* : محمد السيليني (الكاتـب : Sami Dorbez - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h25 - التاريخ: 27/10/2025)           »          حكاية أغنية كانت من نصيبك واتقسمت لغيرك (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 17h23 - التاريخ: 27/10/2025)           »          أغاني منوعة بأصوات سورية (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 16h29 - التاريخ: 27/10/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 11h50 - التاريخ: 27/10/2025)           »          أبوبكر سالم بلفقيه (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : علوي الكاف - - الوقت: 10h36 - التاريخ: 27/10/2025)           »          آسيا غندور (وطفة) (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 09h49 - التاريخ: 27/10/2025)           »          طليع حمدان (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 09h30 - التاريخ: 27/10/2025)           »          عمر الراجحي (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 09h10 - التاريخ: 27/10/2025)           »          مرضى أبو الحسن (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 08h08 - التاريخ: 27/10/2025)           »          من تسجيلات الهواة (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 02h34 - التاريخ: 27/10/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > أصحاب الريادة والأعلام > فريد الأطرش (19 أكتوبر 1910 - 26 ديسمبر 1974) > دراسات وبحوث آراء ومتفرقات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 27/09/2008, 14h52
ahmed mbarek
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي الفن والحياة وفريد الأطرش

[FONT="]الفن.. والحياة.. وفريد الأطرش[/FONT]
[FONT="] بقلم محمدعبد الوهاب[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]لقد ربطتني بفريد الأطرش صداقة فيها من العمق بأكثر مما فيها من الطول. وخلال السنوات العشرة الأخيرة من حياته كانت تلك الصداقة قد توثقت إلى أقصى درجة ممكنة.. وخلال تلك الفترة كان فريد هو الصديق الذي لا يعوّض.. وكان هو أيضا الوفاء كله.. والطيبة كلها.[/FONT]
[FONT="] والواقع أن فريد الأطرش كان وفيا جدا جدا لأصدقائه.. بل إنني أعرف علاقات صداقة في حياة فريد استمرت ثلاثين وأربعين سنة.. إن فريد لم يكن يحب أن يغير أصدقاءه.. كما أنه هو أيضا لم يكن يحب أن يصبح صديقا لأحد بسرعة. ولم يكن فريد يحب أبدا أن يستبدل صديق قديم بصديق جديد أكثر نفعا.. إن الصداقة عنده كانت لوجه الصداقة.. قبل أن تكون لوجه المصلحة أو المنفعة أو أي شيء آخر.[/FONT]
[FONT="] وبقدر ما كانت هذه كلها مزايا حقيقية في فريد الأطرش.. بقدر ما كان يعاني من عيب .. هو بدوره نتيجة لحسن ظنه الشديد وطيبته الدائمة مع الحياة ومع الناس. كان عيب فريد أنه لا يجيد اختيار أصدقائه! [/FONT]
[FONT="] ففيما عدا استثناءات قليلة.. لم يكن أصدقاء فريد الأطرش من الإخلاص بحيث يدفعونه لإعطاء المزيد من حياته للفن.. ولم يكونوا من الثقافة بحيث يستفيد هو من مجلسهم ثقافيا.. ولم يكونوا أصحاب بصيرة يضعون أيدي فريد على المستقبل قبل أن يفاجأ به.. ولم يكونوا من الحكمة بحيث يرغمون فريدا على أن يدرك أن الفنان هو فنان أولا قبل أن يكون شريك أنس أو صديق سهرة أو شريك مائدة.[/FONT]
[FONT="] إن الصديق يصبح خطرا كبيرا حينما يعجز عن تنبيه صديقه إلى عيوبه، قبل أن يخاطب فيه مزاياه.. وفي هذا المجال فإن حكاية عقدة الأضطهاد التي كانت تشاع عن فريد الأطرش هي مجرد إشاعة خلقها عدد من أقرب أصدقائه هو.. ونقلوها إليه وألحوا بها على أسماعه.. إلى أن أصبح هو يؤمن بها في اللحظات غير المشرقة من حياته.[/FONT]
[FONT="] إن الصداقة من جانب فريد الأطرش كانت لوجه الصداقة.. ولكن من جانب بعض أصدقائه كانت لوجه المصلحة، أو المنفعة، أو حتى مجرد الأنس والتسلية. ولم يكن من الممكن مشاهدة فريد غالبا إلا وسط حزام من الأصدقاء. لقد كان فريد حريصا دائما وفي أي ساعة من ساعات الليل والنهار، على أن يعيش حياته وسط مجموعة أصدقاء. ولم تكن مائدته تخلو دائما من خمسة عشر أو عشرين صديقا في أي يوم من الأيام.[/FONT]
[FONT="] إن تفسيري الشخصي لهذه الظاهرة في حياة فريد هو أنه كان لديه إحساس دفين بأن الحياة قد صدمته مبكرا.. بحيث إنه أصبح فيما بعد يخشى من نفسه.. أو يخشى أن ينفرد بنفسه.. لهذا فإنه كان يدفن نفسه وسط مجموعة من الصداقات الدائمة التي تجعل الحياة بالنسبة له أكثر احتمالا.. والمستقبل أقل قسوة.. والماضي أقل عبثا. من أجل هذا كان مجلس فريد الأطرش هو دائما مجلس الأنس والسرور والتفاؤل والسعادة والضحك والتسلية و"الفرفشة".. وشيء من الغناء والموسيقى. ومن أجل هذا فإن فريد كان حريصا على أن يبدأ اندماجه اليومي في هذا الإطار من اللحظة الأولى التي يستيقظ فيها من النوم. إن مجموعة أصدقائه موجودة في حياته ابتداء من تلك اللحظة.. وهم معه طوال اليوم في كل لحظة. حتى وهو ضيف في أي مكان أو أي منزل أو عند أي صديق.. فإنهم معه دائما.[/FONT]
[FONT="] والأستاذ فريد الأطرش كانت حياته تختلف عن نفسه على قدر كبير.. فهو في حياته الخاصة مرح جدا.. وصاحب نكتة.. ولا يتفوّه إلا بالكلمة الضاحكة الحلوة، وكان لا يحب الحزن في جلساته وكان يعيش الحياة بالعرض.. فهو يسهر الليل إلى الخامسة أو السادسة صباحا مع أصدقائه المختارين.. وينام للظهر، ثم ينهض من النوم ليلتقي بأصدقائه ثانية..[/FONT]
[FONT="]ويتناول طعام الغداء، ويجلس معهم إلى السادسة أو السابعة مساء، ثم ينام ساعتين إلى التاسعة مثلا وينهض من الفراش ليستأنف السهر مع الأصدقاء إلى الصباح.[/FONT]
[FONT="] وفي كل هذه المجالس هناك الضحك، والنكتة، والسخرية، والبهجة، والسرور، ومع ذلك كنا نراه في أغانيه خصوصا الطويلة منها تغلب عليها سمة الحزن.. خصوصا في طريقة إخراج صوته أو حتى في الجملة اللحنية، ولعل السبب في ذلك أنه كان يحتاج إلى الأسرة التي لا ينعم بها.. وإلى الحيوية التي تنكرت له![/FONT]
[FONT="] ومع الحياة التي كان يعيشها فريد بالطول و بالعرض كنت أتساءل: متى يجد وقتا لكي يلحن؟ وأين الوقت الذي ينفرد به بنفسه طويلا.. لينتج كل هذا الإنتاج الغزير وسط حياته الصاخبة؟. وسرعان ما جاءني الرد.. فريد الأطرش كان موهوبا، وواثقا من نفسه ثقة كبيرة جدا. فاللحن في يده لا يستغرق أكثر من دقائق معدودة. وكان يضع الكلام الذي سيلحنه. ثم يلحنه.. ولا يغير فيه أبدا مهما كان.. ولا يضيّع وقته في "الوسوسة" عملا بالمثل القائل: ليس في الإمكان أبدع مما كان! وكان يسعد فريد بأن يسمعني بعض ما يلحنه بصفة خاصة.. ربما كان هذا اعتقادا منه بأنني أحس به أكثر من الغير.. وعندما أحاول أن أستوضحه.. لماذا لا تكون الجملة الموسيقية هكذا.. كان يدافع عن رأيه بحماس شديد، حماس يجعلني أحس بأن ما يلحنه ينطبق عليه القول المأثور: ليس في الإمكان أبدع مما كان.. [/FONT]
[FONT="] والكلام عن فريد الإنسان قد يطول.. فهو لا يسيء إلى أحد، ولهذا لا يمكن لأحد أن يقول إنه أساء إليه.. أو كان سببا في ضرره. على العكس، ربما كان فريد قد لحقه الضرر من بعض أصدقائه بلا سبب.. كان وفيا.. وكان صديقا.. وقد أجهد نفسه إجهادا كبيرا في حياته الخاصة.. ولو قدّر له أن أعطى جزءا أكبر لفنه لأضاف للثراء الفني الذي أعطاه للغناء العربي.. ثراء آخر كبيرا..[/FONT]
[FONT="] وبين ذكرياتي مع الفنان الراحل فريد الأطرش.. أنه كان يتمنى أن أركب بجانبه ولو مرة واحدة الطائرة، وعرض علي مرارا أن يدفع هو ثمن التذكرة إلى أي بلد أريدها في العالم، حتى ولو أمريكا أو اليابان.. لا شيء إلا مجرد رؤيته ماذا أفعل وأنا في الطائرة.[/FONT]
[FONT="] وفي إحدى المرات دعاني لكي أسافر معه إلى بيروت، وفي لحظة من اللحظات أصر على هذه الدعوة وقبلتها في غفوة من التفكير.. وفي آخر لحظة هربت.. وكان لهذا الحادث وقعه الشديد عليه، وتأثر من هذا الهروب.. ثم صالحته بعد ذلك.. ولكني لم أدفع له ثمن تذكرة الطائرة التي دفعها![/FONT]
[FONT="] وكثير من الناس كانوا يعتقدون أن العزيز الراحل فريد الأطرش يدّعي المرض ليستجلب عطف الجماهير، ولكني أشهد بأن ذلك كذب، فقبل وفاته بثمانية أعوام كان فريد يقوم بتصوير فيلم لحساب مؤسسة السينما المصرية وكان الدكتور حاتم في ذلك الوقت وزيرا للإعلام والثقافة، وذهب الأستاذ فريد الأطرش، وتورمت قدماه، حتى إنه لم يتمكن من النوم إلا وهو جالس على المقعد وخلفه الوسادات لصعوبة نومه وهو راقد في فراشه..[/FONT]
[FONT="] كلمني طبيبه الدكتور عوض إبراهيم، وقال لي: " لو استمر فريد في العمل ففي ذلك نهاية حياته.. فأرجو الاتصال بالمسؤولين لسفره إلى لندن للعلاج". اتصلت تليفونيا بالدكتور محمد عبد القادر حاتم، وأخبرته بما قاله الأطباء وقلت له:[/FONT]
[FONT="]إن بعض المسؤولين في مؤسسة السينما يعتقدون أن الأستاذ فريد ليس مريضا، وأن كل ما يريده هو الذهاب إلى لندن وباريس للتنزه كعادته، ونقلت له ما قاله الدكتور المعالج بالحرف الواحد، فأمر الدكتور حاتم على الفور بإيقاف تصوير الفيلم، وسفر الأستاذ فريد إلى لندن للعلاج..[/FONT]
[FONT="] وسافر فريد. وسألت الأطباء: "هل حقيقة أن فريد كان في خطر؟" فقالوا لي: "إن الفنان فريد الأطرش لا يحتمل الحياة أكثر من ستة شهور.. ولكن الله خيب ظنهم، وعاش بعد ذلك ثمانية أعوام بإيمانه وحبه للحياة.. وكان فريد يتسلى أحيانا بلعب القمار. لم يكن هذا غريبا.. ففريد كان يقامر في كل لحظة بصحته وحياته.. فليس غريبا إذن أن يقامر من وقت لآخر بنقوده.[/FONT]
[FONT="] ولقد حدث والتقينا مرة في مدينة باريس. كنت أنا وحدي.. وكان هو في صحبة الممثلة الأجنبية "ريتا هيوارث" التي كانت تربطها به في تلك الفترة صداقة حميمة.. تجعلهما يقضيان أغلب وقتيهما معا. وقرّر فريد أن يدعونا –ريتا هيوارث وأنا- لمشاهدة سباق الخيل. وعندما بدأ السباق طلب مني فريد أن أرشح له رقما يلعب عليه.. إنني حاولت أن أعتذر له بأن خبرتي منعدمة تماما في هذه الأشياء.. ولكن أصر على طلبه.. وأكد ذلك بقوله: "لازم ترشّحلي نمره.. لو خسرت أنا أتحمل الخسارة.. ولو كسبت يبقى نقسم المكسب بالنص". وكنت أنا شخصيا أتفاءل برقم سبعة، إن السلم الموسيقي يتكون من سبع درجات.. وقوس قزح يتكون من سبعة ألوان.. ورقم سبعة يتكرر هو نفسه كثيرا في بعض آيات القرآن الكريم. وضحك فريد من أفكاري أنا.. وبدأ يلعب. وكانت المفاجأة هي أنه كسب ما يعادل أربعة آلاف جنيه! وكانت المفاجأة الثانية هي أن فريد صمم فعلا على أن يقتسم معي ما كسب: يأخذ ألفين وآخذ ألفين من الجنيهات. وحاولت أنا أن أرفض، على اعتبار أن المسألة كلها كانت مزاحا من أولها إلى آخرها. ولكنه أصر.. بل لم يهدأ.. إلا بعد أن اقتسمت المبلغ فعلا! [/FONT]
[FONT="] وفي اليوم التالي دعوت فريد إلى الغداء.. فقد كنا نقيم في تلك الفترة في فندق واحد في باريس ولكن فوجئت عند حضوره، بأن معه عشرين صديقا، هم "شلته" الدائمة في باريس، التي تحقق له في الغربة نوع الحياة التي يمارسها في القاهرة.. أو في بيروت. [/FONT]
[FONT="] ولقد كان هذا كله جزءا من إقبال فريد على الحياة.. وجزءا من إصراره على أن يعيش حياته بالطول والعرض.. ولا يهم بعد ذلك أي ثمن يدفعه من أمواله.. أو صحته.. أو حياته. وكل شيء فعله فريد الأطرش.. فإنه كان يفعله بإخلاص و حب شديدين.. إذا أحب.. فهو عاشق مائة في المائة. و إذا لعب.. فهو مشغول عن أي شيء آخر مائة في المائة. وإذا ضحك.. فهو معافى من الهموم مائة في المائة. وحتى إذا أكل.. فهو متفرغ تماما للطعام مائة في المائة.[/FONT]
[FONT="] لقد دعاني مرة إلى الغداء في باريس بمناسبة وجود وكيل جمعية المؤلفين والملحنين القادم من لندن. كانت الدعوة عادية ولكن الذي لم يكن عاديا إصرار فريد على أن يكون الطبق الرئيسي في الطعام هو "لحمة الرأس". صحت أنا مندهشا: "لحمة الرأس في باريس؟ إنني لم آكلها في القاهرة.. فهل آكلها في باريس؟ " قال فريد: "نعم".[/FONT]
[FONT="]وفعلا.. ظللنا نتجول بالسيارة أكثر من ساعة إلى أن استطاع فريد أن يعثر فعلا على مطعم يقدم "لحمة الرأس".. وهو مطعم كان مملوكا لأحد أصدقائه التونسيين المقيمين في باريس![/FONT]
[FONT="] وبقدر ما كان فريد دمثا في أخلاقه ووفيا في صداقته وكريما في حياته فإنه كان دقيقا في مواعيده إلى درجة التعصب. فإنه يحب أن يلتزم بمواعيده مع الآخرين دائما.. ويحب بالتالي أن يلتزم الآخرون بمواعيدهم معه تماما. إن أقل إخلال بموعد معه هو إهانة أو على الأقل إهمال ربما يستحق أن يقاطع ذلك الإنسان تماما.[/FONT]
[FONT="] لقد أجهد فريد نفسه في حياته الخاصة كثيرا جدا. وإنني أتصور لو أنه رصد ربع ما أنفقه فيها "للفن" لأدى ذلك إلى إثراء الفن الغنائي والموسيقى عندنا أضعاف أضعاف ما قدمه فعلا. لقد امتدت مساهمة فريد الأطرش في فننا الغنائي والموسيقي إلى جبهة واسعة جدا، شملت كل الألوان.. من الأغنية القصيرة، إلى الطويلة، إلى الاستعراضية، إلى الشعبية، إلى الأوبريتات.[/FONT]
[FONT="] ولو أن فريدا كان يمتلك موهبة الاستمرار في المحاولة والإصرار عليها.. لقدم لنا أعمالا خطيرة في المسرح الغنائي، ولكان بالتالي قد كسب للمسرح الغنائي جمهورا عريضا. [/FONT]
[FONT="] وقد عمل الفنان الراحل الأستاذ فريد الأطرش من البداية في صالة "بديعة مصابني" مع المطرب الأستاذ إبراهيم حمودة وعلى ما أذكر أنه ابتدأ عازفا للعود، ثم بعد ذلك أخذ يغني في هذا الجو.. جو بديعة مصابني.. فقدّم الأغاني الراقصة ذات الطابع الإيقاعي، التي يرقص عليها الغير. وبعد فترة دخل الفنان الراحل مرحلة أخرى من مراحل حياته الفنية، حيث بدأ يعتني بغنائه تدريجيا مستفيدا بخبرته في المجالات الفنية، ويلحن ألحانا لا يغنيها إلا مطرب ذو صوت مقتدر. وبعد ذلك حاول الفنان الراحل فريد الأطرش تقليد المصريين في أهم ميزة يمتازون بها في الغناء الشرقي، وهي "القفلة" المصرية، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير.[/FONT]
[FONT="] وقد ساهم المرحوم فريد الأطرش في إثراء التراث العربي في الغناء والموسيقى.. إلا في ناحيتين: هما الدور والموشح، فلم يلحن في هذين المجالين.. ولكنه أثرى الغناء في الأغنية الفردية الطويلة والقصيرة الحديثة. [/FONT]
[FONT="] ففي مجال الأغنية الطويلة، له روائع طويلة الحياة ، كأغنية "أول همسة" وأغنية "الربيع" وأغنية "بنادي عليك" وأغنية "حبيب العمر" وألحان أخرى.. وهذه الأغاني الطويلة التي تمتد لأكثر من نصف ساعة، ربما كانت تصل في الحفلات إلى حوالي ساعة ونصف الساعة. ولم يكن بمستطاع أن تتحمله الجماهير إلا إذا كان له صوت قادر له مسافات رائعة. سواء في "قراره" أو في "وسطه".. أو في "عاليه"... وله أيضا المقدرة على تأديته بما يريد في جميع هذه الأوضاع بالقدر المتساوي من القدرة، يجب أيضا أن يكون له استعداد ، وهذا طبيعي لأنه ملحن، في أن يضيف في كل مرة يغني فيها الجملة إضافات جديدة، جميلة وممتعة، تصل إلى أذان الناس ليستمتعوا بها ولا يملّوا سماعها وهو يكررها.. مرة .. مرتين.. عشر سنوات!. وهذا لا يكون إلا في صوت عظيم.. وهذا ما كان عليه المرحوم الفنان الراحل فريد الأطرش.[/FONT]
[FONT="] أما في مجال الأغنية الشعبية، فقد ساهم بعشرات الأغنيات التي تتميز بالإيقاع الشعبي الراقص، واللحن الشرقي الأصيل، والبساطة في التلحين وعدد المقامات التي يلحن بها هذه الأغنيات، حتى يمكن للجمهور أن يغنيها ويرددها.. وعلى سبيل المثال أتذكر أغنيات كثيرة له، مثل "سافر مع السلامة و ماقالي وقلتله و بأكتب على وراق الشجر و نورا يا نورا"، ومثل هذا كثير جدا..[/FONT]
[FONT="] وفي عالم الأغنية الحديثة خرج الفنان فريد إلى أفاق أخرى غير اللون العربي، ولكنه بإحساس الأصالة العربية، اختار ما يوافق المزاج العربي من نقله لبعض الألوان الغنائية الأوروبية. ك"التانجو" مثلا، لأنه قريب من "الميلودي" أو بعبارة أخرى من حيث الجملة الملحنة في التانجو وقربها من الرومبا التي هي من معالم الغناء العربي. ومن هذه الأغاني على سبيل المثال "يا زهرة في خيالي" و "أنا واللي باحبه" ، وأغنيات أخرى من هذا النوع.[/FONT]
[FONT="] وأذكر عن الفنان فريد الأطرش أنه كان يحب الجماهير، لأن الجماهير كانت تحبه. لذلك كان يحاول جاهدا إرضاء الجمهور بأي شكل كان. ومن ملامح فن فريد الأطرش إحساسه بأن الجماهير تحب الموال سواء كان الموال يبدأ بياليل يا عين، على الطريقة المصرية، أو بأوف أوف على الطريقة السورية. فكنا نراه يعطي هذا اللون من خلال كل أغنية شعبية..[/FONT]
[FONT="] لقد كان فريد مطربا شعبيا وجماهيريا من الدرجة الأولى.. كان يجيد معرفة رغبات الجمهور، ويجيد التعامل معها، ويجيد تلبيتها. ولكنه سرعان ما كان يحس بالملل. وأحيانا كان الملل يصيبه قبل أن ينتهي من اللحن الواحد، أو الأغنية الواحدة. إنني ذكرت من قبل أغنية "أنا واللي باحبه" كنموذج للتفكير الموسيقي الهندسي والنابغ والعالي المستوى.[/FONT]
[FONT="]ولكن، قبل أن تصل الأغنية إلى منتصفها كنا نفاجأ بفريد وقد نقلنا موسيقيا إلى شيء آخر تماما في مقطع "انت روحي وانت قلبي.. الخ". [/FONT]
[FONT="] إن تلك النقلة تتميز طبعا بالسهولة والشعبية والإيقاع الراقص.. كل هذا جميل، ولكنها تمثل جوا آخر مختلفا تماما عن الجو الذي بدأ منه لحن "أنا واللي باحبه". ولكن، هذا كان فريد الأطرش! لقد أحب الجمهور، وعمل له ألف حساب دائما، ونجح في التعامل معه دائما.[/FONT]
[FONT="] وفي وسط هذا كله استطاع فريد أن يحتفظ لنفسه بالشخصية الغنائية المتميزة الواضحة البسيطة المحبوبة.[/FONT]
[FONT="] في الواقع أن فريد الأطرش كان فنانا عظيما في عصره.. وصديقا لا يعوض في صداقته.. وإنسانا لا يبارى في بساطته.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] محمد عبد الوهاب[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]المصدر[/FONT][FONT="]: هذا المقال جزء من كتاب "فريد الأطرش" قام الموسيقار محمد عبد الوهاب بتأليفه صحبة كتّاب آخرين. صدر عن دار المعارف بمصر سنة 1975 (ص 19 إلى ص 28). ولقد نقل هذا المقال إلى منتدى الطرب العربي "سماعي" [/FONT][FONT="]أحمد مبارك[/FONT][FONT="]. وهو أكاديمي من تونس، حاصل على الدكتوراه في علم الإجتماع والإجازة في الفلسفة.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
  #2  
قديم 23/12/2009, 17h42
amad
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: فريد الأطرش : بحوث ، دراسات وآراء

اعترافات الفنان محمد رشدي

محمد رشدي كتب في مذكراته: انتهى فريد الأطرش من تلحين أول وآخر أغنية لمحمد رشدي «عشرية» وبدأت البروفات، وفجأة وقبل الحفلة بأيام قليلة جاء بليغ إلى بيت رشدي في الواحدة صباحاً، جلس وأمسك بالعود ليغني أحدث ألحانه، فقال بليغ لـ رشدي «سوف أسمعك لحناً جديداً عندما تغنيه سوف يغنيه الشارع خلفك»، وأسمعه أغنية «ردوا السلام» التي غنتها عفاف راضي فيما بعد، ثم قال لي بليغ: «غنّي هذه الأغنية، ولا تشارك في حفل شمّ النسيم لـ فريد الأطرش!»
كانت مفاجأة غير متوقعة لمحمد رشدي ذلك أن علاقة حميمة تربطه ببليغ، ولكن في الوقت نفسه لم يكن يستطيع أن يتراجع أمام اتفاقه مع فريد. وأدرك رشدي أن صراع فريد لم يكن مع عبد الحليم فقط، ولكنه يمتد أيضاً إلى بليغ حمدي كملحن، ففريد سوف يغني له محمد رشدي، وهو مطرب له مكانة في حياة بليغ.
انصرف بليغ، ولم يغنّ محمد رشدي «ردوا السلام» التي جاءت كنوع من الرشوة حتى ينسحب محمد رشدي من حفل فريد، ورغم أن رشدي صديق حميم لبليغ وغنّى له عشرات الألحان، ولم يغنّ لفريد سوى لحن واحد فقط إلا أنه التزم بكلمته من أجل أن يكسب جماهير فريد الأطرش في تلك الليلة.
بعد سنوات عندما كان رشدي في المغرب مع عبد الحليم، ومعهما مجدي العمروسي الذي عاتب رشدي لأنه وقف يومها مع فريد الأطرش، وهو موقف لا ينساه عبد الحليم أو بليغ، على الرغم من أن رشدي غنّى في حفل فريد أغنيتين من ألحان بليغ حمدي، وهما «مغرم صبابة» و«عرباوي» دون أن يتدخل فريد في تحديد فقرة رشدي الغنائية. وكانت تلك الحفلة التي شارك فيها أيضاً فهد بلان وسعاد محمد هي آخر حفلات فريد الأطرش في شمّ النسيم.

آخر حفلة

وكانت تلك الحفلة بمسرح فريد الأطرش، والتي جاءت بعد رحلة طويلة مع المرض عاشها فريد في لبنان, وعندما عاد للقاهرة وأعلن عن تلك الحفلة التي كانت الأخيرة له في شمّ النسيم، كان حليم هو الآخر قد أعلن عن حفلة أخرى في نفس الليلة وأقامها في جامعة القاهرة. وكانت المشكلة في ذلك الوقت هي الفرقة الموسيقية، فاستعان فريد بفرقة صلاح عرام التي كانت تغني مع رشدي وطعمها بعدد من الموسيقيين الكبار مثل أحمد الحفناوي. وكانت المشكلة كيف يقود شاب صغير هو صلاح عرام تلك الكوكبة الموسيقية فتنازل الشاب عن القيادة لأحد كبار الموسيقيين، بينما كانت الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن هي التي رافقت حليم في حفلته الغنائية, وهكذا امتد الصراع بين الطرفين إلى الفرق الموسيقية أيضاً, وكثيراً ما انقسمت الفرقة الواحدة بينهما في عدد من الحفلات!
لكن، برغم حالة التنافس بين فريد وحليم إلا أن حليم لم ينكر إعجابه الشديد بأغنية فريد الأطرش «الربيع» والتي كانت رمزاً للربيع، ويؤكد على أنها من أفضل الأغاني لتلك المناسبة بل عندما سأله المذيع طارق حبيب في برنامج «أوتغراف» «تحب تغني إيه؟» قال حليم: «أحب أغني «الربيع» لـ فريد الأطرش.»
  #3  
قديم 25/05/2011, 14h24
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: February 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,079
افتراضي رد: فريد الأطرش : بحوث ، دراسات وآراء

فريد الأطرش نسخة 2011


في رمضان القادم ستطل علينا مرة أخرى وعلى الشاشة الصغيرة الشخصية المحببة للموسيقار فريد الأطرش من خلال مسلسل الشحرورة الذي يعرض لسيرة الفنانة صباح التي تؤدي دورها المطربة اللبنانية كارول سماحة ، ولقد أحسن القائمون على المسلسل الصنع بإعطاء مساحة هامة لشخصية فريد الأطرش في الأحداث الدرامية ، وهم في هذا لم يكرسوا إلا واقعا معروفا لدى عشاق الفنانين الكبيرين لأن فريد يعد شخصية محورية في فن وحياة صباح ؛ فقد كانت شحرورة الوادي أكثر من غنت من ألحان الموسيقار الكبيرمن المطربين والمطربات بواقع 15 لحنا متقدمة على اسمهان التي أدت 10 ألحان فقط ، بجانب الصداقة الفنية والعاطفية التي جمعت النجمين الكبيرين إذ عرف عن صباح أنها كانت شبه مقيمة في شقة فريد بالقاهرة في مرحلة ما من عقد الستنيات من القرن الماضي .
الممثل الذي يجسد دور الموسيقار ممثل محترف ومقتدراسمه إيهاب فهمي وقد نقل عنه أنه قام بتعلم العزف على العود من أجل تجسيد شخصية الموسيقار ، غير أننا نتوقع أن تعترضه صعوبات جمة في أداء الدور منها أن شخصية الموسيقار شخصية درامية ثرية و مركبة يعرف الجمهورالعربي كل حركاتها وسكناتها من خلال الثلاثين فيلما التي قدمها وعشرات المقابلات التلفزيونية وتسجيلات الحفلات العامة ، ولاتكمن صعوبة مهمة إيهاب فهمي عند هذه التفصيلة فقط بل عليه تجاوز الأداء الرائع والمقتدر الذي قدمه زميله أحمد شاكر عبد اللطيف / فريد الأطرش نسخة 2008 في مسلسل اسمهان الذي سبق أن عرض في رمضان من العام 2008 ، فهل سينجح ؟
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ehabfahmy.jpg‏ (22.3 كيلوبايت, المشاهدات 223)
  #4  
قديم 11/08/2011, 22h50
mido28
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: فريد الأطرش : بحوث ، دراسات وآراء


بليغ حمدي عن الموسيقار فريد الاطرش مفرغ من لقاء اذاعي



وكاذب من يقول في جميع المراحل االي فاتت بما فيهم اكبر موسيقي لأصغر موسيقي انه لم يتاثر بفن فريد الاطرش الشعبي او اتجاهاته لانه دايره الفن هي دايره مجموعه بيعملوا في مجال واحد الافراد بتيجي دون ان يعي حد فيهم انما في فتره معينه تأثر بفريد الاطرش الحان جميع من يعملوا في الفن الموسيقي

شرقيه فريد الاطرش طبعا الواحد ميتكلمش عنها لانها كانت واضحه في في الحانه اعماله الصور الغنائيه اللي قدمها الاوبريتات اللي قدمها في السينما كان واضح الشخصيه فيها بشكل عميق جدا

مداخله كان رائد في المجال ده اول من قدم الاوبريتات في انتصار الشباب وبعدين رجع قدمها تاني في اتابلوهات الغنائيه الشرق والغرب الحاجات دي كلها كان بيصر يقفل على انه يقفل الافلام بتاعته عشان يستعرض فيها الحاجات اللي مابيقدرش يقولها في الاغنيه الفرديه

بليغ – ده حقيقه حقيقي ده كلام مظبوط يعني يمكن اول فيلم غنائي كان فيه صور ورديه كان للاستاذ فريد الاطرش انما هو كمان ايه اللي كان بيقدمه في الاستعراضات دي كان بيحاول يستوعب كل بلط بلد واسلوب كل بلد في الغنا وبيقدمه من خلال الاستعراضات دي

معرفش متهيأ لي يمكن الاجيال الجايه ت حتقول عن فريد اكتر من اللي احنا بنقوله لان انا عندي امل كبير في ان الاجيال اللي جايه تكون اكثر دراسه منا

ودايما زي مقال راس الحكمه

اجمل البحار التي لم يخضها بعد

واجمل الافكار التي لم تولد بعض

واجمل الكلمات التي لم يقلها احد

فريد في يوم من الايام حيقيم كقيمه فنيه موسيقيه عظيمه في العالم العربي ويمكن يكون هو من اول حتى الناس اللي سجلت له موسيقات في اوربا يعني خدوا جمل منه حولوها ل الى مقطوعات موسيقيه فيه عدت يوم مولدي وفيه ليلى وفيه حبيب العمر اتعملت فعلا في توزيع اوركسترالي – فرانك بورسيل

طبعا اولا تجريه بالنسبه لهذه الفتره تجربه رائده جريئه جريئه جدا اعتقد ان محدش سبقه ليها وده كان طابع فريد الاطرش

يعني انا اذكر ان وانا كنت عيل صغير فوجئت بلحن لفريد الاطرش خضني يعني

كنت غاوي مزيكا بحب المزيكا واضرب عود اتعلمته وانا صغير

انما بهرني لحن كان عامله فريد الاطرش اسمه انا واللي بحبه شيء غريب يعني في الفتره دي شيء غريب واذكر انا بعدها ابتدى ابتدت موجه هذه الاسلوب عندنا بمصر في كثير من الالحان

بالمناسبه انا اقدر اقول يعني وعلى مسئوليتي ان الاستاذ الموسيقار محمد عبدالوهاب طلب من الاستاذ فريد في جلسه خاصه انه ياخد منه عشره اغاني يقيدهم باسمه ويديله لحن انا واللي بحبه - ياخبر – دي حاجه مكنتش اعرفها انا كان اياميها سني 14 او 15 سنه وصعقت يعني حقيقي حسيت بان احساسي كان مظبوط لاني - موسم – موسمين غنائين ورا اللحن ده – كله كان متاثر بهذا الاسلوب

عموما مهما الواحد اتكلم عن الاستاذ فريد الاطرش الايام حتتكلم احسن واعظم ويمكن تتكلم بدراسه اكثر
--------------------------------

انتهى
  #5  
قديم 29/12/2011, 04h16
mido28
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: فريد الأطرش : بحوث ، دراسات وآراء

في مقال نادر للموسيقار جميل بشير..فريد الاطرش والموسيقى الشعبية

تبقى الانشاءات الخاصة في موسيقى فريد الاطرش في جانبها (الشعبي) علامة غير قابلة للامحاء إذ أن هذا التاريخ كان يحال برمته إلى فاعلية الذات الفنية باعتبارها الملجأ الحي، تلك التي انعقدت فيها المصالحات النغمية الشعبية العربية المتنوعة على نحو باهر في (اوبريت) بساطالريح

تلك التجربة الفائقة الخطورة بأقصى ما تستطيع الطاقة الخلاقة الدفاقة التي يمتلكهاالموسيقار أن تعطي مثل هذا العمل المعبر عن تنوع البيئة النغمية العربية
وقبل الحديث عن الخصائص الجوهرية في موسيقى فريد الأطرش الشعبية لابد أن نأتي على تعريف للأغنية الشعبية. ابتداء فهي قالب فني له لازمة موسيقية في الغالب تكون واحدة ثم يعقبها المذهب الغنائي والغصن الأول وعودة للمذهب. ثم الغصن الثاني وعودة للمذهب يصاغ المذهب عادة من مقام تكون الأغصان ايضا من نفس المقام ولضرورات التلوين اللحني يلجأ الملحن إلى تغيير مقامات الأغصان عن مقام المذهب الاصلي دون الخروج علىالقالبية المقامية للمذهب. لا يمكن القول أن الأغنية الشعبية انطلقت من فريد الأطرش فلقد سبقه في هذا المضمار سيد درويش بتلاحينه الرائعة وعظم الطاقة الإبداعية التي صاغ بها أغانيه الشعبية، غير انه يمكن التحديد تماما أن فريد الأطرش حقق وحدةالانسجام النغمي العربي في الأغنية الشعبية عن طريق استخدام آفاق مقامية متنوعةلبيئات عربية متعددة، فهي نتاج جمالي ثقافي ومحاولة لتدبر الدليل الإلهامي الساعي إلى تتابع للعناصر النغمية المشكلة وفقا لمعايير موسيقية تتم حيازتها بصورة واعية. ومن المؤكد أن فريد الأطرش استمد خلاصات تجاربه الفنية في التلاحين الشعبية من محتوى روحي اعتمادا على طاقاته الداخلية فهي نتاج لمزاياه وسجاياه وتجاربه. والمخطط العضوي لفن الأطرش الشعبي يستمد أنواره من التأمل الباطني الخازن لمعرفة بصيرةبالأنغام العربية المتعددة مصرية، سورية، لبنانية، عراقية، سعودية، سودانية،مغربية، تونسية، إلى آخره مع إضفاء طابع عصراني يتآلف ايجابيا مع اتجاهات الأسماع الفنية، إذا ما وضعنا في حسابنا أن فريد الأطرش كان يجيد الغناء وفقا للنص وهو عازف نادر على آلة العود وآلآت عربية وأجنبية أخرى منها (البيانو) وهاضم كبير للأنغام البدوية والريفية ومستوعب للأصول المقامية العربية والشرقية وصاحب صوت رخيم ممتد ومتنوع في المسافات، له قدرة عميقة في مجال الإبحار الصوتي كما يتمتع بملكة عجيبةعلى الصعود والهبوط، يتضح لنا بجلاء الأصل المعماري الفني للأغنية الشعبية الاطرشيةوعلى الرغم من أن لبنان وسوريا كانتا معقلا للموسيقى الشعبية، إلا أن مصر نجحت في تحوير هذه الأهمية وجعلها تتسم بالطابع المصري البالغ الشفافية، وهذا ما قام علىجهود كبار من الملحنين، سيد درويش (طلعت يا محلا نورها، زوروني كل سنة مرة، الحلوةدي قامت) زكريا احمد (يا صلاة الزين، غني لي شوي شوي، القطن) فريد الأطرش (أحبابنايا عين، تطلع يا قمر بالليل، ياللا توكلنا على الله، يا بنت بلدي). هؤلاء كرسوا جزءاكبيرا من فنهم لهذا الجانب أكثر من غيرهم من الملحنين الكبار الآخرين. منهم محمدعبد الوهاب (يا للي زرعتوا البرتقال، هليت يا ربيع، مين زيك عندي يا خضرة، يامراكبي قدف عديني) والأخيرة غناها (محمد امين) في فيلم (ممنوع الحب)، فان الموسيقار محمدعبد الوهاب بثقله الفني اللامحدود لم يعط للأغنية الشعبية من تجليات عبقرية مثل ماأعطى لفنون الغناء الأخرى (القصيدة، الدور، المونولوج، الديالوج، الموال، الطقطوقة) فعبد الوهاب لم يجد في الأغنية الشعبية ا رضية حقيقية لانطلاق اهتماماته الرئيسةالواسعة في مجال التجديد الحي لملامح الفن الموسيقي العربي، بل هو حتى في كتابته لألحان الأغنية الشعبية طلع علينا بمزج فني لخطوط لحنية متوازنة بين عمارة الفن القالبي للأغنية الشعبية وبين الطابع اللوني والميلودي لفن الطقطوقة الممتلئ الفياض فان عبد الوهاب يريد لفنه كتابة موسيقية معقدة وبأنغام رحيبة وحوار مقامي أخاذ ذي حدوسات لونية فسيحة، وتلك لا يوفرها فن الأغنية الشعبية لهذا لم يطل الوقوف عند هذاالنوع من التأليف واتجه إلى طريقه المعروف، وهو ما عرف أيضا عن الموسيقار محمدالقصبجي، الذي لم يترك فنا ذا اثر في هذا الجانب من التآليف اللحنية العربية، بل اتجه إلى حصر ملكاته الإبداعية في مجال المونولوج؛ أما الموسيقار رياض السنباطي،فانه اكتفى بالحان محدودة في مجال الأغنية الشعبية لعل أبرزها (على بلد المحب وبوديني) التي أداها المطرب عبده السروجي في فيلم (وداد) ثم أدتها فيما بعد سيدةالغناء العربي أم كلثوم، إذ اتجه السنباطي إلى تطوير القالب الفني للقصيدةالكلاسيكية. من هنا يتضح عظم الدور الذي القي على عاتق فريد الأطرش، ويستطيع المتتبع الحاذق الملم بتفاصيل الأساليب الموسيقية العربية أن يكتشف في موسيقىالأطرش جميع التغييرات التي طرأت على فن تلحين الأغنية الشعبية، فقد عرف هذاالفنان الكبير، كيف يوفق بين فن البيئات العربية المتنوعة في التصميم والإنشاء وبينميل الحس الشرقي الى الميلوديا، كما انه استطاع أن يقبض على خصائص التكوين الأسلوبي لقالب (الموال) ومزجه بطابع الأغنية الشعبية كما في اغنية (ياديرتي مالك علينا لوم) تلك التي أدتها نبرات أسمهان الفياضة بالسحر في فيلم (غرام وانتقام).
وعبرالفترة التاريخية التي ملأها فن فريد الأطرش، أنتج لنا هذا الموسيقار الكثير من الأغاني الشعبية، التي شغلت الناس وملأت حياتهم، ففي الوقت الذي كان سيد درويش قدانتقل بالغناء الشعبي من غناء الأحرف والكلمات إلى غناء صدر البيت كاملا أو عجزه،وتفنن زكريا احمد في تلوين المقام الأصلي للأغنية الشعبية بمقامات قريبة منه وفي توسيع القاعدة الثقافية الفنية التي انطلقت منها الأغنية الشعبية فإن فريد الأطرش ادخل الإيقاعات السريعة، الحادة والعنيفة في بعض الأحيان على الأغنية الشعبية مازجاعلى نحو مبهر الأنغام العربية الشعبية مضيفا عليها الطابع الفني لشخصيته، مانحاإياها لونية جميلة من الوحدة الفنية (ليه تشتكي أرضنا والنيل ساقيها، جبر الخواطرعلى الله، الحياة حلوة، هل هلال العيد، من الموسكي لسوق الحميدية، حبيبة أمها،يا دلع، تؤمر على الرأس وعلى العين) وكثير غيرها. ويكشف لنا فن فريد الأطرش عن نزعات التطور التدريجي المشروع، كما انه يمثل نقطة البدء الجديدة التي تتساوق مع الاكتمال التطوري المتوفر على خاصتين أساسيتين، نقاء الأسلوب، والجمع الصحيح بين الشكل الغربي و المضمون المحلي.
حاول فريد الأطرش في الأغنية الشعبية أن يعتمد علىالرحابة النغمية للمقام الأصلي الذي يلحن منه الأغنية وذلك بجمعها الفذ بين العذوبةاللامحدودة والتوقد الفياض الخازن للحدوس الجمالية، مع احتفائها بالصيحات العاطفيةفي ذروات نشوانه، عندما يطلق صوته العريض في موال يقطع به سير الأغنية الشعبيةليبلغ فيه جدية التأملات الوجدانية العميقة للاسماع، ثم يعود إلى لحن الأغنية، اذيختار لمواله مقاما قريبا من المقام الأصلي. أما الإيقاعات المتنوعة التي استخدمهاالأطرش لتآليفه اللحنية الشعبية فهي صورة للاستحداث الذي أراده لفن الاغنية الشعبيةالتي اكتست بهذه الإيقاعات بالروح الحية الطريقة المدهشة. ورغم أن هذه الإيقاعات كان بعضها غربيا، فان هذا اللون الغربي لم يؤثر على عراقة الأصالة الشرقية للأغنيةالشعبية. ويمكن للأسماع أن تحس فعلا في أغنية شعبية واحدة مثل (ياللا توكلنا علىالله) بالتناسق والتآلف والرشاقة في الذوق الفني والصقل النغمي البيئوي مع الإجادةالفائقة في استخدام الألوان والجمع الزاهي بين التصميم واللون في أسلوبية بسيطةتوفرت على دقائقها الرائعة الشاعرية.
ومهما يكن من التباس في تجربته، ذاك الذي يكمن في تأخر الاستدعاء الثقافي الذي يتلاقى فيه الفن الذاتي بالفن الموضوعي، فأنه كان من الممكن أن يتحول الفن الشعبي عند فريد الأطرش إلى حض اجتماعي يجسد اكتشافات الصفاء الهدفي وليعكس في رشاقته وشاعريته وتماسكه النغمي العجيب أفضل فصيلة فنيةمتحضرة! ومن المهم القول أن فريد الأطرش بنى شهرته الواسعة على دوره الكبير في كتابة الألحان للاغاني الكلاسيكية الطويلة أكثر مما لعب من دور في الأغنية الشعبيةوالطقطوقة! وفريد الأطرش اتجه إلى مصادر متطورة وغنية من إيقاعات وقوالب موسيقيةأوروبية، لم تكن متداولة بالمعنى المعرفي في الموسيقى العربية، فلم يهدف فريدالأطرش إلى إدراج نغمة شعبية في أعماله الكلاسيكية الكبرى إلا تدعيما لطرائقهالتلحينية ذات الخصائص الفياضة بالتفرد، حيث أصبحت الكلمات والجمل تترجم إلىالموسيقى ترجمة دقيقة اعتمادا على تأثيرات أصيلة من التلوين والإلقاء و النبر. وإيقاع (السيراند) الجياش والعاطفي المعروف ضمن القوالب الأوروبية أدرجه فريدالأطرش في مونولوج (أفوت عليك بعد نص الليل) مع خطوط زاخرة بالظلال اللحنية الرقيقةالتي تتحلق بفرادة تتعالى بموهوبية أصيلة على مستوى الاقتباس والنقل إلى مستوىالخلق والمصانعة، ذلك أن دراسات فريد الأطرش الفنية في المعاهد الموسيقية الأجنبيةخلقت عنده نزوعا نحو هذه الموسيقى، كانت الدليل العظيم لتجاربه الناجحة والمؤثرة في أعماله الموسيقية التي مازالت تحتل أسماعنا.
وهذا أيضا ينطبق على المقطوعةالموسيقية الرائعة (رقصة العبيد) التي ألفها الأطرش في فيلم (أمير الانتقام) تميزت بإيقاع أوروبي (البوليرو) لما فيها من تأكيد درامي تعبيري وتلاوة القائية موسيقيةفي نبرات متهادية بعيدة عن القفزات النغمية الصاخبة، فهي تستهل بعزف مهيب من الطبول تمهيدا لظهور آلات أوروبية بحتة تنفرد بخصائص عزفية شاعرية خصبة، عميقة كآلات(الابوا والتشيلو والكمان) غير انه لا يمكن الإقرار بأن هذه المقطوعة لم تعتمد علىبعض النغمات الشعبية، فعلى العكس فإنها حوت على مهارة التناول الشعبي بالأسلوبالموسيقي الرصين المتوج بالإبداع، الحافل بطريقة التوزيع الاوركسترا لي وبأسلوبيةمبسطة خالية من التعقيد الأجوف! كما أن الموسيقار فريد الأطرش استغل الجانب النغمي الشعبي في اوبريتاته الغنائية المطعمة بنظام الكورال الأوروبي وخصائص التناول الصوتي للطبقات العالية الصادحة الجهيرة، وعلى وجه الخصوص الأغاني البديعة التي لحنها لأسمهان، تلك التي تتألق فيها طبقة (السوبرانو) الدرامية ذات المدى الواسع.
ومن خلال ما تقدم تتضح عراقة الفهم العميق لدور الأنغام الشعبية في أعمال فريدالأطرش، التي توفرت على تحويرات شعبية سامية مع اتصافها بالنضارة والبهجة، فهو في هذا يمكننا الادعاء بأن أحدا من الفنانين الكبار لم يضاهه في لونه الشعبي، فأن الغنى النغمي والمقامي الذي يحتويه لم يجهر به كاملا، اذ سد المرض عليه الكثير من مساعي موهبته الفنية، في حين أن فريد الأطرش أراد استجماع كل قدراته الفنية، غير أنما تركه لنا يبقى شاهدا على ثراء الآفاق الروحية لهذا الفنان العظيم.
عن كتاب عبد الحليم حافظ الذي اعده سعاد الهرمزي
  #6  
قديم 29/12/2011, 04h19
mido28
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: فريد الأطرش : بحوث ، دراسات وآراء

نبيل حنفى محمود
أستاذ مساعد بكلية الهندسة
جامعة المنوفية، وناقد موسيقى

لو امتد العمر بالفنانين الراحلين محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش لشعرا بسعادة بالغة بشأن الجدل الذى دار على صفحات مجلة "وجهات نظر" فى أعدادها الأخيرة والذى بدأ بمقالة للأستاذ نبيل حنفى محمود ثم تعليق من الأستاذ إلياس سحاب، رأى كاتب المقالة الأصلية أنه يستوجب ذلك التعليق الذى نعتقد أنه كافٍ لإنهاء هذا الحوار. المحـــرر طالعت فى باب "رسائل" بعدد يناير 2002 من "وجهات نظر" رسالة السيد: إلياس سحاب التى تضمنت العديد من الملاحظات حول مقالى "فريد الأطرش.. نغم فى حياة العرب" والذى نشر بعدد أكتوبر 2001، وإن أوضح ما شد انتباهى منذ أن طالعت السطور الأولى لتلك الرسالة هو مدى الحدة والنبرة المتعالية التى وسمت حديث كاتب الرسالة. إن أغرب ما جاء برسالة الكاتب واسترعى انتباهى منذ قراءتى الأولى لها.. هو خلوها من ذكر أى مرجع أو مصدر يمكن لقارئها الركون إليه للتحقق مما طُرح بها من قضايا، إذ لم يكن هناك سوى إشارة عرضية إلى أرشيف أحد الهواة المنقطع الصلة بما جاء بمقالى، كان هذا فى مقابل ما ضمّه مقالى ـ موضوع هجوم الرسالة ـ من مصادر أثبتها فى ختامه، لكن ملاحظتى الثانية والأخيرة على هذه الرسالة تنطوى على ما هو أعجب، فقد تجنب كاتب الرسالة تمامًا مناقشة ما استعنت به فى مقالى من آراء لموسيقيين ونقّاد والتفَّ حولها بحثًا عن قضايا فرعية خطط لعرضها فى رسالته، وبالرغم من ذلك.. فقد اخترت أن يكون الرد على ما جاء بتلك الرسالة من خلال تفنيد ما حوته من ملاحظات.. مستعينًا فى هذا بآراء أهل العلم بالموسيقى من علماء ونقاد، ولاعتقادى بأن ما قصد إليه الكاتب من رسالته هوالملاحظات الأربعة التى أوردها تحت مسمى "التحليل الفنى والقيم الثقافية"، فإننى سأبدأ بالرد على تلك الملاحظات الأربعة بعد أن أضم إليها ما أورده الكاتب عن قصيدة "عدت يا يوم مولدى" فيما أسماه بملاحظاته على معلومات مقالى المذكورة، وبعد ذلك.. فإننى سأعرض فى عجالة سريعة لما أثاره كاتب الرسالة من ملاحظات عن معلومات مقالى. فى أولى ملاحظاته التى انصبت على دور فريد الأطرش فى تطوير الموسيقى العربية، يقول كاتب الرسالة بأن مقالى استهدف "منح حجم معين ودور معين لفريد الأطرش فى تطوير الموسيقى العربية جعله سابقًا لعبد الوهاب فى هذا المجال أو منافسًا وحيدًا له"، ويعيب كاتب الرسالة على مقالى أنه أهمل ما قدمه رواد عمالقة فى هذا المجال مثل محمد القصبجى ورياض السنباطى ومحمد فوزى وآخرين.. خاصًا الشيخ زكريا أحمد بملاحظة جانبية وضعها بين قوسين مفادها أننى أغفلت ذكره نهائيا، والرد على هذه الملاحظة يبدأ بمناقشة ما قاله من أن مقالى قد منح فريد الأطرش دورًا فى تطوير الموسيقى العربية سابقًا لعبد الوهاب أو منافسًا وحيدًا له، والحقيقة أننى لست القائل بذلك وإنما أشرت فى مقالى إلى آراء منشورة لكل من د. رتيبة الحفنى وكمال النجمى، فى كتاب "محمد عبد الوهاب.. حياته وفنه" تقول د. رتيبة الحفنى فى الصفحة رقم "89": "كان فريد الأطرش منافسًا لعبد الوهاب الذى ابتعد عن المسرح والسينما وأصبحت ساحة الطرب خالية له، وكان لفريد شعبية كبيرة وكان الإقبال على أفلامه إقبالاً عظيمًا وهى التى كانت تضم أجمل الاستعراضات الغنائية الراقصة، وكان يخطو نفس خطوات عبد الوهاب: فى الاستعانة بالإيقاعات الغربية.. والاقتباس من الموسيقى العالمية، وبدأ عبد الوهاب يجارى فريد الأطرش وينافسه فى تقديم الأغانى القصيرة ذات الإيقاعات الغربية المرحة"، ولم يختلف ما قاله كمال النجمى فى الصفحة رقم "80" من كتابه "الغناء المصرى ـ مطربون ومستمعون" عن هذا التنافس بين المطربين الكبيرين كثيرًا عما أوردته د. رتيبة الحفنى، كان التنافس الذى أشار إليه كل من د. رتيبة الحفنى وكمال النجمى يدور حول الاستعانة ببعض الإيقاعات الغربية فى تحديث الأغنية العربية، وهو ما لم يفعله بعض من أشار إليهم كاتب الرسالة طوال عمرهم الفنى (مثل الشيخ زكريا أحمد وأحمد صدقى ورياض السنباطى).. أو جاء إسهام البعض منهم فى ذلك تاليا لما قدمه فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب (مثل محمد فوزى وكمال الطويل وآخرين)، ولقد أضافت د. سمحة الخولى "العميد السابق لمعهد كونسرفتوار القاهرة" إلى ذلك رأيها المنشور فى الصفحة رقم "295" من كتابها "القومية فى موسيقا القرن العشرين" والذى قالت فيه: "فهى التى (أى الإذاعة المصرية) بلورت وكرّست تيارات التلحين الغنائي: المحافظة أو المعتدلة التجديد من جانب مثل ألحان زكريا أحمد والسنباطى والقصبجى والتى سحرت بها أم كلثوم بصوتها الفذ جماهير المصريين والعرب قرابة نصف قرن ـ أو التيارات "المغرقة فى التجديد" والأخذ السطحى من الغرب من جانب آخر، مثل فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومدرسته الممتدة لعبد الحليم حافظ وغيره"، وهنا.. وإن كان رأى كل من د. رتيبة الحفنى وكمال النجمى محايدًا ومرحباً بتلك التجربة.. بينما كان رأى د. سمحة الخولى رافضًا لها ومنددًا بها، إلا أن الجميع اتفقوا على وضع فريد الأطرش جنبًا إلى جنب مع محمد عبد الوهاب فى هذا المضمار.. إن لم يكن سابقًا له، بل إن موسيقيا كبيرًا كبليغ حمدى يرى أن: "فريد الأطرش كان مرشحًا ـ أكثر من غيره ـ للخروج بالموسيقى الشرقية من آفاقها المحلية إلى المجال العالمى" وذلك فيما طرحه من آراء فى كتاب "فريد الأطرش بين الفن والحياة". فى ملاحظته عن عالمية ومحلية الموسيقى العربية.. (ينبه) كاتب الرسالة إلى خطورة مفهوم ربط قيمة أى إبداع موسيقى عربى بترديد الغربيين له، ولم يقل لنا ما هو المفهوم الصحيح لتقييم الإبداعات الموسيقية العربية، هل يتم ذلك بالانغلاق والانعزال ـ فى عصر العولمة ـ عما حولنا من موسيقات؟، إذن كيف يستقيم ذلك مع ما تحققه بعض الموسيقات القومية (كالموسيقى الهندية) من نجاحات عندما تغزو أسماع الناس فى الشرق والغرب على حد سواء؟، إن عالمية الإبداعات الفنية تكمن أساسًا فى انتشارها بين الناس فى مشارق الأرض ومغاربها، وإلا كيف كان العالم سيعلم شيئًا عن نجيب محفوظ قبل حصوله على جائزة نوبل دون انتشار أعماله وترجمتها إلى العديد من اللغات الحية؟ ثم كانت ملاحظة الكاتب عن عزف فريد الأطرش على آلة العود، فبعد أن أطلق قنبلة دخان تمثلت فى تشكيكه فيما ذكرت بمقالى عن منح فريد الأطرش جائزة أحسن عازف على آلة العود فى مسابقة أقيمت فى تركيا عام 1962، فإنه ينتقل بعد ذلك إلى ما يريد الانقضاض عليه والانتقاص منه من ملكات هذا الرائد وهو مهارته غير العادية فى العزف على العود، يبدأ كاتب الرسالة هجومه بتعريف عناصر الموهبة عند عازف العود والتى تتمثل فى مقدرة كل من اليد اليمنى واليد اليسرى على تنفيذ المهام المطلوبة على أوتار العود، وبعد أن يقول: "إن القيمة الأساسية لفريد الأطرش، إنما تستند إلى القوة التقنية الممتازة فى يده اليمنى"، فإنه يعود ليسلب ذلك من يده ـ أى يد فريد ـ اليسرى التى يقول إنها: "المسئولة عن إظهار سعة الخيال الموسيقى وعمق الإحساس" ليؤكد أنها أقل فى مهارة العزف من يده اليمنى مما يجعل خياله فى التقاسيم محدودًا (!)، ويدلل كاتب الرسالة على ذلك بقوله: "بدليل أن هناك تشابها غريبًا من كل تسجيلات تقاسيم فريد الأطرش". إن تفنيد ما أثاره كاتب الرسالة فى ملاحظته السابقة سوف يبدأ بالرد على تساؤله عن مصدر معلومة الجائزة التركية لأحسن عازف على آلة العود، وعن ذلك أقول.. لقد استمعت إلى نبأ تلك الجائزة حال منحها لفريد الأطرش فى عام 1962 من إذاعات القاهرة وعمّان، وقد أوردها أيضًا الكاتب/عبد الكريم الجوادى فى كتابه "فريد الأطرش" الذى صدر عن كل من دار الكتاب العالمى ببيروت ومكتبة الاشتراكى ببغداد فى عام 1992، ولكنى سأدع مهمة الرد على فرية "تقنية اليد اليسرى" هذه للمختصين، يقول الموسيقار بليغ حمدى فى الصفحة رقم "66" من كتاب "فريد الأطرش بين الفن والحياة" عن حكاية أن خيال فريد الأطرش فى التقاسيم كان محدودًا: "إننى أذكر القارئ مبدئيا بأن فريد الأطرش كان عازفًا بارعًا على آلة العود.. إن لم يكن هو أعظم عازف فى العالم العربى كله، ولأنه لم يكن مجرد عازف.. وإنما كان موسيقيا وبالتالى فهو يفكر فيما يعزفه". إن إعجاز عزف فريد الأطرش على آلة العود يتجلى فى عدد كبير من الأدوار المنفردة (الصولوهات) والتقاسيم التى ضمنها الكثير من أغنياته وسجلت فى كثير من جلساته الخاصة، إن التشابه الغريب الذى يقول كاتب الرسالة أنه لاحظه فى كل تسجيلات تقاسيم فريد الأطرش على العود.. إنما يرجع إلى أنه لم يستمع إلا إلى التسجيلات المتداولة لحفلاته والتى كان دائمًا ما يقدم فيها مقطوعة "أستورياس6" نزولاًعلى رغبة جمهوره، ولكن تقاسيم فريد فى أغنياته الكثيرة كانت شيئًا مبتكرًا وعبقريا، ولنضرب مثلاً هنا بتقاسيمه الشجية فى مقدمة تسجيله الأول لأغنية "أول همسة" والذى أذيع من إذاعة القاهرة فى 6/5/1949.. وتقاسيمه الساحرة قبل مقطع "ساعة هَنَا.. لو تصفالك تنسى معاها الكون كله" من أغنيته الخالدة "ليالى الأنس"، من منا لم يستخفه الطرب حين يستمع إلى فريد الأطرش يعزف على العود اللحن الأساسى لأغنية "بنادى عليك" فى أحد مشاهد فيلمه "لحن الخلود"؟، كان هذا العزف مبهرًا حتى لقد بدا مميزًا على أداء الفرقة الموسيقية له، إن عود فريد الأطرش يعادل فى يده إمكانات فرقة موسيقية كاملة، وهو ما تشهد به تسجيلات العديد من أغنياته التى قدمها فى جلسات خاصة بمصاحبة عوده مثل "وياك ـ قلبى ومفتاحه ـ الربيع ـ عينيه مهما قالوا عنك وغيرها كثير".. حتى ليتمنى المرء لو أنه سجلها بعوده فقط. فى ملاحظته الأخيرة التى ضمنها قسم التحليل الفنى والقيم الثقافية.. يقول كاتب الرسالة بأن "التوفيق لم يخن كاتب المقال كما خانه فى هذه المسألة بالذات"، وهو يعنى ما تضمنه مقالى عن "تمسك فريد الأطرش بالنطق الصحيح للغة العربية" والذى صوّره كاتب الرسالة ليصبح "مسألة تميز فريد الأطرش فى نطق الأحرف العربية"، ولعل القارئ يدرك الآن مدى عدم دقة كاتب الرسالة فى قراءة وفهم ما يكتبه الآخرون، فقد ذكرت فى مقالى "تمسك فريد الأطرش بالنطق الصحيح للغة العربية"، ونقلها ـ لا فض فوه ـ لتصبح "مسألة تميز فريد الأطرش فى نطق الأحرف العربية" وبالرغم من ذلك.. فإننى أقدم لكاتب الرسالة أدلتى على "تمسك فريد الأطرش بالنطق الصحيح للغة العربية" وأترك للقارئ أن يحكم بيننا، فى حديث للأستاذ الدكتور/أحمد كشك ـ أستاذ اللغة العربية وعميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة أدلى به لإذاعة "صوت العرب" فى برنامجها المفتوح عصر يوم 26/12/1993.. تناول أستاذ اللغة العربية الخصائص اللغوية لغنائيات فريد الأطرش بالشرح والتحليل، وسوف أتوقف هنا عند واحدة منها وهى خاصية "المد" فى اللغة العربية وكيف حافظ عليها فريد الأطرش فى غنائياته وذلك فى إطار تمسكه بالنطق الصحيح للغة العربية كما ذكرت فى مقالى، يقول الدكتور كشك: "فريد الأطرش كان يملك فى إطار غنائياته إدراكًا كاملاً بقيمة المد، باعتبار المد لديه قُفلاً لمقطع يستطيع أن يتحرك بصوته فيه، إن عذوبة فريد الأطرش فى غنائياته تبين حقّا عندما يصل فى جملته الأدائية إلى صوت المد، هنا يبدأ أو يظهر فريد الأطرش.. تُحسُّ به فى ختام المقطع.. فى ختام قُفل الكلمة، فعلى سبيل المثال.. فريد الأطرش يغنى فى "بنادى عليك": والحب من غير أمل.. أسمى معانى الغرام، عذوبة فريد الأطرش موجودة فى حروف الألف الموجودة فى نطق هذه الجملة، عندما يجد فريد واديا لمساحات المّد يتحرك حركة لا حصر لها، وبالتحديد فى حرف الألف الموجود فى كلمتى "معانى" و"الغرام"، مساحات المّد لدى فريد لا يطرقها دون أن يستغلها الاستغلال الزمنى الموسيقى الكامل"، انتهى كلام الدكتور كشك وهو ليس مما يقرأ أو يكتب فى "المجلات الفنية المزدانة بصور الفنانات الفاتنات" كما يقول كاتب الرسالة، وهل بعد ذلك يجيء إلينا من يقول بأن "الأداء الغنائى لفريد الأطرش هوالحلقة الأشد ضعفًا فى سلسلة مواهبه الفنية المتعددة"؟، ولعله من المفيد أيضًا أن يطلع معى القراء على أحدث الآراء فى أداء فريد الأطرش الغنائى وهو للأستاذ محمد الكحلاوى ـ مساعد رئيس تحرير جريدة "الصحافة" التونسية، وهو الرأى الذى جاء فى مقال "هكذا انهارت دوائر الثراء فى الأغنية العربية" بالعدد الحادى عشر من جريدة "الفنون" الكويتية والصادر فى أول نوفمبر 2001، يقول الأستاذ الكحلاوى واصفًا تجربة فريد الأطرش الغنائية: "مثل أغانى فريد الأطرش التى تجمع بين معانى الدراما والتعبير إلى عمق اللغة وتفرد الأسلوب". كانت آخر ملاحظات كاتب الرسالة فى مجال التحليل الفنى ـ من وجهة نظرى ـ عن ما تضمنه مقالى عن قصيدة "عدت يا يوم مولدى"، يقول كاتب الرسالة بأننى حملت لحن القصيدة أحكامًا تفصيلية مطلقة على لسان كل من بليغ حمدى وكمال النجمى، ولم يناقش كاتب الرسالة ما قاله كل من بليغ حمدى وكمال النجمى عن القصيدة ونقلته عنهما موضحًا المصدر الذى نشرت به هذه الآراء، ليقول: "ولكن هل هو لحن وحيد فى لونه، لم يلحن أحد قبله أو بعده، قصيدة لها هذه الصفات، كما يوحى الكاتب؟، ولست أدرى من أين جاء كاتب الرسالة بهذا الحكم من أننى قصدت بما كتبت عن قصيدة "عدت يا يوم مولدى" أن أوحى بكل ما قاله، ولكن الحقيقة الواضحة من هذه النقطة وغيرها. أنه لا يستطيع أن يعقب على رأى منشور لموسيقار كبليغ حمدى أو لناقد كبير مثل كمال النجمى، وإنما يستطيع فقط أن يحرّف الحقائق ليمتشق كلمة ويدخل فى معارك وهمية ما أشبهها بتنازلات دون كيخوت لطواحين الهواء. يتبقى هنا أن أرد فى عجالة سريعة على ما أطلقه كاتب الرسالة من دخان فى أول رسالته حينما تحدث وأسهب فى ملاحظاته على معلومات مقالى، ففى أول ملاحظتين وهما عن علاقة سيد درويش بمحمد عبد الوهاب ومكانة عبد الوهاب فى عالم الغناء بعد رحيل سيد درويش فى عام 1923، فإننى أقول إن معلومات الجزء الأول من مقالى ـ والتى دارت حولها أول ملاحظتين لكاتب الرسالة ـ قد جاءت كلها من ثلاثة كتب "وليس من المجلات المزدانة بصور الفنانات" هي: "محمد عبد الوهاب ـ حياته وفنه" للدكتورة رتيبة الحفنى ـ "محمد عبد الوهاب ـ مطرب المائة عام" لكمال النجمى و"السبعة الكبار فى الموسيقى العربية المعاصرة" لفكتور سحاب، إننى لم أشر إلى هذه الكتب فى ثبت المصادر بمقالى وذلك لهامشية المعلومة، ومع هذا فإن كاتب الرسالة يستطيع أن يرجع إلى الصفحة رقم "148" من كتاب فكتور سحاب "الذى هو فى الأصل رسالة جامعية للحصول على درجة الماجستير فى التاريخ" ليتأكد من أن محمد عبد الوهاب قد عمل فى عام 1923 مع سيد درويش فى أوبرا كليوباترا التى ألفها أحمد شوقى، أما ما تضمنه كتابى د. رتيبة الحفنى وكمال النجمى فقد كان توثيقًا لما قدمه عبد الوهاب فى عام 1923 من أغنيات ساعدت على انطلاقه لتحيل مكان سيد درويش بعد وفاته كما ذكرت د. رتيبة الحفنى فى الصفحة رقم "22" من كتابها وكما أكده أيضًا الأستاذ النجمى فى الصفحة رقم "69" من كتابه. فى ملاحظته الثالثة على معلومات مقالى.. يقول كاتب الرسالة إننى قد خلطت بين جنسية الملحن يحيى اللبابيدى وبين جنسية الإذاعة الفلسطينية التى كان يعمل بها، ولست أدرى هل أثرت جنسية يحيى اللبابيدى الأصلية أو موطن أسرته على كونه مؤلف وملحن أغنية "يا ريتنى طير"؟، أما الملاحظة الرابعة والتى دارت حول تاريخ بعض أفلام أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، فقد نشأ الخلط فيها عندما فهم كاتب الرسالة من مقالى أننى أعنى آخر ما مثل الاثنان من أفلام.. بينما كنت أشير إلى آخر ما قدماه من أفلام عند مطلع الأربعينيات. انصبت الملاحظة الخامسة على أول من لحن دعوة غنائية للوحدة العربية، والتى يرى كاتب الرسالة أن هناك أغنيات كثيرة سبقت أوبريت "غناء العرب" لفريد الأطرش، وفى هذه الملاحظة.. فإن ما ذكره كاتب الرسالة من أغنيات كانت أغنيات مناسبات ولم تجسد الوحدة العربية بقدر ما جسدتها غنائيات فريد الأطرش التى جمعت اللهجات والإيقاعات والأزياء والأعلام فى عمل واحد، وفيما يعد امتدادًا للملاحظة الخامسة.. جاءت الملاحظة الأخيرة عن أجمل أغانى الوحدة المصرية ـ السورية، وإننى أتحدى كاتب الرسالة أن يستوقف أى عربى فى أية عاصمة عربية ليسأله عن اسم من تغنى بما ذكر من أغنيات إلى جانب اسم من تغنى بأغنيتى فريد الأطرش، فإن وجد عربياً واحدًا يعرف أن فايدة كامل هى من تغنت فى مناسبة الوحدة بأغنية اسمها "على الأحباب سلام الله".. فإننى سأعلن على الملأ خطأ كل ما كتبت فى مقالى ولا أعود بعدها للكتابة أبدًا.
  #7  
قديم 03/10/2008, 15h27
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: February 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,079
افتراضي رد: فريد الأطرش

أسطوانة أخرى كرست عالمية فريد

اقتباس:
قصة الاسطوانة التي أدخلت فريد الأطرش إلى العالمية
مساهمة كتبت من طرف أبو إلياس 17/03/2008 الصفحة 26


منذ أشهر كتبت مساهمة في هذا المنتدى عرفت عشاق فريد عن قصة اسطوانة إعتبرتها أدخلت فريد الأطرش إلى العالمية وهي أسطوانة فسيفساء شرقية بتوزيع الموزع الفرنسي الشهير فرانك بورسيل لأربع من أشهر المقطوعات الموسيقية للأستاذ ، في نفس السنة أدت المغنية اليهودية الفرنسية التي إعتزلت الغناء وتقيم حاليا بحيفا في فلسطين مايا كازبيانكا أغنية ياجميل ياجميل بالفرنسية وإحتفظت فيها بالمطلع باللغة العربية ، وأصدرت هذه الأغنية في أسطوانة من 45 لفة عن شركة فيليبس بباريس من إصدارات 1964 تحث رقم : 434973 أنظر الصورة المرفقة وقد تضمنت الأسطوانة المقطوعات التالية :
Yagamil
Le credo de l'exilé
Une vie sans amour
Rien ne pourra plus
في تعليقه على الحدث قال الأستاذ فريد إن هذا التعاون بينه وبين مايا إنتصاركبير للموسيقى الشرقية .

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg MAYA.jpg‏ (3.8 كيلوبايت, المشاهدات 1002)
  #8  
قديم 10/01/2012, 11h51
mido28
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: فريد الأطرش

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإلياس مشاهدة المشاركة
أسطوانة أخرى كرست عالمية فريد


منذ أشهر كتبت مساهمة في هذا المنتدى عرفت عشاق فريد عن قصة اسطوانة إعتبرتها أدخلت فريد الأطرش إلى العالمية وهي أسطوانة فسيفساء شرقية بتوزيع الموزع الفرنسي الشهير فرانك بورسيل لأربع من أشهر المقطوعات الموسيقية للأستاذ ، في نفس السنة أدت المغنية اليهودية الفرنسية التي إعتزلت الغناء وتقيم حاليا بحيفا في فلسطين مايا كازبيانكا أغنية ياجميل ياجميل بالفرنسية وإحتفظت فيها بالمطلع باللغة العربية ، وأصدرت هذه الأغنية في أسطوانة من 45 لفة عن شركة فيليبس بباريس من إصدارات 1964 تحث رقم : 434973 أنظر الصورة المرفقة وقد تضمنت الأسطوانة المقطوعات التالية :
Yagamil
Le credo de l'exilé
Une vie sans amour
Rien ne pourra plus
في تعليقه على الحدث قال الأستاذ فريد إن هذا التعاون بينه وبين مايا إنتصاركبير للموسيقى الشرقية .

لقد طلبت المطربه مايا لحن من الموسيقار باقصى سرعه اثناء تواجده بباريس
واخبرها ان هذا سيستغرق وقت ما وثم نصحها واشار اليها ان تختار من الحانه
الموجوده فعلا التي خرجت للنور
وتم اختيار ياجميل ياجميل
  #9  
قديم 19/01/2012, 03h27
mido28
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: فريد الأطرش : بحوث ، دراسات وآراء

مقال وجدته اثناء البحث واحببت ان انقله لكم
حتى تشاركوا في الموضوع ليدرك الجميع اي تحامل وحرب وتزوير يستهدفون به الموسيقار فريد الاطرش

فريد الأطرش.. رؤية أخرى
إلياس سحاب
تلقت مجلة "وجهات نظر" الرسالة التالية تعليقًا على ما جاء فى مقال "فريد الأطرش.. نغم فى حياة العرب" للكاتب نبيل حنفى فى عدد أكتوبر 2001 ونظرًا لضيق مساحة باب "رسائل"، فإن المجلة تورد الأفكار الرئيسية فى الرسالة. المحرر انقضضت بلهفة على مقال الأستاذ نبيل حنفى محمود. ولكن خيبة أملي، منذ السطور الأولى فى المقال، تساوت تماما مع لهفتى الأولى لقراءته. وإننى إذ أرجو المعذرة من كاتب المقال ومن هيئة تحرير "وجهات نظر"، فإننى سأسارع إلى عرض الوقائع الموضوعية التى ساقتنى إلى هذه الملاحظات الأولية، سواء فى المعلومات التى تضمنها المقال، أو فى القيم الثقافية التى بنيت عليها الأحكام العامة التى أطلقها. أولا: فى المعلومات 1ـ يفتتح الكاتب مقاله بمعلومة عن العلاقة بين محمد عبد الوهاب وسيد درويش، ليبين أهمية الأحداث الفنية التى شهدها العام 1923 (وهو العام الذى شهد هجرة فريد الأطرش وأسمهان إلى القاهرة)، فيؤكد أن "محمد عبد الوهاب، عمل مع الشيخ سيد درويش فى أوبرا كليوبترة التى نظمها أمير الشعراء أحمد شوقى". هذه المعلومة الواحدة تضم سلسلة من المعلومات الخاطئة، الناجمة عن الخلط بين مجموعة من الحقائق غير المدققة. صحيح مثلا أن عبد الوهاب تعاون مع سيد درويش بين 1921، و1923، ولكن ذلك كان فى مسرحية شهرزاد، حين مرض سيد درويش الذى كان يلعب فى المسرحية دور "زعبلة"، فعرض الدور على زكريا أحمد، ثم على محمد عبد الوهاب. وصحيح أن سيد درويش قد بدأ تلحين مسرحية "كليوبترة ومارك أنتونى"، ولكنه توفى بعد أن أنهى تلحين الفصل الأول، وبعض ألحان الفصل الثاني، ولم تظهر المسرحية عمليا إلا فى العام 1927، عندما أكمل تلحينها محمد عبد الوهاب نفسه، ولعب دور البطولة فيها أمام منيرة المهدية، ولم يحدث أن قدمت هذه المسرحية ـ الأوبرا فى حياة سيد درويش، لأنه أصلا توفى قبل إتمامها، كما هو معروف. غير أن الخطأ الأكبر فى هذه المعلومة المثلثة الأخطاء، هو نسبة نص الأوبرا التى اشترك سيد درويش وعبد الوهاب فى تلحينها (وليس فى تمثيلها كما أكد المقال) إلى أمير الشعراء أحمد شوقى. أما الحقيقة فهى أن لأمير الشعراء فعلا مسرحية بعنوان "مصرع كليوبترة"، ولكن قصيدة واحدة منها هى التى أخذت طريقها إلى التلحين والغناء، هى قصيدة عبد الوهاب الشهيرة "أنا أنطونيو، وأنطونيو أنا". أما نص المسرحية التى لحنها سيد درويش وعبد الوهاب فهو نص آخر لا علاقة له بأحمد شوقي، ولم يحدث أصلا أن قام سيد درويش بتلحين أى قصيدة لأمير الشعراء، والفارق واضح بين عنوانى المسرحيتين: ـ مصرع كليوبترة، لأحمد شوقى وكليوبترة ومارك أنتونى. 2 ـ فى السطر السادس من بداية المقال، يتابع الكاتب سرد معلوماته، للتأكيد على الصفة التاريخية للعام 1923، فيذكر أنه إضافة إلى كونه عام نزوح أم كلثوم للقاهرة (وهذه معلومة صحيحة ودقيقة)، فإن "عبد الوهاب سجل فى هذا العام أيضا، سبع أغنيات على أسطوانات، ساهمت فى دعم انتشاره، وتأكيد مكانه على قمة الغناء". والحقيقة أن ما سجله عبد الوهاب من أسطوانات فى ذلك العام ( كما هو ثابت فى كل المراجع الجادة والموثوق بها فى هذا المجال) لم تكن "دعما لانتشاره"، بل كانت البداية الأولى لهذا الانتشار. أما الأسطوانات التى أدت إلى "تأكيد مكانه على قمة الغناء"، فقد ظهرت فى العامين 1927 و1928 (وليس العام 1923). فالقوائم التأريخية لأرشيف الراحل الأستاذ عبد العزيز عنانى (وهو أحد أدق المراجع فى هذا المجال، لأنه استمد تواريخ الأغانى من مجموعة الأسطوانات الكاملة التى يملكها) تقول إنه فى العام 1927، ظهرت أسطوانات: اللى انكتب (موال)، اللى يحب الجمال، أنا أنطونيو، يا حبيبى كحل السهد. أما فى العام 1928 فسجل عبد الوهاب اسطوانات منها موال اللى راح راح، أهون عليك، دور أحب أشوفك، قصيدة يا جارة الوادي، والطقطوقتان الشهيرتان حسدونى وباين فى عينيهم، وخايف أقول اللى فى قلبى. وكانت أسطوانات هذين العامين بالذات هى التى "ساهمت فى دعم انتشار عبد الوهاب، وتأكيد مكانه على قمة الغناء". 3ـ فى نهاية العمود الثالث من المقال، يشير الكاتب إلى إحدى أشهر الأغنيات فى بدايات فريد الأطرش "يا ريتنى طير لا طير حواليك"، على أنها من ألحان "الفنان الفلسطينى يحيى اللبابيدي، الذى كان يعمل آنذاك مديرا لقسم الموسيقى العربية بالإذاعة الفلسطينية". والحقيقة أن الكاتب خلط بين جنسية يحيى اللبابيدي، وجنسية الإذاعة التى كان يعمل بها. صحيح أنه كان مديرا لقسم الموسيقى فى الإذاعة الفلسطينية، التى كانت تعرف أيضا باسم إذاعة القدس (وهى غير الإذاعة الفلسطينية الشهيرة الأخري، التى كانت معروفة باسم إذاعة الشرق الأدني، وكان مقرها فى جنين، ثم فى يافا بعد ذلك)، ولكن يحيى اللبابيدى لم يكن فلسطينيا، بل من أسرة لبنانية معروفة فى بيروت. 4 ـ فى سرد مطول لدعم الرأى القائل بأن الأفلام الغنائية العربية الحقيقية بدأت مع فريد الأطرش، وليس مع عبد الوهاب أو أم كلثوم، يرتكب الكاتب خطأ فادحا فى تاريخ أفلام كل من عبد الوهاب وأم كلثوم، فيؤكد أن آخر أفلام عبد الوهاب كان "ممنوع الحب" (1942)، وآخر أفلام أم كلثوم "عايدة" (1942). والحقيقة أن عبد الوهاب مثّل بعد ممنوع الحب فيلمين شهيرين هما "رصاصة فى القلب (1944) مع راقية إبراهيم، و"لست ملاكا" (1946) مع نور الهدى وليلى فوزى. أما أم كلثوم، فقد مثلت بعد "عايدة" فيلمين آخرين "سلامة" (1944) وفاطمة (1948). أما مسألة حصر صفة "البداية الحقيقية للسينما الغنائية" بفيلم "انتصار الشباب" لفريد الأطرش، فإن لمعظم (إن لم أقل لجميع ) النقاد السينمائيين والموسيقيين الجادين والمعروفين رأيا مخالفا. صحيح أن فريد الأطرش جاء فى انتصار الشباب وما تلاه من أفلام، يساهم فى إضافات مميزة للأغنية السينمائية (خاصة فى مجال الأوبريت الاستعراضى) ولكن ذلك لا يسمح لأحد بإلغاء ريادة عبد الوهاب والقصبجى وزكريا والسنباطى فى هذا المجال. (راجع البحث القيم للناقد السينمائى المعروف سمير فريد فى عدد سابق من "وجهات نظر"، عن دور عبد الوهاب الريادى فى السينما الغنائية). 5 ـ بعد ذلك، ينسب المقال إلى فريد الأطرش أنه لحن أول دعوة غنائية للوحدة العربية، فى أوبريت "غنا العرب" (من فيلم بلبل أفندي، 1948) وأوبريت "بساط الريح" (من فيلم آخر كذبة، 1950). وفى هذا الادعاء سعى آخر إلى شد الحقائق التاريخية من شعرها، وتدجينها أو إخفائها، لتسمح بتبرير الرأى المعد سلفا، أو الانطباع العام، القائم على اعتقاد ما، لا يريد الالتزام بالتسلسل الدقيق لوقائع التاريخ الموسيقى والغنائى. فقد غنت أم كلثوم فى مارس فى العام 1945، يوم تأسيس جامعة الدول العربية قصيدتها الشهيرة (شعر محمد الأسمر، ألحان زكريا أحمد) زهر الربيع، وذلك احتفاء بالملوك والرؤساء العرب الذين أسسوا الجامعة العربية. كما غنى عبد الوهاب فى الأربعينيات قصائد وطنية مضمخة بمشاعر الوحدة العربية مثل قصيدة دمشق، وقصيدة فلسطين (1948). 6 ـ ويتابع كاتب المقال فى هذا الموضوع بالذات، فينسب إلى فريد الأطرش أنه لحن "أجمل أغانى الوحدة وأخلدها على الإطلاق"، عند قيام دولة الوحدة بين مصر وسورية فى العام 1958"، وهى " الموسكى لسوق الحميدية" (1958) و"حموى يا مشمش" (1959)، وقد غنتها صباح. إن الكاتب لا يكتفى فى وصف هاتين الأغنيتين الجميلتين فعلا، بصفة "أجمل" و"أخلد" أغانى الوحدة، بل يضيف إلى ذلك وصفا ثالثا يذهب إلى أقصى ما فى اللغة من أفعل التفضيل والجزم والحسم، هو وصف "على الإطلاق". لا أدرى فى الحقيقة من أين أتى الكاتب بكل هذه الثقة فى التقييم "المطلق"، والكل يذكر ظهور أغنيات للوحدة، مع لحنى فريد الأطرش لصباح، مساوية على الأقل (بل ربما متفوقة) فى قوتها الإيقاعية واللحنية، إضافة إلى طابعها الشعبى العميق، مثل لحن محمود الشريف "على الأحباب سلام الله، وعالوحدة ما شاء الله" الذى غنته فايدة كامل، ولحن عبد العظيم عبد الحق "وحدة ما يغلبها غلاب" الذى غناه محمد قنديل، والمتضمن البيت الفائق الجمال: أنا واقف فوق الأهرام وقدامى بساتين الشام 7 ـ يحمّل الكاتب لحن قصيدة "عدت يا يوم مولدى" أحكاما تفضيلية مطلقة، مرة على لسان بليغ حمدي، فيؤكد أن فريد الأطرش "أعطى الموسيقى الشرقية أفكارا جديدة ومتطورة وممتازة وجريئة... لم يعطها أى ملحن آخر معاصر له"، ثم يضيف الكاتب من جعبته أن ما أحدثته هذه الأغنية من أثر فى تاريخ الغناء العربى يؤكد ما قاله بليغ حمدي، وأن الناقد الكبير كمال النجمى أكد ذلك أيضا عندما أشار إلى أن هذا اللحن خارج عن كل تقاليد تلحين القصيدة العربية. لا شك أولا بأن هذا اللحن يعد من أقوى وأجمل ما لحن فريد الأطرش، وأنه إضافة جيدة فى فصيلة التلحين المعاصر للقصيدة العربية، ولكن هل هو أول لحن من هذه الفصيلة، وهل هو لحن وحيد فى لونه، لم يلحن أحد قبله أو بعده، قصيدة لها هذه الصفات، كما يوحى الكاتب؟ على سبيل المعلومات فقط (وعلى سبيل المثال لا الحصر) نذكر نماذج من بعض ما فعله عبد الوهاب فى هذا المجال منذ بداية الثلاثينيات، أى قبل ثلاثة عقود من ظهور لحن فريد الأطرش المذكور. ففى النصف الثانى من القصيدة ـ المونولوج "على غصون البان" سجل عبد الوهاب أول خروج على الكلاسيكية التقليدية فى تلحين القصيدة العربية (1928)، فى مقطع "طير يا فؤادى وغن". وفى العام 1933 لحن عبدالوهاب قصيدته الأعجوبة "جفنه علَّم الغزل" التى لا داعى لإطالة الشرح حول مدى جدتها وخروجها على التقاليد الكلاسيكية فى تلحين القصيدة. ثم ظهرت بعد ذلك قصيدة "أعجبت بى" (1936) واعتبرت المنعطف التاريخى فى إرساء قواعد القصيدة الغنائية العربية الحديثة. ثانيا ـ فـى التحليـل الفني، والقيم الثقافية 1 ـ فى مسألة تطور الموسيقى العربية وتطويرها (ولعلها المسألة الأهم التى أثارها المقال المذكور، وبنى على أساسها منح حجم معين ودور معين لفريد الأطرش فى تطوير الموسيقى العربية جعله سابقا لعبد الوهاب فى هذا المجال، أو منافسًا وحيدا له، مبعدا عن حلبة المنافسة روادا عمالقة من أمثال محمد القصبجى ورياض السنباطى وزكريا أحمد (الذى أغفل كاتب المقال ذكره نهائيا)، ثم محمد فوزى ومحمود الشريف وأحمد صدقى وسواهم من الجيل التالي، مثل كمال الطويل ومحمد الموجى وبليغ حمدى. والحقيقة أن الخلل فى المعيار الذى ينطلق منه أى كاتب، هو الذى يقود عادة إلى الخلل فى التقييم والاستنتاجات العامة، وتحديد الأدوار والمواقع التى يستحقها كل فنان. لقد بدأ الخلل فى المعايير المعتمدة لقياس تطور (أو عدم تطور) الموسيقى العربية فى مطلع المقال، عندما أكد الكاتب أن سيد درويش قد رحل عن عالمنا فى العام 1923 "قبل أن يقطف ثمار ما بذره من أفكار متطورة فى تربة الغناء المصرى التى لم تنتج قبله إلا التكرار والرتابة". ثم يضيف فى عبارة ثانية لاحقة، عندما انتقل إلى الحديث المباشر عن فريد الأطرش، وبعد استعراض عدد من ألحان الأطرش فى الأربعينيات والخمسينيات، أن هذه الألحان جاءت "لتكسر مونوتونات الأغنية العربية، ولتقدم غناء عربيا مؤسسا على أصول مغرقة فى المحلية، لكنه فى نفس الوقت عالمى الشكل والمضمون". فإذا توقفنا عند العبارة الأولي، الخاصة بسيد درويش، فإن النصف الأول منها يتصف بالدقة والموضوعية، عندما ينسب إلى سيد درويش بذر أفكار متطورة فى تربة الغناء المصرى. ولكنه عندما يجزم فى النصف الثانى من العبارة أن تربة الغناء المصرى قبل سيد درويش "لم تنتج إلا التكرار والرتابة"، فإنه يلغى بسطر واحد إبداعات النهضة الموسيقية الكبرى التى انطلقت فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، المسئولة عن تطوير وتركيز الأشكال الأساسية فى الموسيقى العربية. أما حكاية تخصيص نتاج فريد الأطرش دون سواه بأنه مغرق فى المحلية لكنه عالمى الشكل والمضمون، فإننا قبل الدخول فى مناقشته،فقد نبهنا كاتب المقال إلى أنه يعنى "بعالمية الشكل والمضمون" فى ألحان فريد الأطرش استنادا إلى إيقاعات الموسيقى الغربية الراقصة، مثل التانجو والرومبا والفالس. بينما يقول تاريخ الموسيقى العربية بين العشرينيات والأربعينيات أن سيد درويش والقصبجى وعبد الوهاب، بشكل خاص، كان لهم مفهوم أرقى وأعمق فى "العالمية" جعلهم ينهلون من نتاج الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية (قبل الإيقاعات الراقصة للموسيقى الخفيفة) ويتعمقون فيها، قبل أن يدخلوا فى تجارب بالغة الغنى. 2 ـ فى مسألة عالمية ومحلية الموسيقى العربية. يبدو أن معيار العالمية الذى استخدمه كاتب المقال، هو أن "أول لحن عربى" تجاوز الحدود العربية هو تانجو "يا زهرة فى خيالى"، وأن "أكبر أوركسترا عالمية" (لفرانك بورسيل) قد عزفت أربعةألحان لفريد الأطرش. وأن "مغنين عالميين" قد رددوا بعض ألحانه مثل مايا كازا بيانكا، التى غنت له "ياجميل يا جميل". باختصار شديد ننبه إلى أن ربط قيمة أى إبداع عربى موسيقي، بترديد الغربيين له، هو أخطر مفهوم يمكن أن نؤسس عليه أى نشاط فى مجال الإبداع الموسيقى والغنائى. لقد انتشر لحن " يا مصطفى يامصطفى" ذات يوم، فى كل أرجاء الدنيا، كما لم ينتشر أى لحن عربى آخر (بما فى ذلك يا زهرة فى خيالى) فهل نبنى على ذلك أن "يا مصطفى" أعظم من جندول عبد الوهاب، ورباعيات السنباطي، ورق الحبيب للقصبجي، وأهل الهوى لزكريا أحمد، لأن أذن المستمع الأوروبى لم تستسغ هذه الألحان؟ 3 ـ مسألة تنصيب فريد الأطرش كأعظم عازف للعود. لا شك بأننا إذا أحصينا عباقرة العزف على العود العرب فى القرن العشرين، كان لفريد الأطرش موقع ممتاز فى صف الطليعة بين هؤلاء العازفين. أبدأ ملاحظتى بهذا الرأي، حتى لا تختلط الأمور أمام القارئ. ولكن هذا الرأى شيء، والقيم الثقافية التى انطلق منها كاتب المقال، ليقول لنا إن جائزة أحسن عازف عود قد منحت لفريد الأطرش فى تركيا، دون حاجة اللجنة للاستماع إلى أى عازف آخر، مسألة أخرى تماما، هى التى نود التوقف عندها لحظة فى سياق هذا المقال. أ ـ من هى هذه اللجنة التركية، وما هو المستوى الأكاديمى الذى تستند إليه لمنح مثل هذه الألقاب والجوائز؟ ومتى عقدت هذه المسابقة؟ وما هى وقائعها الحقيقية؟ ب ـ إذا أردنا بعد ذلك الانتقال الى مناقشة الموضوع بجدية وعمق، يمكن القول إن تحديد قيمة أى عازف للعود، يستند الى تفحص مقدرة يده اليمنى على العود، ويده اليسرى. ذلك أن اليد اليسري، التى تحدد موضع الأصبع على الوتر، هى المسؤولة عن التعبير عن خيال العازف الموسيقى وإحساسه الموسيقى. أما اليد اليمنى فهى المسؤولة، بنسبة أكبر، عن مدى تقنية العازف، أى مدى سيطرته على آلته. فإذا اعتمدنا هذا المعيار المتعارف عليه أكاديميا، فإننا نجد أن القيمة الأساسية لفريد الأطرش كعازف للعود، إنما تستند إلى القوة التقنية الممتازة فى يده اليمنى. لذلك فإن له قدرة على إنطاق آلة العود بين يديه نطقا فصيحا مبينا، عز وجوده بين عازفى العود. ولكن حتى فى هذا المجال بالذات، ليس الأطرش وحيدا أو أوحد، بل إنه استمد هذه التقنية من أستاذيه اللبنانى فريد غصن والمصرى محمد القصبجى. فإذا انتقلنا إلى موضوع اليد اليسري، المسئولة عن إظهار سعة الخيال الموسيقى وعمق الإحساس، فإن من يستمع إلى عزف فريد الأطرش (دون أن يكون من أصحاب العصبيات الموسيقية العمياء) سيلاحظ خياله المحدود، بدليل أن هناك تشابها غريبا فى كل تسجيلات تقاسيم فريد الأطرش. 4 ـ فى مسألة تميز فريد الأطرش فى نطق الأحرف العربية. أعتقد أن التوفيق لم يخن كاتب المقال، كما خانه فى هذه المسألة بالذات، ذلك أن نسبة عالية جدا من الدارسين الجادين للموسيقى العربية، إضافة إلى نسبة مماثلة من الذواقة تتفق على أن الأداء الغنائى لفريد الأطرش هو الحلقة الأشد ضعفا فى سلسلة مواهبه الفنية المتعددة. وفى الختام، عذرا من الكاتب (عن الصراحة)، وعذرا من "وجهات نظر" (عن الإطالة)، وليست هذه هى المرة الأولى التى أقرأ فيها مقالا فنيا مبنيا على مثل هذه المعايير والمعلومات، ولكن صدمتى كانت أكبر من كل ما سبق، لأن ما قرأته كان منشورا فى "وجهات نظر"، وليس فى أى من المجلات الفنية، المزدانة بصور الفنانات الفاتنات، وليس بالقيم الثقافية الجادة.


التعديل الأخير تم بواسطة : أبوإلياس بتاريخ 19/01/2012 الساعة 10h12
  #10  
قديم 20/01/2012, 13h27
الصورة الرمزية غواص النغم
غواص النغم غواص النغم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:88159
 
تاريخ التسجيل: October 2007
الجنسية: عوام"ليبي"
الإقامة: أويــــــ عروس البحر tripoli ـــــــا
المشاركات: 2,135
Lightbulb رد: فريد الأطرش : بحوث ، دراسات وآراء

في كتاب
كامل الشناوي
اخر ظرفاء ذلك الزمان

وجدت صفحتين عن فريد
الكتاب من تأليف الصحفي الراحل يوسف الشريف تلميذ ومؤرخ لحياة
الشاعر والصحفي كامل الشناوي

وهنا الحديث عن قصيدة عدت يا يوم مولدي






وارجو ان تكون الصفحات واضحة
وقد رفعتها تلبية لطلب الاخت ليلى ابو مدين عندما ناقشنا مقال عن كامل الشناوي


الصور المرفقة
نوع الملف: jpg طµظˆط±ط©ظ*ظ*ظ©ظ*.jpg‏ (68.9 كيلوبايت, المشاهدات 179)
نوع الملف: jpg طµظˆط±ط©ظ*ظ*ظ©ظ،.jpg‏ (82.0 كيلوبايت, المشاهدات 182)
نوع الملف: jpg طµظˆط±ط©ظ*ظ*ظ©ظ¢.jpg‏ (44.9 كيلوبايت, المشاهدات 22)
موضوع مغلق

Tags
فريد الأطرش , فريد الاطرش


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 20h27.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd