وَ عَادَ الْعِيدُ
قصيدة لمّا تكتمل
وَ عَادَ الْعِيدُ
يُوقِظُ فِي حَنَايَا النَّفْسِ أَشْجَانًا
ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا بَرِئَتْ
وَ يَنْكَأُ فِي خَبَايَا الرُّوحِ
وَا أَسَفَا
جِرَاحَاتٍ
حَسِبْتُ بِأَنَّهَا انْدَمَلَتْ
وَ خَابَ الظَّنُّ
آلَمَنِي ضَنَى نَفْسِي
وَأَسْلَمَنِي إِلَى يَأْسِي
وَ خَابَ الظَّنُّ
أَحْرَقَنِي أَزِيزُ الرُّوحِ
يَنْعَى لِي
صَفَاءً كُنْتُ آنَسُهُ
نَقَاءً كَانَ رِدْءَاً لِلْهَوَى الْمَذْعُورِ
يُمْسِكُ نَوْحَ خَفَّاقِي
وَيَحْبِسُهُ
وَيَمْسَحُ دَمْعَ أَحْدَاقِي
فَأُلْبِسُهُ
رِدَاءً نَسْجُهُ فَرَحِي
وَرَدْنُ نَسِيجِهِ مَرَحِي
غَزَانِي الزِّيفُ ... زِيفُ الْخَلْقِ
عَكَّرَ صَفْوَ وُجْدَانِي
وَكَدَّرَ عَذْبَ أَلْحَانِي
وَعَادَ الْعِيدُ ... بِالتَّرَحِ
وَعَادَ الْعِيدُ ...
يَحْمِلُ لِي بِشَارَاتٍ
زَكَتْ فِي الْقَلْبِ نِيرَانِا
وَأَصْلَتْ مِنْهُ أَحْزِانِا
فِأُمَّتُنَا الَّتِي كَانَتْ تَسُودُ الْأَرْضَ
وَاحَزَنَا ... غَدَتْ أُمَمَا
وَأُمَّتُنَا الَّتِي كَانَتْ تَسُوسُ الْخَلْقَ
وَا أَلَمِي ... غَدَتْ عَدَمَا
كَثِيرٌ نَحْنُ ... لَكِنَّا ...
غُثَاءُ السَّيْلِ
وَا كَرْبِي
فَمَا أَحَدٌ بِنَا يَأْبَهْ
كَثِيرٌ نَحْنُ ... لَكِنَّا ...
ثَرِيدٌ صَارَ فِي قَصْعَةْ
إِلَيْهِ تَدَاعَتِ الْأَكَلَةْ
أَلَا مَا أَكْثَرَ الْخَوَنَةَ
أَتَوْا بِالشَّرِّ مِنْ أَقْصَى أَقَاصِي الْأَرْضِ
بَاعُوهُ ... مُنَاقَصَةً ... حِمَى بَغْدَادْ
بَاعُوا سَالِفَ الْأَمْجَادْ
بَاعُوا سِتْرَ عِفَّتِنَا
وَبَاعُوا مَجْدَ أَمَّتِنَا
وَبَاعُوا عِزَّ عِزَّتِنَا
إِلَى الْأَوْغَادْ
أَمَدُّوهُمْ بِكُلِّ الْمَالِ
مَالِ الْأَرْضِ
أَرْضِ تُرَابِنَا الطَّاهِرْ
وَمَا رُفِعَتْ لَنَا رَايَةْ
وَهُمْ أَبْنَاءُ جِلْدَتِنَا
وَهُمْ قَبْلَاً
وَدُونَ الْعُرْبِ
بَاسُوا الْأَرْضَ تَحْتَ حِذَاءِ صُهْيُونِ
عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ
فَسَلْ ذِي قَاَرَ
مَاذَا كَانَ عُدَّتُهُمْ
وَمَاذَا كَانَ سَيْفُهُمُ
وَمَاذَا كَانَ رُمْحُهُمُ
أَتَاكَ الرَّدُّ مِلْءَ الصَّوْتِ
مِلْءَ الْقَلْبِ مِلْءَ النَّفْسِ مِلْءَ الرُّوحِ
كَانَتْ نَخْوَةَ الْعَرَبِي
َوكَانَتْ عِزَّةَ الْعَرَبِي
و سل إن شئت في بدر
و في حطين في اليرموك
ماذا كان عدتهم
و ماذا كان سيفهم
و ماذا كان رمحهم
أتاك الرد ملء الكون
كان الدين دين الله
إيمانا سما بالنفس فوق الذات
فوق لذائذ اللذات
كانت نخوة العربي
و كانت عزة العربي
الذي يأبى
و أما نحن ... ويلاه
نسينا نخوة العربي
فقدنا ثورة الغضب
و أدمننا كؤوس الذل مترعة
؟ ... ؟ ... ؟ ...
! ... ! ... ! ...