* : صالح عبد الحيّ- 16 أغسطس 1896 - 3 مايو 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 14h40 - التاريخ: 10/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 10/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : توفيق العقابي - - الوقت: 09h01 - التاريخ: 10/09/2025)           »          سعاد محمد- 2 فبراير 1926 - 4 يوليو 2011 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 07h46 - التاريخ: 10/09/2025)           »          مليكة مداح (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي دياب - - الوقت: 21h53 - التاريخ: 09/09/2025)           »          الشيخ العفريت ( 1897 - 26 جويلية 1939 ) (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 15h40 - التاريخ: 09/09/2025)           »          ألحان زمان (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 14h37 - التاريخ: 09/09/2025)           »          فى انتظار حفل اذاعة الاغانى الخميس الاول من شهر بتمبر 2025 (الكاتـب : EgyLoveR1980 - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 12h35 - التاريخ: 09/09/2025)           »          يوسف التميمي- 20 سبتمبر 1921 - 2 اوت 1983 (الكاتـب : ramzy - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 10h10 - التاريخ: 09/09/2025)           »          عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : خليـل زيـدان - - الوقت: 07h52 - التاريخ: 09/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > كلام في الأدب و الشِعر ( رؤى أدبية و نقدية )

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07/12/2008, 00h18
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي مجموعة مقالات للأستاذ خالد الكيلاني




في عام 1979 كانت بداية النهاية لعصر أنور السادات، كان قد فرغ لتوه من كامب ديفيد، وتفرغ للتنكيل بمعارضيه، هامش الحرية الصغير تم التراجع عنه، السجون فتحت أبوابها ليساريين من كل لون بتلفيق قضايا سياسية يحبسون علي ذمتها لعدة شهور دون أن تحال قضية واحدة للمحكمة،
والأمن اخترق أسوار الجامعة وصادر أي نشاط سياسي للطلاب، وما أفلت من يد الأمن تكفلت به الجماعات الدينية المتطرفة الصاعدة وقتها.

بعض الطلاب اليساريين انصرفوا عن ممارسة السياسة، وبعضهم غاص مع تنظيمات سرية تحت الأرض، والبعض الآخر ممن أدركتهم حرفة الأدب وجدوا في الشعر ملاذاً آمناً لممارسة السياسة، وكنت من هذه الفئة الأخيرة، وكان ملاذنا هو نادي الأدب بقصر ثقافة أسيوط الذي كان يومها ملء السمع والبصر، كان هناك درويش الأسيوطي زعيم الشعر في أسيوط، ذلك الفنان الشامل الذي يكتب الشعر والزجل والأغاني والمسرح والقصة ويمثل ويخرج أيضاً، و سعد عبد الرحمن الشاعر الرومانسي (وكيل وزارة الثقافة حالياً)، والساخر الكبير عزت الطيري الذي ما زال حتي الآن يكتب الشعر ويؤلف النكات، و مصطفي رجب (عميد كلية التربية بسوهاج سابقاً) صاحب أقصر قصيدة في التاريخ، والذي ظل يراسلني حتي أصابه اليأس مني فتوقف، والقاضي "المنياوي" يحيي عبد القادر (رئيس محكمة الاستئناف حالياً) الذي كان يكتب أروع قصائد عامية، والمهندس الزراعي عبد الرحمن محروس الذي لم يكتب سوي قصيدة أو اثنتين وتوقفت قريحته فانتقل من مديرية الزراعة إلي قصر الثقافة مشرفاً علي نادي الأدب ليشتري من سعد عبد الرحمن و عزت الطيري قصائدهما لقاء "علبة سجائر بلمونت" عن كل قصيدة بحجة "تنويع مصادر الشعر" كما قال ، وعندما عوتب في ذلك قال بيتاً لشاعر قديم يقول فيه: "ولما رأيت الشعر في الناس فاشياً ... تشاعرت حتي يظن الناس أني شاعر"، والشاعر الصيدلي جمال فرغلي الذي كان وما زال يكتب شعراً مبهماً، وكثيرون غيرهم لا تسعفني الذاكرة بهم الآن.


كنت تقريباً أصغرهم سناً، وتعلمت منهم الكثير، وكانت ندوة الأربعاء من كل أسبوع التي كان يديرها درويش الأسيوطي مدرسة حقيقية لصقل الموهبة ومناقشة الكتابات الجديدة وتعلم العروض والقافية، وتذوق موسيقي الشعر.


وانتشر صيت النادي في مصر كلها فجاء إليه في أسيوط الشعراء طاهر أبو فاشا و فاروق جويدة (الذي نشر لي أول قصيدة في الأهرام عام 1980) و أحمد سويلم و أحمد عنتر مصطفي و يسري العزب و نصار عبد الله و فؤاد بدوي و محمد أحمد العزب و عبد الستار سليم وغيرهم، وانتشرت قصائد شعراء أسيوط المغمورين علي صفحات مجلات عربية رصينة، ونشرت ملفات نقدية حول إنتاجهم الشعري بأقلام كبار النقاد علي صفحات كثير من الدوريات الفصلية المتخصصة.


كان زماناً جميلاً للشعر في أسيوط، ولكنه لم يكن كله كذلك، فقد طاردت مباحث أمن الدولة النادي وحاولت إغلاقه مرات عديدة، ومنعت مديرية الثقافة إصدار مجلة النادي "لقاء" عدة مرات، ومنعت أسماء بعينها (منها كاتب هذه السطور) من النشر فيها مرات أخري، وكان مدير مديرية الثقافة في أسيوط (صلاح شريت) رجلاً طيباً، لا يستطيع أن يرد طلباً لأمن الدولة أو لمحافظ أسيوط (وقتها ) محمد عثمان إسماعيل، وتحت ضغوط أمن الدولة والمحافظ أوقف المجلة تماماً وبدأ في حضور الندوة الأسبوعية ليقوم بمراقبة القصائد بنفسه، مما جعل سعد عبد الرحمن يطلق عليه اسماً حركياً ظل متداولاً بين مجموعة صغيرة في تلك الأيام هو " أبو الحجاج بن يوسف الثقافي".


في خريف 1981 اعتقلت في حملة سبتمبر الشهيرة، وكانت المضبوطات التي أخذت من بيتي أربع قصائد وثلاثة كتب قديمة منشورة وعلنية، وتلقيت في السجن وبعد خروجي منه مكافأتين كبيرتين، الأولي قصة قصيرة بعنوان "أنقذوا زينب" كانت أول قصة أكتبها ... ونسيتها، فأرسلها الصديق المستشار يحيي عبد القادر لمجلة القصة الفصلية ونشرت مع احتفاء نقدي بها ، بينما كنت في إحدي زنازين سجن المزرعة ، والثانية بعد خروجي من السجن بعدة شهور وفي عام 1983 عندما استضافنا فاروق شوشة (درويش الأسيوطي و سعد عبد الرحمن وأنا) في برنامجه التليفزيوني الشهير "أمسية ثقافية" مع الشاعر والناقد الكبير د.نصار عبد الله في أول حلقة من نوعها تخصص لشعراء شبان في هذا البرنامج.


تفرقت بنا دروب الحياة، وتركت أسيوط وناديها وجلسة الأربعاء، ومن يومها توقفت عن كتابة الشعر إلا النذر اليسير، مما يثبت أن الممارسة أهم من الموهبة، وأن أي موهبة لا تصقلها الممارسة تصدأ مع الزمن وسرعان ما تنزوي وتموت، وهو الأمر الذي يدركه جيداً سدنة السياسة والثقافة والصحافة والعلم في بلادنا فيبعدون أي صاحب موهبة أو مبدع عن المجال الذي يمكن أن يبدع فيه، حتي تخلو الساحة لهم ولأنصاف المثقفين، وللذين يخاصمهم الإبداع، ولمن لا يصدقني فلينظر لتليفزيون الحكومة وصحف الحكومة ومثقفي الحكومة ووزراء الحكومة، هل هناك ثمة إبداع ... لا أعتقد.


تفرق الجميع وبقي من فرسان النادي درويش الأسيوطي عميد أدباء أسيوط المعاصرين الذي لم تفلح القاهرة في إغرائه أو غوايته في يوم من الأيام، وظل وفياً علي العهد مع أسيوط.. ونادي الأدب، مثابراً علي تخريج أجيال جديدة من الكتاب والأدباء، ومثابراً علي كتابة الزجل والأغاني والمسرحيات والإخراج للمسرح والتمثيل علي خشبته وكتابة الشعر حيث صدر منذ أيام عن الهيئة العامة للكتاب آخر دواوينه "الاعتراف الأخير".


والأربعاء قبل الماضي احتفل درويش ورفاقه بمرور ثلاثين عاماً علي إنشاء نادي الأدب بأسيوط، ودعاني لهذا الاحتفال، ولكن ظروفي حالت دون تلبية الدعوة، فأرجو أن يسامحني، وأن تكون هذه الكلمات قد أوفت بعضاً مما علي من دين لدرويش وللنادي

.................................................. .................................
نشرت بجريدة البديل القاهرية بتاريخ 12/06/2008
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 14h59.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd