كلمة عتاب
وردة الجزائرية
كلمات : أحمد شفيق كامل
لحن : فريد الأطرش
الإعداد والتوزيع : بليغ حمدي
من أسطوانة 33 لفة من تسجيلات صوت لبنان
من مكتبتي الموسيقية بجودة فائقة
وأنا أرفع هذا اللحن الأطرشي بصوت وردة ، أعيد فتح نقاش قديم جديد حول لغز هذا العمل ، وهذه المرة أنطلق من شهادة وردت على ظهر الأسطوانة للمنتج روبير خياط صاحب شركة صوت لبنان منتجة الأسطوانة (أنظر أصلها الانجليزي كما ورد على ظهر الأسطوانة ) يقول روبير خياط " كلمة عتاب هي تتويج للألحان الموسيقية لفريد الأطرش ، لا أحد غير وردة يمكنها أداء هذا اللحن بإقتدارهذا ما أسرلي به صديقي فريد الأطرش بخصوص كلمة عتاب " ، لوصحت هذه الشهادة ، فإن فريد الأطرش يئس في أواخر حياته من قبول أم كلثوم للعمل وبدأ يفكر في منحه لصوت نسائي مقتدر كوردة لأن نجاح اللحن بصوت نسائي آخر هو الرد الطبيعي على أم كلثوم بأنها أخطأت التقدير ، لكن التفكير في وردة يعني أن اللحن إكتمل وهو ما يتقاطع مع ما أورده جورج ابراهيم الخوري وغيره بأن فريد أسمع أم كلثوم اللحن كاملا فاعترضت على مقام النهاوند وطلبت إعادة صياغته على مقام الراست علما أن من عادة أم كلثوم أن لا تسمع عملا غير مكتمل ، وإذا كان الأمر كذلك فأين الجزء الثاني من اللحن ؟
النقاش الثاني الذي أريد أن أفتحه هنا عن مساهمة بليغ في إكمال اللحن ، فعلاقة بليغ متوترة مع فريد بسبب أن الأول كان من شيعة عبد الحليم حافظ في صراعه مع فريد ، وبليغ لم يشأ أن يشارك فريد في التلحين فأصر أن يكتب في الأسطوانة على أن دوره مقتصر على الإعداد والتوزيع ، و الراجح والله أعلم أن بليغ خشي أن ينسب إليه سقوط اللحن في حالة فشله ، وهنا نتفهم استعانته بألحان سابقة ناجحة لفريد في المقدمة الموسيقية وفي الانتقال بين الكوبليهات ، لكن ما أريد أن أطرحه لأول مرة في تاريخ نقد هذا العمل الغنائي هو أن وردة غيرت المقام الموسيقي في كثير من أجزاء العمل مقارنة بالصيغة الذي أداه بها في فريد في مقاطع اللحن التي تركها على العود ، والأدهى أنها غنت هذه المقاطع بغناء مرسل عوض التطريب وإجادة القفلات الموسيقية الذي ميز تسجيل فريد على العود ، الأكيد أن ذلك كان بايعاز من بليغ الذي كان حينها زوجا لها وملحنا لأعمالها ، ألم يخرج بليغ هنا عن الحياد الذي إدعاه في المقدمة الموسيقية ، ولماذا لم يحافظ على روح فريد الأطرش في توجيهه لغناء وردة .