على مر العصور كانت مجالس الشعراء والأدباء والأعيان , قائمة على المناظرات العلمية والأدبية المنوعة والمتعدده , وكان الشعر حاضراً دوماً في هذه المجالس , بإعتباره المعبّر الأول عما تجيش وتفيض به النفوس والقلوب والعقول , على كافة الأمزجة والأهواء .
وكان الشعراء في ليالي السهر والسمر ,, يمضون ساعات المساء بومضات من الأبيات الشعرية البديعة ,,هذه الأبيات التي تنير ظلام الليل وعتمه السماء ,كنجوم في عوالم الجمال ,
وكان من بين الأشعار ما يسمى ب"اللغز الشعري" , بأن يلقون اللغز في صورة شعرية ,والجالسون حينها يتنافسون في الوصول إلى الحل , وعندما يصلون إلى الإجابة الصحيحة , ينتقلون إلى لغز آخر ...وهكذا , وهم في رونق وتألق من براعة الإلقاء والإبداع في التحليل والتوضيح .
واللغز : هو أن تذكر شيئاً بصفات يشاركه فيها غيرة ,فيرجع الذهن إلى حيرة لا يدري مصرفها إلى أي متصف منها , لكونها تصدق من جهة وتكذب من أخرى .
فما رأيكم أن نعيد هذه العادة الأصيلة , من معين التراث العربي العريق , هذه العادة التي ترتقي بالذائقة الأدبية الشعرية البديعة , والتي تبعث البهجة والمرح على النفس , وتضيف عمقاً ساطعاً في أعماق الروح , لما فيها من إضافات وامدادات معرفية هامة وقيمة من إعلاء عنصر دقة الملاحظة والتركيز والفهم .
وبالتوفيق للجميع ...