الرُّتوشُ الأخيرة ُ
في لوحةِ الخيل ِ والبحر
في مَرَاياكِ أدخلُ ..
أ ُبصِرُ وجهي القديمَ
عِناقَ النوارس ِ للبحر ِ
رَقرَقة َ الموج ِ في وسع ِ عينيكِ
..
أ ُخرجُ من كـُوَّةِ الذكرياتِ هَداياكِ :
- أقلامَكِ الأبَنوسَ
- مَحارا ً تـَوَسَّدَ أسرَارَنا
- خاتما ً هَجَرَ الإصبَعَين ِ
ونامَ على حُزنِهِ
- وردة ً أسلمَتْ للفصول ِ بَكارَتـَها
- لوحة َ الخيل ِ والبحر ِ
- كوفِيَّة َ الصُّوفِ
- ديوانَ درويشَ
- صورَتـَكِ المدرسية َ ذات الضفائِر ِ
- تاريخَ ميلادِ لهفتِنا
- أغنياتٍ لفيروزَ ..
تـَوْأمَتِ البحرَ والعُشبَ
- آياتِنا في كتابِ الجنون..
في مَراياكِ أدخُـلُ
أمسَحُ عنكِ غبارَ السنين ِ
وأخرُجُ ..
رَجفـَة َ ضوءٍ
صَدَى شهقةٍ
قطرة ً من حَنين
..
سأعتادُ حُزني
وأ ُلقي على مسمع ِ النور ِ والظلِّ
فقرة َ شِعر ٍل ( لـوركا )
و أطفو على ماءِ نـَهدَيكِ
أصطادُ بعضَ الفـَرَاش ِ وأ ُطلِقهُ
أستعيدُ الرتوشَ الصغيرة َ
في لوحةِ الخيل ِ والبحر ِ
أغمِسُ ريشَ القصائِدِ
في حِبْر ِ شـَعركِ
أرقصُ في ساحةٍ للعُراةِ
أغني لفيروزَ حتى يُجَنَّ الفضاءُ
( ألمْ يكن البحرُ عِطرا ً نـُرَشرشـُهُ تحتَ آذانِنا
في الصباح ؟! )
( ألم يكن الليلُ بوابة َ الحُلم ؟! )
..
مِلءُ يَدي الآنَ رَملُ الكلام
مِلءُ أشرعَةِ الراحلينَ
رَفيفُ الخِتام
والمناديلُ في الأ ُفـْق ِ
طيرٌ يُلـَوِّحُ للشاطئ ِ المُستـَكين ِ
ولستُ جديرا ً بفـَكِّ طلاسِم ِ
هذا النواح البعيد
عودي إذن يا يقيني الوحيد
فاضَ ليلُ ارتقابِ المُسافِر ِ
وانفرَط َ الوقتُ من قبضةِ الإنتظار ِ
فكيفَ سيمتلئُ الكوبُ بالبحر ِ..
والناىُ بالأغنياتِ الحزينةِ ؟!
عودي إذن يا يقيني الوحيد
أنا آخرُ العاشقينَ
( أنادِيكِ )
بوحُ الجنون أنا .. و هديلُ الحَمام ِ
( أناديكِ)
هَمهَمة ُ الضوءِ في شَهَقاتِ المصابيح ِ
دَمدَمَة ُالبَحر ِ
نـَهنـَهَة ُ الوردِ تحت الغيوم ِ
( أناديكِ)
لا شىءَ
لا شىءَ غير الصَدىَ
يمامٌ يَحُط ُّعلى شـُرفةِ القلبِ
ثم يطيرُ إلى شـُرفةٍ في المدىَ
..
تنامُ البيوتُ ..
فيستيقظ ُ الحُزنُ
ينشرُ دُخانـَهُ في الشوارع ِ
أدخلُ في مِعطفي
أتهيأ ُ للمشىِّ فوق رصيفٍ
يُقاسِمُني الصمتَ
يُدخِلني الليلُ غاباتِهِ
ويبوحُ بأسرارهِ
ضبابية ٌ طـُرقاتُ المدينةِ
والموتُ حبلُ وريدٍ وأدنىَ
هل الآن تستمعين لوقع حِذائي)
على شارع ٍ مـَيِّتِ ؟! )
كنتُ أسألُ عينيكِ :
أين الطريقُ إلى البحر ِ؟!
..
..
( يتبع )
ً