تحدثت في أول صفحة من هذا الموقع عن " الملزومة " التي "تمشي أعراف " حسب استعمال الشعراء الشعبيين. وقلت أنها نسخة طبق الأصل في شكلها للموشح الأندلسي. أي أن القصيدة لها مطلع بقافية رئيسية وبأغصان كما تسمى في الموشح أو أعراف كما تسمى في الشعر الشعبي. وكل عرف يحتوي عدة أبيات بقافية خاصة به وينتهي ببيتين بالقافية الرئيسية. وكما في الموشح أغلب القصائد بخمسة أعراف وقد تكون أحيانا بأربعة أعراف أو بستة أعراف. " فالملزومة " تقلدها حتى في هذه الجزئية. ولا غرابة في أن كل الشعر الشعبي مطابق شكلا ومضمونا للقصيدة الفصيحة إذا علمنا أن رواد الشعر الشعبي كالعربي النجار والطالب أحمد ملاك وأحمد بن موسى والورشفاني هم كانوا أولا زيتونيين وشعراء بالفصحى قبل أن يشجعهم أحمد باي الأول (1806 / 1855 ) والذي حكم الإيالة التونسية من سنة 1837 حتى وفاته. وذلك لكي لا يبقى "الزجل " وهي التسمية وقتها للكتابة بالدارجة من نظم اليهود التونسيين.
أرجع للحديث عن الملزومة. قلت أنها من ذلك الوقت لم تصلنا القصيدة بهذا الشكل إلا بأربعة أو ستة أعراف وبنسبة قليلة جدا، وبخمسة أعراف في معضمها. ومن أشهر الملزومات ملزومتا محمد الصغير الساسي والتي غنى جزء منها إسماعيل الحطاب " مرحوم اللي سممدحة سالم بوعجيلة كاملة.pdfى عيشة ثابت ما يخطاش" وملزومة عبادة السعيدي " يا عيشة حبك ما أمرا خلاني مهموم"
إلى أن وقعت حادثة سنة 1934. فقد عزم رجل فاضل وشاعر من قرية " نقة " من ولاية قبلي اسمه " سالم بوعجيلة " مما جعله يكتب ملزومة لم يسبقه فيها أحد، ولم يقلده بعده أحد. فقد نظم ملزومة بحجم سبع ملزومات أي بخمسة وثلاثين عرفا. فكانت أطول ملزومة تنظم.
والحادثة تتمثل أنه سجل نفسه للذهاب للحج ونزل اسمه وفي اليوم الموعود سافر من نقة لقابس ليركب الباخرة التي ستأخذه للحج. ولكن العهد عهد بايات وعهد الاستعمار الفرنسي. فشطبوا اسمه وعوضوه بـ "صبايحي " فكر في الحج في آخر لحظة. فرجع السيد سالم بوعجيلة لقريته مكسور الخاطر وقد " اشتاقت نفسه زيارة قبلر الرسول " فنظم هذه الملزومة المفرطة في الطول وكان مطلعها " صلي يا اللي تسمع في *** ع الهادي الرسول /// على قد الدنيا مثنية *** مربع عرض وطول " وسأمدكم بالقصيدة مكتوبة، ومغناة بصوت السيد بلقاسم بن فرج. مع العلم أنكم ستجدون القصيدة مكتوبة ب، 38 فقرة. 35 فقرة هي الملزومة وستجدونها مكتوبة باللون الأسود وستجدون الفقرات 11 و 25 و 28 مكتوبة باللون الأزرق فهي فقرات على وزن " العروبي " كسر بها نمط قصيدته. أما من يغنيها فهو يغني الأعراف ال 35 دون الثلاث فقرات للعروبي.
التعديل الأخير تم بواسطة : محمد حكيمة بتاريخ 07/08/2019 الساعة 04h57
وهذه ملزومة المرحوم " سالم بوعجيلة " بأعرفها الـ: 35 كما غناها السيد " بلقاسم بن فرج " بصوته الشجي. وهي تصلح أن تدخل منظومة " قينيس " أو " غينيس " للأرقام القياسية لو كان للشعر الشعبي التونسي حظ في هذه المنظومة.
وهذه ملزومة سالم بوعجيلة مكتوبة. وكما قلت أعلى هذه التغريدة، هي بـ 35 عرفا. ولكن ستجدونها بـ 38 فقرة: 35 فقرة هي الملزومة ومكتوبة باللون الأسود. وستجدون الفقرات: 11 و 25 و 28 مكتوبة باللون الأزرق لأن هذه الفقرات الثلاث ليست على نمط الملزومة فهي ثلاث فقرات على نمط العروبي يبدو أن الشاعر " حلى " بها ملزومته ليكسر نمطها المفرط في الطول.
سلمت يداك سي الناصر حكيمة
عمل جبار ما قمت به من كتابة هذه الملزومة الفريدة
ألست معي انها امتداد لتأصل الشعر عند العرب و ابداع قريحتهم وتوقد ذاكرتهم حتى و ان كانوا قليلي التعلم٠
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حكيمة
تحدثت في أول صفحة من هذا الموقع عن " الملزومة " التي "تمشي أعراف " حسب استعمال الشعراء الشعبيين. وقلت أنها نسخة طبق الأصل في شكلها للموشح الأندلسي. أي أن القصيدة لها مطلع بقافية رئيسية وبأغصان كما تسمى في الموشح أو أعراف كما تسمى في الشعر الشعبي. وكل عرف يحتوي عدة أبيات بقافية خاصة به وينتهي ببيتين بالقافية الرئيسية. وكما في الموشح أغلب القصائد بخمسة أعراف وقد تكون أحيانا بأربعة أعراف أو بستة أعراف. " فالملزومة " تقلدها حتى في هذه الجزئية. ولا غرابة في أن كل الشعر الشعبي مطابق شكلا ومضمونا للقصيدة الفصيحة إذا علمنا أن رواد الشعر الشعبي كالعربي النجار والطالب أحمد ملاك وأحمد بن موسى والورشفاني هم كانوا أولا زيتونيين وشعراء بالفصحى قبل أن يشجعهم أحمد باي الأول (1806 / 1855 ) والذي حكم الإيالة التونسية من سنة 1837 حتى وفاته. وذلك لكي لا يبقى "الزجل " وهي التسمية وقتها للكتابة بالدارجة من نظم اليهود التونسيين.
أرجع للحديث عن الملزومة. قلت أنها من ذلك الوقت لم تصلنا القصيدة بهذا الشكل إلا بأربعة أو ستة أعراف وبنسبة قليلة جدا، وبخمسة أعراف في معضمها. ومن أشهر الملزومات ملزومتا محمد الصغير الساسي والتي غنى جزء منها إسماعيل الحطاب " مرحوم اللي سمملف مرفق 408531ى عيشة ثابت ما يخطاش" وملزومة عبادة السعيدي " يا عيشة حبك ما أمرا خلاني مهموم"
إلى أن وقعت حادثة سنة 1934. فقد عزم رجل فاضل وشاعر من قرية " نقة " من ولاية قبلي اسمه " سالم بوعجيلة " مما جعله يكتب ملزومة لم يسبقه فيها أحد، ولم يقلده بعده أحد. فقد نظم ملزومة بحجم سبع ملزومات أي بخمسة وثلاثين عرفا. فكانت أطول ملزومة تنظم.
والحادثة تتمثل أنه سجل نفسه للذهاب للحج ونزل اسمه وفي اليوم الموعود سافر من نقة لقابس ليركب الباخرة التي ستأخذه للحج. ولكن العهد عهد بايات وعهد الاستعمار الفرنسي. فشطبوا اسمه وعوضوه بـ "صبايحي " فكر في الحج في آخر لحظة. فرجع السيد سالم بوعجيلة لقريته مكسور الخاطر وقد " اشتاقت نفسه زيارة قبلر الرسول " فنظم هذه الملزومة المفرطة في الطول وكان مطلعها " صلي يا اللي تسمع في *** ع الهادي الرسول /// على قد الدنيا مثنية *** مربع عرض وطول " وسأمدكم بالقصيدة مكتوبة، ومغناة بصوت السيد بلقاسم بن فرج. مع العلم أنكم ستجدون القصيدة مكتوبة ب، 38 فقرة. 35 فقرة هي الملزومة وستجدونها مكتوبة باللون الأسود وستجدون الفقرات 11 و 25 و 28 مكتوبة باللون الأزرق فهي فقرات على وزن " العروبي " كسر بها نمط قصيدته. أما من يغنيها فهو يغني الأعراف ال 35 دون الثلاث فقرات للعروبي.
__________________ الفن الفن... عمري للفن... انا الدنيا ما تحلالي الا بالفن..
الى احباء الشعر الشعبي و فن الغنايا و الى الاخ محمد حكيمة اردت ان اسمعكم رائعة الحبيب اللمطي " يا قنديل البيت تنقل" و لكن بصوت الاديب "كمال المشري" صوت رائع و ابداع بمعنى الكلمة ،
و اتمنى ان تنال اعجابكم .