شكرا لكل من ساهم هذا العام في احياء ذكرى رحيل أم كلثوم
هنا إسطوانة مدمجة طبعتها شركة "كايروفون" تضم قصيدتي "ولد الهدى" و"نهج البردة " لأمير الشعراء أحمد شوقي ورياض السنباطي تسجيل ستديو نقي جدا أرجو أن تنال رضاكم
وأغلفتها ، ياريت يا خليل تتكرم بإظهارها مكبره هنا ،
وياحبيب قلبي يادكتور حسن ممكن تتحفنا بحفلة النادي الاهلي كاملة بتاعه الملك فاروق بجودة 128 كيلو بايت ، وياريت طقطوقة "القلب يعشق" من تسجيل آخر حفلة للست يناير 1973 بنفس الجودة وكفاية كده النهاردة
التعديل الأخير تم بواسطة : د.حسن بتاريخ 09/02/2014 الساعة 23h02
وياحبيب قلبي يادكتور حسن ممكن تتحفنا بحفلة النادي الاهلي كاملة بتاعه الملك فاروق بجودة 128 كيلو بايت
تفضل أخى الغالى أ. محمد دياب
حفل النادى الأهلى يوم 17-9-1944
بحضور الملك فاروق وغنت فيها :
- ياليلة العيد
- مسمع من حبيبى يسعد أوقاته
- أنا فى إنتظارك
مع تحياتى
الأخ الفاضل نهر الكرم د.حسن تحيه لكم وكل عام وانتم بخير وسعاده في الزكرى ال39 لرحيل كوكب الشرق الغاليه ام كلثوم تحضرنى كلمات العقاد...ام كلثوم هي المطربه التي اثبتت ان الغناء فن رؤؤس وقلوب..وليس فن حناجر وافواه فحسب...رحم الله ام كلثوم....لى رجاء ان نسمع قصه الامس ..خالص الدعاء لكم وشكرا..
ناتى الان الى اهم قطعة من رايى وهي ( حلق -دالايا كما يطلق عليها البعض ) المهم فى هذه القطعة ليس الشكل او الصنع لا انا اكاد اجزم ان 90% من حفلات ام كلثوم كانت تردتيه هذا الحلق رافقها فى مشوار حياتها من البدايات حتى اخر حفلة لها فقد شاهد اروع الحفلات وهنا نشاهد بعض الصور لكوكب الشرق بالحلق الشهير من مختلف الازمنة والحفلات 28459-1261617126.jpg
سبحان الله ان الانسان يولد ولديه زكاء فى مجال من المجالات وفى خلال الحياة والممارسة ينمى الذكاء فى المجالات الاخرى
كوكب الشرق من رايى من اذكى 10 شخصيات هشوفهم فى حياتى كل خطوة لام كلثوم مدروسة ومخطط لها فى كل شيئ ( فى اللحن - فى الكلمة -فى اختيار معاد طلاق الاغنية - حتى فى اختيار الثوب او الفستان التى كانت تردتيه )
فكم انتى رائعة انا هنا ساعرض لكم جانب من ذكاء ام كلثوم فى اختيار الثوب 43.jpg
هذا الفستان لم يكن اجمل فساتينها لكن لو نظرنا من وجهة نظر مصمم ازياء فيقول الاتى
الاطار فى رقبة الفستان يمثل العقد الفرعونى
والريشة التى تتدلى من الرقبة الى منتصف الثوب تتدل على ريشة الخط العربى
ولو لاحظنا النقش على كامل الفستان فهو رسم او نقش عربى اسلامى
اكيد لم تكن صدفه تجمعهم فى فستان واحد
لكن هذا الفستان يعرض الفن العربى كامل وهو خير العروبة
فهذا الفستان يعتبر مقالة كاملة او مجلد عن الفن العربى
ومن زكاء ام كلثوم ارتدائه فى حلفة فرنسا فى حفلة اولومبيا لتقول لكن الاوربين هذا الجمال عربى والعرب هم الاعرق والاجمل
وهذه باقة من الصور لحفل كوكب الشرق فى فرنسا
لا ريب أن الملأ الأعلى قد اختصم ليلة ميلادها، وتساءلت حملة العرش: من أي روح قدسية برأ الخالق هذا الصوت؟، وكيف يا رب تُنزل إلى الأرض قطعة من نعيم الجنة؟، ولم اخترت أرض مصر لتحظى بهذا التكريم؟، وأنى لأوتار هذه الطفلة الصغيرة أن تتحمل إرسال صوت الخلود السرمدي إلى بني البشر؟... لكن شدو أم كلثوم على الأرض شغل أهل السماء عن إجابة أسئلتهم، وبينما الناس يمدحون الصوت الحسن بأنه "ملائكي"، فإن الملأ الأعلى يمدحون المسبحين من الملائكة بأن صوتهم "كلثومي".
تربعت أم كلثوم على عرش الطرب خمسين عاما، وظلت في مكانتها إلى يومنا هذا رغم مرور نحو أربعة عقود على رحيلها، إذ إن أعظم المطربين والمطربات لا يطاولون ذيل ثوبها، ولا يحلمون بغير البقاء عند مواطئ أقدامها، وهم جميعا يتنافسون في ساحة عند سفح جبل استراحت هي على قمته.
لا مبالغة في وصفنا، لكنها الحقيقة، يدركها من سيلقي السمع وهو شهيد، ومن سيبحث عن التراث الكامل لسيدة الطرب، ومن يعلم أن استماع أم كلثوم علم قائم بذاته، ومن سيكتشف أن التسجيلات المتلفزة التي تبثها الفضائيات لا تمثل واحدا على الألف من الحقيقة الكلثومية الكبرى.
ذات ليلة، وعبر الهاتف، أتاني صوت الحبر الكلثومي الكبير بشير عياد، الشاعر والناقد الذي يفني عمره وفكره وماله عند أم كلثوم، باحثا في تاريخها، ومتعبدا في محرابها، ليشكو قائلا: كلما ظننت أنني أحطت بها، وأدركت عمق بحرها، وسبحت في موجها العاتي، إذا بي مازلت على شاطئها، لم تبتل أطرافي من ساحلها المترامي... هذا قول رجل أنفق خمسة عشر عاما من عمره يكتب أهم سفر وأوثق كتاب عن كوكب الغناء، ولمّا ينته بعد، هذا قول أحد السائرين إليها، المأسورين بصوتها، العارفين لفضلها، ثم يأتيني غر لم يعرف السيدة إلا من خلال تسجيلات تجارية لـ"أنت عمري" و"وألف ليلة وليلة" ليتحدث عن أم كلثوم.
محبون جاهلون، هؤلاء الذين يتلقون أم كلثوم من الحفلات القليلة المتلفزة في الفضائيات، أو تسجيلات شركة صوت القاهرة التي خضعت لمونتاج صفيق، وقص ولصق لا يراعي إلا مدة الشريط، ثم نقل هذا المونتاج كما هو إلى الاسطوانات المدمجة التي لن تشكو من زمن يزيد 20 أو 30 دقيقة، وإنما تشكو من العدوان على تراث غال.
محبون جاهلون، هؤلاء الذين يمثل لهم صوت أم كلثوم مجرد ذكريات يحنون إليها، عندما كانت تجتمع الأسرة كلها في "المندرة" بعد العصر يستمعون للست وهم يحتسون أكواب الشاي، أو هؤلاء الذين تثير كلمات أغانيها لديهم ذكريات حب لم يكتمل، أو لوعة فراق حبيب طال انتظاره، أو أمجاد معارك وطنية افتقدناها في عصر الاضمحلال الذي عاشته مصر أربعين عاما، وكل هذه أسباب هامشية، وطلاء رقيق على جدران صرح شاهق أصله ثابت وفرعه في السماء.
أول الطريق إلى إدراك الحقيقة الكلثومية أن تستمع لسيدة الغناء ابتغاء الطرب، وأن تجعل من "السلطنة" هدفا، وأن تستفيق إلى حقيقة بدهية، وهي أن "المطرب" وظيفته أن يطرب، وأنه ما لم يطرب، لا يستحق وصف "مطرب"، وأن الاستمتاع بجماليات الغناء، والبراعة الفائقة في أداء اللحن، والإضافات الحلوة، والتصرفات الباهرة، والارتجالات الخطيرة، تحتاج إلى استماع يقظ، واع، منتبه، بل قد تحتاج إلى من يأخذ بيدك إليها، ومن يرشدك إلى طريقها.
"وأنا اللي أخصلت في ودي، وفضلت طول العمر أمين، ياخد الزمان مني ويدي، وقلبك أنت عليا ضنين" مقطع من منولوج "غلبت أصالح" كتبه رامي، ولحنه السنباطي، لكن أم كلثوم في أدائها للفظة "ضنين" صنعت ما لا يقدر عليه بشر، ولا يستطيعه بين العالمين إنسان، فقد أرادت أن تصل آخر العبارة بأولها، فأمسكت بلفظة "ضنين" ومدت ياءها مدا طويلا تهز فيه أوتارها كأنها آلة موسيقية لا حنجرة بشرية، مع تصاعد نغمي ينتهي بالتقاء نون "بضنين" مع "وأنا اللي" .. لينفجر الجمهور مقاطعا بالتصفيق الحاد وصيحات الاستحسان المتعجب لهذا السحر الحلال.
"وعيشنا طيف خيال، فنل حظك منه قبل فوت الشباب"، مقطع من "رباعيات الخيام"، قررت فيه زعيمة الغناء أن تشرح بصوتها معنى لفظة "طيف"، فبعدما كان صوتها عريضا جبارا، إذا به يرق ويشف مع لفظة "طيف" كأنها تأتي المستمعين من عالم آخر، خارج حدود الإدراك المادي، ليضج الجمهور مقاطعا بصرخات الإعجاب والتصفيق، لأداء معجز، وغناء لا يمكن أن يؤديه أحد.
"ولما القاك قريب مني، وأقول البعد تاه عني، أشوف عينك تراعيني، وقلبي من لقاك فرحان"، مقطع من "دليلي احتار"، التي وصلنا منها نحو خمسة وعشرين تسجيلا، تذهب أم كلثوم بعقول جمهورها وهي تؤدي كلمة "فرحان" أداء يصور الفرحة والبهجة والسعادة، فتخرج ألف المد كأنها ضحكة يطلقها مفتون غمرته نشوة لقاء الحبيب، وهذا الاهتزاز الضاحك السريع، هو من الصعوبة والجمال، بما يصل إلى حد التحدي للمطربين والمطربات إلى يوم يبعثون.
"محمد صفوة الباري ورحمته، وبغية الله من خلق ومن نسم، بيت من قصيدة نهج البردة، لم يكن يجرؤ السنباطي أن يلحنه كما لحنه، إلا وهو مطمئن إلى القوة الهائلة لصوت من ستؤديه، فقد ارتفع نغميا بألف لفظ الجلالة إلى ما فوق السحاب، مع مد طويل جدا، فكان أداء أم كلثوم له أشبه بنفخ الصور، وكان وقعه على المستمعين هائلا، فمن غير هذه المعجزة يمكنه هذا الأداء الخارق الجبار؟.
وعلى ذكر نهج البردة، فقد أدت شادية العرب، بيت شوقي في نفس القصيدة، "حتى بلغت سماء لا يطار لها، على جناح ولا يسعى على قدم، وأسعدت الجمهور بقفلتها الفخمة المحكمة، لكن كل كلثومي في العالم، لا ينسى ارتجال كوكب الغناء لهذا البيت في حفل دمشق عام 1955، حين مكثت نحو ربع ساعة تصول وتجول مع البيت، وتقدم للعرب واحدا من أهم دروس فن الارتجال في تاريخنا الغنائي كله.
"وقف الخلق ينظرون جميعا، كيف أبني قواعد المجد وحدي، قصيدة حافظ إبراهيم، وأحد أعظم ألحان السنباطي، تكفيني هنا إشارة إلى أدائها لكلمة "كيف"، حيث وضعت في لفظة الاستفهام كل معاني الشموخ والفخر والاستعلاء، وكأن مصر تخاطب الدنيا من عل.
في نوفمبر عام 1967، سافرت أم كلثوم إلى باريس لإحياء حفلها التاريخي على مسرح الأوليمبيا، بعد مفاوضات صعبة ومحاولات مضنية بذلها مدير المسرح مع السيدة على مدار عامين، كانت أم كلثوم تقترب من السبعين، واعترى صوتها ما يمكننا أن نسميه "الوهن الوقور"، وزاد من حملها حزنها الكبير، إذ لم تمر على الهزيمة إلا أشهر قليلة.. لكن هذه السيدة العجوز، أحيت إحدى أهم الحفلات في تاريخ مسرح الأوليمبيا، وتلقت أكبر أجر دفعه المسرح لأي فنان في العالم، وحققت له أكبر دخل في تاريخه، وانتظمت رحلات جوية لنقل المستمعين العرب من دول أوروبا وبلاد المغرب العربي، واستقبلت بأطول عاصفة من التصفيق في تاريخ الأوليمبيا، وظلت الصحف الفرنسية أسبوعا تتحدث عن الأسطورة الكلثومية في مساحات واسعة، ومانشيتات رئيسية، وتبرعت الفلاحة الدقهلاوية بكامل أجرها للمجهود الحربي.
حين تقترب ذكرى الرحيل كل عام، يتجدد في قلبي الحزن على فقدانها، وتمتلئ نفسي بالحسرة على تراثها الضائع، وأتمنى لو أنني كنت عندها، أعيش في زمانها، وأحضر حفلاتها العظيمة، ثم أجدني لا أهرب منها إلا إليها، أقلب في صورها، وأشاهد مقاطع من جنازتها الكبرى، التي لم يحظ بها فنان ولا زعيم سوى جمال عبد الناصر، ولا بأس من حزن أيام، فهي واهبة السعادة والبهجة طوال العام، وإن لم يبق لنا منها إلا التسجيلات، فلا ريب عندي أن محافل استماعها مازالت قائمة في الملأ الأعلى.