|
 |

04/03/2009, 03h35
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:229310
|
|
تاريخ التسجيل: May 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: ممر الضوء إلى الشتات
المشاركات: 209
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NAHID 76
الإحساس بالخجل ..والعجز
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ... صدق الله العظيم
كل منا لديه عجزه فما من إنسان كامل على وجه الأرض ولكن يجب علينا ان نتقبل بعضنا البعض على ما فينا من عيوب وعجز ولا نتواكل على غيرنا والا ننشغل بعيوب الأخرين وإصلاح ما بنا من عيوب ...
لكل أحبائى الذين يشعرون بالعجز أو النقص يجب أن يعلموا أن الله سبحانه وتعالى هو الذى خلقنا وصورنا داخل أرحام أمهاتنا
وتحضرنى هذه القصه لأمرأه عجوز
كان لأمرأه عجوز أناءان أحدهما سليم والاخر به شرخ وكانت تقوم بملئهما كل يوم بالماء من النهر وتحملهما على كتفيها بعمود خشبى حتى تصل الى المنزل وفى نهايه المطاف كان أحدهما يصل بكميه الماء كامله والاخر بنصف كمية الماء وذلك لمدة سنتين كاملتين وبالطبع كان الاناء السليم مفتخرا بنفسه والاناء الاخر محتقرا لنفسه وفى يوم من الايام وبعد سنتين من المراره والاحساس بالفشل والنقص تحدث الاناء المشروخ للسيده العجوز
وقال لها
انى خجل جدا من نفسى لأنى عاجز وبى عيب يسرب الماء منى على الطريق المؤدى الى المنزل
فأبتسمت العجوز وقالت
ألم تلحظ الزهور التى على جانب الطريق من ناحيتك وليست على الجانب الاخر ,
أنا على علم تام بالماء الذى يتسرب منك فقمت بغرس البذور على طول الطريق حتى تروى بالماء المتسرب منك فترويها وانا فى عودتى للمنزل وقمت بتزيين المنزل بها
وان لم يكن بك هذا العيب ما نبتت الزهور
ولم اجد هذا الجمال يزين منزلى
تحياتىىىىى
|

الماجـدة القــديرة
(( نـــاهـــد ))
صباح / مساء الكـاردينيا
الإحساس بالخجل .. والعجز
جاءت القصـة بلا شك من قلب أبيض مُفعم النقاء ، وقد أمسكتِ بخيوط السرد بتَمكن رائع حيث أوجزتِ بالتعبير
ولم تسهى عن شئ مهم .
وما لفت إنتباهى هو ما كان باللون الآزرق بدايةً مع مُفتتح القصة ، فدلالة إختلاف اللون عن بقية الموضوع" القصة"
هى رسالة للقارىء عنوانها ( هُنا تبدأ الخلاصـة وهُنا تنتهى ) حتى فى وجود أكثر من لونين فكل لون منه
يأخذ المُتلقى إلى إتجـاه فِكـرى أراده له الكاتب .
ولأن البداية والنهـاية كانتا بلونين مُختلفين، فبلا شك هُناك إرتباط وثيق
بينهما ، فالأول يعد استدراكاً والأخير هو إستنتاج ،
ولابد من تواجد عامل مُشترك بينهما وقد أجدتِ تركه مقسوماً بينهما سيدتى الغالية ،،
الخلاصـة :
إفعل ما شِئت وإجتهد وعلى قَدّر جهدك ستحصد ويتحوّل إحساس النقص بداخلنا إلى قوة دافعة ورافعة ..
وألا نتدخل فيما حُجب عنا فلربما كان فى ذلك مَنفعة لنا .
القديرة " ناهد "وعمـل مليىء بالإيمـان والحكمــة ،،
لن أتحدث عن فنيات فإنى مستمتعة ولا أحب أن يُفسد إستمتاعى حديث العلم !
أدخلتينى قلباً نابضـاً وتركتينى ، فشكــراً لكِ ولهاماتك الفكترية الخصيبــة .
|

04/03/2009, 08h21
|
 |
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذه الشاعره الناقده حلوه الكلام المارده
لو قلت لكى أنى قرأت تعليق حضرتك اكثر من مره
لأستزيد سعاده أكثر وأكثر وأتمتع بحلو الكلام ودقيق الملاحظات
كم أنتى رائعه
الشكر وحده مش كفايه والكلام الجميل ده من صنع أيدك وخبرتك
انا فين ومين منك
تعليق حضرتك كان أجمل صباح ليوم نادى ندوة كلماتك المشعه بالنور والمنبعثه بالروائح العطره الذكيه
الله يكرمك اسلوب أعجز عن التعبير عن رقته وفصاحته
أعجز أمامك سيدتى
وأقف أمامك خجله يا ليتنى يمكن لى أن أعيش فى محراب أدبك وفكرك
كل الاحترام والود والتقدير
تحياتى
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها
فلا عزني خال ولا ضمني أب
|

04/03/2009, 20h17
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:150152
|
|
تاريخ التسجيل: January 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: دولة الفن الراقى
العمر: 40
المشاركات: 223
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
صاحبة الأفضال مدام ناهد..مرّ من الزمان الكثير من آخر مرة سمعت فيها شيئا مؤثرا بتلك الروح التفائلية الرائعة التى تذكرنى ببزوغ الشمس للحظات فى خِضمّ معركة سحابيّة مظلمة..كل عيب له فائدة علمها من علمها وجهلها من جهلها عمدا أو عفوا..فمن جهلها فليستح من جهله قبل أن يلج فى ما ليس له به علم..وكم سمعنا وشاهدنا من القصص والحكايات من كان فى أوج عافيته وغِناه ولكنه كان فى حضيض أخلاقه وشِيمه...فكان لا يرى بنفسه عيبا.. كانت عينه عمياء عن كل عيب فى شخصه ..حادة الرؤية فى عيوب الناس...انقلب الزمان عليه فصار شماتةً لمن كان فى صدره منه شئ...وعبرة لمن كان سليم الفطرة..وأذكر حديثا وإن كان به ضعف...وكنت قد كتبته بخطى ...ولكِ أن تعلمى والدتى ناهد...أن تلك اللوحة من الناحية الخطية (ليست مناسبة للكتابة الجمالية) لأسباب (ميزانية) دقيقة إن صحّ تعبيرى..ولكن أصررت أن أكتبها لمعناها..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"..ثم إن كان العيب عيبا محضا لا رجاء فيه مُشاهد...ففيه أيضا مصالح...كأن يكون عِبرة بل واختبارا لمن يراه...وخيرا للمبتلى ..فكم من مبتلى دخل الجنة بفضل بلواه !!..وكم من داخل بها النار من شماتته به !!..تلك قسمة الله ..الحكيم..وهو القادر الرحيم...لو شاء لرحم كل الخلائق وعافاهم..ولكن ليبلُوَ بعضكم ببعض ..ويميز الخبيث من الطيّب...مشكورة مدام ناهد على رائع المواضيع وجميل الاختيار..لكِ كل كلمات التقدير ولن تفى ببعض الصورة..
__________________
أيها الحامل همّــــــا إن همّكَ لا يدوم
مثلما تفنى المسرّة هكذا تفنى الهموم
|

04/03/2009, 21h09
|
 |
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن البار دكتور محمد درويش
قلت لى والدتى الفاضله حلو أوى
ولكن ذات ألافضال مو حلو
مفيش أفضال مع زملاء وأصدقاء وأهل وعشيره نعيش معاها يوميا
مش كده
اولا شرفت صفحتى بأسلوبك الذى يجد عندى قبولا بل سحر خاص به
وأقف دائما أتعجب على مقدرتك على تطويع الكلام لصالح الموقف
وأقف أمام أسلوبك أتعلم
بعثت فى نفسى السرور بمرورك الكريم واتمنى أن تستمر فى تواصلك المفيد والذى يبعث على النفس السرور
بقى لى سؤال
لماذا وضعت امام الصوره درغشه كده
وأين الكف
وماذا كان يعنى هذا الكف
تحياتى
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها
فلا عزني خال ولا ضمني أب
|

04/03/2009, 21h20
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:150152
|
|
تاريخ التسجيل: January 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: دولة الفن الراقى
العمر: 40
المشاركات: 223
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NAHID 76
لماذا وضعت امام الصوره درغشه كده
وأين الكف
وماذا كان يعنى هذا الكف
تحياتى
|
الكف كان كفى أنا... ...الكف تعنى آلة الفن التى يعجز عن فهمها البشر ...تتشابه الكفوف ولكن لا يتفق أبدا ما تخرجه الكفوف..أنا على يقين بأنه لا يتفق خطان ولا كفان قد يتشابها فقط...أعتبره شيئا ساحرا فى التفكير فيه...سبحان من خلق فأبدع ..وأنا أغير الصورة الرمزية لا لشئ إلا لدفع الرتابة...على أن تكون مقبولة..
__________________
أيها الحامل همّــــــا إن همّكَ لا يدوم
مثلما تفنى المسرّة هكذا تفنى الهموم
|

04/03/2009, 21h40
|
 |
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أجمل كفك خاصه اللقطه نفسها
وما أجمل التغير والبعد عن الروتين
التغير يجدد الاحداث ويبعد عننا الملل والسأم
يبقى كده الواحد يغير  
الافيتار يعنى
الصوره الرمزيه يعنى
تحياتى
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها
فلا عزني خال ولا ضمني أب
|

05/03/2009, 20h32
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
والدتي الغالية العزيزة مدام ناهد مساء النقاء والصفاء والعذوبة أسمحي لي في البداية ، أن أضع قبلة على رأسك ، وأن أنحني إجلالاً واحتراما لهذه الروح الطيبة النقية والصافية ،، غاليتي العزيزة ،كلما قرأت لك أتذكر أمي ، وأشعر بمدى التشابه بينكما في كثير من الأمور ، واليوم عندما قرأت هذا النص ، ذهبت إلى أمي قائلة : " تدرين يمه في واحدة تشبهك كثير في المنتدى " ، تعجبت أمي ، وجلسنا في حديث جميل طويل عنك وعن مدى التشابه بينكما ، وأيضا عن الدكتور أنس ، ولم نشعر بالوقت أبداً ، لأن حياتكما حياة عطرة كريمة ، اسأل الله لكم التوفيق والسعادة الأبدية والسداد ،، نأتي إلى النص ، في الحقيقة هو نص جميل رقراق يغسل ما في الروح من أمواج وآهات قد تصيب أي أحد منا، وقد تفضل الأدباء والشعراء ممن سبقوني بالتعليق وهم من ذوي الاختصاص والخبرة، وأتفق كثيراً مع ماقاله صاحب القلم الموضوعي الأنيق ، د.محمود رزق ، لأن العنوان يدل إلى إن الخجل والعجز هو عيب ونوع من أنواع النقص ، في حين كلنا لديه عيوب ، وكلنا هو أناء مشروخ بغض النظر عن فوائد هذا الشرخ ، والكمال والجمال لله وحده ، والإنسان الوحيد الذي كملت جميع خصاله هو رسول الله صلوات الله وسلامنا عليه ، ولقد وجدت النص أقرب إلى المقال الاجتماعي الذي يتناول قضية ما أو عيب من عيوب المجتمع ، وذلك يتضح من البسملة وذكر الآية الكريمة وذكر وجهة نظر الكاتب وأيضا ذكر التحية في النهاية ، فكلها مؤشرات على إنها مقال ، ولو حذفت ما سبق وتم التركيز على القصة بالإفاضة والعمق ، وأيضا تراوح الأسلوب في البداية مابين سرد ذاتي ، ثم السرد بطريقة الضمير الغائب ، فالنص في المقدمة يختلف نوعاً ما عن القصة مما قد يشتت ذهن القارئ ،، لا أدري هكذا وصلني النص ،، وأعتذر على تجرئي بذكر بذلك ، ولأني اشعر أني مع أمي فقد بحت بما لدي ، وأتمنى أن لا أكون قد أطلت عليك وأن لا اسبب لك ضيقاً ما ، وأن حدث فلك كل الاعتذار والتقدير والإعزاز ، وأنا لست أهلا للنقد أبداً ، هي مجرد رؤى جالت في فكري، وانطباعات عامة ،، أتمنى لك مزيداً من التقدم والنجاح ،، همسة ود أمي عندما كلمتها عنك وعن الدكتور أنس ، قالت على الفور"وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة "فقلت لها وأيضا :" وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم " ،، وهنيئا لك هذه الجامعة النورانية العلمية الكبرى ، وهنيئاً لك هذا الناقد والأخ والزوج والمعلم الكريم ، والدنا الفاضل المحترم ، كل الدعوات لكم بدوام السعادة والهناء ، دمتم بخير مع تحيتي
|

05/03/2009, 22h24
|
 |
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
|
|
|
رد: الإحساس بالخجل .. والعجز
بسم الله الرحمن الرحيم
حبيبتى منال
جعلتنى أحب مقالى أو حكايتى اكثر حينما حدثتينى عن حديثك مع والدتك عنى
سيبك من الموضوع كله برمته
ودعينى اشكرك على
حديثك الاسرى عنى وعن الدكتور أنس
أثلجتى صدرى وجعلتنى أشعر أنى ملكت الدنيا كلها بين أطراف أناملى
منال الكاتبه ذات النظره الثاقبه تثنى هذا العمل وليس هذا فقط بل أأخذ من وقتها الثمين حيزا للحديث عنى
كم أنا محظوظه يا غاليتى
أشكرى الست الوالده وأشكريلى نفسك الناعمه الحنونه يا ابنتى الغاليه
نأتى للنقد
لست فى حاجه لايجاد الاعذار والمبررات التى تسيقيها خوفا من أن أزعل من كلمه نقد لا والف لا وكلا  
حلوه الجمله دى
بالعكس أبنتى
أنا دخله أتعلم واستفيد
والنقد معناه ان فيه نص حقيقى قائم ويتم نقده
النقد وسام على صدر موضوعى لانه يثبت أن هناك موضوع حقيقى ويحتاج النقد
قولى كل ما تحبين ومتخافيش عمرى مزعل ولا أتأثر تأثير عكسى بالنقد
لا النقد لا يحتاج الى تخفيف وقعه على صاحب المقال
كلامك من القلب ووصل العقل والوجدان
تحياتى
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها
فلا عزني خال ولا ضمني أب
|

06/03/2009, 00h55
|
 |
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
|
|
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
|
|
|
بقعة ضوء فى ظلمة النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
** بقعة ضوء فى ظلمة النفس **
تعودت دائما أن تسمع كل يوم أصوات شجار تنبعث من الشقه المجاوره لها , فى أى وقت من ساعات اليوم لا فرق بين صبح أو ليل
وجدت فى هذا عزاء لها وونسا من وحشه الغربه وخوف الوحده من سكنها هذه الشقه ذات الدور العالى على إثر نقلها من قريتها بناء على طلبها بأحدى محافظات الوجه البحرى عقب تطليق زوجها لها , فشلت فى استمرار الحياه معه من كثرة معايرته المستمرة لها لعدم إنجابها وقله حظها من جمال الظاهر وإن كانت تتمتع بجمال روحى عال يشهد لها به أهل قريتها
آثرت الهروب من نظرات الصديقات اللائى بدأن يتخوفن على أزواجهن من امرأة مطلقه, وأصبحن يتهربن من صداقتها لهن , هذا شأن المجتمعات الريفيه , فانغمست فى بلدة لا يعرفها أحد فيها ولا عن ماضيها , وجدت فى ذلك حلا يريحها نفسيا بديلا من حالات الاكتئاب المرضى التى بدأت تسيطر عليها .. استقرت فى تلك الشقه القريبه من المدرسه التى تعمل بها ,
هى التى اعتادت فى قريتها العلاقات الاسريه القويه والعلاقات الاجتماعيه الشديده والتمسك بالاعراف , جاءت لتستقر فى تلك الكتله الأسمنتية التى لا يعرف أحدا فيها الاخر , ولا يلتقون إلا مصادفة , وكأنها تعيش فى سجن بلا قضبان ,
من هنا كان ارتياحها وونسها بأصوات الشجار المنبعثة دائما من الشقة المجاوره , شاعرة فى ذلك على وجود حية فى تلك الكتلةه الاسمنتية كما كانت تسميها ..
فى كل مرة تسمع الشجار تهرع الى شباك المطبخ المطل على المنور , تشرئب برقبتها حتى تتمكن من سماع الشجار ومعرفة أسبابه , لكنها فى كل مرة كانت ترى تلك القطه الروميه وهى تفترش أرضية شباك المطبخ وهى تمد أرجلها الاماميه ملقية برأسها مستندة عليها , وفى المرات التى كانت تحاول مداعبتها , كانت القطة ترفع رأسها ببطئ شديد وتتثائب ناظرة إليها بنصف عين مغمضه , تلقى بعدها رأسها على أرجلها لتعاود النوم من جديد ..
أخذت تضرب أخماسا فى أسداس وهى تحاول تفسير أسباب هذا الشجار المتكرر من جيرانها , تقول فى نفسها أهذا الرجل المهذب خفيض الصوت الذى لا أكاد أسمع صوته وهو يلقى التحيه فى المرات المعدوده التى رأيته فيها على السلم أثناء عودتى او ذهابى إلى عملى , معقول هو نفسه صاحب هذا الصوت العالى , قالت لنفسها ربما تكون أسباب الشجار سهره المتكرر خارج المنزل وتركه زوجته وحيده , أم ماذا يا ترى , ثم تنسى الموضوع برمته إلى أن يصل إلى مسامعها أصوات شجار أخر , وتكرر نفس محاولتها من شباك المطبخ المطل على منور العماره والمقابل لمطبخهم وتجد نفس الوضع للقطه وتكرر تصرفات القطه المتثاقبه , أخذت تكلم نفسها وتقول ...... الغريب أنى لا اسمع صوتا لزوجته
, أه , يبدو أنها من ذلك النوع من أصحاب الأعصاب البارده الهادئه لايثيرها رفع زوجها صوته عليها , أو ربما يكون عدم ردها عليه خوفا من أن تتسع شقة الخلاف , نعم يبدو أنها سيدة عاقله تؤثر الصمت حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه , وحتى تحفظ ماء وجهها أمام جيرانها ,
كانت تحاول وهى تحدث نفسها أن تجد سباب للمشاجرات التى تكاد أن تكون يوميه ..
إلى أن كانت تلك المرة التى هبت فزعة من نومها على حدة الشجار فى ساعه متأخره من الليل , قامت تجرى لشباك المنور وهى تسمع الزوج وهو يتوعدها هذه المره بالقتل.... ...... والله لأقتلك , سأقتلك ..
ثم سمعت صوت أرتطام أوعية المطبخ بالارض , وتهديد ووعيد مع ارتفاع حدة الصوت ..... سأقتلك , سأقتلك ..
بعدها ساد المكان صمت مطبق , أعقبه سكون تام
أخذت تحدث نفسها .... يا إلهى , ماذا حدث ؟! هل فعلها ؟! هل قتل زوجته ؟!. يا رب ماذا أفعل .. هرعت إلى سماعة الهاتف لتطلب النجده رفعت السماعه ثم وضعتها ثانيه وقالت لنفسها ... ربما لم يقتلها , مالى أقحم نفسى فى مشكلة وأدخل فى سين وجيم , لا , لا ....
إذن ماذا أفعل .. أه لابد أن أذهب بنفسى كى أرى ما حدث , لا يصح أن أبقى هنا مكتوفة اليدين وجريمة تحدث فى الشقة المجاوره .. هرعت إلى دولاب ملابسها , لبست فستانها التى تستقبل فيه ضيوفها , عقصت شعرها تحت الايشارب ,حاولت أن تصلح هندامها قدر ما يسمح به الوقت المتأخر من الليل , أثناء سيرها فى الطرقه الفاصله بين الشقتين دار فى ذهنها أفكار كثيره وهى ترتب أفكارها .....
سوف أطرق الباب
سيفتح لى الزوج
سأقدم نفسى له ... أنا جارتكم فى الشقه المقابله
سمعت صوت شجاركم
سامحنى .. أنا قصدت تقديم أى خدمه لتهدئة الخلاف بينكما
طبعا سيقول لى الزوج ... تفضلى ... سأدخل .. إن لم يكن قتلها سأجلس إليهم .. سأقول لهما كلاما جميلا يهدئهم لتعود المياه إلى مجاريها .. طبعا سيكون هناك أخذ ورد فى الكلام .. سيطلب من زوجته لو لم يكن قتلها أن تعد لنا الشاى .. أخذت تتخيل كيف ستقيم معهم بعد ذلك صداقه , قد تنفعها فى وحدتها وتجد تسليتها معهما , وربما تطلب من جارتها أن تحفظ لها ما يأتى به اللبان مبكرا وهى فى شغلها , ستخلق لنفسها بذلك أجواء من الصداقه تنعش وتؤنس وحدتها
, دار كل هذا الكلام فى رأسها , وقبل أن تصل يدها فى ظلمة الليل لتضغط على جرس الباب , إذا بها تسمع صوتا ينبعث من داخل الشقه يقول ........
تعالى هنا ...
انا ميت مره حذرتك إنك تأكلى من أوعية الطعام
ودائما أضع لك طعامك فى الطبق
خلاص .. , متزعليش منى .. أدخلى المطبخ , كلى أكلك من الطبق وبس ,
ممنوع تاكلى مـ الحلل ........
أدركت السيده أن الامر ليس خلافا بين زوج وزوجه , وفهمت أخيرا سبب عدم سماعها لصوتها , أخذت تنظر حولها خوفا من أن يكون قد رأها أحد فى هذه الساعه المتأخره وهى أمام شقة جارها , وفى الحال تلفتت حولها وهرعت الى شقتها وأغلقت الباب عليها وأسندت ظهرها اليه وأنفاسها تتلاحق , بعد أن هدأت قالت لنفسها ..... يا إلهى .. أيعيش هذا الرجل بمفرده ..
دخلت حجرتها , خلعت فستانها الذى تستقبل به زوارها
, ألقت بالايشارب من فوق رأسها , تمددت على سريرها
علت شفتيها ابتسامة ساخره ...
أهذا الرجل ذو الملامح الرقيقه , والطباع الهادئه , يسكن بمفرده مع قطه ؟!. يا إلهى ......
لماذا يحبس نفسه وحده , ألا يشعر بالوحده ؟.
أخذت تتقلب فى فراشها وهى تبتسم ابتسامة ذات معنى
, لاول مره تشعر بسعادة تسرى فى نفسها , أسلمت نفسها لشعور غريب جميل كانت قد نسيته من زمن , حتى
أتاها النعاس , وأضاء هذا الاحساس ظلمة نفسها المستوحشه ........................
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها
فلا عزني خال ولا ضمني أب
|

06/03/2009, 01h36
|
 |
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
|
|
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
|
|
|
رد: بقعة ضوء فى ظلمة النفس
يا صباح الفل والجمال والبنفسج والريحان
على ست الكل ماما الروحيه
الاستاذه ناهد
اولا شدنى الموضوع جدددددددددددا
وتثمرت عيناى امام شاشه الكمبيوتر
ثانيا او اولا للقصه
طبعا كثيرا من فتياتنا المتعوسين حظا
او ربما هذه اقدارهم ان يطلقن
وللاسف فى مجتمعنا الشرقى الكل ينظر لها نظره غريبه
وان كنت ارى القليل منهن يعشن حياه عاديه
دون ان يلتفتن لما حدث لهن
وللاسف حتى الان لم نجد حلا لهؤلاء الفتيات او السيدات التى حكم عليهن ان يطلقن
فكل انسان بيأخذ نصيبه
ولكن لتستمر الحياه
أما عن تخيل الفتاه التى فى القصه
ان الزوج يضرب زوجته
وانه قتلها
فنجلت عيونى وقلت اه
البوليس هيجى بقه والدنيا هتبقى لمه
وشردت بافكارى بعيدا
حتى وصل لقفص الاتهام....دا طبعا فى خيالى
واخيررررررررررررررررررررررا
الاقيه بيتخانق مع قطةةةةةةةةةةةةةةةةةة
قطةةةةةةةةةةةة يا استاذه ناهد
والله هلكتينى من الضحك
دانا كنت هأكل الشاشه من هول الجريمه
الاقيها فى الاخر قطه
اسعدك الله .....واسعدتينا دائما بكل ما تكتبين
لكى كل الحب والود يا قمر
عفاف
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML معطلة
|
|
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 13h42.
|
|