* : بدرية انور (الكاتـب : عمر كامل - آخر مشاركة : جواد كاظم سعيد - - الوقت: 09h32 - التاريخ: 27/05/2024)           »          المطرب والملحن مصطفى نصري (الكاتـب : رضا المحمدي - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h18 - التاريخ: 27/05/2024)           »          الفنان عباس البدري (الكاتـب : صالح المزيون - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 07h05 - التاريخ: 27/05/2024)           »          تطور تكنيك العزف على آلة القانون وكيفية الإستفادة منه للطلاب المتخصصين (الكاتـب : عمرو الهنداوي - - الوقت: 20h56 - التاريخ: 26/05/2024)           »          طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : فاطمة الزهرا - - الوقت: 20h55 - التاريخ: 26/05/2024)           »          كيفية استخدام الايقاعات المستحدثة في الألحان الغنائية عند " محمد عبدالوهاب " (الكاتـب : عمرو الهنداوي - - الوقت: 20h32 - التاريخ: 26/05/2024)           »          زكي ناصيف (الكاتـب : hainz - آخر مشاركة : elia azzi - - الوقت: 17h35 - التاريخ: 26/05/2024)           »          عيسى مسوح (الكاتـب : محمدسامربارودي - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 16h36 - التاريخ: 26/05/2024)           »          عايدة بوخريص (الكاتـب : غريب محمد - - الوقت: 14h04 - التاريخ: 26/05/2024)           »          سلمى- 15 أفريل 1944 - 16 ماي 2024 (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 13h47 - التاريخ: 26/05/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > المكتبة > أشعار العرب

تنبيه يرجى مراعاته

تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 09/06/2007, 22h48
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي

رثى والده في قصيدته ياموت ، فقال :

ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ورميتني من حالق ، وسخرت مني أي سخر
فلبثت مرضوض الفؤاد أجر اجنحتي بذعر
وقسوت إذ ابقيتني في الكون أذرع كل وعر
وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سرّي
وأُعدّهُ فجري الجميل ، إذا ادلهمّ علي دهري
وأعده وردي ، ومزماري ، وكاساتي وخمري
وأعدّه غابي ، ومحرابي ، وأغنيتي وفجري
ورزأتني في عمدتي ، ومشورتي في كل أمرِ
وهدمت صرحا ، لا ألوذ بغيره ، وهتكت ستري
ففقدت روحا ، طاهرا ، شهما ، يجيش بكل خير
وفقدت قلبا ، همّه أن يستوي في الأفق بدري
وفقدت كفا ، في الحياة يصدّ عني كل شر
وفقدت وجها ، لايعبّه سوى حزني وضري
وفقدت نفسا ، لاتني عن صون أفراحي وبشري
وفقدت ركني في الحياة ، ورايتي ، وعماد قصري
ياموت قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ياموت ! ماذا تبتغي مني وقد مزقت صدري ؟
ماذا تود ، وأنت قد سوّدت بالأحزان فكري
وتركتني في الكائنات أئن ، منفردا بإصري
وأجوب صحراء الحياة ، وأقول : أين تراه قبري؟
ماذا تود من المعذب في الوجود بغير وزر ؟
ماذا تود من الشقي ، بعيشه ، النكد المضر ؟
إن كنت تطلبني فهات الكأس ، أشربها بصبر
أو كنت ترقبني فهات السهم ، أرشقه بنحري
خذني إليك ! فقد تبخر في فضاء الهم عمري
وتهدّلت أغصان أيامي ، بلا ثمر وزهر
وتناثرت أوراق أحلامي على حسك الممر
خذني إليك فقد ظمئت لكأسك ، الكدر الأمر
خذني فقد أصبحت أرقب في فضاك الجون فجري
خذني ، فما أشقى الذي يقضي الحياة بمثل أمري
ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالارزاء ظهري
ياموت ! قد شاع الفؤاد ، وأقفرت عرصات صدري
وغدوت أمشي مطرقا من طول ماأثقلت فكري
ياموت ! نفسي ملّت الدنيا ، فهل لم يأت دوري ؟


نشيد الجبار

سأعيش رغمَ الداءِ والأعداءِ
كالنِّسر فوق القمة الشمَّاءِ
أرنو إلى الشمسِ المضيئةِ .. هازئاً
بالسُحب، والأمطار، والأنواءِ ..
***
لا أرمقُ الظل الكئيب .. ولا أرى
ما في قرار الهوّة السوداءِ ..
وأسير في دُنيا المشاعرِ حالِماً
غرِداً، وتلك سعادة الشعراءِ
***
أُصغي لموسيقى الحياة، ووحيها
وأذيب روح الكونِ في إنشائي
وأصيخُ للصوت الإلهيّ الذي
يُحيي بقلبي ميتَ الأصداءِ
لا يُطفئ اللهبَ المؤجّجَ في دمي
موجُ الأسى، وعواصفُ الأرزاءِ
***
فاهدم فؤادي ما استطعت، فإنه
سيكون مثل الصخرة الصمَّاءِ
لا يعرِفُ الشكوى الذليلةَ
وضراعةَ الأطفالِ والضُعفاءِ
ويعيشُ جباراً، يحدّق دائماً
بالفجر الجميل، النائي
***
واملأ طريقي بالمخاوفِ، والدُجى
وزوابعِ الأشواكِ والحصباءِ
وانشر عليه الرُعب، وانثر فوقَهُ
رُجمَ الردى، وصواعِق البأساءِ
***
سأظل أمشي رغم ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنماً بغنائي
أمشي بروحٍ حالِمٍ، متوهج
في ظلمة الآلام والأدواءِ
النورُ في قلبي وبين جوانحي
فعَلامَ أخشى السيرَ في الظلماءِ!
***
إنِّي أنا الناي الذي لا تنتهي
أنغامه، ما دام في الأحياءِ
وأنا الخِضمّ الرحب، ليس تزيده
إلاّ حياة سطوةُ الأنواءِ
***
أما إذا خمدت حياتي، وانقضى
عمري، وأخرستِ المنية نائي
وخبا لهيبَ الكونِ في قلبي الذي
قد عاشَ مثل الشعلةِ الحَمراءِ
فأنا السعيدُ بأنني متحولٌ
عن عالمِ الآثامِ، والبغضاءِ
لأذوب في فجرِ الجمال السرمديِّ
وأرتوي من منهل الأضواءِ
***
وأقولُ للجمعِ الذين تجشموا
هدمي وودوا لو يخرّ بنائي
ورأوا على الأشواكِ ظلي هامداً
فتخيلوا أني قضيت ذَمائي
وغدوا يشبّون اللهيب بكل ما
وجدوا .. ، ليشوُوا فوقَه أشلائي
ومضوا يمدون الخوان، ليأكلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دمائي
إني أقول لهم ـ ووجهي مشرقٌ
وعلى شفاهي بسمة استهزاءِ ـ :
((إن المعاولَ لا تهدُّ مناكبي
والنار لا تأتي على أعضائي))
***
فارموا إلى النار الحشائش. والعبوا
يا معشر الأطفالِ تحت سمائي
وإذا تمردتِ العواصف، وانتشى
بالهول قلب القبة الزرقاءِ
ورأيتموني طائراً، مترنماً
فوق الزوابع، في الفضاء النائي
فارموا على ظلي الحجارة، واختفوا
خوف الرياح الهوج والأنواءِ ..
وهناك، في أمن البيوت، تطارحوا
غثَّ الحديث، وميّت الآراءِ
وترنموا ـ ما شئتمُ ـ بشتائمي
وتجاهروا ـ ما شئتمُ ـ بعدائي
***
أما أنا فأجيبكم من فوقكم
والشمس والشفق الجميل إزائي
مَن جاش بالوحي المقدس قلبُه
لم يحتفل بحجارة الفُلَتاء


يارفيقي

يارفيقي ! وأين أنت ؟ فقد أعمت جفوني عواصف الأيام
ورمتني بمهمه ، قاتم ،قفر ، تغشيه داجيات الغمام
خذ بكفي ، وغنني يارفيقي ، فسبيل الحياة وعر امامي
كلما سرت زل بي ، في مهوى ، تتضاغى به وحوش الحمام
شعبته الدهور ، وانطمس النور ، وقامت به بنات الظلام
راقصات ، يخلبن في حلك الليل ويلعبن بالقلوب الدوامي
غنني ، فالغناء يدرأ عنا الساحر الجن ...، ساكن الآجام
قد تفكرت في الوجود ، فأعياني ، وأدبرت آيسا لظلامي
أنشد الراحة البعيدة ، لكن خاب ظني واخطأت أحلامي
فمعي في جوانحي أبد الدهر فؤاد إلى الحقيقة ظآمي
ماتراخى الزماان إلا وألقى في طواياه قبضة من ضرام
تتلظى ، يد الحياة ، وزادت معضلات الدهور والأعوام
اظمأت مهجتي الحياة ، فهل يوما تبل الحياة بعض أوامي ؟
يارفيقي ! ماأحسب المنبع المنشود إلا وراء ليل الرجام
غنني ، ياأخي ، فالكون تيهاء ، بها قد تمزقت أقدامي
غنني ، علني أنيم همومي ، إنني قد مللت من تهيامي
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
فلقد حز في فؤادي مايلقون من صولة الأسى الظلام
فإذا سرّني من الفجر نور ساءني مايسر قلب الظلام
كم بقلب الظلام من أنة تهفو بغصات صبية أيتام
ونشيج مضرم من فتاة ، ابهظتها قوارع الأيام
ونواح يفيض من قلب أم فجعت في وحيدة البسام ،
فطم الموت طفلها ، وهو نور في دجاها ، من قبل عهد الفطام
زأنين معدم ، ذي سقام ، عضه الدهر بالخطوب الجسام
ماإخال النجوم إلا دموعا ، ذرفتها محاجر الأعوام
فلقد ضرم الشجون بنوها ، فإذا بالشجون سيل طام
وإذا بالحياة في ملعب الدهر تدوس الرؤوس بالأقدام
وإذا الكون فلذة من جحيم ، تتغذى بكل قلب دام
وهم في جحيمهم يتناغون بما في الوجود من انغام !
عجابا للنفوس ، وهي بواك ، عجبا للقلوب ، وهي دوام
كيف تشدو وفي محاجرها الدمع ، وتلهو مابين سود الموامي ؟!
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
يارفيقي ! لقد ضللت طريقي ، وتخطت محجتي أقدامي
خذ بكفي ، فإنني تائه ، أعمى ، كثير الضلال والأوهام
وانفخ الناي ، فالحياة ظلام ، مالمرتاده من الهول حام
ملء آفاقه فحيح الأفاعي ، وعجيج الآثام والآلام
فانفخ الناي ، إنه هبة الأملاك للمستعيذ بالإلهام
واغذذ السير ، فالنهار بعيد ، وسبيل الحياة جم الظلام ..

مأتم الحب

لــيــت شـــعـــري !
أي طــــــيـــــر
يسمع الأحزان تبكي بين أعماق القلوب
ثم لا يهتف في الفجر برنات النحيب
بخشوع واكتئاب؟
******
لـــســـــــت أدري
أي أمـــــــــــر
أخرس العصفور عني ، أترى مات الشعور
في جميع الكون حتى في حشاشات الطيور؟
أم بكى خلف السحاب؟
*****
فــي الـــديــاجـــي
كــم أنــــاجـــــي
مسمع القبر ، بغصات نحيبي ،وشجوني
ثم أصغي , علنـي أسمع ترديد أنينـي
فأرى صوتي فريد!
******
فــــــأنــــــادي
يــا فـــــــــؤادي
مات من تهوى! وهذا اللحد قد ضم الحبيب
فابك ياقلب بما فيك من الحــزن المذيب
ابك يا قلب وحيد!
******
ذل قـــــلـبـــــي
مــــــــات حبــي!
فاذرفي يا مقلة الليل الدراري عبرات
حول حبي , فهو قد ودع آفاق الحياة
بعد أن ذاق اللهيب!
******
وانــدبــيـــــــه
واغســـلـيــــــه
بدموع الفجر، من أكواب زهر الزنبق
وادفنيه بجلال ، في ضفاف الشفــق
ليرى روح الحبيب


خله للموت

كل قلب حمل الخسف وما مل من ذل الحياة الأرذل
كل شعب قد طغت فيه الدما دون أن يثأر للحق الجلي
خله للموت يطويه فما حظه غير الفناء الأنكل


أنشودة الرعد

في سكون الليل لما عانق الكون الخشـوع
واختفى صوت الأماني خلف آفاق الهجوع
رتل الرعد نشيداً رددته الكائنـــــات
مثل صوت الحق إن صاح بأعماق الحياة
يتــهادى بضجيج في خلايــا الأودية
مثل جبار بني الجن بأقصى الهـــاوية
فسألت الليل والليل كئيـب ورهـــيب
شاخصاً بالليل والليل جميـل وغريــب
أترى أنشودة الرعد أنيــن وحنيـــن
رنمتها بخشوع مهجة الكون الحزيـــن
أم هي القوة تسعى باعتساف واصطخـاب
يتراءى في ثنايا صوتها روح العــذاب
غير أن الليـــل قد ظل ركوداً جامدا
صامتاً مثل غديـر القفر من دون صدى

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/07/2009 الساعة 08h02
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25/08/2007, 06h51
اللحن الحزين اللحن الحزين غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:29343
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: عربية
الإقامة: الإمارات
المشاركات: 4
افتراضي

رحم الله الشابي الذي عاش ومات ووطنه يرزح تحت نير الاحتلال، وعانى ما عانى من الحياة والمرض ولكنه رفض الخضوع والخنوع وراح صوته يدوي في كل الأنحاء رافضاَ الانحناء للمستعمر.
شكراً لك سامي والشكر لكل من سطر كلمة بحق شاعرنا الرومانسي الثوري الرائع أبي القاسم الشابي.


وهذه
صرخة
ضَيَّعَ الدَّهرُ مَجْدَ شَعْبي، ولكنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاةُ يَوْماً وِشَاحَهْ
إِنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَةٍ، غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلامِ شِمْتُ صَبَاحَهْ


وهنا تعده الحبيبة ولكنها تخلف وعودها


وعودُ الغواني
عَلَّلَتْنِي بارتِشَافِ الضَّرَبِ،:::مِنْ جَنَى ثَغْرٍ جميلٍ أَشْنَبِ
قَدْ تَحَلَّى طَلْعُهُ مِنْ ظَلَمٍ،:::يَخْلِبُ اللُّبِّ بَنَظْمِ الحَبَبِ
فإذا القَوْلُ سَرَابٌ لامعٌ،:::وإذا الوَعْدُ كَبَرْقٍ خُلَّبِ
وإذا المَرْبَعُ قاعٌ صَفْصَفٌ:::مُقْفِرٌ، إلا بِرَثِّ الطُّنُبِ

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/07/2009 الساعة 08h04
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15/05/2008, 00h09
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي

ايها الحب

أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي....وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي.....وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
أيها الحب أنت سرُّ وُجودي.....وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي
وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري.....وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي.....في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ.....ـ‍‍‍‍طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ.....نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ.....ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:.....مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟

سئمت الحياة

سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ....وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ -
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها....وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ -
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها......بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ -
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ....وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ -
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ.....وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ -
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟....وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ -
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ.....وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ -
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا....شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ -
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه .........وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ -
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا ... فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ -
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ....... ٍومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ -
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ.....وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ-

الا ان احلام الشباب ضئيلة

أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَة ٌ..................تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ _
سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي.............فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»_
وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:.................."تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ _
فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّة.... ٍعَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ»_

في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً.............متأجَّجَ الآلام والآراب
"الحقلُ يملكه جبابرة ُ الدّجى...........والروضُ يسكنه بنو الأرباب
«والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي...........لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ»
«وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة ٌ....ظمأى لِكُلِّ جَنى ً، وَكُلِّ شَرابِ»
ما هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها!.........حَقّتْ عليها لَعْنَة ُ الأَحْقابِ!»
الكونُ مُصغٍ، ياكواكبُ، خاشعٌ.......طال انتظاري، فانطقي بِجواب"!
فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً........فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ
وَحَفيفَ أجنحة ٍ ترفرف في الفضا....وصدى ً يَرنُّ على سُكون الغابِ:
الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً.............في الكونِ، بين دُحنِّة ٍ وضباب

اني ارى

إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً...................لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ_
يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما..................يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ_
وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا.............وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ_
وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم.........جَهلاً وعاشُوا عِشية َ الأَغرابِ_
فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا...............وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ_
لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى...............وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ_
وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ..............مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ_
مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها...........وتحرَّوا كتحرُّكِ الأنصابِ_
وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا...............إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ_
لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً.............يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ_
بلْ في اليرابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى.......تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ_
وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ.................ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ_
أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى.....نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..!_
الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه.................هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ_
ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ..................قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ_
والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره.................في فهمِ ألفاظٍ، ودرسٍ كيابٍ_
يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى............كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي_
والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ....................دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ_
الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ.................ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ_

أيُّها الليلُ!

أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ..لِ،! ياهيكلَ الحَياة ِ الرَّهيبِ!
فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَلِ العذْ..بِ، تُصلَّي بصَوتِها المحبوبَ
فَيُثيرُ النَّشِيدُ ذكرى حياة ٍ..حَجَبَتها غيومُ دَهر كَئيبِ
وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حول قلبي...بسُكُونٍ، وَهَيْبَة ٍ، وَقُطُوبِ
أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ،..من موطئ الجحيمِ الغَضوبِ
أيُّها الليلُ! أنت نَغْمٌ شَجِيُّ..في شفاهِ الدُّهورِ، بين النَّحيبِ
إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التي ترتجّ..في صدرك الرّكود، الرحيب
تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأماني..رنة َ الحقَّ، والجمال الخلوبِ
فَتَصوغُ القلوبُ، منها أَغَارِيداً،..تَهُزُّ الحياة َ هَزَّ الخُطُوبِ
تتلوّى الحياة ُ، مِنْ أَلَم البؤْ..فتبكي، بلوعوٍ ونحيبِ
وَعَلى مَسْمَعيكَ، تَنْهلُّ نوحاً..وعويلاً مُراً، شجون القلوبِ
فأرى بُرقعاً شفيفاً، من الأو..جاع، يُلقي عليك شجوَ الكئيبِ
وأرى في السُّكون أجنحة الجبَّـ...ـبارِ، مخلصة ً بدمعِ القُلوبِ
فَلَكَ اللَّهُ! مِنْ فؤادٍ رَحيمٍ..ولكَ الله! من فؤادٍ كئيب
يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفور..طفلاً، بصدركَ الغربيب
وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، في..نضرة الضَّحُوكِ، الطَّرُوبِ
شَادياً، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَذْ..بِ، جميلاً، كَبَهْجَة ِ الشُّؤْبُوبِ
ياظلام الحياة !يا روعة الحزنِ!..ن! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيس الغَرِيبِ

وبقيثارة السّكنة ، في كفَّيـ
فَيكَ تنمُو زَنَابِقُ الحُلُمِ العذْ،..بِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطوبِ
أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَى سَا...بُ ظِلالُ الدُّهورِ، ذَاتَ قُطوبِ
لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
وَبِفَوْديكَ، فِي ضَفَائِرِكَ...ـودِ، تدَّب الأيامُ أيَّ دَبيبِ
صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُزْ..نِ، فرتِّلْ عَلَى الحياة ِ نَحِيبي
إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالذَّمْـ..مْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبي
إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَحُ بالهَوْ..لِ، فما أبعد ابتسام القلوبِ!
لا يُغرّنَّك ابتسامُ بني الأر.ضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَذْعُ اللَّهِيبِ
أنتَ تدري أنَّ الحياة َ قطو..بٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟
إنّ في غيبة ِ الليالي، تِباعاً..لخَطيبٌ يمرُّ إثر خطوبِ
سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعما..قِ، نفْسي لخطأ بعيدَ الرُّسوبِ
نَظْرة ٌ مَزَّقَتْ شِغَافَ اللَّيالي..لي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيوبِ
ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحزْ..نِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُوبِ
لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْوَ، إنّي..قد خبرتُ الحياة َ خُبرَ لبيبِ
فتبرمتُ بالسّكينة والضجّـ...ـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي
كنْ كما شاءَت السماءُ كئيباً..أيُّ شيءٍ يَسُرُّ نفسَ الأَريبِ؟
أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَة ً بالهو.لِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيبِ؟
حلِ لُجِّ الأَسَى ،...ـجِّ الأَسى ، بموْجِ الخُطوبِ؟
إنما النّاسُ في الحياة طيورٌ..قد رَمَاهَا القَضَا بِوادٍ رَهِيبِ
يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبه السو..دِ فيقْضي على صَدَى العندليبِ
قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَجْـ...ـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ
فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزا..نِ، تشدو بِلَحْنِها المحبوبِ:
مَا سُكوتُ السَّماءِ إلا وُجُومٌ...مَا نشيدُ الصَّبَاحِ غيرُ نحيبِ
لَيْسَ في الدَّهْرِ طَائرٌ يتغنّى..في ضِفَافِ الحياة ِ غَيْرَ كَئيبِ
خضَّبَ الإكتئابُ أجنحة َ الأيّا..مِ، بِالدَّمْعِ، والدَّم المَسْكُوب
وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـ..ـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَا المَشْبُوبِ!»
كنتُ أَرْنو إلى الحياة ِ بِلَحْظٍ...باسمٍ، والرّجاءُ دونَ لغوبِ
ذَاكَ عَهْدٌ حَسِبْتُهُ بَسْمَة َ الـ...ـفَجْر، ولكنَّه شُعاع الغُروبِ
ذَاكَ عَهْدٌ، كَأَنَّه رَنَّة ُ الأفرا...ح، تَنْسَابُ منْ فَمِ العَنْدَليبِ
خُفِّفَتْ ـ رَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَلْـ....ـبِ، حيناً ـ وَبُدِّلَتْ بَنَحيبِ
إن خمر الحياة وردية ُ اللونِ...ولكنَّها سِمامُ القُلوبِ
جرفتْ من قرارة ِ القلبِ أحْلا..مي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ
فَتَلاشَتْ عَلَى تُخُومِ الليالي....وتهاوَت إلى الجحيم الغضوبِ
وسوى في دُجنّة النّفس، ومضٌ..لم يزل بين جيئَة ٍ، وذُهوبِ
ذكرياتٌ تميسُ في ظلمة ُ النَّفـ...ـسِ، ضئالاً كرائعاتِ المشيبِ
يَا لِقَلْبٍ تَجَرّعَ اللَّوعة َ المُرَّ..ة َ منْ جدولِ الزَّمانِ الرَّهيبِ!
وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُزْ..ن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَاعِ اللَّهيبِ

ضحِكْنا على الماضي

ضحِكْنا على الماضي البعيدِ، وفي غدٍ........ستجعلُنا الأيامُ أضحوكة َ الآتي
وتلكَ هِيَ الدُّنيا، رِوَايَة ُ ساحرٍ...............عظيمٍ، غريب الفّن، مبدعِ آياتِ
يمثلها الأحياءُ في مسرح الأسى............ووسط ضبابِ الهّم، تمثيلَ أمواتِ
ليشهدَ مَنْ خَلْفَ الضَّبابِ فصولَها.............وَيَضْحَكَ منها مَنْ يمثِّلُ ما ياتي
وكلٌّ يؤدِّي دَوْرَهُ..، وهو ضَاحكٌ....على الغيرِ، مُضْحُوكٌ على دوره العاتي

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/07/2009 الساعة 08h07
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15/05/2008, 01h01
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي

لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،

لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،.........أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ،...........قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ،.............مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ
ألبسُ روحَهُ قميصَ اضطهادٍ.............فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ
وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ.........هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ......رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا.............واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ.........الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي...............قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ...ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي..........فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي........صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي......مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ.........سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ

يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،

يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،......بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ_
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ.............كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ_
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ...........بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ_
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،........فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود_
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا................من الورد غضّة ٍ أملُود_
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ.............في نشوة الشباب السعيدِ_
فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه................وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ_
ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،..في ذلك القرارِ البعيدِ..؟_
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ...............تشدوُ بساحر التغريدِ_
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ.............في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟_
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل..........ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟_
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل،................وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ_
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ...........رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟_
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ..........قاتل رغمَ حسنه المشهودِ_
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ.........وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ_
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ...........سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ_
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ،...............ويشقي بعِيشة المنكودِ_
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ،..........ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ_
غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ.........الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ

يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،2

يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،....بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ...
خلق البلبل الجميل ليشدوا.................وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ..
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا......ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ..
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ................موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى...إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا........خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ.........شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي.............عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟..
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام...........عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ................تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا......شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ..
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ................ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ...
.فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي..
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ..........عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ..
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،...........وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ..
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب................ما بين غَامضٍ وَشَديدِ..
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ............اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ..
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً............رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ...
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ......ويقضي على بهاءِ الوُجودِ..
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،..............مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ..

كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما

كلُّ ما هبَّ، وما دبَّ، وما............نامَ، أو حامَ على هذا الوجود..
مِنْ طيورٍ، وَزُهورٍ، وشذًى.................وينابيعَ. وأغصانٍ تَميدْ..
وبحارٍ، وكهوفٍ، وذُرًى...................وبراكينَ، ووديانٍ، وبيدْ..
وضياءٍ، وظِلالٍ ودجى ،...............وفصولٍ، وغيولٍ، ورعودْ..
وثلوجٍ، وضباب عابرٍ،...................وأعاصيرَ وأمطارٍ تجودْ..
وتعاليمَ، وَدِينٍ، ورؤى.................وأحاسيسَ، وَصَمْتٍ، ونشيدْ..
كلُّها تحيْا، بقلبي حرَّة ً..............غَضة َ السّحر، كأطفال الخلودْ..
ههُنا، في قلبيَ الرحْبِ، العميقْ.....يرقُصُ الموتُ وأطيافُ الوجودْ..
ههُنا، تَعْصِفُ أهوالُ الدُّجى.............ههنا، تخفُقُ أحلامُ الورودْ..
ههنا، تهتُفُ أصداءُ الفَنا.................ههنا، تُعزَفُ ألحانُ الخلودْ..
ههنا، تَمْشي الأَماني والهوى......والأسى ، في موكبٍ فخمِ النشيد..
ههنا الفجْرُ الذي لا ينتهي................ههنا اللَّيلُ الذي ليسَ يَبيدْ..
ههنا، ألفُ خِضَمٍّ، ثَائرٍ..............خالدِ الثَّورة ِ، مجهولِ الحُدودْ..
ههنا، في كلِّ آنٍ تَمَّحي...............صُوَرُ الدُّنيا، وتبدو من جَديدْ..

ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا..............سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي ..
أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِ.......بينَ الصنوبّر الميّادِ ..
ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُ...نفسي عن استماعِ فؤادي ..
أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي............لحديثِ الآزال والآبادِ ..
وأغنيّ مع البلابل في الغابِ،.........وأصغيِ إلى خرير الوادي ..
وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، والأَطيارَ.......والنّهرَ، والضّياءَ الهادي ..
عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها.............بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي..
لا أعنِّي نفسي بأحزانيِ شعبي......فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمادِ! ..
وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي.........من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ..
وبعيداً عن المدينة ، والنّاس،...........بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي..
فهو من معدنِ السّخافة والإفك...........ومن ذلك الهُراء العادي ..
أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي...وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي..
وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ.............وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟ ..
هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي..................وأدعُو لمجدها وأنادي..

أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،
أنتِ كالزهرة ِ الجميلة ِ في الغاب،........ولكنْ مَا بينَ شَوكٍ، ودودِ ..
والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ........والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ ..
فافهمي النَاسَ..، إنما النّاسُ خَلْقٌ......مُفْسِدٌ في الوجودِ، غيرُ رشيدِ ..
والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل..........غريباً في أهلِ هَذا الوجودِ ..
وَدَعِيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمة ِ الإثْمِ........وعِيشيي في ظهرك المحمودِ ..
كالملاك البريءِ، كالوردة البيضاءَ،......كالموجِ، في الخضمَّ البعيدَ ...
كأغاني الطُّيور، كالشَّفَقِ السَّاحِرِ............كالكوكبِ البعيدِ السّعيدِ ..
كَثلوجِ الجبال، يغَمرها النورُ.............وَتَسمو على غُبارِ الصّعيدِ ..
أنتِ تحتَ السماء رُوحٌ جميلٌ.........صَاغَهُ اللَّهُ من عَبيرِ الوُرودِ ..
وبنو الأرض كالقرود،وما أضـ...أضْيَعَ عِطرَ الورودِ بين القرودِ! ..
أنتِ من ريشة الإله، فلا تُلْقِ.............ي بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ ...
أنت لم تُخْلَقي ليقْربَكِ النَّاسُ.................ولكن لتُعبدي من بعيدِ...

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/07/2009 الساعة 08h23
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 01/06/2008, 22h16
نسمة الجنوب نسمة الجنوب غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:237455
 
تاريخ التسجيل: mai 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1
Talking رد: أبو القاسم الشابي

إلى قلبي التائه
ما لآفاقك يا قلبي سودا حالكات
ولأورادك بين الشوك صفرا ذاويات
ولأطيارك لا تلغو؟ فأين النغمات؟
ما لمزمارك لا يشدو بغير الشهقات
ولأوتارك لا تخفق إلا شاكيات
ولأنغامك لا تنطق إلا باكيات
ولقد كانت صباح الأمس بين النسمات
كعذارى الغاب لا تعرف غير البسمات
هو ذا يا قلبي البحر وأمواج الحياة
هو ذا القارب مشدودا إلى تلك الصفاة
هو ذا الشاطئ! لكن أين ربانك؟ مات؟
أين أحلامك يا قلبي؟ لقد فات الفوات
تلك أطيار، أنيقات طراب، فرحات
غردت ثم توارت في غيابات الحياة
أنت يا قلبي قلب أنضجته الزفرات
أنت يا قلبي عش نفرت منه القطاة
فأطارته إلى النهر الرياح العاتيات
فهو في التيار أوراق، وأعواد عراة
أنت حقل مجدب قد هزئت منه الرعاة
أنت ليل معتم تندب فيه الباكيات
أنت كهف مظلم تأوي إليه البائسات
أنت صرح شاده الحب على نهر الحياة
أنت قبر فيه من أيامي الأولى رفات
أنت عود مزقت أوتاره كف الحياة
فهو من وحشته الخرساء بين الكائنات
صامت كالقبر، إلا من أنين الذكريات
أيها الساري مع الظلمة في غير أناة
مطرقا يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة
تهت في الدنيا ، وما أبت بغير الحسرات
صل يا قلبي إلى الله،فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة..
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 13/08/2008, 17h41
الصورة الرمزية غواص النغم
غواص النغم غواص النغم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:88159
 
تاريخ التسجيل: octobre 2007
الجنسية: عوام"ليبي"
الإقامة: أويــــــ عروس البحر tripoli ـــــــا
المشاركات: 2,138
Lightbulb رد: أبو القاسم الشابي

قصائد
ابوالقاسم الشابي
المغناة

إرادة الحياة
حليم الرومي

إرادة الحياة
سعاد محمد

إرآدة الحياة
لطيفة

في سبيل الحياة
حليم الرومي
غنتها ايضا ماجدة الرومي
غناها كارم محمود بلحن اخر بعنوان خلقت طليقا


اراك فتحلو لديا الحياة
فتحية خيري


أنت الحياة في قدسها
عبد الوهاب الدكالي

الصباح الجديد
أبو بكر سالم

الصباح الجديد
عبدالعزيز محمود
غنتها ايضا امينة فاخت بلحن مختلف

صلوآت في هيكل الحب
أنور الطرآبلسي
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22/10/2008, 04h57
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: أبو القاسم الشابي

سبعينية أبي القاسم الشابي .. استفهامات وجملة من الأسئلة النائمة


بقلم: آمال موسى


مرت سبعة عقود على وفاة الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، ومع ذلك فهو لا يزال الأكثر شهرة بين الشعراء التونسيين، والأكثر قيمة شعرية في نظر كثير من النقاد والمتذوقين للشعر. ولعل استعداد بعض الأطراف الثقافية في تونس الآن لإحياء ذكرى سبعينية الشابي تعد مناسبة لطرح جملة من الأسئلة النائمة، وتحتاج ككثير من الاستفهامات إلى حافز ما للتفجر.

فهل أن اختزال الشابي للمشهد الشعري دليل على فشل الشعراء التونسيين في قتل الأب الشعري؟ أم أنّ الواقع أكثر تعقيدا وتشابكا من مثل هذا السؤال الجاهز؟
إن تناول تجربة الشابي في إطارها وتصفح قصائد «أغاني الحياة» مع الدراية التامة بأن صاحبها غادر الحياة وعمره قرابة ربع قرن، مع إضافة معطى الاستعمار والتزام قصيدة الشابي بمقاومة المستعمر ورفض الطغاة وتمجيد إرادة الشعوب، كلها معطيات تسهم إلى حد كبير في تيسير عملية فهم الوهج المستمر الذي حظي به الشابي،

أي قصر التجربة وصدقها ونبل القضية، كلها عناصر نحتت تمثال الشابي وجعلته يقارب من أكثر من زاوية، دون أن ننسى أن قيمة الوهج أحيانا في تشابك شعاعه والاستغناء عن عادة النبش، واستنطاق ما هو جميل بنفس أدوات مكافحة ما هو هجين.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22/10/2008, 05h02
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: أبو القاسم الشابي

وقد يكون من الصعب أن نجد في تونس اليوم حفيدا في الشعر لأبي القاسم الشابي، شاعرا ينتمي إلى نفس المدرسة، وذلك بحكم عدة اعتبارات; أولها تغير الظروف السياسية والحضارية التي شكّلت للشابي قصيدته، إلا أنه من الخطأ أيضا القبول بفكرة أن الدفق الشعري في تونس توقف عند الشابي وجف بعد موته.

وإذا ما أردنا بمناسبة سبعينية الشابي مقاربة المشهد الشعري التونسي بشكل سريع، فإننا سننتهي إلى بعض الملاحظات المختزلة جدا.

فمن الظواهر اللافتة للانتباه نذكر التعايش السلمي بين الأشكال الشعرية الثلاثة أي القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، علما بأن حتى تلك المناوشات العابرة عادة ما تتم بشكل مستتر، وذلك بتمرير موقف نقدي من خلال حوار صحفي أو الإمعان في تأييد تجربة لتسجيل هدف ضد تجربة شعرية أخرى.


ولعل مثل هذه الظاهرة تعكس غياب جدل حول الشعر واحتراقا فكريا يخص القصيدة وآفاقها، وهي حقيقة تترجم الوضع الحالي للحالة الذهنية الشعرية، في حين أنه في فترة السبعينات والثمانينات كان الوضع مختلفا، إذ ظهرت جماعات شعرية كجماعة القيروان التي كان من أبرز وجوهها منصف الوهايبي ومحمد الغزي وأيضا جماعة غير العمودي وغير الحر والتي جمعت الطاهر الهمامي وفضيلة الشابي.

ولقد تغذت القصيدة في تونس في السبعينات والثمانينات من السياسة فأنتج ذلك بروز شعراء تمكنوا من اختراق أسوار الجامعات وكسب جمهور الطلبة في وقت ما ونذكر منهم الصغير أولاد أحمد ومنصف المزغني صاحب قصيدة «عياش» التي باتت اليوم في قطيعة طويلة وعريضة مع قصائده الحالية.

ويبدو أن الطلاق الذي حصل بين الشعر والسياسة في تونس قد أثر سلبا على موقع الشعر عند المتلقي، وأفقده أولويته، فحصل نوع من التراجع في الاهتمام بالشعر ولم يتمكن الإعلام الثقافي ولا الإسهام النقدي من مواكبة الخيارات الجديدة والحيوات المغايرة التي حققها شعراء كرسوا ذواتهم في المشهد الشعري التونسي.
وهنا مأزق شديد الخطورة، إذ يعيش الشاعر في دائرة إعلامية ضيقة تهتم بالشاعر قبل شعره، مع تواضع عدد المجلات الشعرية التي تلملم شتات المشهد الشعري وتحفر في التجارب الحاصلة.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22/10/2008, 05h03
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: أبو القاسم الشابي

ومن المفارقات المدهشة بروز ظاهرة تثير عدة أسئلة وأظن أنها تحتاج من الباحثين في علم الاجتماع الثقافي دراسات معمقة وهي المتمثلة في عودة العصامية بقوة في بلد يعيش تخمة في عدد الطلبة والجامعيين، والمقصود بذلك أن عددا لا بأس به من الشعراء الشبان لا يمتلكون شهادة الثانوية العامة ويتميزون بكثرة النشر، فتجد الواحد فيهم يمتلك قرابة خمسة مجاميع شعرية وهم غالبا يصدرون في السنة الواحدة مجموعتين شعريتين.

وفي مقابل هذه العصامية الشعرية ومدى قدرة هؤلاء العصاميين على تعويض الوعي المعرفي الناقص والذي لا غنى للموهبة عنه، نجد قائمة من شعراء جيل السبعينات والثمانينات أكاديميين وأيضا معلمين وأعتقد أنها معطيات ذات دلالة وتستفز الباحث لمعالجة نموذجين من الشعراء ومعرفة أدوارهما في ممارسة الفعل الشعري.

وهناك من يرى في ظاهرة النموذج العصامي نتيجة لظاهرة أخرى تتمثل في النشر على النفقة الخاصة ويعتبرون أن استقالة أغلبية دور النشر التونسية، جعلت المجال مفتوحا لكل من هب ودب لاسيما أن وزارة الثقافة تعوض للشاعر «خسارته» بشراء كمية من الكتب.

أما الظاهرة التي قد تثلج صدر الشابي في سبعينيته، فتتعلق بتزايد عدد الشاعرات بشكل لافت للانتباه، بل أنه يمكن القول دون مبالغة أنه قد حصل انفجار نسائي واكتسحت الشاعرات المشهد الشعري كما وكيفا.

من ذلك أن عدد المجموعات الشعرية التي صدرت خلال السنة السابقة بلغ عشرين مجموعة شعرية نسائية وأن تجارب الشاعرات متنوعة حتى في نفس الشكل الشعري الواحد، من ذلك أن الشاعرات اللواتي يكتبن قصيدة النثر كثيرات جدا وهن الأكثر اختلافا، وذلك ربما لطبيعة قصيدة النثر نفسها.

فمثلا فضيلة الشابي التي تكتب دون انقطاع منذ ثلاثة عقود قصيدتها التي تحاور طبيعة العالم تختلف عن قصيدة نجاة العدواني أو رجاء بن حليمة أو إيمان عمارة أو زهرة العبيدي وغيرهن..

لقد جرفتني سبعينية الشابي إلى التحدث إليه عوضا عن التحدث عنه، فتخيلت أني أخبره على عجل عما حصل بعده وذلك دون أن أشبع فضوله أو أقدم تقريرا بدلا عن برقية سريعة، يطغى عليها السرد الحيادي. ولكن أليس الحديث الناقص عادة ما يضرب موعدا لحديث يسد الثغرات؟
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 10/07/2009, 00h13
salah k salah k غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:443405
 
تاريخ التسجيل: juillet 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 18
افتراضي ما خفي من حياة الشاعر التونسي :ابو القاسم الشابي :كيف ا صيب بمرض القلب

ساكتب لكم عن حياة الشاعر التونسي صاحب البيت الشهير: ساعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء.
ولد ابراهيم بورقعة بتوزر المدينة التي ولد فيها ابو القاسم الشابي وانخرط بالتعليم الزيتوني في تونس العاصمة وهناك التقى بالطالب الزيتوني الشاعر ابي القاسم الشابي وكانت بين الاثنين صداقة ومودة وصحبة فكرية ادبيةعاشت لسنوات.ولما توفي الشابي وظهرت مجلة "مكارم الاخلاق" بمدينة صفاقس بعد ثلاث سنوات من وفاته كتب ابراهيم بورقعة مقالات وفاء لصديقه الشابي ونشرها في مجلة "مكارم الاخلاق" وقد كان ابراهيم من فرسانها...ومن باب تعميم الفائدة ومساهمة في مائوية الشابي ننشر البعض من هذه المقالات في رسائل لاحقة ان شاء الله.
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 10h20.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd