ايها الحب
أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي....وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي.....وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي.....وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري.....وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي.....في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ.....ـطغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ.....نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ.....ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:.....مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟
سئمت الحياة
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ....وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ -
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها....وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ -
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها......بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ -
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ....وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ -
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ.....وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ -
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟....وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ -
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ.....وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ -
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا....شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ -
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه .........وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ -
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا ... فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ -
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ....... ٍومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ -
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ.....وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ-
الا ان احلام الشباب ضئيلة
أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ..................تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ _
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي.............فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»_
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:.................."تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ _
فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّة.... ٍعَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»_
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً.............متأجَّجَ الآلام والآراب
"الحقلُ يملكه جبابرة ُ الدّجى...........والروضُ يسكنه بنو الأرباب
«والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي...........لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ»
«وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة ٌ....ظمأى لِكُلِّ جَنى ً، وَكُلِّ شَرابِ»
ما هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها!.........حَقّتْ عليها لَعْنَة ُ الأَحْقابِ!»
الكونُ مُصغٍ، ياكواكبُ، خاشعٌ.......طال انتظاري، فانطقي بِجواب"!
فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً........فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ
وَحَفيفَ أجنحة ٍ ترفرف في الفضا....وصدى ً يَرنُّ على سُكون الغابِ:
الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً.............في الكونِ، بين دُحنِّة ٍ وضباب
اني ارى
إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً...................لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ_
يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما..................يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ_
وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا.............وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ_
وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم.........جَهلاً وعاشُوا عِشية َ الأَغرابِ_
فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا...............وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ_
لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى...............وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ_
وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ..............مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ_
مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها...........وتحرَّوا كتحرُّكِ الأنصابِ_
وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا...............إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ_
لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً.............يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ_
بلْ في اليرابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى.......تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ_
وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ.................ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ_
أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى.....نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..!_
الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه.................هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ_
ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ..................قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ_
والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره.................في فهمِ ألفاظٍ، ودرسٍ كيابٍ_
يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى............كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي_
والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ....................دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ_
الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ.................ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ_
أيُّها الليلُ!
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ..لِ،! ياهيكلَ الحَياة ِ الرَّهيبِ!
فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَلِ العذْ..بِ، تُصلَّي بصَوتِها المحبوبَ
فَيُثيرُ النَّشِيدُ ذكرى حياة ٍ..حَجَبَتها غيومُ دَهر كَئيبِ
وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حول قلبي...بسُكُونٍ، وَهَيْبَة ٍ، وَقُطُوبِ
أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ،..من موطئ الجحيمِ الغَضوبِ
أيُّها الليلُ! أنت نَغْمٌ شَجِيُّ..في شفاهِ الدُّهورِ، بين النَّحيبِ
إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التي ترتجّ..في صدرك الرّكود، الرحيب
تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأماني..رنة َ الحقَّ، والجمال الخلوبِ
فَتَصوغُ القلوبُ، منها أَغَارِيداً،..تَهُزُّ الحياة َ هَزَّ الخُطُوبِ
تتلوّى الحياة ُ، مِنْ أَلَم البؤْ..فتبكي، بلوعوٍ ونحيبِ
وَعَلى مَسْمَعيكَ، تَنْهلُّ نوحاً..وعويلاً مُراً، شجون القلوبِ
فأرى بُرقعاً شفيفاً، من الأو..جاع، يُلقي عليك شجوَ الكئيبِ
وأرى في السُّكون أجنحة الجبَّـ...ـبارِ، مخلصة ً بدمعِ القُلوبِ
فَلَكَ اللَّهُ! مِنْ فؤادٍ رَحيمٍ..ولكَ الله! من فؤادٍ كئيب
يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفور..طفلاً، بصدركَ الغربيب
وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، في..نضرة الضَّحُوكِ، الطَّرُوبِ
شَادياً، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَذْ..بِ، جميلاً، كَبَهْجَة ِ الشُّؤْبُوبِ
ياظلام الحياة !يا روعة الحزنِ!..ن! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيس الغَرِيبِ
وبقيثارة السّكنة ، في كفَّيـ
فَيكَ تنمُو زَنَابِقُ الحُلُمِ العذْ،..بِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطوبِ
أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَى سَا...بُ ظِلالُ الدُّهورِ، ذَاتَ قُطوبِ
لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
وَبِفَوْديكَ، فِي ضَفَائِرِكَ...ـودِ، تدَّب الأيامُ أيَّ دَبيبِ
صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُزْ..نِ، فرتِّلْ عَلَى الحياة ِ نَحِيبي
إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالذَّمْـ..مْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبي
إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَحُ بالهَوْ..لِ، فما أبعد ابتسام القلوبِ!
لا يُغرّنَّك ابتسامُ بني الأر.ضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَذْعُ اللَّهِيبِ
أنتَ تدري أنَّ الحياة َ قطو..بٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟
إنّ في غيبة ِ الليالي، تِباعاً..لخَطيبٌ يمرُّ إثر خطوبِ
سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعما..قِ، نفْسي لخطأ بعيدَ الرُّسوبِ
نَظْرة ٌ مَزَّقَتْ شِغَافَ اللَّيالي..لي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيوبِ
ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحزْ..نِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُوبِ
لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْوَ، إنّي..قد خبرتُ الحياة َ خُبرَ لبيبِ
فتبرمتُ بالسّكينة والضجّـ...ـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي
كنْ كما شاءَت السماءُ كئيباً..أيُّ شيءٍ يَسُرُّ نفسَ الأَريبِ؟
أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَة ً بالهو.لِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيبِ؟
حلِ لُجِّ الأَسَى ،...ـجِّ الأَسى ، بموْجِ الخُطوبِ؟
إنما النّاسُ في الحياة طيورٌ..قد رَمَاهَا القَضَا بِوادٍ رَهِيبِ
يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبه السو..دِ فيقْضي على صَدَى العندليبِ
قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَجْـ...ـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ
فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزا..نِ، تشدو بِلَحْنِها المحبوبِ:
مَا سُكوتُ السَّماءِ إلا وُجُومٌ...مَا نشيدُ الصَّبَاحِ غيرُ نحيبِ
لَيْسَ في الدَّهْرِ طَائرٌ يتغنّى..في ضِفَافِ الحياة ِ غَيْرَ كَئيبِ
خضَّبَ الإكتئابُ أجنحة َ الأيّا..مِ، بِالدَّمْعِ، والدَّم المَسْكُوب
وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـ..ـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَا المَشْبُوبِ!»
كنتُ أَرْنو إلى الحياة ِ بِلَحْظٍ...باسمٍ، والرّجاءُ دونَ لغوبِ
ذَاكَ عَهْدٌ حَسِبْتُهُ بَسْمَة َ الـ...ـفَجْر، ولكنَّه شُعاع الغُروبِ
ذَاكَ عَهْدٌ، كَأَنَّه رَنَّة ُ الأفرا...ح، تَنْسَابُ منْ فَمِ العَنْدَليبِ
خُفِّفَتْ ـ رَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَلْـ....ـبِ، حيناً ـ وَبُدِّلَتْ بَنَحيبِ
إن خمر الحياة وردية ُ اللونِ...ولكنَّها سِمامُ القُلوبِ
جرفتْ من قرارة ِ القلبِ أحْلا..مي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ
فَتَلاشَتْ عَلَى تُخُومِ الليالي....وتهاوَت إلى الجحيم الغضوبِ
وسوى في دُجنّة النّفس، ومضٌ..لم يزل بين جيئَة ٍ، وذُهوبِ
ذكرياتٌ تميسُ في ظلمة ُ النَّفـ...ـسِ، ضئالاً كرائعاتِ المشيبِ
يَا لِقَلْبٍ تَجَرّعَ اللَّوعة َ المُرَّ..ة َ منْ جدولِ الزَّمانِ الرَّهيبِ!
وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُزْ..ن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَاعِ اللَّهيبِ
ضحِكْنا على الماضي
ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ........ستجعلُنا الأيامُ أضحوكة َ الآتي
وتلكَ هِيَ الدُّنيا، رِوَايَة ُ ساحرٍ...............عظيمٍ، غريب الفّن، مبدعِ آياتِ
يمثلها الأحياءُ في مسرح الأسى............ووسط ضبابِ الهّم، تمثيلَ أمواتِ
ليشهدَ مَنْ خَلْفَ الضَّبابِ فصولَها.............وَيَضْحَكَ منها مَنْ يمثِّلُ ما ياتي
وكلٌّ يؤدِّي دَوْرَهُ..، وهو ضَاحكٌ....على الغيرِ، مُضْحُوكٌ على دوره العاتي