رافي شنكار هو بدون منازع عميد الموسيقيين الهنود الكبار و الوجه الرّمزي لآلة خرافيّة أدهشت و لا تزال متذوّقي السماع شرقا و غربا ، وهو حامل لواء الموسيقى الكلاسيكية الهنديّة عبر العالم : الموسيقى الهندوستانيّة ...
لم أملّ سماع تهويماته الإيقاعيّة منذ أن عرفته في الستينات من القرن الماضي عبر مهرجاني وودستوك و منتري.. و احتفظ بمكتبتي بالعرض الذي قدّمه في وودستوك عام 1969 و الذي كشف النقاب لجمهور الغرب عن عظمة و ثراء هذا الرّافد الكبير للموسيقى العالميّة : الموسيقى الهندوستانيّة ..
في المهرجان المذكور سبق رافي شنكار على المنصّة عازف الجيتار الملهم جيمي هندريكس الذي رجّ الحضور يإيقاعات مزلزلة قبل أن يلقي بآلته أرضا و يسكب عليها وابلا من البنزين و يشعلها ثم يحطّمها و يلقي بأشلائها إلى الجمهور.. و التقطت عدسة الكاميرا وقع ذلك على الحاضرين : حالة من الدهشة و الذّهول و الإنزعاج ... كان هذا الأداء أقوى صرخة يطلقها الشباب الأمريكي في وودستوك ضدّ طغيان الآلة العسكريّة الأمريكية في فيتنام ... ثم جاء دور رافي شنكار فسرت عبر المكان موسيقى حالمة ، رقيقة و عميقة لتطوّف بالجمهور في آفاق واسعة رحبة و تنقلهم من حالة الصّخب الأشجّ إلى حالة من التأمّل و السكينة ... و رصدت الكاميرا انطباع الجمهور بهذه الموسيقى الآتية من الأقاصي فإذا بالنّاس و كأنّ على رؤوسهم الطّير ... إنّه سحر الشّرق الذي انكشف فجأة أمام جمهور الشباب في الغرب
هذه شهادة أولى عن رافي شنكار ستعقبها إن شاء الله شهادات أخرى مع العلم أنّي أتوفّر في مكتبتي على جميع إصدارات رافي شنكار المسموعة و المرئيّة
أرفع بالمناسبة للأخ الذي طلبها حفلة الكرملين
__________________
" الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون "
صدق الله العظيم