الأستاذ الدكتور /عبد الحميد سليم
القاص الفريد
بداية أشكر لك تكرمك علي شخصي الضعيف بإهداءه تلك الدرة الفريدة
شكرا سيدي ...لا حرمني الله من عطاياك السنية
************
نأتي لقصتكم (أم فوزية )
أقول ...دون شبح مجاملة
قرأت القصة يا سيدي فإذا بها تحيلني من القراءة الأولي إلي سنوات قديمة غابرة ....قد لا أكون من الذين قاسوا ويلاتها لكني يا سيدي رأيتها رأي العيان بين ثنايا سطورك....ذلك الريف المغبون تحت وطأة الفقر وأنياب الحاجة....
استطاع قلمك يا سيدي أن يضعنا وجها لوجه ..أمام ريفنا الأصيل ذي الرائحة التي تصعد بنا في جلال البراءة لتهوي بنا من حالق حيث الارتطام المفاجيء بأرض الواقع المر..استطاع وصفك الدقيق أن يكوّن بُعدا ثالثا فتتضح الصورة كأكمل ما تكون
(عندما كانت تقوم بما اعتادته من عمل في تجهيز وصناعة فضلات المواشي وجعلها دوائر ثم تطرحها إلي الأرض لصقا فتسعي إليها أشعة الشمس المتلمظة)
وإذا كان العميد (د: طه حسين) قد دمغه النقاد بدقة التعبير عن مآسي ذلك الريف الذي يربض في صعيد مصر..فأنا أجزم ياسيدي بأنك قد ملكت ناصية لم يملكها هو ...ألا وهي نقل القاريء إلي سخونة الحدث حتي يشعر أن تلك الشخوص من لحم ودم ..يراها ماثلةً أمام عينيه..لا فاترةً قد خبا إوارها عبر النقل والتوثيق
(وحين بدا لها ألمه ولاحت بوادر غضبه ,تنبهت وخشيت مغبات ذلك ومعقباته ,فأجابته حين انتهت من غسل يديها وتأهبت للرحيل في صوت لا يكاد يسمع وعيناها تدور مخافة رقابة رقيب أو فجأة قادم : مفيش حاجة بس البطة اللي عندنا وقعت من السطح ولحقها عم إسماعيل بالسكينة قبل موتها ونفسي الحق نصيبي أنا وابنتي منها في عشائنا اليوم .... تدفق شلال الألم وتكاثف الدمع وتدافعت وتراكضت الأسئلة في نفس وعين وعقل ابن العاشرة...)
ليس بالوصف فقط ولكن بتتبع دقائق الأشياء التي لا يعرفها إلا من كابدها...وتلك التراكيب اللغوية التي تصل للمعني بسهم نافذ
تحياتي لشخصكم الكريم
وجزيل شكري علي ما تفيض به علينا من نفائس
نحن في أحوج ما نكون إليها
مع خالص احترامي ومودّتي.
__________________
.
" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "