إخواني و أخواتي أعضاء سماعي الكرام
إخواني الأعزاء عبد المنعم ,عادل محمد وسمعجي
إسمحولي أن أخالفكم الرأي في ضنكم بما كتبه الشاعر الراحل بيرم التونسي و ما لحنه و غناه الموسيقار محمد عبد الوهاب و أعني أغنية محلاها عشة الفلاح.
أولا نحن نعلم أن الشاعر يكتب الزجل الساخر أحيانا و الثائر أحيانا أخرى و عندما نطلع على مسيرة حياته كانت حياة بائسة فقيرة و لم تتح له الفرصة حتى للعيش في وطنه نفي مرات إلى تونس و فرنسا و حاول مرار العودة لوطنه الأم مصر و رحل منها من جديد إلى فرنسا و عمل حمالا في ميناء مارسيليا و ... و...
كانت مسيرة حياة غير مستقرة و ذالك طبعا لما يقوله من أزجال و كان شديد اللهجة في أزجاله و لا يهمه ما يحدث من جرائها و هو القائل في هذا الباب:
من قبل مااكتب أنا عـارف القــــــول ضايــــع
والأجـربالتأكيد ذاهـــب حسب الشـايـع
والشتم حايجينى مسوجـر من واد صايــع
مهما انكويت بالناروالزيت برضــك فنــان
و يقول في إحدى أزجاله منتقدا:
ميت ألف راجل بما فيهم من الشنبات
ما يجوش في ضافر صباع واحده من الستات
مهوش عجب - كل يوم تتقلب البورصات
سعر النهارده الأراضي تنقلب سماوات
- - - -
دخلو على البرلمان في خفة العصافير
بدون ليحيا و ليسقط و لا تجعير
و بدون فضايح و لا فوضى و لا تكسير
باتت لكل اللغات تتجاوب الاذاعات
- - - -
( الناخبون ) شفتهم بالعُصي والنبابيت
ساحبهم (المحترم) عالقسم تصويت
و لجل يثبت وجودهم كسروا الحوانيت
ما خلوا دكان يبيع كشري و لا شربات
- - - -
يا سيداتي اهجموا و اتقدموا على طول
خطوا كمان خطوه واحده تبلغوا المأمول
إيد المره في الزمان ده كل حاجه تطول
والخيبة راكبة الرجال،اللي اسمهم بهوات
- - - -
يا ريت وزارات زمان كلها فساتين
و برلمانات زمننا تمتلي حلوين
لكان بدال البارود الورد و الياسمين
و لا كانش نص الخلايق يندفن في الصين
و نصهم ينجزر في معركة برلين
ايه اللي نابنا من الأقطاب والأساطين
غير الهموم و النكد و الحرب و الأزمات
إذا فإن الشاعر لا تهزه لومة لائم ما دام أنه مقتنعا بما يقوله و قد سبب له ذالك الأذى والنفي مرارا و لكن بطرقه الملتوية حاول الرجوع إلى بلده مرارا إلى أن نجح في عهد الملك فاروق الذي عفى عنه عند توليه العرش. فهذا الشاعر العظيم و نظرا لحياته البسيطة و المتواضعة و المعقدة المضطربة الغير مستقرة من جهة أخرى و المعانات التي عاشها طيلة حياته و هو القريب من شرائح المجتمع و لا سيما الطبقة البسيطة لا يمكن و بأي حال من الأحوال أن يسخر بمعيشة الفلاح و التي يصفها في إحدى أزجاله وصفا جميلا راقيا يتغنى بها بكدحه لنيل لقمة العيش الكريمة موظفا كلاما شعبيا كعادته مسنتبطا من شوارع الطبقة الكادحة البسيطة و التي هو من صلبها. و أرى في البيت
يتمرغ على أرض مراح و الخيمة الزرقا ساتراه
لم يكن يعني بها إهانة الفلاح بل يصف فيها بساطة حاله إذ أنه يفترش الأرض و يتغطى السماء و هو الذي يتمرغ و يحارب الأرض ليخرج منها ثمرها فحياته تراب و سماء إلى أن تلك البساطة في العيش حلوة لأنها شريفة و ممتعة و خالية من التعقيدات. كما أن الموسيقار محمد عبد الوهاب ذكاءه و ثقافته و من حوله لن يسمحوا له بتبني هذا العمل فنيا إذا كان فيه ما يمس بشخصية الفرد المصري و العربي و بالأحرى جمهوره من طبقة كل الطبقات لأنه كان يعي ما تقصده هذه الكلمة من مدلولات. و لم يكن لأحد منهم أن يسخر من الفلاح الذي هو السبب في توفير خيرات الأرض لنا. و هاكم قصيدة أخرى للشاعر حيث يقول:
الفـــلاح
الأوله آه والتانيه آه والتالته آه
الأوله عيرونى . إن نا فلاح
والتانيه أزرع وأقلع اللى نام وارتاح
والتالته آه للى أحبه شط منى وراح
- - - -
الأوله عيرونى ان نا فلاح – بدفيه
والتانيه أزرع وأقلع اللى نام وارتاح – فى دهبيه
والتالته آه اللى أحبه شط منى وراح – فى صبحيه
- - - -
الأوله عيرونى ان نا فلاح بدفيه – وعيشى حاف
والتانيه أزرع وأقلع اللى نام وارتاح فى دهبيه – بمقداف
والتالته آه اللى أحبه شط منى وراح فى صبحيه – ما قال لى عواف
- - - -
الأوله مش بإيدى دا قضا محتوم
والتانيه ومسيرها ناس تغرق وناس حتعوم
والتالته ميت هم يرحل ألف هم يدوم
الأوله آه والتانيه آه والتالته آه
__________________
لم أعد داريا إلى أين أذهــب .. كل يوم يصير وجهك أقــــــــرب ..
كل يوم يصير و جهك جزءا .. من حياتي و يصبح العمر أخصب ..
أنت أحلى خرافة في حيـاتي .. و الذي يلحق الخرافات يتعــــــب ..