لقد تعارف قراء المقام العراقي على ان هذا النوع من الغناء لايتمكن منه الا الرجل ، لانه يتطلب نفسا طويلا ومطاولة على اداء شعبه وأوصاله وعندما صدحت صديقة الملاية بمقام البهيرزاوي والنوى والمحمودي لاقت من النقد والتقريع الشيء الكثير على الرغم من أن خبير المقام في الاذاعة آنذاك أخذ يدربها على المقام المحمودي والجبوري، وهذا الامر انسحب في ما بعد على بعض الاصوات، فآثرت تحرير المقام والدخول إلى البستة او الاغنية حتى ظهرت الفنانة مائدة نزهت التي قدمت في بداية الامر اغاني خفيفة ومنوعة ، وعندما انضمت إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية كان لزاما عليها ان تحفظ بعض المقامات والبستات القديمة لكي تتمكن من تقديم التراث العراقي خلال جولات الفرقة في عدد من عواصم العالم وعندما شرعت بالغناء لاقت هي الاخرى النقد وعدم القبول خاصة ردود افعال الراحل يوسف عمر الذي ظل مصرا على ان المراة لاتستطيع ان تؤدي المقام العراقي وهذا التخصيص حملناه كسؤال للفنانة مائدة نزهت حيث اجابت :
ـ صحيح ان المقام العراقي فن صعب يتطلب حنجرة رجالية ذات مواصفات عالية خاصة في المقامات التي تتطلب قرارات وجوابات عالية ، ولكن بعض المقامات الفرعية يمكن ان تؤدى من قبل الاصوات النسوية مثل الجبوري والبهيرزاوي والمحمودي والنوى
*هل تمكنت من ذلك ؟
ـ الحفلات التي قدمناها لاقت استحسان الجمهور كما لاقت القبول من المعنيين بشؤون الموسيقى ، والامر هنا لا يتعلق بالصوت الرجالي او النسائي بقدر ما يتعلق بسلامة الحنجرة وقوتها على الاداء .
*كيف واجهت رفض البعض قراءة المقام من قبل النساء ؟
ـ لم اواجه أحدا بل استمريت بالحفظ والعطاء ، وقد سجلت عددا كبيرا من المقامات والبستات العراقية . وانا مؤمنة بما اديت ، هذا لأني مولعة بالتراث العراقي الاصيل .
*ما رأيك بالاصوات النسائية اليوم؟
ـ توجد اصوات جيدة ولكن الظروف الاجتماعية والمالية تحول دون ظهورهن.