مقال / مجلة الفنون/ منقول
فاروق عبد القادر
رحلة الشتات والفن رواية يسرده بنفسه (ورسمها عبدالرحمن أحمد عبده)
عاش فاروق في عدن وأحب أهلها وذاب في مجتمعها حتى صار منهم ولما أشتد ساعده، لم يكن إلا أن يختط لنفسه طريق العمل، فكان أن التحق بالجيش «الليوي» الذي كان تحت إمرة الإدارة البريطانية في مستعمرة عدن في العام 1960م، اجتهد بعمله ككاتب في مكتب التسجيل في «الليوي» وحلمه أن يكون ضابطاً له مكانته وخلال ذلك كان حب الموسيقى والغناء يتسلل إلى اهتماماته أيضاً ليطلق من مخزون الطفولة أغان من فلسطين، فبدأ يشارك في حفلات الجيش، يقول الفنان فاروق عبدالقادر: «بعد أن استمع إليّ الفنان يوسف أحمد سالم في الحفلات التي كان يقيمها الجيش بين الحين والآخر، أعجب بصوتي فقدمني مطلع الستينيات إلى الناس وبفضله قُبلت في إذاعة عدن كصوت.. وكنت خلال تلك الفترة أقدم بعض الأغاني في برنامجي «جولة الميكرفون والمستمعين»، واول أغنية لي «ياناسي هواك» من ألحان الفنان يوسف أحمد سالم وسجلتها لإذاعة عدن عام 1962م تقريباً إلى جانب أغان للعيد ورمضان، وبفضل يوسف أحمد سالم تعرفت على الفنانين في عدن وكان أهمهم الفنان اسكندر ثابت، وهذا الرجل أصبح أبي الروحي في الفن والمجتمع وقدمت من الحانة عدداً من الأغاني منها «كم أنا أحبك» و«ياخلي إياك تفكر» و«شعب الخضيرة» و«يازين لوقفلوا الباب»، ثم بدأ الملحنين يقدموا لي الألحان مثل سعودي أحمد صالح وعبدالله حيدره وآخرين، كما قدمت اللون الغنائي العدني الصرف، خاصة لارتباطي بالفنان اسكندر ثابت الذي كان يخلط بين اللون العدني والإيقاع المصري، حتى العام 1972م كان الفنان فاروق عبدالقادر يهتم لعمله الإداري أكثر من الجيش الذي انتقل إلى وضع جديد بعد استقلال جنوب اليمن وخروج آخر جندي بريطاني من عدن عام 1967م.. ولم يكن الغناء إلا هواية تمكن من خلالها أن يحظى بمكانة في الوسط الفني في مدينة عدن التي شهدت خلال الستينيات نشاطاً فنياً ملفتاً امتد منذ الخمسينيات.
في العام 1972م مرحلة أخرى في حياتي فقد تم إلحاقي بالفرقة الموسيقية للجيش اليمني التي أمر بتشكيلها الرئيس علي ناصر محمد الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع، وفي الفرقة عملت وعدد من الفنانين المعروفين منهم عبدالكريم توفيق وبن شامخ وعوض أحمد وجميل غانم وأحمد تكرير، واستمريت في الفرقة حتى عام 1977م فبعدها انتقلت للعمل في شركة السياحة في عدن ككاتب حسابات، لكنني استمريت بممارسة الفن.
اندمج الفنان فاروق عبدالقادر في مدينة عدن وتزوج منها وأنجب، ودخل في عراك الحياة العامة وتفاعل مع الأحداث بل ودخل في تفاعل معها كفنان يمني، يعنيه ما يجري في بلاده، بعد استقلال جنوب اليمن عام 1967م كانت للفنان عبدالقادر اسهاماته في الاغاني الوطنية والتحريضية واشتهرت له الكثير من الاغاني التي واكبت المتغيرات السياسية في عدن، وكفنان يمني ظل عطاؤه الفني يحمل الطابع الوطني الواضح، إلا أن ذلك لم يجنبه واقعة فسرت بموقف سياسي منه.. وبهذا الصدد يقول: في عام 1972م وفي حفلة نظمت بمناسبة عيد العمال حضرها الرئيس اليمني سالم ربيع علي «سالمين» وقيادات أخرى وبعد لحظات قليلة من طلوعي إلى المسرح وما أن بدأت الفرقة الموسيقية بالعزف حتى فوجئت بالرئيس «سالمين» يلوح لقائد الفرقة الموسيقية الذي نزل إليه طالباً وهمس إليه يطلب منه التوقف عن العزف وصعد احمد تكرير وطلب مني النزول من المسرح دون أن اعرف السبب فغادرت الحفلة وبقيت بعدها في البيت لعدة أيام ولم اذهب إلى العمل، وما حصل كان بسبب وشاية من فنان معروف كان مقرباً من الرئيس سالمين، الذي يبدو أنه نقل للرئيس كلاماً يمس بموقفي ووطنيتي خاصة وأن اجواء التوتر السياسي كان حينها قائماً في عدن.
من اغانيه
رأيتك حبيبي وقت ساعات الأصيل
ياشعب الخضيرة ألحان: أسكندر ثابت
أنا مُش مُصدّق كلمات: مُختار مقطري
ألحان وأداء : فاروق عبدالقادر
أشتى أطمّن عليك كلمات: فهد عبيد البان
ألحان وأداء : فاروق عبدالقادر
صعب تلاقي حدّ يحبك كلمات: علي أمان
ألحان وأداء : فاروق عبدالقادر
في سطور
من مواليد 1944، أب لـ(11) من البنين والبنات، درس الابتدائية ولظروف أسرية لم يكمل تعليمه وعمل مع القوات المسلحة عام 1963، بدأ حياته الفنية منذ الصغر حيث دعمه كل من فيصل عبد العزيز وعبد الله عزعزي، كما وجد التشجيع من قبل لطفي جعفر أمان واحمد شريف الرفاعي وغيرهما.