أستاذنا الفاضل الشاعرالأديب المتألق :
سيد أبو زهده
صباح الريحان والعصافير والكادي
لقد عبأت قلمك الرصين من ماء النيل العريق ، بهذه القطرات الأصيلة التي بقيت في معين القلم رغم الإبتعاد الوجودي المادي ، لكن الوجود النوري موجود في معين هذا القلم الحر الدفاق ، هذا الوجود الناطق في أشعارك بقوة وبعمق ، تتحدث بكل أريحية وصراحة وصدق مفعم بالنقاء والصفاء ، وأجمل شيء في الشاعر عندما يكون له هذا الحضور الناسوتي العميق الزاخز بزخم الإنسانية بنسب حقيقية لا مجازية ، مع تمازج وتناغم واتحاد مع آلية من الجمال اللاهوتي النوري من بين اشعارك وردودك التي أجدها قصائد دوماً وأبداً .
وأستوقفني حديثك الشيق الممتع مع الأستاذ المبدع كمال عبد الرحمن ، حول ماهية البراءة والوعي وعلاقتهما وتنافرهما ، وحول الطفولة التي نظل نبحث عن إطلالتها المشرقة والنيرة في سطورهذه الإيام ، ونظل نلاحقها في الكبر ونضيعها في الصغر ، كما قال بيكاسو : " عندما كنت طفلاً كنت أرسم كالكبار ، وعندما كبرت صرت أرسم كالأطفال " .
استاذي الكريم ، عندما أمر من هنا لقراءة القصيدة ، يستوقفني " توقيعك " وهذه الإخيارات القيمة من حكم وكلمات أستاذنا كمال عبد الرحمن ، وهذه الفلسفة التي أظل عندها في حيرة وتساؤل ، وأظل غارقة في هذه العبر والدروس من الحكم والكلمات والأشعار ، والأهم من ذلك أقف في تأمل وصمت هذه الموقف الكريم من وضع هذه العبارات القيمة وبهذه الروح وما فيها من أخوة وصداقة وتواضع بينكما ، اسأل لكما التوفيق والسداد .
لكني اليوم مع " مقلوبة " وأكثر لفظة أحببتها هي " برياني" وصرت أتامل أحوالنا المقلوبة المعكوسة والمتباينة مثل حبوب رز البرياني ، فهناك حبوب متغيرة اللون وهناك من هو باهت منها ومن فاقع ومن لم يصل لحد الإستواء ، مثل أحوالنا المقلوبة رأساً على عقب ، ومشاكلنا المقلوبة مثل بهارات البرياني الكثيرة والمتعددة والمتنوعة إلى حيث لا انتهاء .
أشكرك على هذا العطاء الثري والفيض النبيل ، وهذه الدروس الحياتية التربوية التي نتعلم منها الكثير ، من خلال روائعك الفريدة ومواقفك النبيلة .
وعذراً على الإطالة وعلى الإزعاج
دمت طيراً رناناً في دنيا الكلام
تقبل تحيتي .