاوي عمودا أساسا في تاريخ الموسيقى العصرية الجزائرية
بجانب الأستاذ احمد وهبي اللذان يمثلان تاريخ الغنية الوهرانية وبرغم معاصرتهما لبعضهم البعض إلا أن وهبي شق طريقه في نفس التوجه الوهراني ولكن مطعما بالجملة الشرقية كونه تأثر في بداياته بمحمد عبد الوهاب وكان يغني أغانيه ، في حين أن بلاوي كان أكثر أصالة وأكثر تجذرا منه.
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب
ولد علا كما يحلو للجميع منادته بهذا الإسم في 15 جوان 1946 بمدينة بشار بـحي (بيداندو) وهو الإسم المعرب لكلمة bidonville بالفرنسية و تعني الحي القصديري وهو الحي الذي ما زال لحد الساعة الحي الرمزلابناء المدينة والسكان الأصليين ، وكان اصغر الأبناء لعائلة تضم 12 ولدا، كان ابوه من قرية تسمى تاغيت*- 95 كلم عن مدينة بشار- وكانت اصول امه من قرية تافيلال -بجنوب الغرب-.
غادر علا مقاعد المدرسة في الثانية عشرة من عمره ليكدح من اجل لقمة عيشه،عمل حرفيا في الكهرباء في البدء ثم خباز واشتغل في العديد من المؤسسات العمومية قبل ان يفتح محلا لبيع الأثاث في 1986.
عندما كان في السادسة عشرة من عمره صنع علا لنفسه آلة موسيقية تشبه العود من الدلاء المعدنية و اسلاك مكابح الدرجات كما عادة جميع الأولاد في الكثير من المناطق في الجزائر.وكان اصدقاء الحي اول المستمعين والمعجبيـن.
وفي 1972 اشترى عوده الأول وراح يعزف على عادة اهل المنطقة الأغاني التراثية من اغاني الملحون والعويطات... .
ولم يكن علا يعزف كثيرا مع الآخرين لانه كان يريد التحليق بجناحيه في عالم اوجده هو لنفسه.
فكان جل الوقت يعزف منفردا او بصحبة بعض الأصدقاء من السميعة الجيدين وعادة ما كان يرفض حظور الغوغائين. و بعد مدة من التمرس استطاع علا ان يوجد لنفسه خطا موسيقيا يحتمل جنونه الموسيقي ، هو الذي كان دائما يرفض الأمتثال للقوالب الموسيقية الجاهزة اسماه الفوندو* يجمع بين التيارات الموسيقية المتضاربة في منطقة بشار والتي هي امتداد لمنطقة الساورة التي يمتزج فيها عدد كبير من الأعراق ( بربر ، زنوج ، عرب ، يهود....) .هذا الشكل الجديد كان يستطيع بإمكانه استيعاب جمع الموسيقات الأخرى كالأفريقية والعربية و موسيقى الهول* والجاز و موسيقى الشعوب الأخرى في آن واحد.
بالإضافة الى طريقته الفريدة في العزف على العود وخاصة طريق توفيع الريشة مع الإيقاع.
هذا النوع من الموسيقى لقي اقبالا مهولا عند الشباب في منطقة بشار إذ راحوا يسجلون جلساته الخاصة مع بعض الأصدقاء.وقد بلغ حد الإستماع الى شرائط علا حد غير معقول وقد اشيع ساعتها ان الحالة التي تتولد عند الشباب عند الإستماع اليه تشبه حالة التخدير ما دعا السلطات الى منع تواجد اشرطته خاصة في السيارات ومستعملي النقل ليلا.*
كان علا في جلساته يمسك العود ويضبطه لمدة قد تجعل المستمع يمل الإنتظار وعندما يجد الجملة التي توحي اليه يرتجل مع الإيقاع لمدة ساعات احيان.ا ولايعيد ابدا نفس الجمل الا نادرا وهذا الذي اذهل الناس، و كان علا عندما يبدأ العزف يضع راسه على العود ويدخل في نوع من التماهي والكشف الصوفي ولا يرفعه الى عندما ينتهي،قال علا لما سئل عن ذلك "ان كل آلامي وكل ما يرهقني يتدفق ساعتها ويخرج" وجميع الحفلات التي قدمها علا في الخارج او في بشار تشبه طقوس الحظرة الصوفية لما يسود اجواءها من صمت قد يدوم لساعات مصحوبا بحالة من الذهول والإنخطاف من فيزيا الزمان والمكان الى ان تبلغ مقاما قد يلقي بك في اتون السعادة المطلقة او الجنون المطلق. وفي نفس الوقت لديك رغبة في الانعتاق من هذا السحر الذي اصابك و ان حالة الاستماع الى علا تشبه في تجربتها حالة التماهي و الحلول عند الصوفية وهي نوع من الإنخطاف والخروج من فيزياء الزمان و المكان،هذه هي الصور التي عرفها محبو علا عن قرب عندما كان في الجزائر و فيها اشارة الى حميمية الجلسات التي كانت تقام في قنادسة و تاغيت او في شبار احيانا.
في بداية التسعينيات رحل علا الى فرنسا اين اكتشفه العالم وقد كتبت الكثير من الصحف الغربية عنه و عن اسلوبه الجديد و العجيب . في فرنسا اوجد علا لنفسه خلوة في بيته في حي باربيس اذ انعزل مدة سبع سنوات لم يدلي فيها بأي تصريح ولا مقابلة صحفية وكان يرفض حتى استقبال الناس ، هذه هي طبيعة علا كما وصفه اصدقاؤه فهو مقل في كلامه جدا واذا تكلم فلا يتكلم الا في المفيد. وهذا ما احاطه بهالة من الإحترام و الإجلال من قبل كل من عرفه.
يصنف علا الأن ضمن العازفين المميزين في العالم وهذا بشهادة كثير من النقاد اذ يتميز اسلوبه بالمزج بين الموسيقات العالمية في قالب حر يقيده الايقاع .
واسلوب علا كما قلت هو خلاصة الموسيقات الشرقية والأندلسية والأفريقية و الجزائرية المحلية يغلب عليه الحس الصوفي الذي استقاه من الزوايا الصوفية في منطقة الساورة المعروفة بزخمها وتقاليدها الصوفية.
سجل علا لحد اليوم اربع البومات هي
1- الفوندو le Foundou de Bechar/Bechar's Foudou
2-تاغيت (اسم القرية التي جاء منها ابوه Taghit
3- تاناكولTanakoul
4- زهرة Zahra اسم والدة علا
* الفوندو تعريب لكلمةle fond deux التي تعني العمق رقم اثنان نسبة الى منجم الفحم الذي كان يعمل فيه ابوه.
* الهول الغناء التقليدي في المجتمع البيضاني ( سكان موريتانيا ، الصحراء الغربية- تندوف بالجزائر) يغنى باللهجة الحسانية(لهحة عربية قديمة) واللغة العربية. تستعمل فيه آلة التيدينيت و الأردين
* هذه المعلومات مازالت قيد التمحيص برغم ان كل الذين قابلتهم من الذين يعرفون علا اكدوا لي ذلك.
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب
الشريف قرطبي من مواليد 24 فيفري من 1935 باالبرواقية ابن البشير بن احمد، التحقت بالمدرسة القرآنية بمدينة البرواقية وحفظ ما تيسر من القران ، في الثانية عشرة من عمره أي في سنة 1947 دخل الى المدرسة الإبتدائي -المخصصة للسكان غير الفرنسيين ( les indigens )- متأخرا في السن و نظرا لصعوبة الوضع زاول دراسته حتى السنة السادسة ابتدائي ، وفي هذه الفترة الدراسية كانت المدرسة تنظم حفلات وكان اختير من بين التلاميذ للعزف في هذه الحفلات على آلة الفلوت ، وفي نفس الوقت كان يتعلم تقنيات ودروس أولية في الموسيقى ، و بدأت ميولاته تظهر في ملامسته باقي آلات الموسيقى ومنها العود والبانجو والناي.
و بقي على هذا الحال كعصامي لمعرفة الموسيقى بكل تعار يفها وخباياها حتى سنة 1955 عندما انتقل إلى العاصمة والتحق بالمعهد البلدي للموسيقى ودرس هناك على يد الشيخ عبد الكريم دالي وعبد رزاق فخارجي إضافة إلى أساتذة فرنسيين نذكر من بينهم الأستاذ بلانك والأستاذ جون هاني الذي علمه العزف على آلة الألتو alto، وفي سنة 1957 عاد الأستاذ عبد الكريم دالي إلى المدرسة بعد توقفه أربعة أو خمسة اشهر وخلفه في هذه الفترة عبد الرزاق فخارجي ما دفعه وحفزه على دراسة الصولفيج لغرض المعرفة الدقيقة للموسيقى بالإضافة إلى آلة الالتو كان يميل إلى آلة الكمان التي تعلمها على يد الأستاذ تروسفين ووصال دراسة الموسيقى إلى سنة 1961 .
بعد الاستقلال تحصل على منحة من الدولة الجزائرية للذهاب إلى القاهرة لمواصلة الدراسة الموسيقية ، فالتحق بالمعهد العالي " السيد درويش " ومكث هناك أربعة أشهر، وقد رفض البقاء في هذا المعهد لأنه كان يريد أن يلتحق بمعهد كبير في القاهرة ولكن فرض عليه أن البقاء بمعهد درويش بحجة ان كل ما سيأخذه من المعاهد الأخرى هو بصدد دراسته في معهد " سيد درويش " ولهذا عاد بعدها إلى الجزائر وقد دعي من طرف " حداد الجيلالي " كمكون في دورات موسيقية حتى سنة 1964 ، ثم التحق بفرقة الجو ق الوطني التي كان يترأسها " هارون الرشيد " وكانت بدايته في هذه الفرقة رفقة عدد كبير من العازفين منهم لخظر مصطفاوي وبن علي وتركيان .
بدايته في التلحين كانت بالأناشيد القصيرة أما ألاغاني فلحن أول أغنية بعنوان " لا تلومو علي " من كلمات محمد الحبيب حشلاف وأدتها المطربة نادية ، ما جعله يثق بنفسه ويكتشف انه بامكانه التلحين بالإضافة الى العزف ، وفي بداية 1969لحن أغنية عنونها " ياللي عرفتوني به " من كلمات حداد بن مراد وأدى هذه الأغنية بصوته و كان خائفا وشاهدها الجمهور آنذاك في شاشة التلفزيون في حصة اسمها " ارتجال " لبن عمر بختي وبعدها لحن العديد من الأغاني التي جعلته في مصف الملحنين الجزائريين و المغاربيين الكبار.
وتعامل الشريف قرطبي مع نخبة كبيرة من الفنانين الجزائريين ومنهم على سبيل المثال نادية - المرحوم عبد الرحمن عزيز- الهادي رجب - سعيد سايح - محمد راشدي في أغنية الخاتم من كلمات العربي علال ،كما كان له الفضل في تلحين الأناشيد الوطنية التي منها : من أجلك يا وطني و الياذة الجزائر ، أيضا جزائري يا مطلع المعجزات ، ولحن أيضا لفرقة البلابل لمدينة غرداية، ولطيفة رأفت ، ووردة الجزائرية اغنية " الصومام " سنة 1984 ، وصباح الصغيرة ... .
كما لحن أيضا موسيقى لأفلام ومسرحيات منها فيلم " بوعمامة " و فيلم " الزيتونة " وكذا مسرحية " الجواهر" لعبد القادر علولة " قالو العرب قالو" و " العيطة " و "الشهداء يعودون هذا الأسبوع " وغيرها وقد بلغ رصيده الفني أكثر من 700 لحن.
__________________ ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا. عمر بن الخطاب
هذا مترجما الى العربية ومختصرا، اهم ما جاء في مقال وكبيديا
عن الشيخ حمادة :
الشيخ حمادة، مطرب جزائري ازداد ببلاد طواهرية
قرب مستغانم، سنة 1889 توفي سنة 1986.
يمكن ان ينظر اليه كمأسس لحركة موسيقى الراي،
لكن في الواقع الشيخ حمادة هو المطرب الخالد للغناء البدوي.
هذا الشاعر الذي لا يقاس بنظير كان على رأس حركة
ادخال الطرب البدوي الاصيل الى المدينة، وهي حركة مغاربية عامة.
الشيخ حمادة احدث ثورة في الموسيقى التقليدية
البدوية حيث استطاع بعبقريته ان يمزجها مع النوع الحضري
والحوزي و العروبي.
ادخل تحسينا هاما، امتازت به ناحية الضهرة في الجزائر،
على آلة الگصبة، في الحانه.
كان صديقا حميما للمطرب الكبير الحاج محمد العنقى.
اعتادا معا خلال سهراتهم العشائية مع موسقيين آخرون،
امثال الحاج لزوغلي، هاشمي بن سمير، وعبد القادر الخالدي،
ان يشتغلو معا ويتقاسمو القصائد.
الشيخ حمادة كان ايضا استاذا لجيله، حيث كان يقصد
منزله فنانون كثيرون لطلب العلم، كالفنان عزوز
بوعجاج مبينا لهم احيانا ولساعات طويلة، خبايا لحن او كلمة او قصيدة.
على عكس كثيرين من الاروبيين الذين يسخرون من هذا
النوع من الغناء، فقد تأثر به كثيرا
Béla Bartók ابان زيارته للجزائر (1913-1915). والهمه
هذا الغناء بعض مقاطعه الموسيقيه.
كانت اوائل تسجيلات الشيخ حمادة سنة 1920، واستمر
في تسجيل الاصطوانات في كل من الجزائر،
باريز و برلين، الى ان وافته الموت.
__________________
نحكي النمرة خلوية في گرون لجبال .....ولا لبية وحشية يا لغالية يا عينية