الى الراحلة الغالية فى ذكراها يوم العيد
كيف أنسى ذكرياتى
وهى أحلام حياتى
إنها صورة أيامى
على مرآة ذاتى
:::
كنت نائما .. إفتقدتها بجوارى ..
إفتقدت أنفاسها .. مددت يدى لم أجدها
ناديت عليها .. لم ترد .. قمت أبحث عنها
قلت فى نفسى ربما قامت للإستعداد لصلاة الفجر
كان مؤذن الفجر قد انتهى قبل لحظات من رفع آذان الفجر
لأفاجأ بها مستلقية على أريكة بغرفة مجاوره ..
أدركت للوهلة الأولى رغم عتمة المكان وقلة الضوء .. أنها فارقت دنيانا الفانيه
ماتت حبيبتى سكنى
و مرت الأيام وأنا على حالى لا تفارقنى لحظة واحده
فى قيامى وقعودى وصحوى ومنامى .. عندما أخرج من الدار وعندما أعود ..
وأنا أحاول مضغ لقيمات الطعام رغما عنى ..
أراها عندما أتكلم وعندما أصمت ..
أراها فى كل زاوية وركن فى البيت ..
فى وجوه من أعرفهم ومن لا أعرفهم ..
ومن ألقاهم ومن أتكلم معهم*
أجلس بين الأطلال أستحضر كل شئ بيننا*
ألبوم صورنا فى أول أيام التقينا فيها قبل أربعين عاما وفى حفلة زفافنا وفى رحلات الحج والعمر وفى زيارات أصحابنا وأحبابنا داخل مصر وخارج مصر ..
عند الكعبة والمقام وعلى جبل عرفات ..
وتحت قوس النصر فى الشانزلزيه وعلى ضفاف السين وفى منزل موتسارت وجوته
فى الغابات السوداء ومنبع الدانوب
فى تونس وسوسه وقربه وتستور والقيروان
فى اسطنبول والمسجد الأزرق والبوسفور
أستحضر كل كلمه
كل جمله
كل فعل قمت به لأجلي وهو أمر يستحيل حصره
أنظر في صورك وأنت فى باكورة الصبا وحتى آخر صورة قبل شهرين من رحيلك .. ألمح فيها مسحة من حزن وشجن ربما لم ألحظها فى حينها
أستمع تسجيلاتك وأشاهد ما التقطته الكاميرا لك ولنا فى بيتنا وفى أسفارنا هنا وهناك .. لكنى لا أتمكن من إكمال المشاهدة والسمع
أعيد قراءة خطاباتك لى قبل أن نتزوج وأنا فى بدايات عملى وخطابتك لى وأنا أعمل فى الرياض وفى طرابلس ليبيا
على سريرنا في غرفتنا أنتشق عطرك في كل جوانب المكان
الدمع لا غادر عيني
قد لا أجد من يداوي فقدانك في حياتي
أنت معي بكل ذكرى .. بكل همسه
لا أحد يعوضني عنك يا رفيقة عمرى وشريكة حياتى يا أمى ويا ابنتى ويا أختى وزوجتى يا من كنت لى سكن ومودة ورحمه
حبيبتي طال بعدي عنك
اشتاق لارقد معك في التراب
حبيبتي
يقولون أتزوج
كيف
أيوجد مثلك أدبا وذوقا وحنانا وإخلاصا ومودة ورحمة ونخوة
تحملتني مريضا وصحيحا .. ضعيفا وقويا .. فقيرا وغنيا .. غائبا وحاضرا
يرحمك الله رحمة واسعه
و ادخلك فسيح جناته فى أعلى عليين
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
مع أمهات المؤمنين وسيدات نساء العالمين
ذكراك مخلدة بصالح أعمالك التى يتناقلها القاصى والدانى القريب والبعيد العدو والصديق .. و التى لم أعلم بالكثير منها إلا بعد أن رحلت الى جوار أرحم الراحمين
بالسيرة العطره التى تتناقلها الألسنة فى كل مكان يذكر فيه اسمك الغالى
ينظرون في عيني يرونك فيها ساكنة متألقه
فى الدموع التى تنساب رغما عنا إذا جاء ذكرك
يشعرون بطيف قلبي يجدوه مازال ملتهبا من شدة حبي لك
إنه حب خالد لا ينتهي
قد تكونين تحت التراب
لكنك عندي حياة بطول نبض دقات قلبي
سلامي لك حبيبتي ناهد
سأظل وفيا لذكراك إلى أن نلتقي في جنات الخلد
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/08/2012 الساعة 19h36
|