منتدى سماعي للسمّيعة ... ومن يهوى السلطنة
بقلم: د.جمال فياض
هل ما زال هناك " سمّيعه " ؟ ، هذا السؤال الذي يطرح نفسه في زمن المغنّيات وعارضات كمال الأجسام ؟ وفي زمن الـ " واوا أح " و " بوس الواوا " و كغ أنكغ " ... هل ما زال هناك من يمكن إعتبارهم أصحاب " الأذن الموسيقية " ؟ هل هناك من يسمع بمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وفايزه أحمد وشهرزاد ومها صبري ...
وهل هناك من سمع يوما أغنية مسجّله حتى لا أقول يتذكّر " صالح عبد الحيّ و نجاة علي ومديحه عبد الحليم وسعاد مكاوي... ومن من الناس يعرف منيرة المهدية و نادرة وملك ؟
وفي لبنان ، من تكون نازك وزكية حمدان وماري عطايا وصليبا القطريب ومحمد مرعي ؟ وأطال الله بعمرهن ... نجاح سلام وسعاد محمد ونهاوند و ... و ... عشرات الأسماء التي صنعت الطرب والغناء في العالم العربي من مصر ولبنان وسوريه ...
كل هذا الرعيل الكبير ذهب الى عالم النسيان ومحته الذاكرة الفنية لعيون دومينيك حوراني ومي الحريري وهيفاء وهبي ورولا سعد وروبي وبوسي سمير و... و...
هو التطور الطبيعي للشعوب ، ولمزيد من الدقّة نقول هو التغيّر الطبيعي . فللتطور أمر إيجابي ، بينما التغيّر يحتمل كل الحالات سلبا وإيجابا .
منذ أشهر وقعت على عنوان على النت ... وهتفت وأرتعشت يدي وأنا أفتح هذه الصفحة الرائعة ... " سماعي " . منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل . وفيه تعاونت أسرة من السمّيعه المحترمين على تغذيته بأحلى وأجمل وأروع ما في التراث العربي الأصيل من نوادر وأغاني ومعزوفات كاد الزمان أن يمحوها ويرميها في عالم الإهمال .
هذا الموقع لا إعلانات فيه ولا ترويج لكلام سخيف ، ولا أستسهال . هو أرشيف الغناء العربي بأقصى الممكن من أم كلثوم وبعض ما قبلها إلى سلوى القطريب وبعض ما بعدها ... وما بينهما، من الأساتذه ، من المطربات والمطربين الحقيقيين إلى فيروز وتسجيلاتها النادره ، وتسجيلات أم كلثوم النادره وحفلاتها بالتواريخ . لقد أخرج أعضاء هذا المنتدى كل ما في خزائنهم من درر ومن نوادر وتحف ثمينه ووضعوها لمن يهوى السلطنة والطرب ...
يستحق هذا الموقع أن تصل إليه وزارات الثقافة العربية مجتمعة وجامعة الدول العربية بقسمها الثقافي ، لتقدم له الدعم المادي الكامل واللازم ليبقى تراث الغناء العربي مجموعا بحبّ ، وتحتضنه مجموعة السمّيعه والذوّاقه ليصل الى جيل قد يكون ما زال يؤمن بتراث هذه الأمة ... ولتكن هناك خطة لإنشاء مواقع مماثلة وشبيهة للشعر العربي القديم والحديث ... الذي لا يعرفه جيل اليوم ، وإن عرفه بالتأكيد لا يفقه منه شيئا .
تحية من القلب لهذه المجموعة من الروّاد الذين وضعوا كل طاقتهم ، وكل ما يمتلكونه من كنوز ونوادر الغناء العربي بلا مقابل على موقع علني ومجانا لمن يهوى الطرب ... قبلة على جبين كل واحد من هؤلاء الناس . هيا ، إلى " سماعي " ... هذا العنوان الذي يجمع كل الفرح ، في زمن الحزن الغنائي الذي نعيشه .
__________________
إن الكلام من الفؤاد وإنما جُعل اللسان على الفؤاد دليلا
سماعى للسميعه فقط بقلم د/جمال فياض
العرض العادي
