بسم الله الرحمن الرحيم
"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ"
صـــدق الله العظــــيم
انطفأت من حياتي شمعات كانت تضيء أيامي ولياليّ لأكثر من نصف عمري..
ثمان وثلاثين شمعة .. هي عمر حياتنا معا
أخذ يخبو نورها شيئا فشيئا حتى قضى الله أمرا كان مفعولا
فانطفأت ..
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ورحلت صاحبة الشمعات تاركة للدنيا
أصدق قصة وفاء وحنان ومحبة وعطف يصعب على خيال شاعر أن يصورها
فلقد غُرست جذورها طاهرة في أرض طاهرة و "فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ" بين مكة المكرمة ومنىً
وتوّجت بالقاهرة ثم نَمت شجرتها هنا بالمغرب إلى أن تساقطت أوراق الشجرة
التي كنت ألوذ بها اتقاء حرّ الأيام وبرد الليالي..
و... إنا لله وإنا إليه راجعون....
إخواني وأخواتي ...أبنائي وبناتي الأعزاء
للحظات قليلة ..خِلتُ حياتي إظلمّت .. بعد أن انطفأ نور رفيقة دربي وعمري
وقبل أن أتخبط في ظلام أيامي ...وجدت الأضواء والأنوار تحيط بي من كل جانب
وتهبط عليّ من كل حدب وصوب....
ألا هي كلمات حضراتكم الرقيقة والنابعة من نورانية الحب الإلهي ..
فكانت حروفكم خير نبراسا وأعطر ضياء ..فأحطوني بدفء مشاعركم الجميلة
التي كانت لي خير عزاء ...سواء بكلماتكم المكتوبة بحروف من نور وضياء
أو بأصواتكم المليئة بالعواطف الجياشة والمشاعر النبيلة
أعزائي ..أحبائي
وكل من شارك في مواساتي وخفف عني ألم مصابي
أسأل الله العظيم أن يشكر لكم سعيكم ويغفر لكم ذنبكم
ويثيبكم عني خيرا ..ويثقل موازين حسناتكم بماقدمتم
لي من خير مواساة
شكرا لكل من كتب حرفا ...شكرا لكل من هاتفني
شكر الله سعيكم ولا أراكم مكروها في عزيز لديكم
*