* : يوسف عمر- 1918 - 1986 (الكاتـب : طبيب نفسي - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 20h20 - التاريخ: 31/05/2024)           »          الملحن كاظم نديم (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h11 - التاريخ: 31/05/2024)           »          مُحيي الدين بعيون (الكاتـب : sol - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 20h10 - التاريخ: 31/05/2024)           »          عصابة النساء ـ صباح ـ طروب 1969 (الكاتـب : د أنس البن - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h46 - التاريخ: 31/05/2024)           »          عباقرة الشعـر الغنـائي (الكاتـب : خليـل زيـدان - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h47 - التاريخ: 31/05/2024)           »          الأغاني العربية بأصوات عراقية (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 16h08 - التاريخ: 31/05/2024)           »          مائدة نزهت (الكاتـب : رامي كاكا - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 13h05 - التاريخ: 31/05/2024)           »          أصوات من زمن فات (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 10h32 - التاريخ: 31/05/2024)           »          الفنانة العمانية سمـــاح (الكاتـب : loaie al-sayem - - الوقت: 06h52 - التاريخ: 31/05/2024)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : boulus2000 - - الوقت: 17h57 - التاريخ: 30/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 12/11/2008, 21h28
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 49
المشاركات: 592
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

أنا لا أبيع العمر

لاتشعريني أن عمري
كان عندكِ ليلةََ ثم انتهت
ومضت كما يمضي الزمن
فالعمر بعدكِ لحظةٌ خرساء
تسبح في الوجود بلا وطن
لا تشعريني أنني
أصبحت يوماََ عابراََ وطويتهِ
أنا لا أبيع العمر يا عمري
ولا أرضى الثمن
العش تحمله الرياح
يضيق وجه الأرض
ترتعد الطيور
تدور تبحث عن سكن
ماذا سيُبقي الحزن في قلب ٍ جريح
غيرأطلال الشجن .

ما زلتُ أذكر وجهكِ الفضي
حين أتيتِ خلف الليل نهراََ من شعاع
كم كان طيفكِ يحتويني من ظلال الخوف
كيف الآن يلقيني الى هذا الضياع
أمضي على الطرقات وحدي
ألقي بعض اخفاقي على هذا القناع
لا تشعريني أنني أخطأت
حين أتيت ألتمس الأمان
فوجدتُ خلف الجنّة الخضراء
أنقاضاََ وأطلالاََ وخوفاََ وامتهان

لا تشعريني أنّ حبكِ
كان أكبر معصية
قولي سئمنا ربما
قولي كرهنا ربما
قولي بأنّي كنت وهماََ
أو خيالاََ في حياتك
لكن بربك لاتقولي
ان عمري كان عندكِ ليلةََ من أمنياتك
ما عدت أملك من زماني
غير ما عشنا معاََ
لا تشعريني أنني ما كنت شيئاََ
غير تأكيدٍ لذاتك

اني أحبكِ
آه ما أقسى النهاية
قد كنتُ عندكِ ليلةََ
ثم انتهت كل الرواية
هذا جنين الحب أحمله قتيلاََ
من ترى ارتكب الجناية
الله يعلم أنني يوماََ وهبتكِ
كل ما عندي .. وصدّقت الحكاية
ان كنتُ عندكِ ليلةََ
قد كنتِ في عمري النهاية والبداية
والله يهدي من يشاء
وليس لي سر الهداية !!
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 09/01/2009, 08h01
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
افتراضي فاروق جويده يودع بوش بحذاء شعرى

قصيدة للشاعر الكبير فاروق جويدة
ارحلْ.. وعارُكَ فى يديكْ

المصرى اليوم :٩/ ١/ ٢٠٠٩
اللوحة للفنانة السعودية شاليمار الشربتلى

فى وداع بوش

كل الذى أخفيته يبدو عليكْ
فاخلع ثيابك وارتحلْ
اعتدتَ أن تمضى أمامَ الناسِ يوماً عارياً
فارحل وعارُكَ فى يديكْ

لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة
أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ

لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو فى ثيابكَ
ربما سكنتْ إليكْ

لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلينَ
لعلها تبكى عليكْ

لا تنتظر صفحاً جميلاً
فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ

وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ
مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ

كل الصغار الضائعين
على بحارِ الدم فى بغدادَ صاروا..
وشمَ عارٍ فى جبينكَ
كلما أخفيتَه يبدو عليكْ

كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلَ
الآن تحمل سخطَها الدامى
وتلعنُ والديكْ

ماذا تبقى من حشود الموتِ
فى بغدادَ.. قلْ لى
لم يعد شىء لديكْ

هذى نهايتك الحزينة
بين أطلال الخرائبِ
والدمارُ يلف غزةَ
والليالى السودُ.. شاهدةً عليكْ

فارحل وعاركَ فى يديكْ
الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ..

■ ■ ■

ارحل وعارُكَ فى يديكْ

انظرْ إلى صمتِ المساجدِ
والمنابر تشتكى
ويصيحُ فى أرجائها شبحُ الدمارْ

انظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها
ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدارْ

الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
خلفَ جنودك القتلى
وعارك أى عارْ

مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ
لن يفيدكَ الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ..للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟

لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!

لعيونِ طفلٍ
مات فى عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!

لدموعِ أمٍّ
لم تزل تبكى وحيداً
صارَ طيفاً ساكناً فوق الجدارْ؟!

لمواكبٍ غابت
وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟

لأماكنٍ تبكى على أطلالها
ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟!

للّهِ حين تنام
فى قبر وحيداً.. والجحيمُ تلال نارْ؟!!

■ ■ ■

ارحل وعارك فى يديكْ

لا شىء يبكى فى رحيلك..
رغم أن الناس تبكى عادة
عند الرحيلْ

لا شىء يبدو فى وداعك
لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ

مالى أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ

مالى أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئباً
وأحلاماً بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ

اسمعْ جنودكَ
فى ثرى بغدادَ ينتحبون فى هلعٍ
فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ..

جثث الجنودِ على المفارقِ
بين مأجورٍ يعربدُ
أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليلْ

ماذا تركتَ الآن فى بغدادَ من ذكرى
على وجه الجداولِ..
غير دمع كلما اختنقتْ يسيلْ

صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات فى الثرى الدامى
صراخٌ.. أو عويلْ..

طفلٌ يفتش فى ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ فى فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ

سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوماً..
غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!

الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
تحمل عارك المسكونَ
بالنصر المزيفِ
حلمَكَ الواهى الهزيلْ..

■ ■ ■

ارحلْ وعارُكَ فى يديكْ

هذى سفينَتك الكئيبةُ
فى سوادِ الليل ترحلُ
لا أمانَ.. ولا شراعْ

تمضى وحيداً فى خريف العمرِ
لا عرشٌ لديكَ.. ولا متاعْ

لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سنداً.. ولا أتباعْ

كلُّ العصابةِ فارقتكَ إلى الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ..
بعد أن سقط القناعْ

الكونُ فى عينيكَ كان مواكباً للشرِّ..
والدنيا قطيعٌ من رعاعْ

الأفق يهربُ والسفينةُ تختفى
بين العواصفِ.. والقلاعْ

هذا ضميرُ الكون يصرخُ
والشموعُ السودُ تلهثُ
خلفَ قافلةِ الوداعْ

والدهر يروى قصةَ السلطانِ
يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ
ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ

هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ
موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ

■ ■ ■

ما عاد يُجِدى..
أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ..
يوماً للوراءْ

أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ..
وأنت تُخفى من حياتكَ صفحةً سوداءْ

هذا كتابك فى يديكَ
فكيف تحلم أن ترى..
عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ

الأمسُ ماتَ..
ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ

وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ
فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ

وإذا برئتَ من الدماءِ..
فلن تُبَرئَكَ السماءْ

لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ
لن يطهرَكَ البكاءْ

كل الذى فى الأرضِ
يلعنُ وجهكَ المرسومَ
من فزعِ الصغارِ وصرخة الشهداءْ

أخطأتَ حين ظننتَ يوماً
أن فى التاريخ أمجاداً
لبعضِ الأغبياءْ..

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

وجهٌ كئيبٌ
وجهك المنقوشُ
فوق شواهدِ الموتى
وسكان القبورْ

أشلاءُ غزةَ
والدمارُ سفينةٌ سوداءُ
تقتحمُ المفارقَ والجسورْ

انظر إلى الأطفال يرتعدون
فى صخب الليالى السود..
والحقدُ الدفينُ على الوجوهِ
زئيرُ بركانٍ يثورْ

وجهٌ قبيحٌ وجهك المرصودُ
من عبثِ الضلالِ.. وأوصياءِ الزورْ

لم يبق فى بغداد شىءٌ..
فالرصاصُ يطل من جثثِ الشوارع
والرَّدَى شبحٌ يدورْ

حزن المساجد والمنابرِ تشتكى
صلواتُها الخرساءُ..
من زمنِ الضلالةِ والفجورْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

ما عاد يُجدى
أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ
أن تبدى أمامَ الناسِ شيئاً من ندمْ

فيداكَ غارقتانِ فى أنهار دمْ
شبحُ الشظايا والمدى قتلى
ووجه الكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ
من ألفِ عامٍ لم ينمْ

جثثٌ النخيل على الضفافِ
وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزناً.. والعدمْ

شطآن غزةَ كيف شردها الخرابُ
ومات فى أحشائها أحلى نغمْ

وطنٌ عريق كان أرضاً للبطولةِ..
صار مأوىً للرممْ!

الآن يروى الهاربونَ من الجحيمِ
حكايةَ الذئبِ الذى أكل الغنمْ:

كان القطيع ينام سكراناً
من النفطِ المعتَّقِ
والعطايا.. والهدايا.. والنعمْ

منذ الأزلْ
كانوا يسمونَ العربْ
عبدوا العجولَ.. وتَوَّجوا الأصنامَ..
واسترخت قوافلُهم.. وناموا كالقطيع
وكل قافلةٍ يزينها صنمْ

يقضون نصفَ الليلِ فى وكرِ البغايا..
يشربونَ الوهمَ فى سفحِ الهرمْ

الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت ـ وربِّ الناس ـ
من خير الأممْ..

يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ فى دم الفراتِ..
وهام فى نفطِ الخليج..
وعَاثَ فيهم وانتقمْ

سجنَ الصغارَ مع الكبارِ..
وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زوراً فى الحرمْ

قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ

الأمةُ الخرساءُ تركع دائماً
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ

لم يبق شىء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ

أطفالُ غزةَ يرسمونَ على
ثراها ألفَ وجهٍ للرحيلِ..
وألفَ وجهٍ للألمْ

الموتُ حاصرهم فناموا فى القبورِ
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ

يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ
أطلقَ الفئرانَ ليلاً فى المدينةِ
ثم أسكره الدمارُ
مضى سعيداً.. وابتسمْ..

فى صمتها تنعى المدينةُ
أمةً غرقتْ مع الطوفانِ
واسترختْ سنيناً فى العدمْ

يحكون عن زمنِ النطاعةِ
عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ

والراكعون على الكراسى
يضحكون مع النهاية..
لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ

الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ
يجمع الحراسَ فيها.. والخدمْ

ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاء مشانقاً
سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ

والأمةُ الخرساءُ
تروى قصةَ الذئبِ الذى
خدعَ القطيعَ..
ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

مازلت تنتظر الجنود العائدينَ..
بلا وجوه.. أو ملامحْ

صاروا على وجه الزمانٍ
خريطةً صماءَ تروى..
ما ارتكبتَ من المآسى.. والمذابح

قد كنت تحلمُ أن تصافحهم
ولكن الشواهدَ والمقابرَ لا تصافِحْ

إن كنتَ ترجو العفو منهم
كيف للأشلاءِ يوماً أن تسامحْ

بين القبورِ تطل أسماءٌ..
وتسرى صرخةٌ خرساءُ
نامت فى الجوانحْ

فرقٌ كبيرٌ..
بين سلطانٍ يتوِّجُه الجلالُ
وبين سفاح تطارده الفضائحْ

■ ■ ■

الآن ترحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ

فى موكبِ التاريخِ
سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الدمارِ وعصبةِ الطغيانْ

ارحل وسافرْ..
فى كهوفِ الصمتِ والنسيانْ

فالأرضُ تنزع من ثراها
كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ

الآن تسكر.. والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا.. من دم الأكفانْ

سيطل وجهك دائماً
فى ساحةِ الموتِ الجبانْ

وترى النهايةَ رحلةً سوداءَ
سطرها جنونُ الحقدِ.. والعدوانْ

فى كل عصر سوف تبدو قصةً
مجهولةَ العنوانْ

فى كل عهدٍ سوف تبدو صورةً
للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ

فى كل عصرٍ سوف يبدو
وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ

قُلْ لى بربكَ..
كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!

ما أسوأَ الإنسانَ..
حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ

■ ■ ■

ارحلْ وعاركَ فى يديكْ

فى قصرك الريفى..
سوف يزورك القتلى بلا استئذانْ

وترى الجنودَ الراحلينَ
شريط أحزانٍ على الجدرانْ

يتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ
أفواجاً على الميدانْ

يتسللونَ من الحدائقِ.. والفنادقِ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ

وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك فى جنونٍ
تسألُ الناسَ الأمانْ

أين المفر وكل ما فى الأرضِ حولكَ
يُعلن العصيانْ؟!

الناسُ.. والطرقاتُ.. والشهداءُ والقتلى
عويلُ البحر والشطآنْ

والآن لا جيشٌ.. ولا بطشٌ.. ولا سلطانْ

وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟

يرتد صوتُ الموت يجتاح المدينَةَ
لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ

هربوا جميعاً..
بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ!

ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ

حشدُ الجنودِ العائدينَ
على جناحِ الموتِ
أسماءً بلا عنوانْ

صور الضحايا والدماءُ السودُ..
تنزف من مآقيهم بكل مكانْ

أطلالُ بغدادَ الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ

صوتُ الشهيدِ على روابى القدسِ..
يقرأ سورةَ الرحمنْ

وعلى امتدادِ الأفقِ
مئذنةُ بلونِ الفجرِ
فى شوقٍ تعانق مريم العذراءَ
يرتفع الأذانْ

الوافدونَ أمامَ بيتكَ
يرفعون رؤوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ

مازلتَ تسأل عن ديانتهم
وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟

هذى أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ

يتظاهرُ العربى.. والغربى
والقبطى والبوذى
ضد مجازر الشيطانْ

حين استوى فى الأرض خلقُ اللّه
كان العدل صوتَ اللّه فى الأديان

فتوحدت فى كل شىء صورةُ الإيمانْ

وأضاءت الدنيا بنور الحق
فى التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ

اللّه جل جلاله.. فى كل شىء
كرم الإنسانْ

لا فرقَ فى لونٍ.. ولا دينٍ
ولا لغةٍ.. ولا أوطانْ

«خلق الإنسان علمه البيان»
الشمسُ والقمر البديعُ
على سماء الحب يلتقيانْ

العدلُ والحقُ المثابر
والضميرُ.. هديً لكل زمانْ

كل الذى فى الكون يقرأ
سورةَ الإنسانْ..
يرسم صورةَ الإنسانْ..
فاللّه وحدنا.. وفرق بيننا الطغيانْ

■ ■ ■

فاخلعْ ثيابكَ وارتحلْ
وارحل وعارك فى يديكْ
فالأرضُ كل الأرض ساخطةٌ عليكْ


سمير عبد الرازق
__________________
مع تحيات سمير عبد الرازق
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 30/01/2009, 17h39
وفاء الخير وفاء الخير غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:324190
 
تاريخ التسجيل: octobre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1
Red face رد: فاروق جويده يودع بوش بحذاء شعرى

بس الله الرحمن الرحيم

كيف اشكر كم وكلمة الشكر قليله جدا عليكم يامن تجعلونا نشعر باّدميتنا - واستاذى الذى اتعلم منه دائما فاروق جويده - انسان اصيل يعيش بقلب ينبض بالحب لبلده وناسه - اللذين اهدرت كل شئ لهم - فشاعرنا العظيم يتألم من داخله ولكن تدفقت الأحاسيس مرة اخرى ولله الحمد من هذا الحدث نسأل الله له الصحه والعافيه ويزيد قلمه وقلبه النابض حبا لنا ومعبرا عن حالنا
ونرجو له السلامه -
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

وفاء
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 09/11/2009, 07h17
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 839
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

قصيدة الشاعر الكبير الأستاذ / فاروق جويدة الجديدة .. نقلا عن جريدة المصرى اليوم
هذا عتاب الحب للأحباب

هَذَا عِتابُ الحُبِّ.. لِلأحْبابِ
لا تغْضبى مِنْ ثَورتِى.. وَعِتَابِى
مَازالَ حُبــُّـك مِحْنَتِى وَعَذابِى
مَازالَ فِى العَيْن الحَزينَةِ قُبْلَةٌ
للعَاشِقِينَ بسحْرِكِ الخَلابِ
أحْببتُ فِيْكِ العُمْرَ طِفْلاً باسِـماً
جَاءَ الحَياةَ بأطْهَرِ الأثْوَابِ
أحْببتُ فِيكِ اللَيلَ حِينَ يضُمُّنَا
دِفْءَ القُلوبِ.. ورفقَةُ الأصْحابِ
أحْببتُ فيكِ الأمَّ تسكنُ طِفلَهَا
مَهْمَا نَأىَ.. تَلقاهُ بِالتِرْحَابِ
أَحْببتُ فِيْكِ الشَمْسَ تَغْسِلُ شَعْرَهَا
عِندَ الغُروبِ بدمعِهَا المُنسَابِ
أَحْببتُ فِيكِ النِيْلَ يَجْرِى صَاخِباً
فَيَهِيْمُ روضٌ فِى عِناقٍ روَابِ
أحببتُ فيك شُموخَ نهرٍ جامحٍ
كَمْ كانَ يسْكرنى بغيرِ شرابِ
أحببتُ فيك النيلَ يسجدُ خاشِعاً
للهِ رَباً دُونَ أىّ حسابِ
أحببتُ فيك صلاةَ شعبٍ مؤمنٍ
رسَم الوجُودَ عَلى هُدى مِحرابِ
أحببتُ فيك زمان مجدٍ غابرٍ
ضيعته سفهاً على الأذناب
أحْببت فى الشرفاء عهداً باقياً
وكَرهت كلَّ مقامرٍ كذّابٍ
إنّى أحبكِ رغم أنى عاشقٌ
سَئِم الطوَافَ.. وضاقَ بالأعتابِ
كَم طافَ قلْبى فِى رِحابِكِ خَاشِعاً
لم تعرف الأنقى.. من النصاب
أسرفتُ من حبى.. وأنت بخيلةٌ
ضيعت عمرى.. واستبحتِ شبابى
شاخت على عينيك أحلام الصبا
وتناثرت دمعاً على الأهدابِ
من كان أولى بالوفاء؟..عصابة!
نهبتك بالتدليس.. والإرهابِ؟
أم قلب طفلٍ ذاب فيكِ صبابةً
ورميتهِ لحماً على الأبواب؟!
عمرٌ من الأحزان يمرح بيننا
شبح يطوف بوجهه المرتاب
لا النيلُ نيلكِ.. لا الضفافُ ضفافهُ
حتى نخيلك تاهَ فى الأعشاب!
باعوكِ فى صخبِ المزاد.. ولم أجدْ
في صدرك المهجورِ غيرَ عذابِ
قد روّضوا النهر المكابر فانحنى
للغاصبين.. ولاذ بالأغرابِ
كم جئتُ يحملنى حنينٌ جارفٌ
فأراك.. والجلادَ خلف البابِ
تتراقصين على الموائد فرحةً
ودمى المراق يسيل فى الأنخاب
وأراكِ فى صخب المزاد وليمةً
يلهو بها الأفاق.. والمتصابى
قد كنت أولى بالحنان.. ولم أجدْ
فى ليل صدرك غير ضوءٍ خابِ
فى قمة الهرم الحزينِ عصابةٌ
ما بين سيفٍ عاجزٍ.. ومُرابِ
يتعبدون لكل نجمٍ ساطعٍ
فإذا هوى صَاحوا: نذير خرابِ
هرمٌ بلون الموت.. نيلٌ ساكنٌ
أُسدٌ محنطةٌُ بلا أنيابِ
سافرتُ عنكِ وفى الجَوامِح وحشةٌ
فالحزن كأسى.. والحَنينُ شَرابى
صَوتُ البلابلِ غابَ عنْ أوكارِه
لم تعْبئِى بتشرّدى.. وغِيابى
كُلّ الرِفاقِ رأيتهُم فى غُربتى
أطلالُ حلمٍ.. فِى تِلال تُرابِ
قد هَاجروا حُزناً.. ومَاتوا لوعةً
بينَ الحَنين.. ورفقةِ الأصحابِ
بينى وَبينك ألفُ ميلٍ.. بَينمَا
أحْضَانك الخضْراءُ للأغرابِ!
تبنينَ للسُفهاءِ عُشاً هادئاً
وأنا أمُوت على صَقيعِ شَبابى!
فى عتمَةِ الليلِ الطَويلِ يشدُّنى
قلبى إليكِ.. أحِنُّ رَغْم عَذابِى
أَهفُو إِليكِ.. وفى عُيونكِ أحْتمِى
مِنْ سجْنِ طَاغيةٍ وقصْفٍ رِقابِ
هل كان عدلٌ أنّ حبك قاتلى
كيف استبحتِ القتل للأحبابِ؟!
ما بين جلادٍ.. وذئبٍ حاقدٍ
وعصابةٍ نهبت بغير حسابِ
وقوافلٍ للبؤس ترتع حولنا
وأنين طفلٍ غاص فى أعصابى
وحكايةٍ عن قلب شيخٍ عاجزٍ
قد مات مصلوبًا على المحرابِ
قد كان يصرخ: «لى إلهٌ واحدٌ
هو خالق الدنيا.. وأعلم مابي»
يا ربـّ سطرت الخلائق كلها
وبكل سطرٍ أمةٌ بكتابِ
الجالسون على العروشِ توحشوا
ولكل طاغيةٍ قطيع ذئابِ
قد قلت: إن الله ربٌ واحدٌ
صاحوا: «ونحن» كفرتَ بالأربابِ؟
قد مزقوا جسدى.. وداسوا أعظُمى
ورأيت أشلائى على الأبوابِ
. . . ما عدتُ أعرف أين تهدأ رحلتى
وبأى أرضٍ تستريح ركابى
غابت وجوهٌ.. كيف أخفتْ سرّها؟
هرب السؤالُ.. وعزّ فيه جوابى
لو أن طيفاً عاد بعد غيابه
لأرى حقيقة رحلتى ومآبى
لكنه طيفٌ بعيدٌ.. غامضٌ
يأتى إلينا من وراء حجابِ
رحل الربيعُ.. وسافرت أطيارهُ
ما عاد يجدى فى الخريف عتابى
فى داخل المشوار تبدو صورتى
وسط الذئاب بمحنتى وعذابى
ويُطل وجهكِ خلف أمواج الأسى
شمسًا تلوّح فى وداع سحابِ
هذا زمانٌ خاننى فى غفلةٍ
منى.. وأدمى بالجحود شبابى
شيعتُ أوهامى.. وقلت لعلنى
يومًا أعود لحكمتى وصوابى
كيف ارتضيتُ ضلال عهدٍ فاجرٍ
وفساد طاغيةٍ.. وغدر كلابِ؟!
ما بين أحلامٍ توارى سحرُها
وبريق عمرٍ صار طيف سرابِ
شاختْ ليالى العمر منى فجأةً
فى زيف حلمٍ خاضعٍ كذابِ
لم يبق غير الفقر يستر عورتى
والفقرُ ملعونٌ بكل كتابِ
سربُ النخيل على الشواطئ ينحنى
وتسيلُ فى فزعٍ دماء رقابِ
ما كانَ ظنّى أنْ تكون نهايتى
فى آخر المشوار دمع عتابِ
ويضيع عمرى فى دروب مدينتى
ما بين نار القهرِ.. والإرهابِ
ويكون آخر ما يطل على المدى
شعبٌ يهرول فى سواد نقابِ
وطنٌ بعرض الكون يبدو لعبةً
للوارثين العرش بالأنسابِ
قتلاكِ يا أم البلاد تفرقوا
وتشردوا شيعاً على الأبوابِ
رسموك حلماً ثم ماتوا وحشةً
ما بين ظلم الأهل والأصحابِ
لا تخجلى إن جئتُ بابك عارياً
ورأيتنى شبحاً بغير ثيابِ
يخبو ضياء الشمسِ.. يصغر بيننا
ويصير فى عينى.. كعود ثقابِ
والريح تزأر.. والنجوم شحيحةٌ
وأنا وراء الأفق ضوء شهابِ
غضبٌ بلون العشق.. سخطٌ يائسٌ
ونزيف عمرٍ.. فى سطور كتابِ
رغم انطفاء الحلم بين عيوننا
فيعود فجرك بعد طول غيابِ
فلترحمى ضعفى.. وقلة حيلتى
هذا عتابُ الحبِ.. للأحبابِ
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 05/09/2010, 11h46
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

أحزان ليلة ممطرة
فاروق جويدة


السقف ينزف فوق رأسي


والجدار يئن من هول المطر

وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !

في الوجه أطياف من الماضي

وفي العينين نامت كل أشباح السهر

والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ

لكنه كل العمر ..

لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي

والأماني غائمات في البصر

وهناك في الركن البعيد لفافة

فيها دعاء من أبي

تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر

دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر

أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر

لكن أحزاني على الوطن الجريح

وصرخة الحلم البريء المنكسر
*****
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 05/09/2010, 11h51
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

أحلام حائرة
فاروق جويدة


الموج يجذبني إلى شيء بعيد


و أنا أخاف من البحار

فيها الظلام

و لقد قضيت العمر أنتظر النهار

أترى سترجع قصة الأحزان في درب الحياة؟

فلقد سلكت الدرب ثم بلغت يوما.. منتهاه

و حملت في الأعماق قلبا عله

ما زال يسبح.. في دماه

فتركت هذا الدرب من زمن و ودعت الحنين

و نسيت جرحي.. من سنين

* * *

الموج يجذبني إلى شيء بعيد

حب جديد!

إني تعلمت الهوى و عشقته منذ الصغر

و جعلته حلم العمر

و كتبت للأزهار للدنيا

إلى كل البشر

الحب واحة عمرنا

ننسى به الآلام في ليل السفر

و تسير فوق جراحنا بين الحفر..

* * *

الموج يجذبني إلى شيء بعيد

يا شاطئ الأحلام

يوما من الأيام جئت إليك

كالطفل ألتمس الأمان

كالهارب الحيران أبحث عن مكان

كالكهل أبحث في عيون الناس

عن طيف الحنان

و على رمالك همت في أشعاري

فتراقصت بين الربا أوتاري

و رأيت أيامي بقربك تبتسم

فأخذت أحلم بالأماني المقبلة..

بيت صغير في الخلاء

حب ينير الدرب في ليل الشقاء

طفل صغير

أنشودة تنساب سكرى كالغدير

و تحطمت أحلامنا الحيرى و تاهت.. في الرمال

و رجعت منك و ليس في عمري سوى

أشباح ذكرى.. أو ظلال

و على ترابك مات قلبي و انتهى..

* * *

و الآن عدت إليك

الموج يحملني إلى حب جديد

و لقد تركت الحب من زمن بعيد

لكنني سأزور فيك

منازل الحب القديم

سأزور أحلام الصبا

تحت الرمال تبعثرت فوق الربى

قد عشت فيها و انتهت أطيافها

و رحلت عنها.. من سنين

بالرغم من هذا فقد خفقت لها

في القلب.. أوتار الحنين

فرجعت مثل العاشقين
*****
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 05/09/2010, 11h56
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

أنا والليل.. والشعر
فاروق جويدة


ويسألني الليل أين الرفاق


وأين رحيق المنى والسنين؟

وأين النجوم تناجيك عشقا

وتسكب في راحتيك الحنين؟

وأين النسيم وقد هام شوقا

بعطر من الهمس لا يستكين؟

وأين هواك بدرب الحيارى

يتيه اختيالا على العاشقين؟

فقلت: أتسألني عن زمان

يمزق حبا أبى أن يلين؟

وساءلت دهري: أين الأماني؟

فقال: توارت مع الراحلين

ولم يبق شيء سوى أغنيات

وأطياف لحن شجي الرنين

وحدقت في الكأس: أين الرفاق؟

فقالت: تعبت من السائلين

ففي كل يوم طيور تغني

وزهر يناجي ونجم حزين

ودار تسائلني مقلتاها:

متى سيعود صفاء السنين؟

وفوق النوافذ أشلاء عطر

ينام حزينا على الياسمين

ثيابك في البيت تبكي عليك

ترى في الثياب يعيش الحنين؟!

وعطرك في كل ركن ودرب

وقد عاش بعدك مثل السجين

* * *

ويسألني الشعر: هل صرت كهلا؟

فقلت: توارى عبير الشباب

فقال بحزن: أريدك حبا

وشوقا يطير بنا للسحاب

أريدك طير على كل روض

أريدك زهرا على كل باب

أريدك خمرا بكأس الزمان

فقد يسكر الدهر فينا العذاب

أريدك لحنا شجي المعاني

ولو عشت تجري وراء السراب

أريدك لليوم دع ما تولى

ودعك من النبش بين التراب

ففي الروض زهر وعطر.. وطير

وفي الأفق تعلو الأغاني العذاب

قضيت حياتك تنعي الشباب

وترثي العهود وتبكي الصحاب

نظرت إلى الشعر: ماذا تريد؟

فقال: نعيد ليالي الشباب

فقلت: ترى هل تفيد الأماني

إذا ما ارتمت فوق صدر السراب؟

وساعة صفو سترحل عنا

ونرجع يوما لدار العذاب

وفي كل يوم سنبني قصورا

غدا سوف نتركها للتراب..
*****
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 05/09/2010, 12h09
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

أحزان مصر
فاروق جويدة


تركناك يا مصر بين الصقيع


تمزق فيك ليالي الشتاء

وبين العواصف جسم نحيل

يذوب وتبكي عليها لسماء

ووجهك يحنو علينا اشتياقا

يلملم عنا الأسى والشقاء

وثغرك يضحك بين الجراح

وفوق الظلام يشع الضياء

وخلف الجفون بقايا دموع

تثور فينهرها الكبرياء

وبرد الشتاء يسوق الحيارى

صفوفا لتسكن بيت العراء

* * *

يود الصغار بقايا رغيف

وكان الزمان بخيل العطاء

تركناك للفقر دهرا طويلا

وضاعت دماؤك فوق النساء

وبين الجماجم عطر الغواني

وكأس وشيخ يلوك الدماء

وما للعروبة لوم علينا

إذا ما سئمنا طبول الإخاء

* * *

رأيتك يا مصر جسما نحيلا

فأين الجمال وأين البهاء؟

وأين ثيابك عند الربيع

وأين عبيرك ملء الفضاء؟

سلبناك كل الذي تملكين

سرقنا النذور قتلنا الحياء

ظلمناك دهرا تركناك نهبا

لليل السجون وذل الغباء

* * *

فيا قبلة لم تزل في الحنايا

تحج إليها المنى والرجاء

ويا زهرة عانقتنا رؤاها

ومنها رأينا الأسى والعزاء

ويا حب عمر عشقناه عشقا

بكل الخطايا وكل النقاء

فأنت التي إن رمانا الظلام

رأينا بثغرك فجر الضياء

فهيا لعطرك لا تهجريه

فغدا من عبيرك تصحو السماء

* * *

إلينا تعالي فأنت الحنان

إذا مات فينا زمان الوفاء

إلينا تعالي فأنت الأمان

إذا صارت الأرض للأشقياء

فيا دمعة أحرقت مقلتيا

ومنها سلكت دروب البكاء

ويا حزن عمري ويا كأس فرحي

إذا عز في العمر يوم الصفاء

سيبقى جمالك رغم الخريف

ورغم الرياح ورغم الشتاء

* * *

سنرعى أمانيك من ذا سيفدي

أمانيك يوما سوى الأوفياء؟

سنروي ربيعك رغم الصقيع

عبير الحنايا وعطر الدماء

وشعبك يا مصر درع الزمان

فلا تسألي غيره في البناء

ولا تبكي حزنا على ما وهبت

ولا تنظري حسرة للوراء

فهيا اضحكي مثلما كنت دوما

فإنك في الأرض سر البقاء

أسأنا إليك قسونا عليك

فهل تصفحين بحق السماء؟
*****
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10/09/2010, 14h20
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

السفر في الليالي المظلمة
فاروق جويدة


وغدا تسافر


والأماني حولنا.. حيرى تذوب

والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا

ويعصف بالقلوب

لم يبق شيء من ظلالك

غير أطياف ابتسامة

ظلت على وجهي تواسيه

وتدعو.. بالسلامة

* * *

وغدا سمنضي فوق أمواج الحياة..

لا نعرف المرسى

وتاهت كل أطواق النجاة

لم لم تعلمني السباحة في البحار؟

لم لم تعلمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟

والصبر.. يا للصبر حلم زائف..

وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار

وغدا تسافر

والمنى حولي تذوب

أتراك تعرف كيف يغتال الهوى

نبض.. القلوب؟

والآن تجمع في الحقائب

عطر أيام.. الهوى

وعلى المقاعد نامت الذكرى

على صدر المنى..

ما كنت أحسب أننا يوما

سنرجع.. قبل منتصف الطريق

ومع النهاية نحمل الماضي

صغيرا.. مات منا في حريق..

وتسافر الأشواق في أوراقنا

والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا

ويسرع.. نحونا..

وعقارب الساعات تصمت..

قد يتوه الوقت..

قد يمضي قطار الليل

قد ننسى.. ونرجع بيتنا

الدرب أظلم حولنا..

من يا ترى سيضيء

هذا الدرب.. حبا مثلنا؟!

الدرب أقسم أن يخاصم

كل شيء.. بعدنا

وهناك في وسط الطريق شجيرة

كم ظللت بين الأماني.. عمرنا

مصباحنا المسكين ودع نبضه..

ولكم أشاع النور عطرا.. بيننا

شرفات مسكننا المسكين تحطمت..

عاشت أمانينا وذاقت كأسنا

وبراعم النوار بين دموعها

ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..

سنعود يوما.. بيتنا؟!
***
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 10/09/2010, 14h26
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: الشاعر فاروق جويدة

عندما تفرقنا الأيام
فاروق جويدة


و رحلت عنك بلا وداع


و طويت بين ضباب أيامي حكايات قديمة

أنشودة ذابت مع الأيام أو شكوى عقيمة

و تركت أيام الضياع

كانت تمزقني فلا أجد الصديق

وحدي هناك يشدني الجرح العميق

أواه يا قلبي أضعت العمر محترق الجراح

و أخذت تحلم كل يوم.. بالصباح

فتركت أيامي تضيع مع الرياض

يوما إلى الأحزان تأخذنا و آخر.. للجراح

* * *

و رحلت عنك بلا وداع

كم كنت أحلم يا رفيقي بالمساء

كم كنت أنسج قصة العشاق ترنو للقاء..

أو همسة تنساب في الأعماق تسري كالضياء..

أو رعشة الأيدي تعانقها الحنايا.. في السماء

أو موعدا أنسى به أحزاني..

أو بسمة تهتز في وجداني

أو دمعة عند الوداع ألومها

فغدا يكون لنا اللقاء الثاني..

* * *

و رأيت حبك في فؤادي يختنق

يهوى كما تهوى النجوم و يحترق

و رأيت أحلامي مع الشكوى.. تضيع

و شباب أيامي يذوب.. مع الصقيع

و لقد قضيت العمر أنتظر الربيع..

* * *

و رحلت عنك بلا وداع

و نسيت أحلاما تلاشت كالشعاع

حب قديم تاه منا في الضباب

أمل توارى في الليالي

أو تبعثر في التراب

عمر تبدد في العذاب

حتى الشباب

قد ضاع منا و انتهى عهد الشباب

أترى يفيد هنا العتاب؟!

أبدا ودعك من العتاب..

* * *

الآن أرحل عنك بالأمل الجريح

قد أستريح من الأسى قد أستريح

كم عشت أحلم يا رفيقي بالضياء..

و رأيت أحلامي تلاشت في الفضاء

فقتلت هذا الحب في أعماقي

و نسيت بعدك لوعة الأشواق

و غدوت أياما تفوح بسحرها

لتصير شعرا في رؤى العشاق..!
***
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 22h15.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd