إيقاع الموت
(1)
سماءٌ تبادِلني دَهشتي
تـُعِدُّ ليوم ٍ يجيءُ على حافةِ العُمرِ مِثلي
تـُصَلي وتقرأ ُ آياتِها المُستـَعيذةِ مِثلي
تجوعُ وتـَعرَى وتظمأ ُ مِثلي
سماءٌ تشاطرني الخوفَ
تسألُ مِثلي
عن الحِكمَةِ الغائِبة
(2)
رُبما يعرفُ الرُّخُّ بـَيتي
ويرصُدُ شـُبَّاكِيَ المُنتـَظِر
فيأتي
ويَحمِلني سِـندباداً ..
أجوبُ الأساطيرَ
ألمَسُ عُـرىَ القمر
ربما يعرفُ الغيمُ بيتي ..
فيَهْمِي ببعض المَطر
على شرفتي
فأقيمُ طقوسَ الطفولةِ ..
أعـرَى عَـراءَ الشجَر
أتعَمَّـدُ بالغيث
أفتـَحُ بابَ النـَّهار ِ
وأبدأ ُ مِنهُ السَّـفر
...
ربما يعرفُ الموتُ بيتي
فيأتي
ويقـتـُلُ فِيَّ الضَجَر
(3)
يزحفُ الظِلُّ فوقَ الشوارع ِ
مُتـَّئِداً في خُطـاه
فـَزَّعَ النورسَ الظِلُّ
فـَرَّ إلى حيث عُـرى السماءِ احتواه
يهبـِط ُ الظـِّلُّ فوقَ البيوتِ
تـُخَضِّبُها بالشحوبِ يَدَاه
الشعاعُ الأخيرُ
يُلـَمْلِمُ عن صفحاتِ المياهِ انكسارَاتِهِ
يختبي في مَدَاه
...
يَدلفُ الظـِّلُّ بين شقوق ِ النهار
يرسمُ الظـِّلُّ - بالفحم ِ-
خلفية َاللوحةِ المُستقرةِ
فوقَ الجـِدار
يفرش الظـِّلُّ أبعَادَهُ
نافِـذا ً من حدودِ الإطار
يدخلُ الظـِّلُّ عبرَ النوافِذِ والشـُّرُفات
يرقدُ الظـِّلُّ فوقَ خُصُور ِ البَنات
ترتخي في العيون مصابيحُها
تستكينُ الجيادُ لسائِسِها
ينقـُشُ الظـِّلُّ - مُنتـَشِيا ً-
بُقعة ًمِن دماءِ البَكارةِ
فوقَ المِلاءَات
يتشاغلُ عنهُ الرِّجالُ بإطلاق لِحْيَاتِهم
و خشوعِ الصلاه
يَزحَفُ الظـِّلُّ فوقَ الشوارع ِ
مُتـَّئِداً في خُطاه
(4)
كم الساعة ُ الآن يا صاحبي ؟!
( تـَكْ تـَتـَكْ.. تـَكْ تـَتـَكْ )
- يعزفُ البحرُ إيقاعَهُ
فاصغِ للبحرِ
كلُّ ثانِـيَةٍ تـُعلِنُ الموتَ
تقرعُ ناقوسَ بدءِ الحِداد
نحن في التـِّيهِ يا صاحِبي
والمواقيتُ محضُ هَبَاء
دقائِقـُنا
تتسربُ من ثقبِ أيامِنا
والفصولُ تـُكرِّرُ أبعادَها
والمسافاتُ توسِعُ ما بيننا
والنوارسُ ترحلُ خلفَ تِلال ِالغياب
.....
كم الساعة ُ الآن يا صاحبي
( تـَكْ .. تـَتـَك)
- المكانُ الفراغ
( تـَكْ .. تـَتـَكْ )
والزمانُ السراب
(5)
العصافيرُ تفقدُ ريشاتِها
واحِدة .. واحِدة
وتصَلي بجوفِ الصقيع ِ
صلاةََ َ مُوَدِّع
العصافيرُ تنتظرُ الفجرَ
والفجرُ ما عادَ يَطلـُع
العصافيرُ تفقدُ أعشـَاشَها
والسَّما راعِـدَه
كنتُ أجرعُ كاساتِ حُزنِيَ
أجلسُ في الحانةِ الباردة
أترقب دقاتِ منتصف الوقتِ
أخرجُ للشارع ِ المُتـَوَحِّل ِ
أنزفُ فوق الطوار ِ دَمي
وأسيرُ بلا أوردَه
الطريقُ المُضَمَّخُ بالدَم ِ
مُستسلِمٌ للمَطر
والعصافيرُ مَيِّتـَة ٌ تحتَ أشجَارها
و السما .. مُوصَدَه
(6)
شاحبٌ
وجهُ هذا الصَّباح
الصباح
الصباح
الصباح
الصباح
البيوتُ تنامُ بلا أغطِيه
والشوارعُ تغفو بلا أ ُمنِيه
وأنا قِشـَّة ٌ
في الطريق الخَوَاءِ المَديدِ البَرَاح
البراح
البراح
البراح
البراح
البيوتُ
الطريقُ
الخَواءُ
سُـدَىً في سُـدَى
في سُدَى
في سُدَى
في سُدَى
في سُدَى
حين صِحتُ ..احتواني الصًّدَى
الصَّدَى
الصَّدَى
الصَّدَى
الصَّدَى
القطارُ يُمَزِّقُ صمتَ المَدَى
المَدَى
المَدَى
المَدَى
المَدَى
كنتُ بينَ القضيبَين أفتحُ صَدري
و تقتربُ التكتكات
( تـَك تـَتـَك.. تـَك تـَتـَك .. تـَك تـَتـَك)
يحتويني الصَّفير
الصَّفير
الصَّفير
الصَّفير
الصَّفير
آنَ لي أن أطير
آنَ
لي
أن
أطير
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال