قال إن أخطاء في المفردات تشوب نصوصها
جمال لعروسي: ''قوالب جاهزة تفتقر إلى الإبداع الموسيقي ''
يرى الفنان جمال لعروسي أن أغنية الشعبي في الجزائر ترتكز في الغالب على القوالب الموسيقية الجاهزة من خزانة التراث، في غياب الإبداع على مستوى اللحن.
أبرز لعروسي، في حديث مع ''الخبر'' من إسبانيا، أن المغنين الذين يؤدون أغنية الشعبي من الجيل الجديد مدعوون للاجتهاد في اشتغالهم على اللحن، وعدم الاكتفاء بالتراث الموسيقي الذي خلّفه ''الشيخ''، مواصلا ''ما نراه حاليا في ساحة أغنية الشعبي هو تكرر ألحان بعينها، مع اختلاف في الكلمات والنصوص من مغن إلى آخر''.
وأضاف خريج معهد كولونيا الموسيقي بألمانيا ''قصايد'' الشعبي التراثية الموزونة تتيح للمتمرس في الموسيقى مساحة لإبداع ألحان جديدة دون المساس بجوهرها، فسيل الإبداع متواصل ولم يتوقف في عصر دون غيره''. وأوضح لعروسي أن الحديث عن الإبداع على مستوى اللحن لا يعني التجديد وعصرنة أغنية الشعبي أو المزيج الموسيقي، معللا ''ذلك مجال آخر، لكن يمكن تقديم ألحان جديدة دون المساس بهيكل أغنية الشعبي في إطارها المعروف، وشيخنا اعمر الزاهي أصدق مثال على ذلك، فإبداعاته متواصلة''.
وتوقف جمال لعروسي من جانب آخر عند نصوص ''القصايد'' التراثية في أغنية الشعبي، التي شاب الكثير منها أخطاء على مستوى المفردات، بعد تواتر المطربين في أدائها بأخطائها، مرجعا ذلك لاعتماد الجيل السابق على نقل القصائد من مصدرها الأصلي بطريقة ''الشرابية''، ويعني المصطلح كتابة اللغة العربية بحروف لاتينية، فيحدث _حسبه_ خلط في التمييز بين الحروف.
وأوضح محدثنا في السياق نفسه ''اكتشفت من خلال احتكاكي بالمختصين في تراث أغنية الشعبي بالجزائر والمغرب أننا نقدم الكثير من القصائد بأخطاء في المفردات، حيث تتخلل هذه القصائد مفردات لا تمت للعربية بصلة، على غرار لفض ''الجرذابية'' في قصيد الحراز، والأصل هو الجغرافيا، وهو ما أكده لي الكثير من الأساتذة والمختصين في موسيقى الشعبي والملحون بالمغرب''.ونوه لعروسي بجهود بعض المختصين في التراث الشعبي بالجزائر، الذي أخذوا على عاتقهم تصحيح الأخطاء الواردة في قصائد الشعبي كما وردت في النص الأصلي، على غرار الباحث آمين دلاي الذي أصدر كتابا في هذا المجال.
المصدر: جريدة الخبر، سلمى حراز، 1 أفريل 2010