:icon_roll:icon_roll:icon_roll
تسفيق حار
إلى الأخ عاشق الموسيقى
اخواني هدا الموضوع والنقاش الحاد فيه، يذكرني بأيام جميلة في الكلية
كما تعلمون أن الجامعة كانت تزخر بالإتجاهات السياسية وكنت ترى بين الدروس في أوقات الراحة خطباء و حلقات عديدة في كل أنحاء المعهد ،فكل يغرد لفكرته، فهذا يساري والآخر يميني ومنهم الديموقراطي ومنهم الشيوعي ولكل حلقة مؤيديها من الطلبة ، والجميل في ذلك الوقت أنهم كانوا لا يتعرضون لبعضهم البعض، فلكل حلقته و لكل مأيديه،
أما أنا وأغلبية من الطلبة الدين لا يفقهون كثيرا (في ذالك الوقت) عالم السياسة ، كنا لا نهتم أبدا بتلك الحلقات لكن كنا شبه مرغمين للإستماع كل مرة لخطيب من اتجاه معين لا رغبة في المعرفة بل لعدم خلوّ أي مكان في الجامعة منهم، ففي الأركان الأربع للكافيتيريا مثلا ـ أربع قواد
(leader)
من محتلف الإتجاهات الفكرية كما ذكرت وكنت مجبرا للأستماع رغم أنفك، فتخيلو المنضر في الساحة أو المطعم الجامعي أو في أي شبر من الكلية
لعلكم تتساءلون عن وجه الشبة بين ما يدور في هذا القسم بالمنتدى وما حدثتكم عنه الآن
الأمر يتعلق بي أنا شخصيا، ففي تلك الأيام كنت كلما استمعت لأحدهم أعجبت بأفكاره لشدة بلاغته وتمنكنه في القاء الخطب ، فتجدني بيني وبين نفسي اليوم يساريا وفي الغد يمينيا وحتي متطرف إن لزم الأمر فكلما استمعت لأحدهم صرت منهم فكريا وذلك كما اسلفت لشده تمكنهم واقتناعهم بأفكارهم
فهذا ما حدث لي في هذا القسم
تحدث البعض من الأعضاء ببلاغة واقتناع رافضا أسلوب عبدالوهاب في الإقتباس وتهكم عليه بشطارة و ببراهين دامغة و أن أستاذنا الفاضل المرحوم كان بارعا في "اللطش" وكان يحلو له اقتباس كرافطات الآخرين إلى حد اعتراف صريح من عبدالوهاب نفسه
فتراني أسير مع ذلك التيار الرافض كما في السابق أيام المعهد وألوم فناننا القدير بكل قناعة ثم يأتي بيننا خطيب مخظرم في الإتجاه المعاكس وينفي كل الإدعاءات ويدافع بشراسة ومعرفة وبتمكن عن أفكاره وقناعاته فتراني أنقلب 180 درجة. فترى التاريخ يعيد نفسه.
أما الفرق بين تلك الأيام وقت الدراسة واليوم في المنتدى ، ففي المعهد كنت لا أبوح بإعجابي بكافة القياديين وتقلبي في أفكاري
أما اليوم فها أنا أعترف أمام الجميع أنني معجب بكل خطبائنا في المنتدى
وربنا يخليكم ويحرسكم منك له له له